تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الحمل والانجاب » تأخر الإنجاب : كيف تضع خطة من أجل علاج تأخر الإنجاب ؟

تأخر الإنجاب : كيف تضع خطة من أجل علاج تأخر الإنجاب ؟

تأخر الإنجاب هو أمر يقلق الكثير من الأزواج، خصوصًا المتزوجين حديثًا، في السطور القادمة نناقش كيف نضع خطة فعالة وناجحة من أجل علاج مشكلة تأخر الإنجاب .

تأخر الإنجاب

علاج تأخر الإنجاب هو محور حديث أغلب النساء الآن، وذلك لما حدث من تطور في الأجهزة التي تستطيع التعرف على سبب تأخر الإنجاب، سواء كان هذا التأخر من الرجال أم من النساء، كما أن هذا التقدم السريع لم يحدث في أجهزة كشف سبب تأخر الإنجاب فحسب، بل تقدمت طرق الكشف على الزوجين قبل الزواج، وتطورت سبل علاج الإنجاب أيضاً، بعد أن كان المتأخر عن الإنجاب سواء كان الزوج أو الزوجة، يعاني من نظرة المجتمع وإطلاقهم عليه باسم العاجز عن الإنجاب، وربما أطلق على المرأة اسم عاقر، مما يؤدي بهم إلى التوتر والقلق والحزن، الذي ربما يزيد تأخر الإنجاب وربما يعجزهم بالفعل عن الإنجاب، وفيما يلي سوف نوضح عدة عوامل لابد من مراعاتها عند علاج تأخر الإنجاب.

تأخر الإنجاب : وضع الخطة الفعالة للتخلص منه

التخلص من القلق من والتوتر

من أهم أسباب التأخر عن الإنجاب شعور المرأة بالقلق والتوتر الشديد، خاصة إذا كانت تأخرت بعض الوقت القليل عن الإنجاب، مما يشعرها هذا التأخر بالخوف والحزن من عدم الإنجاب، كما يزيد هذا الحزن زيادة شديدة عندما ترى نظرة الآخرين لها وإلحاحهم عليها بمحاولة الإنجاب، ويغفلون عن أن المعطي والمانع هو الله، وهذه النظرة المجتمعية المؤسفة تؤدي بها إلى الاكتئاب، وربما فقد الشهية وهذه الأمور ربما تؤدي بها إلى اضطراب الهرمونات عندها، مما يزيد من تأخرها عن الإنجاب، وللزوج حظ من هذا القلق أيضاً، فإن أصابه التوتر ربما أدي به إلى اضطرابات الهرمونات التي تؤدي إلى زيادة تأخر الإنجاب، إذاً عليك وعليك التوكل على الله وعدم التفكير فإن شاء الله كان وإن لم يشأ لم يكن، فإن انتهيتم من التوتر والقلق، سوف تعود الهرمونات إلى طبيعتها وتستقر الأمور التي تساعد في علاج تأخر الإنجاب.

