في الرابع من فبراير عام 2004 تم بشكل رسمي تأسيس فيسبوك وإطلاق الموقع الأول من نوعه بواسطة مارك زوكربيرغ وزميل دراسته في جامعة هارفارد إدوارد سوفرين، وكان الغرض الأساسي من تأسيس فيسبوك هو إيجاد وسيلة عبر الإنترنت للتواصل بين طلاب جامعة هارفارد فقط؛ حيث كان الموقع مقتصراُ على مستخدمين ينتمون للجامعة في البداية ولكن مع توسع الموقع أكثر وزيادة شعبيته بدأ المؤسسون في السماح لبقية الأشخاص من مواطني بوسطن باستخدام فيسبوك وشيئاً فشيئاً اتسعت دائرة مستخدميه حتى شملت الكرة الأرضية كاملة.
بداية تأسيس فيسبوك ونجاحه التدريجي
عقبات في طريق تأسيس فيسبوك
بالطبع لم تسلم فكرة ناجحة كفكرة تأسيس فيسبوك من وجود أعداء ومتربصين بمثل هذا النجاح وفي فترة وجيزة للغاية، فلم يمضي أكثر من أسبوع واحد على تأسيس فيسبوك وإطلاقه ضمن جامعة هارفارد والإعلان عنه بشكل رسمي حتى وجد مارك وإدوارد نفسهما متهمين أمام مجلس الجامعة من قبل 3 أساتذة فيها بسرقة فكرة فيسبوك منهم الاستيلاء على حقوق الملكية الفكرية لها. وتطور الأمر أكثر من ذلك حتى وصل إلى ساحات القضاء حيث أقام مدرسو الجامعة دعوى قضائية يتهمون فيها مارك بالنصب والاحتيال والاستيلاء على ما أسموه فكرتهم الأصلية لتنطلق بعد ذلك سلسلة لا نهائية من الدعاوى والجلسات القضائية في محاولة للفصل في ذلك النزاع، العجيب في الأمر أنه وبالرغم من مرور كل تلك الأعوام إلا أن بعضاً من تلك الدعاوي القضائية لا تزال قائمة حتى يومنا هذا في انتظار كلمة المحكمة للفصل فيها. وفي محاولات جادة لجعل كفة القضية لصالحهم قام المدعون بتقديم أدلة توضح أن مارك ومن معه ممن عملوا على تأسيس فيسبوك قد استعانوا في 2004 ببيانات خاصة تمكنهم من الدخول إلى الصفحات الشخصية لكثير من المستخدمين وتفحص رسائلهم الشخصية مما يعد انتهاكاً لخصوصيتهم.
محاولات سابقة
لكن قبل تأسيس فيسبوك بشكل رسمي سبقه عدة محاولات شبيهة من مارك زوكربيرغ في مسعى لإيجاد فكرة تكنولوجية تنجح في الربط بين طلاب جامعة هارفارد وهم في منازلهم. كانت أول تلك المحاولات في 2002 حيث أطلق مارك الموقع الرسمي الذي أسماه (facemash) والذي كانت تقوم فكرته على مبدأ واحد فقط ألا وهو إمكانية قيام أي من المستخدمين بوضع صورتين لشخصين مختلفين وإتاحة الفرصة لكل مستخدم يرى تلك الصور في إبداء رأيه أي الشخصين أفضل شكلاً من الآخر؛ أي أن فكرة هذا الموقع كانت عبارة عن مجرد لعبة صبيانية لا أكثر لكنها في نفس الوقت نجحت في الربط بين عدد كبير من طلاب الجامعة عبر الإنترنت.
تطورت الفكرة شيئاً فشيئاً وبدأ مارك يطمح بشكل أكبر إلى جعل موقع فيسبوك أكثر فاعلية وإتاحة لخواص عديدة تجذب الكثير من المستخدمين، وكنوع من التجربة قام مارك بتخصيص جزء من موقع فيسبوك القديم ووضع عليه ما يقارب 500 صورة منها ما هو لطلاب أو أساتذة بجامعة هارفارد ومنها ما هو لظواهر معينة أو شخصيات عامة وترك مساحة للتعليق على كل صورة وقام بدعوة طلاب صف الفنون بالجامعة للمشاركة في مثل هذا الحدث عبر الدخول إلى الموقع ومطالعة الصور الموجودة عليه والتعليق على كل منها وكانت نتيجة المشاركة أكثر من مذهلة حيث حقق الموقع أعلى معدل دخول للمستخدمين على الإطلاق منذ تأسيس فيسبوك مما جعل حماس مارك يزيد بدرجة أكبر وخاصة مع تشجيع عدد كبير من أساتذته بالجامعة لأن يكون هذا الموقع هو مشروع تخرجه منها ووعدوه بأنه سيكون من أفضل مشاريع التخرج التي قدمت للجامعة على الإطلاق.
