الطعام شيء هام جدًا في حياتنا، والأهم من تواجد الطعام أن يتواجد معه كذلك طرق للحفاظ عليه، وربما لهذا السبب ظهرت عملية تشميع الخضروات والفاكهة مع بداية القرن العشرين، فكما هو معروف أن تلك الثمار تأخذ طبقة حافظة طبيعية من الشمس، لكن هذا لا يمنع من كون الخدوش قادرة على الولوج داخل هذه الثمار والتمكن من تلك الطبقة التي تحميها، ولهذا فإن الخُبراء قد تمكنوا مؤخرًا من التصدي لهذا الاختراق من خلال ابتكار طريقة حفظ جديدة تكون طبقة الشمع الخفيفة هي العنصر الرئيسي بها، وهذا أيضًا ساهم في حدوث بعض المشاكل بسبب منع الشمس لعدة طبقات أخرى هامة من الولوج للفاكهة، عمومًا، في السطور القادمة سوف نتعرف سويًا على عملية تشميع الخضروات والفاكهة ، من حيث كيفية حدوثها والأهمية المرجوة من ذلك الأمر المُبتكر.
استكشف هذه المقالة
عملية تشميع الخضروات والفاكهة
قبل أن نستخلص الهدف من العملية التي نتحدث عنها وكيفية حدوثها بطرق مفيدة، علينا أولًا التعرف على ماهيتها، فهذا المصطلح بالتأكيد لا يبدو مألوفًا على الأذهان، فليس كل الناس يعرفون أن ثمة عملية تشميع تحدث للخضروات والفواكه التي نتناولها، وتلك العملية ببساطة تعني وضع طبقة، يجب عن تكون رقيقة، على الخضروات والفواكه، تلك الطبقة تتكون من مادة الشمع لكن بدرجة أقل بكثير من الشمع المُستخدم لأي غرض آخر بخلاف تشميع الثمار والفواكه.
الخضروات والفواكه قديمًا كانت لا تتعرض لعملية التشميع، وإنما كانت تُنقل هكذا دون أي نوع من أنواع الأمان، وهذا ما كان يتسبب في بعض الأضرار، سواء كانت تلف أو عفن، في النهاية كانت الكارثة تحدث في صورة خسائر بالفواكه والخضروات، ولهذا في عام 1920 تمكن تجار أمريكيين من ابتكار هذه الطريقة، والواقع أنها قد أثبتت فائدة كبرى، وحتى مع وجود بعض الأضرار فإنها لا تطغى أبدًا على الفوائد التي أهمها حفظ تلك الثمار وبالتالي الحفاظ على معدل الإنتاج.
أهمية عملية تشميع الخضروات
لا تتم عملية تشميع الخضروات والفاكهة لسبب بسيط كالحفاظ على الثمرة من التلف، وإن كان هذا في الحقيقة يُعتبر من ضمن الأسباب المُستخدمة بالفعل، لكن الغرض الرئيسي من هذه العملية هو عزل الثمرة عن أي مُثير خارجي من شأنه أن يؤثر فيما بعد على جودتها، وهذا الأمر يشمل التلف والفساد والحماية من الخدوش الواردة في أي لحظة، خاصةً وأننا لا نتحدث عن ثمرة تذهب من الأرض إلى الفلاح مباشرةً، وإنما تخوض في طريقها الكثير من المعارك وتُجاهد حتى تصل في النهاية إلى المُستهلك بأفضل جودة ممكنة.
أهمية تلك العملية أيضًا تكمن في كونها تضمن استمرار عملية الزراعة بأكملها، فإذا افترضنا أن كل دفعة ثمار سوف يتم نقلها من الوارد كسادها بدرجة كبيرة فبالتأكيد لن يقوم المُزارعين بالإقدام على عملية الزراعة لأنها ستكون في هذا الوقت عملية خاسرة، وإنما ما يحدث بالضبط هو حفاظ على ما يُمكن الحفاظ عليه لضمان استمرار العملية، والواقع إن هذا الأمر لن يبدو مُرسلًا أبدًا إذا ما تعرضنا للإحصائيات التي تُشير إلى ارتفاع معدلات الزراعة بعد عام 1920، وهو العام الذي تم فيه بدء عملية التشميع الهائلة.
كيف يتم تشميع الخضروات والفاكهة ؟
تبدأ مرحلة التشميع مع بداية مرحلة التصدير والاستيراد، فمن النادر جدًا أن يتم تشميع خضروات وفواكه من المفترض أنها ستنتقل لمسافات قصيرة، وإنما فقط تلك التي ستُسافر وتخوض المعارك في الطريق، وهذا النوع من السفريات يحتاج إلى التشميع كي نضمن أنه سيصل في النهاية إلى وجهته الصحيحة وبأفضل حال ممكن، وطبعًا يتم التشميع بأكثر من طريقة، وسوف نتناول أبرز تلك الطرق والتي تؤدي في النهاية إلى نتائج شبه مضمونة، وأولها طريقة الغمر.