علاج الالتهابات المهبلية

إن الالتهابات المهبلية من الأسباب الشائعة جداً في تأخر الإنجاب، رغم أن معظم النساء لا يُلقين لها بالاً ولا يلتفن إليها، ونجد أن معظم النساء تعانين من التهابات مهبلية على مدار حياتها منذ أن كانت غير متزوجة، وربما تتعايش معها بعد الزواج وتقوم باستخدام بعض الغسولات المهبلية دون جدوى لخطورة إهمالها للعلاج الصحيح لهذه الالتهابات، حيث أن علاج هذه الالتهابات لا يمكن أن يكون من خلال تخمين العلاج أو توقعه لابد من الذهاب إلى الطبيبة النسائية، وفي غالب الأمر يتم علاج هذه الالتهابات عند طريق عمل مزرعة لمعرفة نوع البكتريات أو الفطر الذي أدى إلى هذه الالتهابات، ومن ثم أخذ الدواء الصحيح، وربما تتعرف الطبيبة على نوع البكتريا من خلال التحدث مع المريضة ومن خلال الكشف السريري، وإذا عرضت المريضة الأعراض بطريقة صحيحة ربما يساعد ذلك في العلاج بإذن الله، كما أن الإغفال عن هذه الالتهابات وعدم علاجها بالطريقة الصحيحة، ربما يؤدي مع الأعوام العديدة إلى التصاقات الأنابيب أو التصاقات في الحوض، مما يؤدي إلى حمل خارج الرحم، وهذا أمر في منتهى الخطورة ربما يؤدي إلى عدم استطاعة المرأة الحمل مرةً أخرى إن حملت، أو ربما يؤدي بها إلى الوفاة، والعجيب في الأمر أن المرأة إذا كانت تعاني من الالتهابات المهبلية، ربما يكون هذا السبب البسيط هو الذي أدى بها إلى تأخر الإنجاب، وإن تتبعت تعليمات الطبيبة النسائية وقامت بعلاج هذا الالتهاب، أنجبت بفضل الله فلا تغفلن عن هذه الالتهابات أبداً، فالأمر سهل علاجه بإذن الله والعقاقير موجودة في كل مكان.

الفحص الطبي للزوجين معاً

في الماضي البعيد كانت الزوجة هي المتهم الوحيد في تأخر الإنجاب، وكان الزوج لا تقدم له الاتهامات أبداً، رغم أن كلمة اتهام ليست صحيحة في التعبير إلا أن هذه اللفظة كانت تقال من قِبل المجتمع للآتي لم تنجبن، والآن وبعد تقدم الطب والعلم علم الكثير من الناس أن تأخر الإنجاب ليس بتهمة، وليست المرأة هي المسؤول الأوحد عن تأخر الإنجاب، لذلك لابد من قيام كلاً من الزوجين بعمل الفحوصات الطبية معاً، ربما تكون رحلة طويلة نوعاً ما، ولكن لابد من القيام بها ولكن بعد سنة كاملة من الزواج، ولتسهيل هذه الرحلة عليك وعليك قراءة النقاط الآتية لمعرفة خط سير هذه الرحلة أو جزء من هذا الطريق.

الفحص الطبي للزوج

وفحص الزوج يعتبر هو البند الأول في بداية الرحلة للبحث عن تأخر الإنجاب، حيث أن فحص الزوج بسيط وسهل، أما فحص الزوجة يعد طويل وسوف يدخلها في بعض المتاهات، لذلك عليكم البداية بفحص الزوج، فإن كانت الأمور عند الزوج تمام وعلى ما يرام، في هذه الحالة تبدأ الزوجة في البحث عن سبب تأخرها في الإنجاب، أما إن كان الزوج يعاني من بعض المشكلات وهي التي تسببت في تأخر الإنجاب، إذن أصبحت الرحلة محصورة في جزء بسيط، وربما يكون التأخر من الإثنين معاً، فبعد علاج الزوج،على الزوج والزوجة الانتظار فترة من الوقت كافية وليكن سنة كاملة، فإذا لم يحدث إنجاب تقوم الزوجة بعمل الفحوصات الطبية هي أيضاً، وفي ما يلي سوف نقدم بعض النقاط التي تساعدكم في عمل فحوصات الزوج ولكن هذا الفحص لابد وأن يكون تحت إشراف طبي.

عمل تحاليل متعلقة بالفيتامينات

على الزوج أن يقوم بعمل فحص للدم لتفقد الفيتامينات والمعادن، حيث أن نقص بعض أنواع معينة من الفيتامينات ربما يؤدي إلى تأخر الإنجاب.

عمل تحليل منوي

لمعرفة عدد الحيوانات المنوية، وطبيعة حركتها، وكمية السائل المنوي، وغيرها من الأمور المتعلقة بهذا البند، فإن كانت الأمور على ما يرام ربما ينتهي فحص الزوج، أما إن كانت هناك بعض المشكلات، ربما يطلب الطبيب فحوصات أخرى.

