من أجل أن تختار الكلية المناسبة لأبنائك لابد وأن تعلم أن هذا أمر في غاية الصعوبة، لما يترتب عليه من تحديد مصير ومستقبل الأبناء، فهذه المسئولية التي تقع على عاتق الأب والأم لها صدى كبير على حياة الأبناء، لذلك لابد من التفكير العميق والتفكير السليم حتى نصل إلى ما يعود بالنفع على الأبناء، كما أن اختيار الكلية المناسبة للأبناء لها تأُثير نفسي على الأبناء فإذا كان الاختيار مناسب ويتناسب مع الابن عاد ذلك عليه بارتفاع الروح المعنوية الذي من شأنه أصبح الابن يحي وذهنه صافي لا يعكر صفوه أحزان المصير ومخاوف المستقبل، فعلينا أن نفكر ونفكر قبل أن نقرر ونحدد مصير يؤدي بنا إلى العودة من منتصف الطريق والعودة من حيث أتينا، لذلك ومن أجل أن تختار الكلية المناسبة لأبنائك عليك بتتبع النصائح الآتية.
دليلك من أجل أن تختار الكلية المناسبة لأبنائك
الرغبة في الاختيار والتخطيط السليم
عليك قبل البدء في اختيار الكلية المناسبة لأبنائك أن تغرس بداخلك الشعور والرغبة في اختيار الطريق بمعنى أن تغرس بداخلك حب الاختيار، بحيث يصل إليك. أن الاختيار العشوائي أمر في غاية الخطورة، لذلك عليك ان تعي بأن التخطيط السليم والرغبة في الاختيار هما بداية الطريق بالنسبة لك في اختيار الكلية المناسبة، وذلك التخطيط يبدأ من التفكير العميق في المستقبل والتفكير في ما يدور حولك من أحداث وتطور وتقدم، وتضع كل ذلك على خريطة التخطيط حتى يكون الاختيار مناسب ويتناسب مع الأبناء، وحتى لا تدور في حلقة مغلقة لا منفذ فيها للخروج، ومن أجل أن تختار الكلية المناسبة لأبنائك ، ضع ضمن تفكيرك الرغبة في الاختيار حتى لا تجعل التفكير العشوائي يسيطر عليك فتستمع إليه دون انتباه، واجعل مستقبل أبناءك نصب عينيك. كما أن التخطيط السليم له فوائد شتى ومن ضمن هذه الفوائد وضع النقاط الأساسية في ذهنك، وترك النقاط الفرعية على هامش التفكير ومن ثم السير وفق معايير مرتبة دون عشوائية ووفق معايير صحيحة مما يعود دائماً بالنفع الدائم، وإن أصبح التفكير عشوائي سوف يجعلك الأمر تسير في طرق غير صحيحة وعندما تعود من حيث أتيت سوف تفكر بطريقة مرتبة فلما هذه الدائرة التي تعود بك إلى البداية وفي النهاية تفكر بالتخطيط مرة أخرى فحتى لا ينتهي بك المطاف إلى السماع إلى عتاب الضمير ضع الخطط والتصورات الصحيحة قبل البدء واغرس الرغبة في ذلك حتى تختار الكلية المناسبة .
تحليل شخصية الابن
بعض الآباء أو من ينوب عنهم من الأقارب أو المسئول عن الابن أو من يعوله ويقوم على تربيته، عندما يقومون باختيار كلية الابن يحدد أسس الاختيار بناءً على تفكير الأب أو العائل نفسه ولا يتسع تفكير هذا الأب أو العائل ما هي إرادة الابن أو إرادة من يعول، هذا الأمر الذي طالما أحزن وأرهق شباب وفتيات كثيرون وأدى بهم إلى عدم التقدم في ما يتم اختياره لهم من مجال تعليم، وأدى بهم إلى تدهور في الحياة العلمية والعملية، كما أن البعض من هؤلاء الذين يتم اختيار المجال التعليمي لهم يصبحون بلا شخصية مع الوقت ويفقدون الثقة بأنفسهم، الأمر الذي يجعلهم يجدون صعوبة بالغة في العمل في أي مجال ويؤدي بهم بالشعور بالإحباط والفشل الذريع. فمن أجل أن تقوم بعملية الاختيار ، لا تقوم باختيار الكلية أنت دون مشاركة الابن أو دون مشاركة من تعول وتبحث له عن اختيار مناسب، ولكن أبدأ في تحليل شخصية الابن أو من يتم اختيار الكلية المناسبة له اجعل الابن شريك لك في الاختيار قم بتحليل شخصيته تحليل طويل ولا تمل من ذلك، ويتم تحليل الشخصية عن طريق عمل بعض الأسئلة عن الميول والرغبات وبعض الأسئلة عن الطموح والآمال العملية والعلمية والمستقبلية وبعض الأسئلة عن الأحلام مثل، ماذا تريد أن تكون هل تتمنى أن تكون طبيب أم معلم أم ماذا، وماهي أحلامك وماهي طموحاتك وهل ترغب أن في مجال دراسي معين أم لم تفكر بعد، وهل تتمنى أن تكون رجل أعمال أم لا ترغب بالعمل في التجارة، كل هذه الأسئلة ستوضح رغبات وطموح الابن الذي يتم الاختيار له ، كما أن تحليل الشخصية لا يتوقف على الأسئلة والرغبات المستقبلية فقط ولكن هناك بعض التصرفات التي من خلالها يمكن تحليل شخصية الابن مثل، هل ترى تصرفاته وأفكاره دائماً لها علاقة بالحسابات والأرقام أم أنه يحب الكتابة والأدب أم وهكذا، فإذا كانت تصرفاته