لكي تدافع عن نفسك بأسلوب شيق لابد وأن تعلم أن الدفاع عن النفس فن من الفنون التي لا يمتلكه كثير من الناس، بل يبحثون عن تعلم هذا الفن وتفهمه ومحاولة إتقانه، وإن بذل بعضهم الكثير من الوقت وذلك لأن الدفاع عن النفس أمر ضروري، لما يترتب على عدم الدفاع عن النفس من ظلم وحزن وافتراء، وذلك يحدث للشخص الذي لا يستطيع الدفاع عن نفسه أو الشخص الذي يحاول أن يدافع عن نفسه باستخدام أساليب غير مجدية وغير مؤدية للغرض الذي استخدمها من أجله، ولكن لا نحث علي الجدال وإنما نحث على عدم الاستسلام للشعور بالظلم بالدفاع الشيق، ولا نحث على الشجار ولا على العراك، بل تعلم أن تدافع عن نفسك بأسلوب شيق وبالأسلوب الذي لا يتخلله أي إساءات للآخرين، ولا أي ظلم للآخرين ولا يتخلله الكذب بل يكون دفاع حميد مقنن بضوابط الصدق والأمانة وحسن الخلق، وهذا ما سوف نقدمه من خلال النصائح الآتية.
دليلك من أجل أن تدافع عن نفسك بأسلوب شيق
معرفة طبيعة الشخص الذي أمامك
لكي تستطيع الدفاع عن النفس بالأسلوب الشيق الذي لا يجعلك تقلل من شأنك ولا يجعلك تستخدم الأساليب السلبية والسيئة، عليك معرفة طبيعة الشخص الذي تريد الدفاع عن نفسك أمامه أو الشخص الذي يقوم بالافتراء عليك أو بظلمك أو من ألقى عليك الاتهام، حتى تستطيع شرح موقفك بطريقة توافق تفكيره العقلي والثقافي دون التخلي عن المبادئ الأخلاقية، فانتبه وأنت تدافع عن نفسك بأسلوب شيق، كما أن معرفة طبيعة الشخص الذي يحاول الافتراء عليك يعود إلى بعض الأساليب والمعايير الآتية:
الطبيعة الذهنية
يختلف الأفراد عن بعضهم من خلال القدرات الذهنية، فالبعض يستطيع المعرفة ويستطيع الفهم بسرعة شديدة ويمتلك سرعة في الذهن، والبعض الآخر لا يمتلك ذلك، فالشخص السريع الذهن هذا يستطيع فهم ما تشرحه له بسهولة وربما لا تحتاج إلى بذل مجهودات كبيرة، أما الشخص البطيء الفهم سوف تبذل معه المجهودات الكبيرة لتوصيل المعلومة له، فعليك بالصبر عليه، ولا تستخدم العبارات المسيئة إليه مثل أنت لا تفهم حتى لا يضيع حقك، ففي هذه الحالة سوف يقف أمام كلمتك ويجعلها ضمن مواد الافتراء عليك فانتبه وتعلم أن تدافع عن نفسك بأسلوب شيق فهذا الخطأ يجعله يضيف دليل آخر على صدق افترائه عليك.
الاختلاف الثقافي
لا تستخدم نفس العبارات التوضيحية وأنت تدافع عن نفسك أمام الشخص الذي يمتلك ثقافة عالية والشخص الذي لا يمتلك الثقافة العالية، عليك بانتقاء ألفاظك الثقافية أمام الشخص المثقف، حتى لا يتوقف عند ألفاظك ومخارج الكلمات التي تتحدث بها ويضيفها إلى ما يفتري به عليك، فترى نفسك في هذه الحالة تدافع عن نفسك مرتين، أما الشخص الذي لا يمتلك الثقافات العالية والقراءات المتعددة، فربما لا تبذل معه المجهودات الكبيرة في انتقاء الكلمات الكبيرة، كن على طبيعتك معه، ولكن ليس باستخدام الأساليب الغير أخلاقية، كن خلوق واستخدم الأخلاق الحميدة مع الجميع، وبذلك تدافع عن نفسك بأسلوب شيق.
الاختلاف الطبقي
يختلف الناس في الطبقات، فمنهم الفقير ومنهم صاحب الأموال وهكذا، فعليك عند الدفاع عن نفسك تفهم تلك الأمور، حتى لا تجرح الفقير بكلمات تجعله يضيفها إلى الدفاع الضد عنك، ويؤدي إلى زيادة الطين ماء وبلل، مما يجعل دفاعك عن نفسك أصعب وأصعب، أما الشخص العالي المستوى فلا تحاول اتهامه بالغرور مثلاً أو أي أمر من الأمور، اجعل دائماً دفاعك عن نفسك خط دفاع واحد، لا تجعل دفاعك عن نفسك يزيد عن الدفاع الأصلي الذي أنت مكلف به في موفقك، حتى لا تحتاج إلى عدة طرق للخروج من موقفك، ولا تصعب عليك الأمور واجعل شعارك الصدق دائماً، وبذلك تدافع عن نفسك بأسلوب شيق لا تخرج من الموقف بالكذب أبداً مهما كان.
