بيض الدجاج : كيف تمنع الدجاج من أكل بيضها الذي فقسته؟

عادة ما يحدث أكل بيض الدجاج من باب المصادفة حيث تقوم الدجاجة عن طريق الخطأ بكسر قشرة البيض جراء اصطدامها بها وبالتالي يسيل زلال البيض من فتحة الكسر فتحاول الدجاجة بغريزتها الفطرية أن تتحسس ذلك السائل الهلامي وتشتم رائحته أولاً ثم تتذوقه ثانياً؛ فتكون النتيجة أن تجد الدجاجة زلال البيض لذيذ الطعم وعظيم الفائدة الغذائية فبالتالي تقوم بتناول البيضة كاملة وربما تأكل كافة البيض المتواجد في تلك اللحظة. ومن مساوئ أكل بيض الدجاج أنه من الممكن جداً أن ينتشر بين جماعة الدجاج التي تعيش في مكان واحد حيث يتعلمن من بعضهن ذلك التصرف مما سيؤدي حتماً إلى عدم إنتاج أي بيض من تلك المزرعة على الإطلاق.

لذلك إن بدر ذلك التصرف من إحدى الدجاجات التي تربيها سواء في منزلك أو في مزرعتك فإن عليك على الفور أن تحاول إصلاح الخطأ الذي حدث حتى تتجنب تكراره وانتشاره بين كافة الدجاجات، وهو الأمر الذي سنشرحه تفصيلاً.

أفضل أساليب الحفاظ على بيض الدجاج ومعها من أكله

تجنب اصطدام الدجاجة ببيضها

كما شرح في مقدمة المقال فإن أكل بيض الدجاج يحدث كنتيجة لخطأ غير مقصود من الدجاجة عندما تصطدم بالبيض فتتكسر قشرته؛ ولذلك فيمكننا تجنب حدوث مثل ذلك الخطأ عبر تجنب ازدحام الدجاج داخل العش المجهز لها، حيث يقع الكثيرون في ذلك الخطأ- وبالأخص تجار المزارع- فيضعون عدداً كبيراً من الدجاجات داخل حجرة صغيرة لا تتسع لمثل ذلك الجمع وبالتالي تكون النتيجة أن يظل هناك صدام حادث بين الدجاج والبيض طيلة الوقت.

ولتجنب الازدحام تقدر المساحة المثالية لكل دجاجة بحوالي 30 سم عرضاً ومثله طولاً، وإذا كنت ستجهز أعشاشاً خاصة صغيرة للدجاج ليقوم فيها بوضع البيض فيفضل أن تكون تلك الأعشاش مرتفعة قليلاً عن سطح الأرض بمقدار قدمين مثلاُ حتى تتجنب الاحتكاك بين الدجاج والبيض كما تخفف من التوتر الذي تشعر به الدجاج أثناء محاولتها إنزال البيض.

إذا لاحظت تواجد مجموعة من الدجاج تصر على الرقود بشكل كامل على البيض- تعرف بالدجاجة الحاضنة- بحيث لا تغير مكانها حتى تفقس البيضة فحاول أن تقوم بإبعادها عن الدجاج الآخر حتى لا تقوم بشغل مساحة طيلة الوقت وبالتالي تسبب ازدحام للطيور الأخرى.

تجهيز العش المثالي

مواصفات العش المثالي الذي سينتج في داخله بيض الدجاج أن يكون في زاوية هادئة جداً بعيدة عن أي ضوضاء ومعتمة إلى حد ما- ليس بالظلام الكامل- حيث أن الضوضاء والضوء الساطع سواء من الشمس أو من المصابيح يسبب حالة من التوتر والقلق للدجاجة تقوم على إثرها بالتحرك بشكل عشوائي سريع في أي اتجاه مما يعرضها للاصطدام بالبيض في أي لحظة، كذلك يجب أن يكون العش مثبتاً بشكل جيد بحيث لا يتحرك تأثراً بتحرك الدجاج بداخله أو بحركة الرياح من الخارج أو بأي عامل آخر وذلك لنفس الأسباب السابقة.

كذلك احرص على أن تكون درجة حرارة العش معتدلة فلا تكون بالمنخفضة جداً مما يخلق حالة من البرودة تصاب بها الدجاجة وبالتالي تمتنع عن إنتاج البيض على الإطلاق ولا تكون أيضاً مرتفعة للغاية فتصاب الدجاجة بالحر الشديد مما يدفعها إلى نقر البيض.

