مما لا شك فيه أننا جميعًا نتمنى لأطفالنا دوام الصحة والعافية، وبالتأكيد إذا ما رُزقنا بأطفال مصابين بمرضٍ ما أو تشوه فإننا نسعى جاهدين للبحث في أسباب شفائه وإتيانها. ومن الأمراض التي قد يولد بها الطفل تشوهات جدار البطن فقد تحدث تشوهات جدار البطن بسبب عدم اكتمال نمو جدار البطن أثناء التطور الجنيني بشكل سليم، وكانت هذه المشكلة تمثل عائقًا كبيرًا قديمًا من حيث بقاء المواليد على قيد الحياة أو نموهم بصورة طبيعية وسليمة. ولكن الآن بفضل تطور الرعاية الطبية أثناء فترة الحمل والتي تساعد على اكتشاف هذه التشوهات قبل الولادة، والتعامل الطبي معها بعد الولادة كفل حياة أفضل لهؤلاء الأطفال. لذا سوف نتحدث اليوم عن حالات تشوهات البطن الخلقية لدى الأطفال وأسبابها وطرق العلاج. ونجيب عن سؤال: كيف اكتشف تشوهات جدار البطن الخلقية لدى طفلي؟
استكشف هذه المقالة
خروج الأمعاء من بطن الجنين
تشخيص التشوه
تشخيص هذا النوع من التشوه يشمل وجود فتحة أو فجوة في جدار البطن، والتي غالبًا ما توجد على يمين السرة، وتسمح بخروج أمعاء الجنين إلى السائل الأمنيوسي الذي يحيط بالجنين طافيةً به مما يسبب ضررًا بها، وكذلك تتأثر تغذية الأمعاء بالدم بسبب هذا التشوه وكذلك صعوبة تغذيتها بعد الولادة، وتحدث هذه الفجوة في أحد مراحل تكون الجنين المبكرة، ويمكن إجراء الكشف الطبي على التشوه عن طريق استخدام الفحص بالموجات فوق الصوتية للجنين أثناء فترة الحمل، والذي يبدأ اكتشافه خلال الفحوص الطبية في الأسبوع الثامن عشر من الحمل، وتظهر فيها الأمعاء على هيئة أشكال دائرية خارج البطن.
علاج التشوه
عادة ما يتم ولادة الأجنة المصابة بخروج الأمعاء كأحد تشوهات جدار البطن بواسطة ولادة قيصرية في الأسبوع السابع والثلاثين؛ وذلك منعًا لإصابة الأمعاء بأضرار إضافية خلال عملية الولادة الطبيعية. بعد الولادة يقوم الطبيب بعمل تخدير موضعي للرضيع ثم إدخال الأمعاء إلى داخل البطن، ثم يغلق الفجوة الموجودة بجدار البطن. إذا لم يتمكن الطبيب من إجراء العملية بهذه الكيفية بفعل حدوث قطع في الأمعاء يعمد الطبيب إلى وصل الطفل بجهاز يسمى “سيلو”، ويضع أمعاء المولود في كيس بلاستيكي ممسوك بخيوط مربوطة لأعلى؛ للحفاظ عليها، ثم تبدأ الأمعاء بحكم وزنها بالانزلاق لأسفل داخل البطن، وبعد أسبوع يعمد الطبيب لإغلاق فجوة جدار البطن.
غالبًا ما يستغرق المواليد المعرضون لهذه العمليات فترة أسابيع بعدها لا تعمل أمعاؤهم بشكل صحيح؛ ولذلك يتم إمدادهم بالطعام الخاص بهم عن طريق الوريد إلى أن تصبح أمعاؤهم مستعدة للعمل بشكل جيد فحينئذٍ يتناولون رضعاتهم بشكل طبيعي، ويُسمح لهم بالخروج من المشفى.
من تشوهات جدار البطن وجود فتحة في بطن الجنين
يطلق على هذا النوع من تشوهات جدار البطن “انشقاق البطن الخلقي”، ونجد فرصة حدوثه تظهر بنسبة 5000:1 من نسبة حالات المواليد، ولم يشر الأطباء لأسباب محددة لحدوثه، ولكن قد يُعزى إصابة الجنين به إلى وجود عيوب في الصبغيات. وتسمح هذه الفجوة بجدار البطن بخروج المعدة أو الأمعاء أو الكبد إلى كيس السائل الأمنيوسي المحيط بالجنين، ولكن نتيجة للتطور الطبي الحديث فقد أصبح بالإمكان معالجة مثل هذا التشوه كما ذكرنا سابقًا.
من تشوهات جدار البطن غياب جدار البطن
يعتبر غياب جدار البطن أحد تشوهات جدار البطن والتي تسبب خروج الأمعاء إلى خارج البطن دون وجود غطاء خارجي لحمايتها، ونجد أنه حوالي 60% من حالات هؤلاء المواليد يكونون خدجًا.
