إن اكثر ما يهتم به الناس لدى زيارة المتاجر الغذائية للتسوق هي الاطلاع على تاريخ انتهاء الصلاحية لهذه المواد، بالنسبة لنا إن تناول الطعام الصحي هو أولوية وبالتالي لا يقبل الكثيرين أن يقتربوا حتى من تاريخ انتهاء الصلاحية للمواد الغذائية ويفضلون الأطعمة التي ما زالت في بداية هذه الفترة لهذا نقوم بتقليب المنتج للعديد من المرات قبل اتخاذ القرار النهائي بشرائه من عدمه. لكن في ذات الوقت هناك العديد من الأصوات التي تقول أننا نهدر الغذاء فهذه المواد ما زالت صالحة للأكل، ولكن يجب التدقيق قبل البدء في تناولها أو طبخها.
لنكن صادقين هناك إهدار كبير للغذاء في العالم، وان نسب هذا الإهدار تكاد تكون كبيرة جدا وبصورة غير مقبولة على الإطلاق، بل إن هذه المواد الغذائية التي تتلف في العالم قد تكون كافية لإحياء العديد من الجوعى في دول المجاعات حول العالم، لكن نعود إلى النقطة الأساسية مرة أخرى وهي التنسيق بين ما هو صالح للأكل والصحة التي نرغب أن نحافظ عليها، فمن اهم الأجهزة في جسم الإنسان هو الجهاز الهضمي والذي لا يقبل أن بتلاعب به الإنسان أو يخاطر فيه.
إذا إن التخلص من الطعام بناءا على تاريخ انتهاء الصلاحية قد يكون تخلصا من طعام جيد للمفاجأة، وللصراحة فقد اعتدت شخصيا على أن آخذ تواريخ انتهاء الصلاحية على محمل الجد. خاصة اللحوم ولمنتجات الألبان، فالتاريخ الوارد عليها قد يصل إلى درجة القدسية بالنسبة لي، إن المواد التي تتخطى هذه التواريخ مكانها سلة القمامة، هذه الحقيقية والواقع تغير بالنسبة لي بعد قراءة بعض الدراسات والبحوث العلمية التي تتحدث عن تاريخ انتهاء الصلاحية وأهميته وحقيقته، إليك بعض النتائج التي خلصت إليها، واليك أن تتخذ قرارك بإبقاء سلة القمامة الخاصة بها أو فحصها على الأفل قبل تناولها أو طبخها وعدم الأخذ بالتاريخ على انه من المسلمات.
استكشف هذه المقالة
ما هو تاريخ انتهاء الصلاحية ؟
تاريخ انتهاء الصلاحية هو التاريخ الذي يفضل أن يتم تناول المواد المحفوظة خلاله، أي الفترة التي تكون تلك المواد في افضل حالتها وقابليتها للاستهلاك البشري، وبالتالي إن وضع كلمة تاريخ انتهاء الصلاحية لا يشير إلى عدم صلاحية المواد الغذائية للأكل بل انه يمكن تناولها في بعد هذا التاريخ ولكن يفضل تناولها ضمن التاريخ المذكور للحصول على افضل الفوائد منها أو أن تكون اقرب إلى الطازجة. علما أن هذا التاريخ أيضًا يعتمد على عوامل خارجية أخرى ومنها جودة التخزين والنقل، وليس فقط طريقة التخزين وهي كلها عوامل يجب أخذها بعين الاعتبار. هل تاريخ انتهاء الصلاحية نهائي على المواد الغذائية؟ أم يجب إعادة التفكير في الأمر؟ للبت في جميع ما ذكر يجب أخذ الاعتبارات التالية ومن ثم الوصول إلى الخلاصة النهائية.
المعايير في الولايات المتحدة الأمريكية
وفقًا لوزارة الزراعة الأمريكية، فإن تاريخ صلاحية المواد الغذائية تشير إلى جودة هذه الأغدية المحفوظة، وليس إلى سلامتها، لهذا لا تتطلب اللوائح الفيدرالية في الولايات المتحدة وضع تواريخ الصلاحية على اللحوم والدواجن والبيض ومنتجات الألبان والمعلبات (الاستثناء في المواد المنتجة والمخصصة للأطفال فيوضع عليها تاريخ انتهاء الصلاحية ) ، لكن قد يتم إضافة العلامات أو الصيغ الآتية على المنتجات كدليل مفيد للمستهلكين وتجار التجزئة. فيما يلي العلامات الثلاث الأكثر شيوعًا:
- يفضل أن يستهلك خلال (Best if it used by): يقترح هذا التاريخ عندما يكون المنتج في أعلى مستويات الجودة. سيظل من الآمن استهلاكه بعد هذا التاريخ، لكن جودة النكهة والطعم ستبدأ بالانخفاض تدريجيا بعد انتهاء التاريخ المرفق واللاحق بهذه الجملة.