التشميع من خلال الغمر
الطريقة الأولى والأكثر استخدامًا في عملية تشميع الثمار هي طريقة الغمر، وهي في الحقيقة طريقة سلسة جدًا، فكل ما عليك هو أن تُحضر شمع منصهر في درجة حرارة تقترب من درجة الخمسين سلزيوس، مع مراعاة عدم الزيادة عن ذلك المعدل مهما كان كيلا تفسد الفاكهة، بعد أن نصهر الشمع ويُصبح جاهزًا على الدرجة التي حددناها يتم جلب الفاكهة والخضروات وغمرها في ذلك الشمع المُنصهر بكثافة شديدة لكن في نفس الوقت يجب ألا تزيد مدة الغمر عن ثانية واحدة فقط، أي أن الأمر كله يجب أن يحدث بصورة خاطفة، بعد كل ذلك ننتشل الثمار من الشمع المنصهر ونقوم بتجفيفه جيدًا، ويكون بهذه الطريقة قد حظي بما يستحقه من تشميع.
التشميع من خلال الرذاذ
الطريقة الثانية من طرق تشميع الخضروات والفاكهة تعتمد كذلك على الشمع لكن بطريقة أخرى، فبدلًا من أن يتم الغمر مثلما هو الحال مع المرة الأولى يتم اللجوء إلى الرذاذ، أو النقاط المُتناثرة كما يُطلق البعض عليها، والحقيقة أن ذلك الرذاذ يتم أيضًا من خلال رشاشات ذات قوة عالية مع مراعاة تواجد أشياء قادرة على جعل الفاكهة تأخذ دورة كاملة أمام الرذاذ حتى تنغمر بكل نقطة تخرج منه، وطبعًا بلا شك تفتقر تلك الطريقة إلى الجودة التي تكون متوافرة أكثر في الطريقة الأولى المُعتمدة في الأصل على الغمر، وهو ما لا يدع مجالًا للشك في جودة عملية التشميع.
طريقة التشميع بالفرش
الطريقة الثالثة والقائمة كذلك في عملية تشميع الثمار أن يتم وضع الأشياء المراد تشميعها في حوض مُتحرك، ذلك الحوض بالطبع يكون مُلامس للشمع أو أحد طبقاته، ومع التحريك تحدث عملية الفرش المرجوة، والحقيقة أن هذه الطريقة تُعد الأقل جودة بين كل الطرق المذكورة، لكنها تبقى موجودة ومُستخدمة من قِبل البعض.
لماذا يرفض البعض التشميع؟
مع الأهمية الكبرى التي ذكرناها لعملية تشميع الخضروات والفاكهة نجد أن بعض المستهلكين يرفضون رفضًا تامًا التعامل مع أي مواد خضعت لتلك العملية، فهؤلاء يُدركون جيدًا أن الفواكه والخضروات في حالة تغليفها يُحجب عنها الكثير من الأشياء المُفيدة الواجب توافرها في الظروف الطبيعية، وأقل هذه الأشياء التهوية الجيدة التي لا تكون بنفس الشكل مع عملية التغليف، كما أن الشمس كذلك تُعد عنصرًا هامًا في اكتمال نمو الثمار، وهو ما سنحرمها منه في حالة القيام بعملية التشميع، عمومًا، أولئك الذين يرفضون التعامل مع الثمار والنباتات المُغلفة يمتلكون أسبابهم المقنعة، لكن يبقى الأمر في النهاية حاملًا لفائدته الكبرى والأهم في التشميع وليس عدمه، وإلا ما كنت كل الدول المُتقدمة عملت به.
أبرز دول التشميع
تقريبًا كل الدول الآن تعمل في هذا المجال، لكن بالطبع يعتلي القائمة ذلك اللفيف الكبير من الدول المُستخدم أكثر لعمليات الاستيراد والتصدير، فأصلًا على رأس الأسباب التي دعت إلى ظهور التشميع الاستيراد والتصدير والتنقل لمسافات كبيرة، وبهذا يُمكننا الترتيب بدايةً من الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وألمانيا والسويد، وإن كانت أمريكا تشغل القائمة بنسبة لا تقل عن خمسين بالمئة، سواء تصدير أو استيراد، في النهاية التشميع موجود.
أضف تعليق