كيفية العلاج
يلجأ الأطباء لعلاج هذه الحالة بواسطة وضع أنبوب معدي على أنف المولود؛ وذلك لامتصاص المفرزات، ويتم تغطية الأمعاء الخارجة بشاش مغموس بالسالين، وكذلك تتم إحاطة المولود بمنشفة جافة معقمة؛ للحفاظ على حرارة الجسم من التسرب، كما يعمد الطبيب لإعطاء المضادات الحيوية لمعالجة الإنتان الذي تسببه الفلورا المعوية.
أسباب فتق البطن عند الجنين
إن الفتق هو بروز عضو أو غطائه من التجويف المحتوي له في البطن، وعادة ما يتم دخول جزء من المعدة أو الأمعاء به. وهذا الفتق هو عيب خلقي يحدث داخل الطفل أثناء فترة الحمل أو الولادة، ويوجد منه أنواع مثل: الفتق السري وفتق الحجاب الحاجز وغيره، وتفوق حالات إصابة المواليد الذكور حالات إصابة الإناث؛ فيشيع انتشار حالات فتق السرة بين البنات وحالات فتق الحجاب الحاجز لدى الأولاد. وقد ظهرت محاولات إصلاح الفتق المصاب به الجنين عام 1980 وهو في داخل الرحم؛ حتى يولد طفل سليم. وشاعت إمكانية علاج الفتق بعد الولادة بساعات حيث يتم وضع الطفل في الحضانة، ويبقى على التنفس الاصطناعي لمدة يومان تقريبًا يُحضر خلالها الطفل لتدخل جراحي لإصلاح هذا الفتق.
وترجع أسباب الإصابة بفتق البطن إلى عدة أسباب هي:
تاريخ عائلي للإصابة
بحيث يظهر في العائلة بعض حالات الإصابة بالفتق مثل: فتق الحجاب الحاجز؛ نتيجة لاضطراب الصبغيات أو الجينات الموروثة.
الولادة
قد يحدث الفتق عند الولادة؛ حيث يميز هذا السبب الفتق السري، فإن الحبل السري يستطيع النفاذ من خلال فتحة صغيرة داخل عضلات بطن الجنين، وتغلق هذه الفتحة قبل الولادة بصورة طبيعية، ولكن إذا لم تتماسك عضلات البطن مع بعضها في خط المنتصف فإن ذلك يحدث ضعفًا؛ بسبب الفتق السري عند ولادة الطفل أو مستقبلًا في حياته، وهذه أحد تشوهات جدار البطن الظاهرة.
العيوب الخلقية في الجهاز الهضمي
تشمل العيوب الخلقية في الجهاز الهضمي نمو بعض أجزائه بشكل غير متكامل، وجود ضيق أو انسداد بالأمعاء، أو وجود خلل ما في تكوين وتطور المعدة، أو عدم وجود ثقب الشرج، أو غياب جدار البطن، وبذلك تدخل بعض أنواع العيوب الخلقية في الجهاز الهضمي كأحد تشوهات جدار البطن، ومن أسبابها:
العامل الوراثي
قد تمثل التشوهات الوراثية، أو الاضطراب في الصبغيات، أو الاضطراب الناتج عن الوسم، أو الاضطراب الخلوي الجيني أحد أسباب حدوث التشوهات الخلقية، وقد يكون السبب هو اشتراك العامل الوراثي مع العامل البيئي المساعد على ذلك.
العامل البيئي
قد يلعب العامل البيئي أيضًا دورًا في التسبب بالتشوهات الخلقية؛ فحوالي 10% منها يرجع سبب حدوثه إلى بعض العوامل. ومن أهمها:
المواد المشوهة أو الماسحة
هي عوامل تعمل على حدوث شذوذ في عملية تطور الجنين؛ وذلك بالتداخل مع عملية نموه الجنينية، فيؤثر على نموه وعلى الجهاز العصبي المركزي. ومن هذه المواد المشوهة للجنين: التعرض للأشعة أثناء الحمل بكمية تسمح بحدوث التشوه، وجود الإنتانات داخل الرحم مثل: مرض القطط والحصبة الألماني، الاضطرابات الاستقلابية لدى الأم مثل: مرض السكر والذي وُجد أن 10% من مواليد الأمهات اللاتي يحملن مرض السكر مصابون به، وجود قوى ميكانيكية خلال الحمل مثل: الأربطة الأمنيوسية أو الورم الليفي بالرحم أو شح السائل الأمنيوسي؛ فوجودها يضغط على الجنين ويسبب تشوهات هيكلية مثل: خلل نسيج الورك وحنف القدم، وتناول بعض أنواع الأدوية والتي تسبب التشوه.
لقد ألقينا الضوء على مختلف حالات تشوهات جدار البطن والتي تتضمن خروج الأمعاء من بطن الجنين، وجود فتحة في بطنه، وغياب جدار البطن، وكذلك شاركتكم أسباب فتق البطن عند الجنين والعيوب الخلقية في الجهاز الهضمي، راجين الإلمام بالتوعية الصحية ونشرها، وداعين الله أن ترافق السلامة والصحة جميع أطفالنا، وأن يشفي-سبحانه وتعالى- مرضاهم.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق