تحليل الشخصية مهارة لا يجيدها معظم الناس، فأن تعلم بأن أوجه شخصياتنا المختلفة وطبائعها هي من تحكم علاقاتنا سواء في العمل أو في المنزل هو شيء وأن تمتلك القدرة على الاستفادة من ذلك هو شيء آخر؛ فمن الضروري أن تعرف أنواع الشخصيات المختلفة وبناء على ذلك تحدد أسلوب التعامل المناسب لها مما يساعدك على تحسين مهارات التواصل لديك. يفيدك تحليل الشخصية في جعلك تفهم أكثر طبيعة من أمامك وتحدد ما إن ستتعامل معه أو تحد من احتكاكك به، فهناك عدة أسس ومحاور يمكن من خلالها تحليل الشخصية بكل سهولة.
دليلك إلى تعلم تحليل الشخصية
العوامل المؤثرة في الشخصية
تتأثر أي شخصية بعدة عوامل مختلفة كالعوامل الوراثية والجينات التي تنتقل من جيل إلى جيل بالإضافة للظروف المحيطة سواء أكانت أساليب التربية التي تتبعها الأسرة في المنزل لتنشئة الطفل منذ الصغر أو كانت البيئة المحيطة التي يحتك بها ويختلط مع أفرادها.
معايير الحكم على الشخصية السوية
أي شخصية سوية يجب أن تتحلى ببضع علامات تكتشف من خلالها غن كانت سليمة أو تعاني من أي اعتلال وهي:
- التوازن بين العقل والقلب: فلا يميل الإنسان بشكل أكبر للعقل فيصبح جامداً متبلد المشاعر ولا على العكس فينجرف وراء قلبه فيصبح إنساناً شهوانياَ هشاً لا تحكمه مبادئ أو قيم.
- الفطرية: هناك بعض السلوكيات في حياتنا التي لا تحكمها عادات وأعراف المجتمع ولا حتى القوانين المعمول بها، تلك السلوكيات التي تتفق كافة الثقافات حول العالم على اختلافها بإيجابية القيام بها أو لا؛ حيث يفعلها الإنسان عملاً بالفطرة البشرية السوية التي ولد عليها.
- الصدق: صدق الإنسان في أفعاله وأقواله من أهم العوامل التي تكون انطباع من أمامه عنه، وقد يغني الصدق عن عيوب أخرى وعلى النقيض يمحو الكذب مميزات أخرى قد يتحلى بها الإنسان.
- الانخراط في المجتمع: مهما كانت درجة انطوائية الفرد فلابد أن يكون له أصدقاء حتى وإن قل عددهم، وكلما زاد انخراط الفرد مع عائلته وأصدقائه ومن حوله كلما ساهم ذلك في اكتساب مهارات جديدة للتواصل.
- الطموح والقدرة على الإنتاج: فلا أحد يحب الشخص المتكاسل عديم الطموح أو الذي لا ينجز ما يكلف به أولاً بأول.
الشخصية النرجسية
هي تلك الشخصية التي ترى من نفسها إلا المميزات وفقط بل وأيضاً تجعلها من الأمور عظيمة الشأن بشكل كبير حتى أن بعض الشخصيات النرجسية قد ترى أحياناً أنها وصلت لمرحلة الكمال مما يجعلها أفضل من بقية من حولها، وحيث أن الشخصية النرجسية لا تبصر عيوبها فإنها بالتالي قد لا تعلم أنها شخصية نرجسية مغرورة حتى وإن سمعت ذلك من أي أحد.
علامات تحليل الشخصية النرجسية
- يبالغ في الحديث عن إنجازاته وطموحاته.
- يسعد كثيراً بتوجيه المديح إليه.
- يحاول دائما فعل شيء ما أو قول شيء مميز بغرض لفت الأنظار إليه.
- إذا اجتمع مع مجموعة من الأشخاص يحب دائما أن يتولى قيادة تلك المجموعة.
- كثيراً ما يسخر ممن حوله بغية التقليل من شأنهم فيعظم هو شأنه بالمقارنة.
- يغضب بشدة إذا انتقده أحد ما مهما كان هذا الانتقاد بسيطاً.
- يتأثر بشدة بالنفاق الاجتماعي له.
موقفك تجاه الشخصية النرجسية
عليك الحذر بشدة من ذلك النوع فدائماً ما تكره تلك الشخصية تحقيق غيره لإنجاز ما خاصة إذا تزامن مع فشله في الحصول على ما يريد.
الشخصية الشكاكة
لا يثق كثيراً بمن حوله ودائم الحيطة والحذر والترقب لأي شخص سيقوم بخداعه في أي وقت مهما بلغت درجة قرابته له.