تأسيس فيسبوك بالصورة المعهودة
في يناير 2005 بدأ مارك زوكربيرغ في الخطوات البرمجية التي توفر أكواد تأسيس فيسبوك وخاصة مع تطور الإنترنت في ذلك الوقت وتوافر كافة الوسائل التكنولوجية التي سهلت على المستخدمين إنشاء المواقع وتخصيصها وإضافة الكثير من الصفات والميزات إليها، وفي تلك الفترة كانت الأحاديث تدور بالجامعة عن رغبة بعض من الأساتذة فيها في إنشاء موقع على الإنترنت يقوم بربط الناس معاً حول العالم ومن أي مكان فقط عبر استخدام جهاز الحاسب الآلي ولكن استمرت تلك الأفكار في التواجد لمدة تزيد عن العامين دون أن يتحقق أي جزء منها ولو كان بسيطاً على أرض الواقع، وربما كان هذا هو المبرر الذي أطلقه مارك بعد اتهامه بسرقة فكرة تأسيس فيسبوك من مجموعة من أساتذة جامعة هارفارد حيث برر فعلته بأن الجامعة استغرقت سنوات عدة لتخرج بمثل تلك الفكرة ولا أحد يعلم كم يلزمها من الوقت أو كم ستستغرق من السنوات الإضافية لإنشاء مثل ذلك الموقع بينما هو وحده قادراً على تنفيذ الفكرة بشكل عملي في مدة بسيطة لا تستغرق أكثر من أسبوع واحد.
تسويق الموقع
بالفعل انتهى مارك ومساعديه من تأسيس فيسبوك بشكل رسمي ولكن واجهتهم مشكلة جديدة وهي تسويق الموقع؛ حيث أنه وقبل ذلك كان موقع فيسبوك مقتصراً على طلبة جامعة هارفارد فقط أما الآن وبعد أن أصبحت النية واضحة في توسيع قاعدة مستخدمي الموقع لتشمل كل من على سطح هذا الكوكب فيتحتم على مؤسسي فيسبوك استخدام وسائل مختلفة للدعاية تقوم على جذب المزيد من الأنظار إليهم خاصة مع عدم انتشار وسائل الدعاية والإعلان عبر الإنترنت في ذلك الوقت بالشكل التي عليه الآن، تم اقتراح العديد من الأفكار بواسطة مارك ومساعديه ولكنها جميعها كانت تحتاج في المجمل إلى وجود مستثمر يقوم على تمويل الموقع في بداية فترة إطلاقه حتى ينتشر ثم تبدأ مرحلة جني الأرباح وهو ما اعتبر شبه مستحيل خاصة مع تواجد حرب من منافسين يتهمون مارك بسرقة الفكرة الأصلية منهم وكذلك أيضاً عدم استساغة الفكرة من قبل الكثير من رجال سوق الأعمال والاستثمار.
قام أحد مساعدي مارك في تأسيس فيسبوك باقتراح بسيط وهو إرسال الرابط الخاص بصفحة فيسبوك عبر موقع كيركلاند لإرسال البريد الإلكتروني وكان ذلك الموقع آنذاك يحوي أكثر من 300 مستخدم، وبالفعل نالت الفكرة إعجاب مارك وقام بإرسال رابط الموقع لكافة المستخدمين المتاحين وبدأ المعدل الدخول إلى موقع فيسبوك وإنشاء صفحة عليه يزيد بشكل سريع للغاية وفي فترة زمنية لا تتعدى ساعات معدودة؛ ففي نهاية ذلك اليوم فقط تم تسجيل ما بين 12 ألف إلى 15 ألف مستخدم جديد عبر فيسبوك مما اعتبر نجاحاً ساحقاً.
تطوير فيسبوك
في الأول من شهر أكتوبر عام 2005 زادت رقعة مستخدمي موقع فيسبوك واتسع ليشمل أكثر من 25 جامعة على مستوى العالم منها 20 جامعة في المملكة المتحدة وحدها، وبعد ذلك بشهر واحد تم إنشاء نسخة مشابهة لموقع فيسبوك ولكن مخصصة بشكل حصري لطلاب المدارس العليا أو الثانوية ولاحقاً تم دمج الموقعين معاً وتوسيعه بشكل أكبر حتى يشمل الموظفين أيضاً ومن انتهوا من دراستهم الجامعية ثم أصبح بعد ذلك موقع فيسبوك متاحاً لكل من تجاوز سنه الثلاثة عشر عاماً.
وفي فبراير 2011 تم تزويد موقع فيسبوك بمعدل للصور وكذلك توفير تطبيق خاص يمكن المستخدمين من الدخول إلى صفحتهم الشخصية عبر الهواتف المحمولة ودون الحاجة إلى جهاز حاسوب، وكغيرها من أفكار شركة فيسبوك لاقت رواجاً كبيراً حيث بلغ عدد الصور الموجودة في موقع فيسبوك حوالي 350 بليون صورة بحلول شهر أكتوبر من نفس العام كما قام أكثر من 350 مليون مستخدم بالدخول إلى فيسبوك عبر التطبيق الخاص بالهاتف وهو ما يمثل تقريباً ثلث مستخدمي الموقع ككل.
أضف تعليق