تسعة
الرئيسية » منزل ومطبخ » تدبير وتحسين منزلي » تراكم الأتربة : كيف تتمكنين من تقليل تراكم الأتربة داخل المنزل ؟

تراكم الأتربة : كيف تتمكنين من تقليل تراكم الأتربة داخل المنزل ؟

كربة منزل، لابد أن تراكم الأتربة أحد المشاكل الرئيسية التي تصادفكِ في يومكِ، إليك هذه النصائح القيمة لمنع التراب من التراكم على أثاثكِ المنزلي.

تراكم الأتربة

لأشك أن تراكم الأتربة المستمر فوق الأسطح وفي الأماكن الضيقة في المنزل من المشكلات التي تؤرق الكثير من الأمهات، وأن إبقاء المنزل نظيفًا صحيًا هو من الأولويات التي يقع عاتقها على الأم.. فنظافة منزلك تعكس اهتمامك بأسرتك، كما أنها تترتب عليها آثارًا كثيرة صحية ونفسية لا يمكن تجاهلها.

طرق علاج مشكلة تراكم الأتربة

مم تتكون الأتربة؟

الأتربة أو الغبار المعلق في الهواء والذي يسكن على الأسطح، وفي الأماكن الضيقة، والأركان.. وهو عبارة عن جزيئات دقيقة جدًا من المواد العضوية، والغير عضوية المتواجدة في الهواء، وهو يحتوي على العديد من المواد مثل البكتيريا، والطفيليات، اللقاحات، وغبار الطلع، والأتربة الناعمة، وأجزاء من النبات، أو وبر الحيوانات الأليفة، أو دخان السجائر، والمعادن الثقيلة، وقد يحتوي على مواد احتراق، ورماد، وقطن، وحرير، وصمغ، وجزيئات زجاج، وملح، وتربة، وجراثيم، وفطريات، وقد يتكون من خلايا الجلد الميتة، ولهذا تجد أن الغرف الأكثر استعمالًا أو التي يتواجد فيها البشر بصورة كبيرة تكون هي المعرضة أكثر لتراكم الأتربة، وأيضًا يتكون من “عث الغبار” وهو عبارة عن كائنات حية مجهرية، تعيش على خلايا الجلد المتساقط في الغبار، وتنفس كل هذه الأشياء بالتأكيد ليس شيئًا صحيًا، بل إن له تأثيراته السلبية على الصحة، والتي تنتج على إثرها العديد من المشكلات التي يجب الابتعاد عنها بشكلٍ أو بآخر.

ما سبب تراكم الأتربة ؟

لقد ذكرنا أن الأتربة ماهي إلا جزيئات دقيقة عالقة في الهواء، لذا فإن الأسباب الداعية لتراكما ستكون كثيرة، كما أنه سيكون من الصعب بل من المستحيل الحفاظ دومًا على أثاث المنزل نظيفًا بعيدًا عن تراكم الغبار فوقه، وإنما يجب الحرص على تنظيفه باستمرار لتقليل الأضرار فقط، ومن الأسباب التي تؤدي إلى تراكم الأتربة في المنزل هو طبيعة المنزل من حيث مكانه وتصميمه، فإن كنت تعيش في مدينة كبيرة ومزدحمة، خاصة إن كان المنزل في مكانٍ به الكثير من العمل أو الحركة فسيكون بالتالي أكثر عرضةً لدخول الأتربة، وتراكمها على أسطحه، كما أن تصميم المنزل إذا كان يحتوي على عدد كبير من النوافذ أو فتحات التهوية سيكون صحيًا بالطبع ومناسب لتجديد الهواء، فإنك عند اختيار منزلٍ جديد تتجنب عادةً هذا المنزل الذي لا يحتوي على عدد مناسب لفتحات التهوية، وتعلم جيدًا أن المنزل المغلق دائمًا غير صحي ولكنه في المقابل سيكون معرضًا أكثر لدخول الأتربة والغبار من خلاله والذي يجعله غير صحي على صعيد آخر، ولكن هذا إن لم نحافظ على تنظيفه اليومي، ولا شك في أن وجود العديد من الأشياء خاصةً القديمة، والتي لا يتم استعمالها بصفة مستمرة أو ليست لها أهمية كبيرة ستكون معرضة أكثر لتراكم الأتربة ، لذا فإن البيوت التي يتم هجرها، والتي تعمها الفوضي تكون مشبعة أكثر بالأتربة المتراكمة، بل إنها مكانٌ مثالي جدًا لتراكمها، وبالطبع من الأسباب التي تؤدي إلى تراكم الأتربة عدم الاهتمام بنظافة المنزل، فإن دخول الأتربة في أي منزل أمرٌ لا خلاف فيه، بل إنه من المستحيل –كما ذكرنا- وجود منزل خالٍ تمامًا من الأتربة، لذا فإن التهاون في نظافة المنزل سيكون بلا شك عونًا للأتربة على تراكمها.