علامات تحليل الشخصية الشكاكة
- دائماً ما يسيء الظن بمن حوله وفي مواقف متكررة بشكل ملحوظ.
- دائماً ما يتجادل ويتشاجر مع من حوله على أتفه الأسباب ظناً منه أن من أمامه هو من يفتعل الشجار بإرادته.
- نادراً ما ينسب أخطائه لنفسه.
- يتأثر بشدة بكلام من حوله خاصة وإذا كان الكلام يتمحور حوله؛ فقد تجده حزيناً بشدة بسبب انتقاد أحد له ليس بسبب غروره بل بسبب أن ذلك الانتقاد قد يدفعه لنزع ثقته من ذلك الشخص.
- التحليل الدائم للكلام فسواء كان الكلام بغرض المزاح أو الجد فتجده دوماً يفكر في كل ما يقال وقد يشغله ذلك التفكير لأيام عدة.
موقفك تجاه الشخصية الشكاكة
لا يعد ذلك العيب مؤرقاً للكثير من الناس، حتى وبعد تحليل الشخصية الشكاكة قد لا يجد البعض غضاضة في استمرار التعامل معه على عكس الشخصية النرجسية.
الشخصية الساذجة
غالباً ما يكون سببها هو نشأة الشخص في بيئة مسالمة تخلو من التنافس أو التسابق من أجل الوصول لهدف ما مهما كان بسيطاً، كما تدل الشخصية الساذجة على فقر الخبرات الاجتماعية وعدم اكتساب مهارات كافية تساعد على تحليل الشخصية.
علامات تحليل الشخصية الساذجة
- الثقة الزائدة بمن حوله وهي من أهم العلامات بل قد تكفي وحدها في تحليل الشخصية لتتأكد من سذاجة من أمامك.
- التبعية لمن حوله فلا يفضل الشخص الساذج تولي مناصب قيادية بل يميل أكثر للتواجد تحت إمرة شخص آخر.
- سهولة التأثر بالرأي الآخر بدرجة كافية لأن تدفعه لتغيير رأيه للنقيض سريعاً.
- الصراحة الزائدة: حتى وإن كان الصدق مطلوباً دوماً، ولكن يجب على الإنسان أن يفكر فيما يقوله ولا يندفع في الكلام أمام أي شخص بالأخص أمام الغرباء.
- دائم التسامح: قد يراها البعض على أنها من المميزات في أي شخصية، ولكن التسامح مع أي شخص مهما كانت فعلته يدل على سذاجة المتسامح.
موقفك تجاه الشخصية الساذجة
يمكنك الاستفادة من تلك الشخصية على مدى واسع حيث يمتاز الشخص الساذج بدرجة عالية من التضحية والإيثار وتفضيل الغير على نفسه؛ مما يجعله صديقاً مفضلاً للكثير من الناس، لكن عليك أثناء التعامل معه أن تحاول تبصيره بأن ثمة فرق شاسع بين السذاجة وحسن الظن بالناس حتى لا يقع في فخ الثقة بشخص لا يستحق.
الشخصية القاسية
تتمثل قسوة الشخص في غلظة الأقوال والأفعال؛ فلا يكترث الشخص القاسي بشعور من حوله أو يراعي الفروق بين المواقف المختلفة كما لا يولي تحليل الشخصية أي اهتمام، فتعامله مع من حوله لا يختلف باختلاف من أمامه.
علامات تحليل الشخصية القاسية
- الميل لاستخدام التهديد مع من حوله
- ردود الأفعال القاسية حتى مع أقرب الناس إليه
- تغليظ العقوبة حتى وغن كان الجرم بسيطاً
- يثأر بشدة لنفسه ممن حوله بقسوة وغلظة فيكون رد فعله أقوى بمراحل كثيرة عن الفعل الأول.
موقفك تجاه الشخصية القاسية
قد ينفر بعض الأشخاص من ذلك النوع من الشخصيات فيتجنب الاحتكاك به، أما إذا اضطررت للتعامل معه فربما عليك أن تتأكد أولاً من تقبلك لردود أفعاله التي قد تصدمك في الكثير من الأحيان، كما يجب أن تضبط أعصابك ولا تنفعل أمامه وتحاول دائما الإصغاء له بحرص شديد. احذر من أن تبدو ضعيفاً أو منقاداً أمامه حتى لا يبالغ في قسوته معك.
