الأطفال يعيشون ساعات طويلة من حياتهم للأسف في التعليم بطرق لا تعجبهم خاصة في عالمنا العربي وطرق التعليم القديمة، كيف إذاً يمكنك ترغيب أبنائك بالدراسة حتى تساعدهم على حب العلم لأنه مفيد في حياتهم ومستقبلهم وتوصيل المعلومة بطرق إيجابية قد لا تكون المدرسة العادية قادرة عليها، وإذا كان التعليم به مشاكل إلا أننا لا يجب أن نقف صامتين وعلى الأقل نساعد أطفالنا بالبيت بطرق محببة بدل الكره للتعليم بطرق بسيطة جداً على حسب كل مادة ومتطلباتها.
طرق مبتكرة من أجل ترغيب أبنائك بالدراسة
مادة اللغة العربية
لغتنا العربية لغة رائعة ومليئة بالكنوز للذي يفهمها ويغتنمها، إنما للأسف يتعمد أغلب المدرسين طرق تحفيظ الطفل، أما في سبيل ترغيب أبنائك بالدراسة في اللغة العربية عليك شراء بعض الألعاب بالنسبة للسن الصغير الذي تحتوي على حروف اللغة العربية وتدخل مع الطفل مغامرة إلى تكوين الكلمات، بالنسبة إلى النصوص الشعرية فأفضل طريقة هي أن يفهم الطفل ما يقرأ ويتفهم أسرار والقصص حول الشاعر ولماذا كتب هذا النص ولمن وكلها أمور تجعله يتفهم تدريجياً روعة العمل وبالتالي يبدأ يفهم بلاغة النص.
أما عن أمور النحو والصرف فليس لها أن تكون قواعد مطبقة جامدة بل يمكنك تحويلها للعبة ألغاز وترك الطفل ليحلها ويكافأ إن حاول بالتفكير الصحيح وليس المهم النتيجة النهائية، ابهر الطفل واعمل عقله تجده مستمتع ومقبل أكثر على الدراسة.
أما مواد اللغة الأخرى أيا كانت فينطبق عليها نفس الكلام بالإضافة إلى أنك يمكنك شراء قصص ممتعة بتلك اللغات الأخرى وصغيرة بسيطة حتى يبدأ الطفل في حب اللغة الأخرى.
مادة التاريخ
إن مادة التاريخ هي أسهل مادة يمكنك ترغيب أبنائك بالدراسة فيها، لأن تعتبر في الأصل مجرد قصص وروايات وأساطير عن أشخاص قديمة عاشت في زمن مختلف بالتالي يمكنك استخدام ذلك الأمر في أن تحكي له المادة بصور قصص ومغامرات، يمكنك أيضاً البحث عن أفلام مشهورة لتلك القصص ليسمعها طفلك ومقارنتها بتلك الموجودة في منهجه العلمي، وبذلك ستلزق المعلومة بذهنه مدى العمر دون استخدام وسيلة التسميع المعتادة.
مادة الفيزياء وكيف يمكنك ترغيب أبنائك بالدراسة فيها
قد تكون الفيزياء مادة صعبة الفهم خاصة لكثرة قوانينها وصعوبة استيعاب المعلومة بشكل سلس حتى إن كنت ممتاز في طرق الإيضاح المباشر، لذلك أفضل حل هو أن تجلب تلك المعدات المشروحة في منهجه العلمي ولوحة كبيرة تعلق على الحائط وتتخيل معه أنه عالم فيزيائي يريد فهم الحقيقة من وراء التجربة وبالتدريج تستنج معه القانون ويفهم بعينه وتحريك يده على الجهاز أو الحركة المدروسة مثل الطفو والجاذبية وما إلى ذلك، خذ الأمر أنت على محمل تعليم نفسك لهذه الأمور ومنها تتعلموا مع بعض فهم القانون العلمي.
مادة الكيمياء
مادة الكيمياء قد تبدو صعبة جداً من الخارج لكثرة المعدلات التي يطلب من الطالب حفظها، ولكن ببعض الاهتمام وإعمال العقل تصبح مادة محبوبة لدى أبنائك، ولأن معظم المدارس لا تمتلك مواد كيميائية للتجارب ويصبح الأمر مجرد نظرية تخلية، اجلب أنت بعض تلك المواد البسيطة منها وادرس تحذيرات التجربة ونفذ التجربة بمكان أمن خارج المنزل إذا كانت معقدة، يوجد على الإنترنت طرق كثيرة كيميائية لصناعة بركان صغير من مواد بسيطة، أو طريقة تكثيف الماء، لأن الكيمياء ببساطة هي كل حياتنا اليومية ورؤية الطفل لذلك يبدأ عقله الصغير باستيعاب الأمور بطريقة عملية أكثر.
مادة الجغرافيا
يمكنك ترغيب أبنائك بالدراسة في الجغرافيا حين يشاهدون ما يقرؤون على خريطة كبيرة وفي صور على الإنترنت أو حتى إذا سمحت الظروف والأموال يمكنك القيام بمغامرة استكشافية هناك للطبيعية، وبمعدات بسيطة لتكوين شكل الكرة الأرضية من الخارج وكيف أنها تدور حول الشمس وكيف تتأثر بذلك البلاد بضوء الشمس يعي الطفل الأمر بوضوح وبساطة وتصبح عندها حفظ المعلومة أمر سهل ويأتي بالفطرة من بعد الفهم.