الفحوصات المتعلقة بالمرأة

فحص التبويض

هذا الفحص يكون من قبل طبيبة أمراض النساء والتوليد، يتم ذلك من خلال عمل سونار مهبلي، هذا السونار من خلاله يتم فحص التبويض والمبيض والتأكد من خط سير هذا التبويض، ولا يمكن أن تستطيع الطبيبة الحكم على التبويض من خلال كشف واحد فقط، وإنما سوف تطلب من الزوجة متابعة التبويض، وذلك في أيام محددة متعلقة بطبيعة الحيض عند المرأة، ثم تقوم بالحكم من خلال هذه المتابعة على التبويض، إما الأمور على ما يرام، أو تجد بعض المشكلات، ومنها:

ضعف التبويض

إذا كان التبويض ضعيف فقط، ولا يوجد تكيسات على المبايض، في هذه الحالة قبل اللجوء إلى منشطات، على الزوجة أن تتبع معي السطور الآتية أولاً:

الغذاء الصحي

تناولي الغذاء الصحي السليم المتناسب مع حالتكِ الصحية، قبل تناول أي عقارات منشطة، ففي بعض الأحيان يكون سبب ضعف التبويض بعض الفيتامينات التي تنقص في الغذاء، وقومي بتناول عصائر صحية منها الأناناس، تناولي عصير الأناناس من آخر يوم في الحيض، إذا كان الحيض يأتي خمسة أيام تناولي العصير من اليوم الخامس، ثم توقفي عن عصير الأناناس في نصف حيضكِ، بمعني إذا كان الحيض طوله 31 يوم، وطول الحيض يتم حسابه من أول يوم يأتي فيه الحيض، إذن عند اليوم 13 تقريباً توقفي عند تناول الأناناس، ثم ابدئي بتناول عصير التفاح، واجعلي هذا النظام معكي إلى أن يتم الحمل بأذن الله، وتناولي الخس والخضراوات.

تكيسات المبيض

إذا كانت المشكلة هي تكيسات المبايض، لا تلجئي أبداً إلى أي منشطات ولا تقومي بتناول الأناناس، على الرغم من أنه فاكهه عادية، والأطباء لا يعتبرونه منشط للتبويض، إلا أن بعض النساء اللاتي تناولنه بالطريقة السابق شرحها، شعرن بتحسن من ناحية التبويض وشعرن بتنشيط التبويض، فابتعدي عن المنشطات تماماً، إذا كنتي تعانين من تكيس المبايض، ويكمن علاج تكييس المبايض في، أن تقوم الطبيبة بالتأكد من هذا التكييس، وربما يكون العلاج أنها تقوم بوصف بعض موانع الحمل، لتوقف نشاط التبويض تقريباً لفترة ستة أشهر، ثم تتابع معكي العلاج الصحيح.

فص الرحم

فإذا كانت هناك مشكلات متعلقة بالرحم تتبعي ما سوف تصفه لكي الطبيبة.

فحص الهرمونات

سوف تقوم الطبيبة بعمل فحص للهرمونات، عن طريق القيام بعمل بعض التحاليل، فإذا كانت الهرمونات مضطربة قبل اللجوء لأي عقاقير لعالج اضطراب الهرمونات قومي بالآتي: قومي بالذهاب إلى الطبيب المعالج بالطب النبوي والأعشاب، سوف يقوم بوصف تركيبة عشبية لضبط الهرمونات، ولابد وأن يكون طبيب موثوق فيه.