الشخصية العطوفة
يمكن تحليل الشخصية العطوفة على أنها تلك الشخصية التي يغلب فيها صاحبها قلبه على عقله؛ فعلى سبيل المثال إذا أراد عقله فعل شيء ما لرؤيته أن ذلك هو الأصح له وكان قلبه يرغب في العكس فغالباً سينساق الشخص العطوف وراء مشاعره وعواطفه متجاهلاً الاختيار الأصح برغم علمه بذلك.
علامات تحليل الشخصية العطوفة
- رقة القلب الدائمة تجاه أي شخص دون تفرقة بين من يستحق ومن لا يستحق.
- تجنب اللجوء لأساليب العقاب حيث يكون العقاب أو التهديد هو آخر الخيارات التي قد يلجأ إليها وربما لا يستعملها أبداً.
- استعمال أساليب الاستعطاف دوماً للوصول لهدفه.
- الابتعاد عن الوقوع في خلافات مع أي شخص، وحتى إن اضطرته الظروف المحيطة تجده يهرع على الفور لحل تلك المشكلة وتجنب تفاقمها.
موقفك تجاه الشخصية العطوفة
قد تنجح تلك الشخصية في كسب ود المحيطين بها نظراً لأسلوبها الساحر والرقيق في التعامل مع من حولها.
الشخصية المستسلمة
يذعن صاحب الشخصية المستسلمة دوماً لمن حوله فينقاد خلف أوامرهم دون تفكير أو على الأحرى دون تحلي بجرأة الرفض إذا رأى أن ذلك قد يضره.
علامات تحليل الشخصية المستسلمة
- الميل الدائم لموافقة الآخرين على ما يقولون أو يفعلون فقلما تسمع منه كلمة لا.
- العجز عن التعبير عن رأيه الشخصي سواء أكان ذلك في اجتماع أم متمثلاً في الاختيار بين أمرين.
- التواضع في أمور لا تناسب أو لأشخاص لا ينبغي التذلل لهم.
- الحرص الزائد على مشاعر الآخرين حتى لو سبب ذلك تأذي مشاعره الشخصية.
- الحرص الدائم على تجنب التواصل البصري مع من حوله، فإذا حدقت بصرك به تجده يحدق بعيداً في أي اتجاه آخر.
موقفك تجاه الشخصية المستسلمة
أغلب الأحيان يكون الاستسلام ناتج عن ضغوطات نفسية وعصبية متراكمة داخل الشخص منذ صغره، فربما قد يستلزم الأمر منك المحاولة الجدية لإقناعه بأن الاستسلام ليس هو الحل وكلما كانت شخصيته أقوى كلما كان ذلك أفضل، مع التذكير بأن ذلك الأمر لا يتحقق بين عشية وضحاها بل بالتدريج وبالممارسة المستمرة مع التشجيع.
الشخصية العدوانية
قد تتشابه تلك الشخصية في صفاتها إلى حد كبير مع الشخصية القاسية؛ فكلتا الشخصيتين تتصفان بالغلظة في التعامل وعدم الاكتراث بمشاعر من حولهم مما يوقعهم في الكثير من العداوات والخلافات المستمرة.
علامات تحليل الشخصية العدوانية
- التسلط الدائم في القول وفي الفعل.
- الجرأة في كافة التصرفات دون الاعتبار لوجود حدود أو أعراف.
- التحديق المفرط في الآخرين بعكس الشخصية المستسلمة حيث يتعمد الشخص العدواني التحديق في أعين من حوله باستمرار.
- الصوت المرتفع بدون وجود داعي يبرر ذلك.
- كثرة الشجارات والعداوات المستمرة.
موقفك تجاه الشخصية العدوانية
دوماً لا ينفع الجدال مع الشخصية العدوانية، بل يفضل أن تصغي إليه جيداً وتمتلك القدرة على امتصاص غضبه ثم تعرض رأيك بهدوء وبدون الدخول في شجار معه، كما تتعارض تلك الشخصية مع الشخصية العطوفة تماماً حيث يستخدم كلا منهما أسلوباً مختلفاً تماماً للإقناع؛ والطريقة المثلى لإقناع الشخص العدواني هي باستخدام الحجة والمنطق والبعد كل البعد عن المشاعر أو أساليب الاستعطاف المختلفة.
الشخصية المنعزلة
وتعرف اجتماعياً بالشخصية الانطوائية، تنعدم علاقاتها الاجتماعية مع الآخرين إلا في أضيق الحدود فغالباً ما يفتقد الشخص المنعزل إلى وجود أصدقاء أو معارف كثر.
علامات تحليل الشخصية المنعزلة
- الميل للعزلة وعدم الاختلاط؛ حيث يواجه الشخص المنعزل صعوبة في الانخراط وسط من حوله بالأخص إذا لم يكن يعرفهم من قبل مما يدفعه لتجنب بل وكره المناسبات الاجتماعية المختلفة التي تجبره على الاحتكاك بعدد كبير من الأشخاص.
