ويتعرّض الأشخاص لكثير من الصدمات النفسية، لكن تختلف بعد ذلك من شخص لآخر، لأن هناك أشخاص تظل الصدمة مسيطرة عليهم، ولا يستطيعون الخروج منها بسهولة، كما أنّ هناك آخرون قادرون على تخطيها بسهولة. والإصابة بالاكتئاب أمر وارد، لكن قد يتمكّن من الشخص، وبالتالي يؤثر على جهاز المناعة في الجسم، مما يؤدي إلى عدم قيام جهاز المناعة بدوره، فجهاز المناعة يُعتبر جهاز الدفاع عن الجسم، والذي يمنع الجسم من الإصابة بالأمراض العديدة، كما يشكّل أجسام مضادة، يفرزها للقضاء على المرض الموجود، فماذا يحدث إذا تعرّض هذا الجهاز للضغط المستمر أو للقلق والتوتر؟، كل هذا سوف نعرفه، لا سيّما أنه جهاز مهم جدًا في الجسم، فعند تأثير الاكتئاب على المناعة ، بالضرورة يقترب الخطر منه، لذا يجب علينا التعرُّض لهذه المسألة، وتوضيح كيفية هذا التأثير، وكما توجد المشكلة، فإن هناك الحل دائمًا، لذا، يمكنك التخلص من الاكتئاب.
استكشف هذه المقالة
هل التوتر يضعف المناعة؟
هناك أشياء تعمل على إضعاف جهاز المناعة في الجسم، منها: التوتر والقلق، والحالة النفسية، والاكتئاب، وسوف نتحدّث أولًا عن التوتر والقلق، فالتوتر، عبارة عن تفكير مستمر، وعقل لا يهدأ من المشاحنات، وبالتأكيد يعمل التوتر والقلق على التأثير بالسلب، ليس فقط على جهاز المناعة، بل على الجهاز العصبي، وقد يؤثر على الجهاز الهضمي، فالتوتر عبارة عن عملية مرهقة لجميع الجسم، تتسبب في مشاكل صحية كثيرة، وأولها جهاز المناعة، مما يجعل الجسم عُرضة للأمراض المختلفة، حتى وإن أصاب الجسم قليل من الإنفلونزا، فإنها لا تخرج منه بسهولة، لأن جهاز المناعة أصبح غير قادر على مقاومة المرض، ومن ثَمّ الشعور بالتعب بشكل مستمر، وكما يؤثر التوتر على جهاز المناعة عمومًا، يتسبب أيضًا في حدوث أزمات التنفس، والسعال المستمر، وأمراض عضوية أخرى، وأمراض نفسية، يشعر حينها الفرد بأنه غير قادر على مواجهة ما يتعرّض له، فنفسيته أصبحت هشّة، وغير متزن نفسيًا، وجسديًا وذهنيًا، غير ذلك من الشعور بالإحباط وانعدام الثقة بالنفس، وقد يؤدي التوتر إلى الأرق، وقلة النوم بشكل مستمر.
تأثير تأثير الاكتئاب على المناعة
ما العلاقة بين الحالة النفسية والصحة الجسدية للجسم؟، هناك ما يسمى بالضغط النفسي، ويعني الأحداث أو المواقف المختلفة، والتي مرّ بها الشخص في حياته، ينتج من خلالها الشعور بالتوتر والقلق، اتجاه كل ما يواجه، سواء نحو واجباته أو في حياته العادية اليومية، هذا الضغط يعمل على التأثير في جهاز المناعة، فكلما زاد الضغط النفسي، زادت الحالة النفسية سوء، مما يؤدي إلى انخفاض مستوى الصحة عامة، وتدهور حالة جهاز المناعة خاصة. و تأثير الاكتئاب على المناعة ، سبب قوي من أسباب إضعافها بشدة، ومن هنا نشير إلى، أن الصحة النفسية مهمة للجسم، فكلما كان الفرد ذا صحة نفسية سليمة، كلما قلّ تعرّضه للمرض، وعلامات الصحة النفسية، تبدأ عند: قدرة الفرد على تكيفه مع البيئة المحيطة به، ويتأثّر بها، وتؤثّر فيه، مع استجابته لعوامل الشد والجذب. أما التعب النفسي أو الأمراض النفسية، هي السبب الرئيسي في تدهور حالة الجسم، وهذا سببه عدم قدرة الفرد على التكيّف بطريقة سليمة، ويظهر ذلك في: ردود فعله وانفعالاته، فهو فرد سريع الغضب، مُصاب بالخوف والقلق والتوتر والاكتئاب.
تأثير الاكتئاب على جهاز المناعة
الاكتئاب عبارة عن شعور نفسي، لكن سلبي، يصاحبه الشعور بالحزن، والهم والكرب، فيشعر الفرد حياله بعدم الرغبة، عن الأكل والشرب، أو مخالطة الناس، أو عدم القدرة على العمل..، وله أسباب عديدة من أهمها: أسباب وراثية، فهناك شخص عاش مع أسرة، والاكتئاب سمة أساسية فيها، أو سبب تربوي، بسبب الآباء ومعاملتهم مع بعضهم البعض، فيؤثر سلبًا على الأبناء، أو هو شعور ناتج عن ظروف الحياة، كنوع من حياة غير مستقرة، أو بها ضغط نفسي وعصبي شديد، وغير ذلك..، لكن كيف يؤثر الاكتئاب على المناعة؟، فإن تأثير الاكتئاب على المناعة قد يتسبب في عدة أشياء: تقصير في حق الفرد اتجاه نفسه، فتنعدم شهيّته للأكل، وقلة الطعام لا تفيد المناعة بأي شكل، كما يتولّد عنده شعور بالخوف والقلق، وتوتر عصبي، وقد عرفنا أن التوتر يؤدي إلى إضعاف المناعة، وتقليل مقاومتها للمرض، وهكذا.. يتولد عنه الكثير، وبالتأكيد تحدث نتيجة سلبية، وهي الضعف وعدم القدرة على فعل أي شيء، فالاكتئاب سبب رئيسي، له نتائج سلبية بعد ذلك.