ما الأضرار الذي يسببها تراكم الأتربة ؟

إن تراكم الأتربة وتواجدها داخل المنزل ليس بالأمر الصحي تمامًا، والذي له تأثيراته السلبية على صحة المرء ونفسيته. فلا شك أن المكان النظيف دائمًا والمرتب يساعد على الاسترخاء، والتفكير في الأمور باستيعاب أكثر، كما أنه يساعد على تخطي الكثير من المشكلات التي تواجه الأسرة، بعكس المنزل المكتظ دائمًا بالأشياء الغير مهمة -وإن كان واسعًا- فإنه يسبب الضيق والكرب لمجرد التواجد فيه، ولقد ذكرنا أن وجود الأشياء الغير مهمة بالمنزل لها قابلية على جذب الأتربة، لذا فإن المنزل الغير مرتب ويحتوي دائمًا على أشياء ليست ذات أهمية فإن له التأثير السلبي على نفسية المتواجدين فيه بلا شك، كما أن كثيرًا من المشكلات التي تزعج الزوج من زوجته عدم اهتمامها بنظافة بيتها، وأيضًا الزوجة قد تنزعج من زوجها إن كان غير مرتب أو مهمل في شئونه!

ومن الأضرار المتعلقة بالصحة هي الحساسية.. وهذا الأمر شائع جدًا عند نسبة كبيرة من الأفراد، فإن الأتربة الناعمة أو حبوب اللقاح هي أشياء طبيعية لشخصٍ ما، ولكن لها تأثيرًا ضارًا بشخصٍ آخر.. حيث يعتبرها الجسم أشياءً غريبة، فينتج جهازه الدفاعي أجسامًا مناعية مضادة، ويتفاعل هذا الجسم المناعي مع تلك الأشياء مسببًا مهيجات للحساسية، مثل احمرار وحكة العين، سيلان الدموع، أو الألم.. فإن حساسية العين تصيب العديد من الأشخاص خلال تلك الفترات التي يكون الجو فيها مكتظًا بالأتربة، فتجد العديد يتوافدون على المراكز الصحية وليس لها تأثيرًا على قوة البصر، حيث نادرًا ما تحدث الحساسية في قرنية العين والتي لها علاقة بسلامة البصر، وأيضًا من أعراض الحساسية شعور بحكة في الجلد، فعند البعض يسبب استنشاق الأتربة إلى التهاب الجلد حيث يظهر عليه على شكل احمرار والتهاب، وهو ما يعرف بتهيج الأكزيما، وأيضًا الحساسية التي تصيب الأنف من سيلان أو انسداد، حيث يؤدي استنشاق الأتربة إلى حدوث الحساسية التي تكون بسبب التهاب الأغشية المخاطية في الأنف، وقد يعاني المريض من العطس، ورغبة في الحك الشديد للأنف والذي قد يمتد إلى العينين والأذنين، وسقف الحلق.. وعند الحالات الشديدة قد يحدث نزيفًا بالأنف، أو حالات تورم الجفنين، وظهور هالات داكنة أسفل العين، وعند البعض التعرض للغبار قد يسبب آلام الأذن، حيث يصدر عنها آلامًا شديدة، أو حكة. كما أن له يؤثر سلبًا على نمو المخ عند الأطفال، حيث أن الغبار يحتوي على البروم الذي يعد أحد مثبطات اللهب المستخدمة للحد من قابلية اشتعال المواد داخل المنزل مثل الأثاث، والمنسوجات، وهذا البروم قد يؤدي إلى تداخلات خطيرة مع الهرمونات المسئولة عن النمو لدى الأطفال.

