تصاب المرأة الحامل بالكثير من الضعف والإجهاد وأعراض أخرى مثل تشنجات الحمل ، قد يكون السبب الأول في
عدم قدرة النساء الحوامل على التأقلم مع ذلك الوضع الحساس هو عدم معرفتهم بالطرق الصحيحة واعتمادهم على المعلومات المسبقة اللاتي يملكنها بشأن ما يخص الحمل وتجارب الأخريات، بالرغم من أن التجارب تحمل الكثير من النصائح المفيدة، إلا أنه يجب أن تكون المرأة على علم بأحدث التطورات التي يخبرنا بها العلم فيما يخص طريقة تعامل المرأة الحامل مع جسدها خلال فترة الحمل، في المقال التالي سنتعرض إلى كل التفاصيل التي تخص حدوث تشنجات الحمل وما هي الخطوات الصحيحة التي يجب أن تلتزم بها المرأة لتمنع حدوث التشنجات قبل أي شيء، وما الذي سيكون عليها فعله عند حدوث تلك التشنجات.
تشنجات الحمل : الطريق الصحيح من أجل تلافيها
تجنبي كافة الأمور المؤدية إلى تشنجات الحمل
تجنبي القيام بأي تحرك مفاجئ. لتتجنبي التحركات المفاجئة التي لا تقصدين القيام بها في المرحلتين الأخيرتين من الحمل (من الأسبوع الثالث عشر حتى عملية الولادة)، يجب أن تتحركي بشكل بطيء نسبيًا في كافة تحركاتك، وألا تقومي بمجهود زائد، فبطء حركتك سيجنبك تمدد الأربطة المحيطة برحمك ويقلل التشنجات، مثلاً يجب أن تأخذي أكثر وقت ممكن عند نهوضك من السرير. ارتدي ملابس فضفاضة ومريحة، تجنبي ارتداء الملابس الضيقة بشكل كامل، فهي تضغط على بطنك المنتفخة مما قد يسبب الكثير من تشنجات الحمل .
تجنبي المجهود الزائد، فقد يضغط المجهود الزائد على رحمك أو يسبب تمدد الأربطة المحيطة بالرحم ويؤدي إلى تشنجات الحمل باستمرار، لكن في بعض الأحيان قد تعتاد بعض النساء على القيام ببعض التمارين البدنية بانتظام ولا يكون الأمر مؤثرًا عليهن في فترة الحمل، لذا يجب أن تستشيري طبيبك قبل أن تقومي بأية تمارين بدنية.
اجعلي جسدك مستعدًا لمواجهة تشنجات الحمل
اجعلي رجليك مرتفعة قدر الإمكان، فعندما تكون رجليك مرتفعة بشكل مستمر طوال اليوم ينشط هذا من دورتك الدموية، لذا عندما تريدين الجلوس، حاولي أن ترفعي رجليك على أي مكان. وعندما تقفين، تحركي بشكل مستمر حتى لا يتجمع الدم في المناطق السفلية من جسدك، وعندما تذهبين إلى النوم، ضعي أكثر من وسادة تحت رجليك.
اشربي الكمية الكافية من السوائل، قد يكون الجفاف كذلك من أسباب حدوث تشنجات الحمل . لكن الأمر المهم هو أن تقومي بتنويع تلك السوائل، فبالإضافة إلى المياه التي يجب أن تحصلي على كمية كبيرة منها، جربي بعض السوائل المفيدة الأخرى مثل المشروبات الرياضية التي تحتوي على كمية كبيرة من الأملاح المعدنية لتقوم بتعويض الرياضيين عن كمية الطاقة التي فقدوها، وقد أثبتت الكثير من الدراسات الفائدة الكبيرة لتلك المشروبات بالنسبة للمرأة الحامل، بالإضافة إلى مياه جوز الهند المفيدة، تجنبي المشروبات التي تحتوي على الكافيين الذي يتخلص من السوائل في جسدك ويكون مدرًا للبول بدرجة كبيرة.
حافظي على طعامك صحيًا لمواجهة تشنجات الحمل
تأكدي من أنك منتظمة على النظام الغذائي الصحي الذي تتبعيه، لابد أن تحتوي وجباتك الغذائية على كميات وافرة من الكالسيوم الذي يوجد بكثرة في الحليب واللحم وبقية منتجات الألبان مثل الجبن والزبادي والماغنسيوم الذي يوجد في الخضروات التي تحتوي أوراق خضراء بالدرجة الأولى مثل القنبيط الأخضر (القنبيط الأخضر) والسبانخ وكذلك القرع، بالإضافة إلى الأسماك التي تحتوي بعض الأنواع منها على كمية كبيرة من الماغنسيوم، كذلك فإنك ستحتاجين إلى زيادة كمية البوتاسيوم في جسدك والذي يوجد في بعض الفواكه مثل الموز والأفوكادو (الزبدية) وبعض أنواع السمك مثل السلمون، فكل تلك المكونات أساسية لتقوية عضلات وأعصاب الجسد خلال فترة الحمل لتتمكن المرأة من تحمل الضعف الناتج عن الحمل وتتجنب تشنجات الحمل .