- الاستهلاك خلال (Use by): عادة ما يتم العثور على هذا التاريخ على عناصر غذائية أكثر عرضة للتلف، مثل اللحوم والألبان لكن لا يزال من الجيد استهلاك المنتج لفترة قصيرة بعد التاريخ، ولكن لا تنتظر طويلا حتى تناوله ويفضل أن يتم فحصه من قبل المستهلك.
- يباع خلال (Sell by): هذا التاريخ مرتبط بتجار التجزئة عندما يجب أن يزال المنتج على رفوف متاجرهم، فعليا هذا التاريخ مفيد جدا في حال التنزيلات، وهو أمر متبع في الولايات المتحدة وأوروبا، فحين يقترب تاريخ انتهاء الصلاحية يتم وضع سعر جديد مخفض على المواد لبيعها، وعادةً ما تكون فعالة جدًا.
الاستهلاك خلال
تعتبر تواريخ (الاستهلاك خلال) دليلاً رائعًا للأشخاص مثلي ومثلك أي المستهلكين العاديين، المشكلة في نسب الإهدار لهذه المنتجات، فقط في الولايات المتحدة أشار تقرير وزارة الزراعة الأميركية ينص على أن الأمريكيين يهدرون حوالي 30 % من الطعام كل عام. جزء من ذلك هو أننا نتبع تواريخ انتهاء الصلاحية عن كثب وننتهي بإلاف الطعام الجيد تمامًا. هذا ليس صحيح لحسن الحظ، ويمكننا أن نتغير عبر المحاولات الدقيقة.
افحص المواد الغذائية ولا تعتمد على تاريخ انتهاء الصلاحية كليا
لغايات التأكد من صلاحية المنتج للأكل، أو إن كان فاسدا ويدب التخلص منه، قم باستخدام أفضل وسيلة للحكم والقرار فيما إذا كان يجب رمي الطعام أم لا، فبدلاً من النظر إلى التاريخ، انظر إلى المواد الغذائية فعليا، هل اللون يبدو طبيعيا، ؟ هل هناك تغير في الرائحة؟ هل حصل أي تغيير على اتساق هذه المواد ونسقها وهيئتها الطبيعية وهي طازجة؟ إن معرفة كيف يفترض أن يبدو الطعام، أو أن ما هي الرائحة الطبيعية له، هي مهارة طبيعية في الحياة ويجب أن يعرفها الجميع إن هذه المعرفة سوف تمنعك من تناول الطعام السيئ ويمنعك من إلقاء الطعام مبكرًا جدًا.
تاريخ انتهاء الصلاحية والنقل والتخزين
مرة أخرى نذكر أن العديد من الدراسات والأبحاث أشارت إلى هذا المفهوم يرتبط بمدى كون الأطعمة المعلبة أو المحفوظة طازجة، ولا علاقة له بصلاحيتها للأكل أو أنها قد تتسبب بالتسمم أو غيره من المشاكل الصحية في حال تناوله. هذا في حال كانت أدوات التخزين والنقل سليمة وضمن الشروط والمعايير الموصى بها، (من الأمور الغريبة انه في بعض الأحيان تجد بعض المواد التي لم ينتهي التاريخ المرفق عليها ولكنها فاسدة، ويعود هذا الأمر لسبب عدم صحة التخزين أو تعرضها للشمس وغيرها من الأسباب) وبالتالي إن افضل الحلول وكما ذكرنا في النقطة السابقة هي فحص الطعام شخصيا قبل تناوله.
تنبيه: إن ما ورد في المقال لا يعني أننا نحث على تناول المواد التي انتهى التاريخ المرفق عليها، مرة أخرى نشير إلى أن هذا المقال يعبر عن العديد من الدراسات وأيضا أن عملية التخزين لها دور في صلاحية المواد للاستهلاك البشري ولهذا إن ما ننصح به التأكد من المواد حتى لو كان التاريخ المرفق عليها ساريا.
أضف تعليق