جهاز المناعة النفسي
خلق الله جسم الإنسان، وهيئ له جميع الظروف المناسبة، والتي تمكنه من العيش، فجهاز المناعة الجسدي من أهم وسائل التهيئة، وكما أن هناك جهاز مناعة للجسم، يوجد جهاز مناعة للنفس، لأن النفس يجب أن تكون محمية من قبل وسيلة دفاع، فلا يجب أن تكون نفسيتك عُرضة لأي دخيل عليها، ومن هنا تأتي وظيفة جهاز المناعة النفسي، لأن الصحة النفسية مرتبطة بالصحة الجسدية، فلابد من المقاومة النفسية، كالمقاومة الجسدية، لذا يجب تغذية جهاز المناعة النفسي، ولكن كيف يمكنك تغذية جهازك المناعي النفسي؟، هناك ما يسمى بالتغذية الراجعة، وهذه التغذية تبدأ منذ نشأتك، ومنذ الولادة، وذلك حينما يعمل الأب والأم، على تأسيسك بشكل صحي وسليم، وذلك من خلال إشعارك بالحب والعطاء، وتقديم الأنسب لك، وحتى بلوغ سن الرشد، ومن ثَمّ قدرتكَ على التكيف مع من حولك، وتبتعد عن كل ما يجعلك تُحبَط وتكتئب، بالإضافة إلى محاولتك تعلُّم النضج الانفعالي، وضبط ردود أفعالك. لكن إن حدث عكس ذلك، ستأتي النتيجة بالضرر على صحتك النفسية، وتُضعِف مناعتها.
كيف نتخلص من التوتر العصبي؟
التوتر يسبب أعراض كثيرة من أهمها: قلة التركيز، والقلق المستمر، وكثرة النوم، أو الأرق، ويزيد من العصبية، كما تكون ضربات القلب سريعة، لذا يجب التخلص من التوتر، وذلك عن طريق: إذا كنتَ مثلًا مقبلًا على عمل جديد، وسوف تقابل مدير العمل، وتشعر بالتوتر والقلق، فضربات قلبك سريعة، وأنت حينها مرتبِك، وكثير التفكير فيما سوف يحدث هناك، فهناك بعض النصائح إليك: يمكنك القيام بعمل خدع نفسية بسيطة، فتخيّل مثلًا أن الشخص الذي تجلس أمامه، شخصية تحبها من فيلم معين، أو قُمٌ أثناء المقابلة، بحجة الدخول إلى دورة المياه، ومن ثمّ باستطاعتك أخذ نفس عميق، ثم الرجوع مرة أخرى إلى المقابلة، هذا سوف يقلل من حد التوتر، وهناك أطعمة يمكنك تناولها قبل الذهاب إلى المقابلة، كقطعة حلوى، لأنك بذلك ستتجنب فكرة أنك لا تستطيع الأكل وأنت متوتر، هذا بالإضافة إلى اتباع أسس معينة في حياتك، فيجب عليك التسلُّح بالمعرفة، لأن هذا سيزيد من ثقتك بنفسك، فالقراءة شيء مهم وأساسي، حتى ولو كل شهر مرة، أو كل أسبوع كتاب معين تنهيه، فتشعر بالرضا اتجاه نفسك.
نصائح تجنبك الشعور بالاكتئاب
يمكنك فعل بعض الأشياء اليومية، والتي تساعدك في التخلص من الاكتئاب، فيمكنك ممارسة التمارين الرياضية، لكن بانتظام على قدر المستطاع، لأن الجسم إذا ساعدته بالحركة والتمارين، يفرز مادة تساعد في تحفيز المشاعر الإيجابية لديك، بالإضافة إلى الانتظام في النوم، فيجب ألا تقل ساعات النوم عن ثمان ساعات، كما يمكن أخذ قيلولة كافية أثناء النهار، وذلك يساعدك على الراحة الذهنية والتركيز، بالإضافة إلى فعل بعض الأشياء الممتعة، والتي تحب أن تفعلها، كالذهاب إلى النوادي، أو الخروج مع الأصدقاء، ويمكنك اللعب مع حيوانك الأليف، كما تساعد القراءة في التقليل من الشعور بالاكتئاب، ولا تنسى أن الإرادة القوية هي الأساس، فابدأ بتحدي نفسك، وتغلّب على الاضطرابات التي بداخلها، لتصبح شخصًا سويًا، وأكثر فاعلية، ولا يجب إهمال الصلاة وقراءة القرآن، لأنهما الأساس في الراحة النفسية، وهناك بعض الأطعمة التي تساعد أيضًا، كالسبانخ، والثوم، والأسماك، وعامة أن تفعل الشيء الذي تحبه، يجعلك تشعر بالرضا اتجاه نفسك، كما يجنبك الشعور بالاكتئاب.
وهكذا فقد عرفنا، أن تأثير الاكتئاب على المناعة يضعفها، وكذلك تأثير التوتر والقلق، والحالة النفسية، لذا، يجب أن نقوي جهازنا المناعي النفسي، ولا يكون عُرضة للاضطرابات النفسية، وذلك عن طريق تجنب الشعور بالحزن والخوف، والابتعاد عن التفكير في الأفكار السلبية، لنحيا سالمين.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
الكاتب: آلاء لؤي
أضف تعليق