مادة الرياضيات
مادة الرياضة كلها قوانين واستنتاجات والذي يحبها يفعل ذلك من نفسه لأنه يستطيع فهمها فهي لها شخصياتها ولكن يمكنك المساعدة في ترغيب أبنائك بالدراسة فيها بجعلهم يستمعون لشرح بطرقة بسيطة سلسة وبعدها يستخدمون هم الورقة أو اللوحة على الحائط في حل المسائل والتجربة بنفسهم ما يجعلهم يثقون بنفسهم وبقدرتهم على إيجاد الحل الخفي بجعلك الموضوع لعبة وإثارة الذهن وتقريب البرهان حتى الوصول للحل الصحيح.
مادة الأحياء
هي مادة قريبة جداً لحياتنا اليومية لأنها تفسر كيف يعمل جسدنا فتستطيع استعمال فيديوهات لأجزاء الجسم المصورة، مع استخدام بعض الأشعة القديمة لك أو لفرد من العائلة لتوصيل الفكرة بمواد حقيقية وربط الكلام العلمي بالتجربة الواقعية.
أفكار أخرى مبتكرة
وهذه كانت قائمة لبعض الأفكار في أهم المواد الدراسة لتساعدك في ترغيب أبنائك بالدراسة أما بالنسبة إلى الأشياء التي يجب أن تتجنبها في ذلك الأمر فهي:
- أولاً لا يجب أبداً أن تغضب على الابن ولا تنعته أبداً بالكلمات السلبية مثل “أنت غبي؟” “كيف لا يمكنك فهمها إنها سهلة؟” “لا فائدة من المحاولة معك.” كلها تنقض تماماً فكرة الترغيب لأنك بذلك تكره الطفل في الدراسة وفيك وفي العلم نفسه، بل كن مشجعاً للطفل وبالكلمات الإيجابية مثل “أنت ذكي وممتاز.” “أنت قادر على فهمها ولن تقف عقبة في طريقك.” “يمكننا أن نحاول من جديد، ولو كنت تعبت يمكننا أخذ قسط من الراحة ثم الرجوع للمحاولة، سنظل نحاول حتى نصل، لأننا قادرين.”
- ثانياً لا تحاول عقدة صفقة “إذا أنجزت فروضك ستأخذ ما تريد وتلعب.” لأنك بذلك تجعل من وقت الدراسة الوقت الكئيب الذي يفصل بين الطفل وبين متعته، اجعل لكل وقت وقته في اليوم وكل الأوقات متعة بطريقتها الخاصة.
- ثالثاً إذا لم يتبقى حل في بعض المعضلات سوى الحفظ وهو أمراً وارداً نظراً لصعوبة المواد يمكنك استخدام تلك الخدعة البسيطة للعقل لترغيب أبنائك بالدراسة والحفظ وهي كالاتي: العقل يكون لديه قدرة على الحفظ أكثر إذا ربط المعلومة مع معلومة أخرى فيكون العقل شبكة مشتبكة من المعلومات المتصلة ببعض فيتم استيعابها وحفظ أكثر، كما أيضاً حين ترتبط المعلومة بحاسة أخرى مثل رائحة معينة أو صوت معين تثبت أكثر بالدماغ لأنه الآن كلما حاول تذكر المعلومة لو حاول تذكر الرائحة أو الصوت ستصل المعلومة فوراً من الذاكرة، كما أن ربط المعلومة بشيء مضحك حتى وكلما كان غريب وعجيب وغير مبرر بالمنطق كان محاولة تثبيته أفضل عند دماغ الطفل.
- رابعاً لا تحدد وقت الدراسة وكأنها ساعة العذاب باليوم بل اجعل الأمر يأتي بطبيعية وبهدوء.
- خامساً لا تقارن أبداً أبنائك بطلاب أخريين قد يكونوا يحققون درجات أعلى فليس هذا مقياس النجاح فلا تجعل الطفل يعاندك أو يشعر بأنه أقل من أصدقائه، تعلم أنت أولاً أن طفلك مختلف ومستقل بنفسه وقد يكون شغف الدراسة ليس هو ما يجذبه من الأساس وإنما أشياء أخرى مثل الموسيقي أو الرياضة، تعلم أن تدعم أبنائك دون إجبارهم على شيء أياً كان ولا توصيل فكرة أن النجاح يقاس فقط بالدرجات المدرسية وإنما للنجاح طرق كثيرة. وهذه الكلام ينطبق أيضاً بين الأخوة فلا تقارن لأن بذلك قد تسبب كره الأخ لأخيه وتكون غلطتك أنت لأن كل واحد يتميز عن الأخر في شيء وليس هذا معناه أن واحداً أفضل من الأخر.
أخيراً عزيزي القارئ العلم نعمة يمكنك ترغيب أبنائك بالدراسة عند محاولتك أنت والأفضل للتعليم في كل الأحوال بعيداً عن الدراسة هو ترك الطفل للتجربة والاكتشاف بمفرده عن طريق تحفيزه للقراءة أو أنك تسأله وكأنك لا تعرف وتركه هو يشرح لك الموضوع بتلك الطريقة يصبح هو المعلم والمتعلم في آناً واحد، وعند محاولته الصغيرة لتبسيط الأمور لك أنت يبسط هو الأمر لعقله بنفسه ليصل إلى أفكار عبقرية قد تدهشك أنت وكيف أنها لم تخطر ببالك، لأن ببساطة عقله يعلم عقله فهو من يتفهم هنا احتياج عقله أكثر منك.
أضف تعليق