إن مشروع تربية الأرانب يعد من أسهل وأنجح المشاريع الاستثمارية التي يمكن أن تبدأ بها دون أن تحتاج إلى رأس مالٍ كبير، كما أنه من المشروعات الاقتصادية المربحة التي يمكن أن تعود على صاحبها بدخل وربح كبير، بل يمكن أن تجعله مليونيرا في فترة وجيزة إذا تمت العناية بتربية الأرانب بشكل متميز مع اتباع التعليمات الخاصة بذلك مع ضرورة توفير الظروف والبيئة المناسبة ومتطلبات تربيتها حتى تضمن نجاح المشروع، وقد تطورت عادة تربية الأرانب منذ العصور الوسطى، ولكنها حازت اهتماما كبيرا في الآونة الأخيرة لأغراض عدة منها إنتاج اللحوم أو الشعر أو لإجراء التجارب المعملية عليها، وتتميز الأرانب بوفرة إنتاجها وسرعة نموها وجودة لحومها لاحتوائها على كمية كبيرة من الفيتامينات بالإضافة إلى سهولة هضمها ومذاقها المميز مع قلة الكوليسترول، ومن خلال هذا المقال نلقي الضوء على أهمية مشروع تربية الأرانب ، وأهم المميزات التي يتميز بها مشروع الأرانب، وكيفية تأسيس مشروع الأرانب الناجح، وأخيرا نظام التربية في مشروع المليونير.
طريقة البدء في مشروع تربية الأرانب
أهمية مشروع تربية الأرانب
إن مشروع تربية الأرانب يتميز بإمكانية البدء به بسهولة دون الحاجة إلى مكان واسع أو رأس مال كبير، وينشئ بعض المهتمين بتربية الأرانب المشروع لأغراض عديدة منها:
- مشروع استثماري: يعتبر مشروع الأرانب من أنجح المشاريع الاستثمارية إذا تم الاهتمام به والعناية الصحية مع توفير بيئة التربية التي تناسب الأرانب؛ وبالتالي يمكن تحقيق ربح مادي كبير جدا؛ لأن الأرانب تتميز بكثرة المواليد والإنتاج مع النمو السريع، كما تتميز لحوم الأرانب بسرعة الإقبال عليها لفوائدها الكبيرة التي يعرفها كثير من الناس.
- توفير اللحوم: يمكن تربية الأرانب في البيت أو كمشروع يمكن الحصول من خلاله على اللحوم الغنية بالفيتامينات والبروتينات مع قلة الكوليسترول؛ لذلك فهو طعام صحي عظيم الفائدة لجميع الفئات والأطفال والمرضى.
- الحصول على الشعر: يربي بعض المستثمرين الأرانب للحصول على الشعر وبيعه ليستخدم في الصناعات المختلفة، وتربى أرانب (الأنجورا) لهذا الغرض بسبب جودة شعرها وطوله.
- إجراء التجارب: قد يقوم البعض بتربية الأرانب لإجراء التجارب المعملية عليها وذلك للتشابه الكبير بين جهازها الهضمي والجهاز الهضمي للإنسان؛ وذلك لتجريب بعض العلاجات والأدوية المختلفة قبل اعتمادها أو تجريبها على الإنسان.
أهم ما يتميز به مشروع تربية الأرانب
يعتبر مشروع تربية الأرانب من المشروعات المربحة ويتميز بالآتي:
1- يمكن لأنثى الأرنب أن تضع ما بين 35: 40 مولودا في العام، وذلك يدل على أهمية هذا المشروع وقدرته على توفير ربح هائل.
2- الأرانب لها القدرة على الحمل والرضاعة في نفس الوقت؛ حيث يعود رحم الأنثى إلى طبيعته خلال يوم واحد بعد الولادة؛ وبالتالي يمكنها الحمل مرة أخرى أثناء رضاعة الصغار.
3- تهتم الأنثى بصغارها لمدة تصل إلى خمسة أسابيع دون عبء على المربي.
4- يمكن البدء بالمشروع حسب الإمكانيات الاقتصادية سواء كانت بسيطة أو عالية.
5- لا تحتاج تربية الأرانب إلى مساحة كبيرة لتربيتها.
6- تصل الأرانب لوزن التسويق بسهولة حوالي 2 كيلوجرام بعد حوالي عشرة أسابيع أو أكثر قليلا ليتم بيعها.
7- تنتج الأرانب المغذاة على مساحة معينة من البرسيم خمسة أضعاف ما تنتجه الماشية أو الأغنام من نفس المساحة.
8- سهولة التعامل مع الأرانب وعدم احتياجها إلى خبرة كبيرة.
9- الأمراض التي قد تصيب الأرانب معروفة وقليلة بخلاف الدواجن، ويوجد لها تحصينات موسمية للوقاية منها.
10- تتميز لحوم الأرانب بارتفاع نسبة البروتين حيث تصل إلى حوالى 20% ونسبة عالية من الأملاح مع نسبة قليلة من الدهون والكوليسترول؛ لذلك فهي صالحة لكبار السن والمرضى.