- لا يتأثر كثيراً أو بالأدق لا يهتم بآراء من حوله سواء أكانت مديحاً أو ذماً؛ وربما يكون سبب ذلك هو اعتياده على الانتقاد المستمر بسبب انطوائيته.
- ضعف عام في قدرات التواصل مع الآخرين سواء أكان التواصل بصرياً أو سمعياً، ويمكنك تمييز ذلك باختبار بسيط للغاية حيث ستضع أمامه احتمالين إما بأن يتواصل معك عن طريق المقابلة الشخصية أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي عندها ستجده على الفور يميل للخيار الثاني.
- افتقاد القدرة للتعبير عن مشاعره بصدق سواء أكانت مشاعر فرح أو حزن.
موقفك تجاه الشخصية المنعزلة
بالطبع ستشعر بالضيق عند التعامل مع شخص منعزل لأنك ستجد نفسك مجبراً على التقيد بأسلوب حياته المنطوي، حاول ولكن بشكل تدريجي وطواعية أن تدفعه للانخراط في المجتمع واكتساب الكثير من الصداقات والعلاقات الاجتماعية.
الشخصية المتجنبة
هي إحدى صور الشخصية المنعزلة التي تم شرحها سابقاً، فتلك الشخصية لديها قدرة عالية للتأثر بآراء الآخرين عنها سواء أكانت إيجابية أم سلبية لذلك تعمل طوال الوقت على تجنب الحديث عن نفسها حتى لا تقع في محل إلقاء اللوم عليها.
علامات تحليل الشخصية المتجنبة
- الحساسية المفرطة من الانتقادات المحيطة والموجهة إليه حتى وإن كانت في محلها.
- غياب القدرة على إثبات ذاته في العمل أو الدراسة.
- تجنب الإدلاء برأيه خشية أن يتعرض للنقد.
- المبالغة في التقليل من نفسه أمام الجميع حتى وإن كان يعتقد عكس ذلك.
- في بعض الأطوار من تلك الشخصية يلجأ الشخص إلى الانعزال عن الناس خوفاً من أن يلحق به ضرر عند الاحتكاك بهم.
موقفك تجاه الشخصية المتجنبة
تعد الشخصية المتجنبة من أسهل العيوب التي يمكن إصلاحها بقليل من التدريب على التعبير عن الرأي وعدم الاكتراث للانتقاد الموجه له، ويتميز صاحب تلك الشخصية بالطموح الدائم لتحقيق أهدافه والسعي لها حتى يثبت أمام الآخرين أنه لا يستحق ذلك النقد ولكن يقترن الطموح بتقليل دائم لأي إنجاز يحرزه.
الشخصية الهستيرية
كلمة هستيريا تعني الهوس الدائم للشخص بشيء ما، ولكن عندما نتحدث عن هستيريا الشخصية فنحن نلقي الضوء بالأخص على رغبة الشخص دائماً في لفت الأنظار إليه وسعيه لأن يصبح محط إعجاب الجميع.
علامات تحليل الشخصية الهستيرية
- تترجم كل أفعاله وأقواله على نفس النحو، فكل ما يقوم به هو سعي لأن يصبح محط أنظار الجميع.
- تكوين الكثير من العلاقات الاجتماعية ولكن مع من يعدوا من أصحاب النفوذ أو المال كي يتباهى بمعرفته لهم أمام غيره.
- الاهتمام الزائد بالمظاهر الاجتماعية حتى وإن كانت تحفي واقعاً مشؤوماً.
- السعادة الغامرة بثناء الآخرين عليه.
- السطحية في التفكير وردود الأفعال الأقرب إلى السذاجة.
- عدم الاعتراف بأي خطأ يقع فيه حتى وإن انكشف أمام الجميع.
- إذا كان عليه الاختيار بين وظيفتين إحداهما توفر وجاهة ومكانة اجتماعية مرموقة والأخرى توفر راتباً باهظاً تجده دوماً يغلب الأولى على الثانية.
- يتطلع دائماً إلى تلقيبه بألقاب تزيد من مكانته أمام الناس حتى وإن كانت زائفة أو من باب المزاح.
موقفك تجاه الشخصية الهستيرية
تعد تلك الشخصية الأصعب في تحليلها، فيوجد الكثير من الشخصيات الهستيرية حولنا ولكن قد لا نتمكن من ملاحظة ذلك؛ ربما بسبب قدرتهم البارعة على التهرب من أي موقف سلبي يقعون فيه.
أضف تعليق