أخطاء في الدفاع عن النفس لا بد من تفاديها
لا تقوم بارتكاب الأخطاء في دفاعك عن نفسك مثل:
الصوت المرتفع
بعض الناس عندما يدافع عن نفسه أمام الآخرين يرفع صوته، ويعتقد بذلك أنه سوف يجعل الآخرين يقبلون دفاعه عن نفسه، أو أنه سوف يقوم بشغل الآخرين عن الموضوع الأصلي، وبذلك يدافع عن نفسه وهذا أمر خاطئ جداً، فالصوت المرتفع دليل على ضعف الموقف تماماً ويزيد الأمور تعقيداً وصعوبة، لأنه سوف يجعل الآخرين يقومون برفع أصواتهم بالمثل، مما يجعل الأمر ليس مناقشة بل مشاجرة، فلا تلجأ إلى رفع صوتك مهما كانت الظروف ، وبذلك تستطيع أن تدافع عن نفسك بأسلوب شيق.
إلقاء التهم على الآخرين
مهما كان الأمر والمشكلة التي وقعت فيها، ومهما كان الظلم الذي وقع عليك، لا تقوم أبداً بالدفاع عن نفسك باستخدام إلقاء التهم على الآخرين، دون وجه حق وبالظلم والافتراء، لا تعالج الظلم بالظلم ولا تجعل غضبك من الظلم الذي وقع عليك يجعلك تتحدث عن الآخرين بظلم أو افتراء أبداً مهما كان فأنت في تلك اللحظة أصبحت ظالم تماماً مثلك مثل الذي قام بالافتراء عليك، فلا تقوم بظلم الناس أبداً مهما حدث، سواء كنت مظلوم أو غير مظلوم، فاجعل شعارك أن تنصر المظلوم ولا تظلم إنسان برئ أبداً.
الغضب
مهما كان الموقف لا تجعل الغضب يتملك منك وبذلك تدافع عن نفسك بأسلوب شيق لا ترتدي رداء الغضب مهما كانت الظروف المحيطة بالموقف، فإن تمنيت الدفاع عن نفسك وبأسلوب شيق ابتعد عن الغضب تماماً، فالغضب والأسلوب الشيق والحوار يسيران عكس اتجاه بعض، فالغضب وحش يقتحم من يستسلم له ويفتح له ذراعيه، فلا تكن كذلك بل سير عكس ما هو يسير، والغضب ضعف وليس قوة ومن لا يتحكم في أعصابه ضعيف الإرادة.
عدم صفاء الذهن
عندما تبدأ مناقشتك في الدفاع عن نفسك أمام الشخص الذي يلقي عليك الظلم، لا تبدأ المناقشة إلا وأنت صافي الذهن، حتى لا تجعل المشكلات الأخرى تؤثر على حوارك بالسلب، مما يؤدي إلى تهورك بكلمات وحزن وغضب ودموع وتفكير مشوش فانتبه حتى تدافع عن نفسك بأسلوب شيق، ومن أجل أن تتخلص من هذه السلبيات التي تعوق دفاعك عن نفسك عليك بالنوم مبكراً اليوم الذي يسبق المناقشة، وحاول تصفية الذهن.
احذر عدم الاعتذار والكبر
الكبر ذلك الداء الأحمق الذي يستطيع أن يكون من ضمن أسوء الآفات ابتعد عنه نهائياً، فإن أخطأت اعتذر واستمع إلى نصيحة الحكماء مهما كانت الظروف، فاعتذارك لا يقلل من قيمتك ولا من شأنك، فمن لا يعتذر وهو يعلم بأنه مخطئ ويبتر الحق ولا يعترف به مصاب بآفة الكبر، وعليه التراجع فوراً، حيث أن الكبر مرض لعين، فعليك بمراجعة نفسك كثيراً، حتى تتأكد من أنك لم تبتر الحق، وابتعد تماماً عن كل هذه الآفات وبذلك تدافع عن نفسك بأسلوب شيق.
الخوف
بعض الناس ينتابها الخوف وعدم الثقة بالنفس، مما يدفعهم إلى عدم الدفاع عن أنفسهم، وهذا يؤكد في بعض الأحيان خطأهم، فلا بد من الابتعاد عن الخوف نهائياً، وحاول تعلية الثقة بالنفس.
وفي نهاية الأمر، الدفاع عن النفس أمر هام جداً، حتى لا تحيا بين الناس وأنت مظلوم، ولا ننصح بالدخول في مجادلات ولكن كلمات رقيقة بسيطة تدافع بها عن نفسك، تشرح بها ما تقصده وتفهم الآخرين رأيك وفكرتك، ولكن لا تصل بك إلى المماطلة والمشاجرة والجدال، واعمل دائما على رفع الظلم عن الآخرين، والمظلوم أفضل دائماً وبلا شك من الظالم، فلا تظلم أبداً وإن ظلمت، ودائماً كن صبور طويل البال وتعلم أن تدافع عن نفسك بأسلوب شيق ولا تتسرع في الحكم على الآخرين بل أحسن الظن بمن حولك.