كيف تؤسس مشروع تربية الأرانب ؟
لكي تتمكن من تأسيس مشروعا لتربية الأرانب يمكنك الاعتماد عليه في تحقيق ربح هائل وعائد مميز لا بد من المرور بثلاث مراحل أساسية وهي:
1- عمل دراسة جدوى للمشروع: وذلك بعد دراسة الفكرة جيدا يتم عمل دراسة جدوى حول المشروع والإمكانيات المتاحة والمتطلبات سواء كانت تجهيزات أو المساحة التي سيقام عليها المشروع أو التمويل المادي والأيدي العاملة والأعلاف والأدوية وغير ذلك.
2- اكتساب الخبرة: لكي تضمن نجاح المشروع يجب أن تشرف عليه بنفسك من خلال اكتساب الخبرة والمعرفة الكاملة بأحوال الأرانب وحملها وغذائها والأمراض التي تصيبها وكيفية التغلب عليها وأوقات تحصينها وكيفية العناية بالأم والصغار وغير ذلك من الخبرات المطلوبة.
3- التنفيذ العملي: بعد عمل دراسة الجدوى واكتساب بعض الخبرة حول مشروع تربية الأرانب لم يبق إلا البدء في التنفيذ العملي للمشروع وتكوين المزرعة وتزويدها بالسلالات المطلوبة والأعلاف والأدوية والأيدي العاملة المدربة والبطاريات وغير ذلك، كما يجب الالتزام بشروط الأمان أثناء التنفيذ؛ حيث تكون الأرانب من مصدر موثوق منه، كما يجب أن يكون المبنى مناسبا من حيث التهوية والارتفاع والصرف والإضاءة وسهولة التنظيف ودرجة الحرارة المناسبة وغير ذلك.
نظام التربية في مشروع المليونير
إن تربية الأرانب كمشروع استثماري يحتاج إلى حنكة وذكاء وقدرة على التصرف مع العناية التامة بالمشروع، وتوجد أنظمة لتربية الأرانب منها النظام العادي للتربية المنزلية ويكون الربح فيه بسيطا، كما يوجد نظامان آخران لتربية الأرانب بهدف الربح والاستثمار وهما كالتالي:
النظام المتوسط
يعتبر النظام المتوسط هو أفضل الأنظمة لتربية الأرانب، حيث يعتمد على إنتاج حوالي 30: 35 مولودا لكل أنثى في العام من خمس أو ست بطون فقط مع إراحتها باقي العام حتى تسترد صحتها ولا تتأثر بالولادة والرضاعة، وبالتالي يتم الحفاظ على صحة الصغار مع ضمان رضاعة 35 يوما وقلة النفوق؛ لأن حضانة الأم أفضل بكثير من الرعاية البشرية، ومن المعلوم أن لبن الأم مفيد لتقوية المناعة الطبيعية لدى المواليد، ويعتمد هذا النظام على المتابعة المستمرة لعمليات التلقيح ومتابعة الأمهات والصغار، ويمكن من خلال تربية مائة أنثى الحصول على صافي ربح حوالي مليون جنيه خلال ثلاثة أعوام فقط من تربية الأرانب .
النظام المكثف
يمكن من خلال عمل مشروع الأرانب بنظام مكثف يستهدف الحصول على 40: 50 مولودا للأنثى في العام، وذلك من ستة بطون في الموسم الشتوي وبطنان في الصيف، ولكن بشرط توفير نظام من الأعلاف عالية الجودة والإضافات البروتينية والأدوية والتحصينات مع تقديم ثلاث وجبات يومية لضمان قدرة الأم على الأداء الجيد والحفاظ على صحتها مع توفير أمهات بديلة لاستبدال الأمهات النافقة أو الضعيفة أو الهزيلة بسبب تكرار الحمل والولادة، كما يشترط في الأيدي العاملة الخبرة الكافية للمتابعة لضمان نجاح التلقيح وانتظام عمليات الجس والتطعيم ورعاية الصغار، ومن خلال هذا النظام المكثف يمكن الحصول على ربح يصل إلى مليون جنيه خلال عامين فقط من خلال تربية مائة أنثى ورعايتها.
لا شك أن مشروع تربية الأرانب مربح للغاية ولكن بشرط الرعاية المتكاملة للمشروع حتى لا يتعرض للخسارة الكبيرة؛ فعلى المربي يوميا أن يطمئن على مستوى التهوية مع مراعاة النظافة اليومية للأرضيات بالمطهرات للوقاية من الأمراض، مع المرور على مياه الشرب للتأكد من نظافتها، ويمكن توزيع الأعلاف مرتين أو ثلاث مرات يوميا مع زيادتها للأم الحامل أو المرضع، مع إزالة الأعلاف المتراكبة حتى لا تتعرض للعفن، كما يجب الاطمئنان على المواليد يوميا وإزالة النافق منها إذا وجد، ويفضل ترقيم الأرانب لضمان دقة التعامل معها، وينصح بحمل الأرانب الكبيرة من جلدة الرقبة والصغيرة من منطقة الحوض، ومن خلال ما سبق فقد ألقينا الضوء على أساسيات إنشاء مشروع تربية الأرانب كبداية للوصول إلى حلم المليونير، ولمن أراد الاستزادة فإن مجال البحث متاح والخبرة أفضل شيء يمكن أن يعتمد عليه مربي الأرانب.