بها حسابات والحديث الخاص به في بعض كلمات عن الحسابات والأرقام ربما تكون ميوله لها علاقة بالحسابات والأرقام فهذا الابن ربما يستطيع الاستمرار في الكليات التجارية أو التي تتعامل مع الأرقام والحسابات، أما إن كانت تصرفاته متعلقة بالأدب والكتابات الأدبية ربما تكون ميوله أدبية مثل الكليات الأدبية، وبعض الأبناء تكون رغباتهم في الرياضة البدنية وهكذا تفقد الشخصية للحصول على الرغبة التي يتمناها الابن في المجال الدراسي، فإذا كانت رغبتك أن تختار الكلية المناسبة لأبنائك تعرف على شخصيته فهذا التعرف على الميول سوف يساعدك كثيراً على معرفة تفكير الابن وما يستطيع الاستمرار فيه من مجال دراسي حيث أن تحليل الشخصية يشير إلى ما هو بداخل الابن من أشياء ربما لا يذكرها بلسانه ولكن تظهر أثناء عرض الأسئلة التي تعد من أجل تحليل شخصيته فعليك بعمل مجموعة من الأسئلة كما تم ذكره سابقاً، ومن الأشياء الهامة في تحليل الشخصية متابعة طريقة اختيار الرياضة المفضلة بالنسبة له وطريقة اختيار نظامه الغذائي وطريقة اختيار ملابسة والبرامج التي يفضلها، من خلال كل ذلك ربما يظهر لك ما يدل على ميوله ورغباته وربما يساعدك أيضاً في اختيار المجال الدراسي الذي من خلاله يتم الاختيار الأنسب له .
التشاور
لا تجعل عملية الاختيار محل رغباتك أنت، وإنما تشاور مع من حولك من الأصدقاء والآخرين الموثوق في آرائهم وطبعاً أخذ مشورة الأم، كما أن التشاور مع الابن نفسه من أهم الأمور التي لابد من مراعاتها عند اختيار الكلية المناسبة له حتى وإن كان رأيه خاطئ أو حتى وإن كان سفيه التصرفات ولكن أخذ مشورته والتشاور معه والتحاور معه أمر في غاية الأهمية، وذلك حتى يشعر بأنه صاحب فكر حسن وذو تصرف حسن، كما أن التشاور مع الأبناء في أمور متعلقة بهم تستطيع كسر الحاجز النفسي بين الأبناء والآباء مما يجعل النفس طيبة ويشعر الأبناء بالرغبة في أخذ مشورة آبائهم، فلا تغفل أبداً التشاور مع أبنائك وسماع آرائهم ثم قم بتحليل ما تم اختياره من قبلهم وإن كان الأمر محير تشاور مع أكثر من شخص.
المستوى التعليمي
لا تتوقف عند الاختيار بناءً على رغبات الابن وما يتناسب معه من أحلام فقط ولكن أنظر إلى المستوى التعليمي للابن ومستوى الاستيعابي عنده والمستوى الفكري والتحصيل الدراسي له، فإذا كان الابن مستواه التعليمي ضعيف ودائماً يجد صعوبة في التحصيل الدراسي ويظهر مستواه التعليمي واضح في نتائج الامتحانات وفي آراء المعلمين ويظهر أيضاً في اختبارك له، بمعنى لكي تستطيع معرفة مستواه العلمي وتتأكد من ضعف المستوى قم بعمل اختبارات له فربما يكون نتائج الامتحانات ناتجة عن ظلم المعلم له أو ناتجة عن عدم تقبله للمعلم الذي يقوم بشرح المادة له. قم بعمل الاختبارات له حتى تتأكد من ضعف مستواه فإذا تأكدت من ضعف المستوى، قم أيضاً بعمل اختبارات الذكاء والاستيعاب له أو لمن ترغب في اختيار الكلية المناسبة له فإذا تأكدت من ضعف المستوى لا ترهقه ذهنياُ باختيار كلية لا يستطيع الاستمرار فيها مثل الكليات التي تحتاج إلى ذكاء مرتفع والتي تحتاج إلى مستوى استيعاب عالي، حتى لا تشعر بأنك وقعت عليه الظلم فهو في هذه الحالة لا يستطيع الاستكمال في كلية يصعب عليه الاستمرار والتحصيل الدراسي فيها، أما إذا كان المستوى التعليمي عالي والتحصيل عالي والذهن يستطيع الاستيعاب واختبارات القدرات واختبارات الذكاء ونتائج الامتحانات وآراء المعلمين كل ذلك يؤكد أن مستواه التعليمي عالي فمن أجل أن تختار الكلية المناسبة لأبنائك عليك باستغلال المستوى العالي والتعليمي له بعد عمل التأكد من ذلك وقم باختيار الكلية المناسبة ولا تبالي في هذه الحالة من اختيار كلية من كليات القمة التي تحتاج إلى مستوى تعليمي عالي وذكاء مرتفع، حيث أن الابن الذي مستواه التعليمي عالي يستطيع استكمال الدراسة في هذه الكليات وربما لا يعاني من التحصيل الدراسي فيها لما يتمتع به من ذكاء وقدرات عالية وقدرات استيعاب، كما أن هذه الكليات تحتاج إلى مثل هذا الابن الذي تحصيله التعليمي مرتفع حتى يفيد المجتمع ويعود بالنفع عليه أيضاُ، كما أن آراء المعلمين له يدل أيضاً على الالتزام حيث أن الابن الغير ملتزم لا يستطيع الحصول على نتائج عالية ولا يستطيع الحصول على آراء جيدة من المعلمين.