كلي بعض الأطعمة التي تحتوي على الألياف النباتية، فالألياف النباتية تساعدك على تنظيم عملية الهضم وتمنعك من الإصابة بانقباض البطن الذي يؤدي إلى الإمساك، والإصابة بالإمساك والاختلال في الجهاز الهضمي هو من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى حدوث تشنجات الحمل ، يعتبر الأرز البني (الأرز الكامل) والسباجيتي من أكثر الأطعمة التي تحتوي على كميات وافرة من الألياف النباتية، بالإضافة إلى بعض الخضروات مثل القنبيط المقلي والجزر غير المطهي وبعض الفواكه مثل التفاح والبرتقال والفراولة والكمثرى.
الاعتماد على الوجبات الخفيفة باستمرار
لا تكثري من الأكل، فالأكل الكثير قد يشجع على حدوث التشنجات داخل بطنك، الأفضل أن تحصلي على وجبات متعددة خفيفة بدلاً من ثلاث وجبات كبيرة، أو أن تأكلي ثلاث وجبات أساسية خفيفة بعض الشيء، مع بضع وجبات أخرى لا تحتوي إلا على كمية قليلة من المكونات الغذائية فيما بين الوجبات الثلاث. وحاولي كذلك أن تكوني منتظمة قدر الإمكان في كمية الطعام التي تأكليها كل يوم.
أشياء صغيرة لكنها مؤثرة
تصيب تشنجات الحمل الكثير من النساء حول العالم، إلى درجة أن النسبة قد تصل إلى أكثر من 50% من النساء يتعرضن إلى تشنجات الحمل ، خاصةً في الطور الثالث من أطوار الحمل، وبالرغم من أن الأمر لا يوجد له علاج طبي واضح، إلا أن هناك بعض الأشياء التي قد تخفف من حدة التشنجات، وهناك الكثير من الأمور التي بإمكان المرأة التوجه نحوها لتتجنب وقوع تلك التشنجات، لكن قد تكون الأمور الصغيرة هي من أكثر الأسباب التي تؤثر في حدوث تشنجات الحمل مثل ارتداء الأحذية المناسبة، فقد تسبب بعض الأحذية بالنسبة للمرأة الحامل التي تشعر بالتوتر بعض الاضطرابات في الدورة الدموية، كذلك أيضًا فإن ارتداء جوارب الضغط يجعل جسدك قادرًا على ضبط الدورة الدموية في الأوقات التي تقفين فيها، فهو يضبط مستوى الدم الذي يذهب إلى القلب، وكذلك في الركبتين والقدمين. أيضًا يجب ألا تقومي بلف رجليك فوق بعضهما البعض، فهذه الحركة تجعل دورة الدم في اضطراب، حافظي على تمدد جسدك مستقيمًا بشكل عام. بالإضافة إلى ذلك، فالحالة النفسية تؤثر بشكل كامل على المرأة الحامل التي تشعر بتغيرات بالغة في جسدها، قد يبدو الأمر غير مهمًا من الواجهة، إلا أنه من أكثر الأشياء التي يجب على المرأة الحامل وزوجها أن يهتما بها.
طرق أخرى للاسترخاء
يمكنك أن تستخدمي وسادة ضاغطة أو أية مادة أخرى تستخدم في جعل الأعضاء مسترخية، يمكنك الحصول عليها من الكثير من المراكز الطبية، ضعي الوسادة الضاغطة على الجزء الذي تشعرين فيه بالتشنجات وستجدين فعالية كبيرة لتلك المواد الضاغطة، فهي أفضل من التمدد والاسترخاء لأنها تقوم بالتركيز على ضبط أعصاب جسدك في منطقة معينة، إلا أن الأمر الذي قد يسبب نتيجة عكسية هو وضعك للوسادة الضاغطة على المنطقة لفترة طويلة، مما قد يضعف أعصاب وعضلات المنطقة، لذا يجب أن تنزعيها في الوقت الذي تبدأين فيه بالشعور بالتحسن، ويمكنك إعادة استخدامها كلما ظهرت الآلام، يمكنك كذلك التفكير في حلول أخرى تعتمد على الاسترخاء من الحمام الدافئ الذي سيعطيك قدر أكبر من الراحة وإزالة التوتر وسيمنع حدوث تشنجات الحمل كلما داومت على أخذ الحمام الدافئ أكثر من مرة في اليوم. كذلك فإن بإمكانك الحصول على جلسة مساج لطيفة لتحصلين على استرخاء تام في كافة أجزاء جسدك، إلا أن هذا الأمر خطير للغاية إذا تم أداءه بالشكل الخطأ، لذا يجب أن تتأكدي من أن الشخص الذي سيقوم بعملية التدليك قادر على فهم كافة الأمور التي قد تؤثر على جسدك بطريقة سلبية وأنه يحمل شهادة موثقة في مهنته.