كيف تتمكنين من تقليل تراكم الأتربة في المنزل؟

بالطبع سيكون الاهتمام بتنظيف المنزل على مقدمة أي طريقة أخرى، لأنك ستحاولين التقليل من تراكم الأتربة ، ولكنكِ لن تمنعيها من التواجد، هذا مستحيل!.. لذا فإن عليكِ أن تقومي بإزالة الأتربة بشكل يومي، حيث أنه في بعض المنازل قد يتم تنظيف الأتربة صباحًا لتجدينها قد تراكمت بالفعل ليلًا، ولهذا يجب تنظيفها يوميًا حتى لا يزيد تراكمها لعدة أيام، وهو ما قد يسبب المضاعفات من الحساسية وغيرها التي قد تم ذكرها.. وإن كانت الشقة تحتوي على عدد كبير من النوافذ فلا بأس بإغلاقها بعد الحصول على القدر من المناسب من الهواء الكافي لتجديدها، حتى لا يتشبع المكان بالأتربة أكثر.. ومن الأشياء التي لها القدرة على امتصاص الأتربة والاحتفاظ بها “الموكيت” وهو وإن لاحظت عند تنظيفه يخرج كمية هائلة من الأتربة والتي لا تنفذ، لذا فإن استبداله بالسيراميك مثلًا أو الخشب سيقلل من الأتربة التي يحتفظ بها الموكيت، كما أن مسح الأرضيات بممسحةٍ مبللة يوميًا ضروري، حيث أن استعمال الماء بالطبع يتفوق على المسح العادي للأرضيات دون استخدام الماء، فهو يقلل من تراكم الأتربة ، وليس فقط على الأرضيات بل على الأثاث وهنا يتم استخدام منظفات خاصة لتنطيف الأساس لأن الماء سيضر بها في كثير من الأحيان.. ويفضل استخدام أيضًا المكنسة الكهربائية خاصةً إن كنتِ تعانين من حساسيةٍ ما ضد الأتربة، ويجب التخلص من تلك الأشياء التي لا نريدها، أو الأشياء التي تسبب ازدحامًا شديدًا في المنزل فإن لها القدر على الاحتفاظ بالأتربة، لذا فإن التخلص منها سيؤدي بالطبع إلى تقليل تراكم الأتربة في المنزل.. وإن لم تريدي التخلص منها احتفظي بها في مكانٍ خاصٍ بتلك الأشياء التي تريدين الاحتفاظ بها.. يمكن أيضًا التقليل من القماش في المنزل حيث أن الأنسجة القماشية تقوم بامتصاص الأتربة، خاصةً تلك المصنوعة من القطن أو الألياف الصناعية، وإن كان لديكِ الكثير من القماش فعليكِ أن تغسليه بصفة مستمرة..  كما أن توعية كل من في المنزل بأهمية الحفاظ على المنزل نظيفًا سيكون عونًا لكِ بالتأكيد.

بيتكِ هو مملكتكِ الخاصة، التي يجب أن تبقى نظيفة وصحية حتى تحظى أسرتك بالمناخ المناسب الذي يساعدها على عيش حياة طيبة، لذا فإن الاهتمام بنظافة المنزل هو مسئولية لا تعتمد فقط على مقدار حرصكِ على النظافة، بل أيضًا على مقدار محبتكِ لأسرتك وخوفكِ عليهم.

رقية شتيوي

كاتبة حرة، خريجة جامعة الأزهر، بكلية الدراسات الإسلامية والعربية، قسم اللغة العربية.

أضف تعليق

خمسة عشر − ثمانية =