توفير الوسائل لملائمة المجال الجغرافي والمادي
لابد من التفكير العميق وعمل دراسة الجدوى عند اختيار كلية لا تتناسب جغرافياً أو لا تتناسب مادياُ أو لا تتناسب جغرافياُ ومادياٌ مع المستوى المادي والجغرافي للابن الذي يتم اختيار الكلية له، بحيث إذا كانت المسافة بين منزل الطالب والكلية التي تم اختيارها كبيرة لابد من توافر وسائل المواصلات التي من خلالها يصل الطالب إلى الكلية في الوقت المناسب الذي يجعله يقوم بحضور المحاضرات في الوقت الطبيعي والمناسب لها، وإذا كانت تكاليف الدراسة في هذه الكلية باهظة لابد من عمل دراسة الجدوى مما يجعل هناك إتاحة لتوفير ما يطلبه الطالب لتحصيل العلم حتى لا يتوقف عن الدراسة بسبب المستوى المادي.
العامل النفسي
لابد وأن يراعى العامل النفسي جيداُ أثناء اختيار الكلية المناسبة لأبنائك، فالعامل النفسي وكما يؤكد الأطباء أنه من ضمن أهم العوامل التي لابد من مراعاتها عند القيام بأي عمل، ويقصد هنا بالعامل النفسي وهو الشعور بالراحة والاطمئنان من قبل الابن الذي يتم اختيار الكلية له، فإذا كان رفضه للالتحاق بكلية معينة يعود إلى العامل النفسي فقط فلابد في هذه الحالة من عدم الاستهانة بهذا العامل وعدم التقليل من شأن هذا العامل، فربما يكون الأمر عائد إلى عدم تقبل هذا الابن لنوعية الدراسة التي وقع الاختيار عليها، أو ربما لديه مخاوف نفسية تجاه تلك الدراسة التي وقع الاختيار عليها. لا تجعل هذا العامل أهون العوامل ولا تجعل العامل النفسي أمر غير هام، الأمر الذي يجعل الابن لا يستطيع الاستكمال في الدراسة في الكلية التي تنتابه بعض المخاوف النفسية منها فكن جذراً جداً ، وإذا استطعت أن تتناقش معه لتتعرف على الأسباب النفسية التي تسببت في رفضة لاختيار كلية ما، فهذا أمر جيد ولكن لا تقوم بالضغط النفسي عليه تناقش وتحاور حتى تصلا إلى حل مناسب يجمع إرضاء الأطراف طالما أن اختياره لا يتعارض مع أخلاقة، فالعامل النفسي سيساعده كثيراً في التقدم في المجال الدراسي الذي يشعر بالراحة النفسية فيه، فالراحة النفسية أساس من أساسيات التقدم .
العامل العملي
إذا كنت تريد أن تختار لأبنائك مجال دراسي يساعدهم على العمل في ما بعد، فعليك وضع هذا الاعتبار من ضمن بنود الاختيار المناسب للمجال الدراسي لأبنائك، ويتم هذا الأمر من خلال دراسة ما حولك من طبيعة الحياة وتطبيق ذلك في اختيار المجال الدراسي بحيث تحاول أن تتعرف على المجالات التي إذا تم دراستها حصل الابن على العمل المناسب الذي يتمناه هو وتتمناه أنت له وذلك بعد أخذ مشورته والتفاوض معه.
وفي نهاية، كل ما سبق مجرد نصائح، وهي بمثابة لفت الانتباه لبعض الأخطاء التي لابد من تفاديها ولفت الانتباه لما يمكن النظر فيه حتى يتم الاختيار السليم، ولكن لك أنت النظر الأساسي والفكر الرئيسي فعليك استخدام كل ما في وسعك حتى تختار الكلية المناسبة لأبنائك ، وكن حذر فاختيار الكلية المناسبة يعتبر بمثابة اختيار المجال الذي يكون محور الأبناء في حياتهم من ثقافة وعلم وعمل فلابد من عدم التهاون في هذا الأمر، ويعتبر هذا الأمر من ضمن حقوق الأبناء على آبائهم حتى لا يقع اللوم على الآباء إذا أساؤوا الاختيار.
أضف تعليق