انتبهي من الأدوية التي تأخذينها
قد تشعرين بالرغبة في التخلص السريع من الآلام واستخدام حل سهل كالأدوية المسكنة، لكن يجب أن تعرفي أن هناك كم كبير للغاية من الأدوية تقوم بالتأثير بدرجة سلبية على المرأة الحامل، لذا يجب أن تستشيري طبيبك قبل أن تأخذي أي دواء، توجد بعض المسكنات التي لم يتم ملاحظة أي تأثير سلبي لها خلال فترة الحمل مثل باراسيتامول (أسيتامينوفين)، وتبلغ الجرعة الصحيحة منه ما بين 325 إلى 650 مجم كل 4-6 ساعات (إلا إذا أخبرك طبيبك بغير هذا)، لكن يجب أن تأخذي حذرك من الكثير من المسكنات الأخرى الشائعة والتي تأخذها الكثير من الناس الحوامل بسبب جهلهم، فمركب إيبوبروفين (الاسم التجاري الشائع له هو بروفين أو نورفين) قد يسبب أذى كبير للمرأة الحامل خاصةً في الطور الثالث من أطوار الحمل الثلاثة. وعامةً فيما يخص الأدوية أو غيرها، يجب أن يكون هناك اتصال بينك وبين طبيبك على مدار اليوم، وإذا كان هذا متعذرًا، يمكنك الاعتماد على أكثر من طبيب أو شخص يملك الخبرة الطبية الكافية لإرشادك.
الخطوات الصحيحة التي يجب عليك اتخاذها عند حدوث تشنجات الحمل
إذا ما شعرتي بوجود تشنجات الحمل ، قبل أي شيء، يجب أن تتوقفي عما كنت تفعليه مهما كانت أهمية الأمر، وبعد عدة دقائق من الراحة والاسترخاء، ستتمكنين من تقليل حدة تشنجات الحمل بشكل تدريجي إلى أن تنتهي. لكن إذا استمرت آلام التشنجات طويلاً، يجب أن تتواصلي مع الطبيب عبر الهاتف أو بأي طريقة سريعة تخبريه عن الأعراض التي تشعرين بها بالتحديد، فقد يكون الأمر خطيرًا ولا يتعلق بكونها مجرد تشنجات مسببة للألم لفترة مؤقتة، كذلك فإنه قد يكون هناك حلاً سريعًا للتخلص من آلام التشنجات لكنه لا يعمل في كل الأوقات، وهو أن تتمددي وتنحني قليلاً على الجزء الذي تشعرين فيه بالألم دون الضغط عليه بدرجة مؤلمة إلى أن يختفي الألم من خلال استرخاء عضلاتك، كذلك فإن الحل الأساسي والكامل الذي ينصح به الأطباء هو أن تتمددي على الجزء الذي تعانين فيه من تشنجات الحمل ، يجب أن يكون جسدك مستقيمًا بأكبر شكل ممكن، وكذلك يجب أن يكون الشيء الذي تستخدميه في التمدد عليه مريحًا بدرجة كبيرة وفي نفس لا يجعل جسدك بارزًا في بعض الأجزاء، فكري في أشياء مريحة تجعلك منسجمة بها وبعيدة عن الواقع، استمري في هذا الوضع لدقائق وإذا لم تنتهي الآلام قومي بتدليك بسيط لمكان الألم، كذلك فإن هناك حل مبتكر ينصح به البعض وهو الدراجة الثابتة أو البدال الثابت، حيث تقومين بإكمال دورات البدال في الجهاز لمدة نصف ساعة يوميًا لتتمكني من زيادة قوة ركبتيك وقدميك وبطنك، هذا الحل يمنع حدوث تشنجات الحمل بدرجة كبيرة بشرط عدم الإفراط في استخدام الجهاز حتى لا تصبح النتيجة عكسية.
في نهاية حديثنا، يجب ألا تنسي أن الحمل ليس بالفترة الهينة على الإطلاق في حياة النساء، خاصةً في المرة الأولى للحمل، حيث تواجه المرأة تشنجات الحمل وغيرها من الآلام التي لم تواجهها من قبل في حياتها، لذا فإن المرأة تحتاج إلى الكثير من الدعم في البيئة التي توجد فيها، من زوجها ومن بقية أفراد الأسرة لتتمكن من تجاوز تلك الفترة بدون حدوث خسائر.
أضف تعليق