فحص الأنابيب

إذا كانت كل النقاط السابقة على ما يرام، عليك القيام بعد استشارة الطبيبة المعالجة بعمل أشعة بالصبغة، لفحص الأنابيب وتتبعي ما سوف تصفه لكي، إذا كانت الأنابيب بها بعض المشكلات، أما إن كانت الأنابيب سليمة ربما تكون رحلة البحث عن أسباب تأخر الإنجاب انتهت، ولكن اقرئي السطور الآتية لبعض النصائح:

حاولي تتبع التبويض، عن طريق معرفة طول الحيض، وذلك بحساب بدايته من أول يوم يأتي فيه الحيض إلى آخر يوم يأتي فيه الحيض، هذا هو طول الحيض عندكِ.
غالباً التبويض يحدث في نصف شهر الحيض، في غالب النساء في اليوم الرابع عشر تقريباً، من طول الحيض ولكن هناك عدة علامات أخرى لمعرفة يوم التبويض.

إفرازات المهبل

تتبع إفرازات المهبل ففي يوم التبويض تختلف الإفرازات.

اختبارات التبويض

هناك بعض اختبارات التبويض تباع في الصيدليات، قومي بشراءها ومعرفة الطريقة الصحيحة لاستخدامها، ثم قومي بعمل هذا الاختبار في الأيام المتوقع حدوث التبويض لكي فيها حوالي اليوم الرابع عشر من الحيض.

درجة الحرارة

قومي بتفقد درجة الحرارة، حيث أن درجة الحرارة ترتفع قليلاً يوم التبويض، وقومي بمعرفة درجة الحرارة، عن طريق شراء ترمومتر من الصيدلية، ومعرفة طريقة استخدامه بالطريقة الصحيحة. بعد معرفة يوم التبويض جيداً، حاولي أن يتم الجماع في ذلك اليوم حيث أن أكثر أيام المرأة تهيأ للإنجاب في أيام التبويض، حيث تقوم البويضة بالاكتمال والنضوج والنزول لاستقبال الحيوان المنوي، وذلك بهدف أن يتم الإخصاب، كما أن التبويض يختلف موعده من كل امرأة والثانية، لذلك عليكِ القيام بالنقاط السابقة، والقيام بعملها كل شهر حتى يحدث الإنجاب بإذن الله.
تحدثي مع زوجكِ عن ما يؤلمك نفسياً، وعن ما تفكرين فيه وتخيري الأوقات الطيبة أثناء هذا الحديث، فالحديث بينكِ وبين زوجكِ، سوف يخلصكِ من التوتر والقلق ثم تحدثي مع أحد من الأسرة ممن ترتاحين في الحديث معهم، وتعرفي على نفسكِ أكثر ساعدي نفسكِ على التخلص من القلق والتوتر، بكل السبل والطرق المناسبة مع طبيعة شخصيتكِ.
إذا تأكدي من خلال الأطباء بأنكِ لا تستطيعين الإنجاب، لا تيأسي فرحمة الله واسعة اعلمي أنكِ في هذه الحالة تتبعي الأسباب، فما عليك بعد ذلك إلا التوكل على الله، ولا تجعلي حديث الأطباء يزعجكِ فكثير من النساء ممن قيل لهم أنهم لا يستطيعون الإنجاب أنجبوا، رغم أن كل الظروف أكدت عدم استطاعتهم للإنجاب.

وفي النهاية، الجميع يعلم أن الأبناء زينة الحياة الدنيا، ولكن الأمر بيد الله فلنترك الأمور تسيركما يريد لها الخالق، ولا داعي أبداً للحزن ولا داعي للتفكير الكثير، بعض الأزواج أنجبوا بعد مرور عشرة أعوام على زواجهم، وبعضهم أكثر وبعض الأزواج ذهبوا إلى الأطباء وبالفعل تناولوا الدواء دون جدوى، وعندما توقفوا عن العلاج أذن لهم الله بالإنجاب، والبعض الآخر تناولوا الدواء وتم الإنجاب بأذن الله، فلنحمد الله على كل حال، فإن الله عالم بحال كل إنسان وبطبيعته، ولا يكلف أحد فوق طاقته.

سمر درويش

كاتبة ومستشارة في العلاقات الإنسانية والاجتماعية، حاصلة على بكالوريوس في العلوم والتربية، وتمهيد ماجستير في الصحة النفسية.

أضف تعليق

3 × اثنان =