توفير بطانة مناسبة للعش

يحتاج بيض الدجاج بمجرد خروجه أن يستقر على مكان طري وغير صلب وقاسي وكذلك جاف غير مبتل بالماء؛ لذلك احرص على ملء عش الدجاج بطبقة سميكة من القش الجاف واللين، وإن حدث وتكسر بيض الدجاج فحاول على الفور بمجرد رؤيتك له أن تنظف السوائل المتسربة منه حتى تهيئ العش مرة أخرى لرقود الدجاج.

تجنب إصابة الدجاج بالملل

من أكبر العوامل التي تسهم في أكل بيض الدجاج هو إصابتها بالملل؛ فالدجاجة مثلها مثل أي كائن حي يحتاج إلى التسلية واللعب فالدجاجة المصابة بالملل ستحاول بلا أدنى شك استكشاف أي شيء تجده حولها وحينها لن تجد سوى البيض وستقوم بنقره على الفور. احرص على أن تكون الغرفة التي تحوي الدجاج كبيرة بدرجة كافية للتجول والتريض وإن أمكنك إطلاق سراح الدجاج في مساحة كبيرة لفترة مؤقتة كل يوم ثم إدخالهم مرة أخرى للغرفة فذلك سيكون أفضل بكثير، أيضاً حاول توفير وسائل تسلية داخل غرفتهم كتعليق كرة من حبل مثلاُ حتى تقوم الدجاجة بنقرها بين حين وآخر أو وضع منصات مرتفعة قليلاً عن الأرض حتى تقوم الدجاجة بالقفز عليها، كل تلك الوسائل تساعد الدجاجة على إيجاد ما تملأ به فراغ يومها المتكرر ويبعدها تماماً عن الاقتراب من البيض.

الاهتمام بغذاء الدجاج

في بعض الأحيان يكون أكل بيض الدجاج وسيلة للبحث عن العناصر الغذائية التي تفتقدها الدجاجة في غذائها اليومي؛ ولذلك قم بتوفير الغذاء المناسب للدجاجة كل يوم والذي يحتوي على نسبة لا تقل عن 20% من البروتين وغيرها من الفيتامينات والعناصر الغذائية، وإذا توجهت إلى محلات المستلزمات البيطرية ستجد غذاء خاص للدجاج الذي من المفترض أن يبيض بشكل متكرر متوفر بداخله كل ما تحتاجه الدجاجة لإنتاج بيض سليم 100% وعدم الاقتراب منه فيما بعد.

الاهتمام بعنصر الكالسيوم في الغذاء

يدخل عنصر الكالسيوم في تكوين عظام أجساد الكائنات الحية وكذلك في تكوين قشرة بيض الدجاج؛ وعلى ذلك فإن نقص الكالسيوم لدى الدجاجة يؤدي تباعاً إلى نقصه في قشرة البيضة وبالتالي يتم إنتاج بيض ذي قشرة ضعيفة نسبياً وسهلة الكسر بمجرد الاصطدام البسيط بأي شيء. لذلك احرص على توفير نسب ملائمة من عنصر الكالسيوم في غذاء الدجاج بشكل يومي والذي يتم باستخدام اللبن العادي أو باستخدام أغذية خاصة للدجاج تحتوي على نسب مرتفعة من الكالسيوم تسمى بالأصداف، كذلك تجنب تماماً وضع قشور البيض المستعمل كغذاء للدجاجة حيث أنه بمجرد استكشافها له ومدى احتوائه على الكالسيوم فستقوم بأكله بشكل دوري والأدهى من ذلك أن بقية الدجاج المتواجد معها سيتعلمون التصرف ذاته ويقومون به.

زيادة السوائل

لا يكفي الكالسيوم وحده كوسيلة غذائية لإبعاد الدجاج عن تناول البيض، فنقض الماء يؤدي إلى شعور الدجاج بالجفاف وبحثها عن السوائل في أي مكان ومن ضمن تلك الأماكن البيض بالطبع؛ لذلك احرص على توافر الماء بشكل مستمر للدجاج وفي وعاء يسهل الوصول إليه والشرب منه في أي وقت.

عزل الدجاج الآكل للبيض

قد لا تكون قادراً على مشاهدة أكل بيض الدجاج أو التعرف على الدجاجة المتسببة في ذلك، ولكن يمكنك معرفتها بمراقبة الدجاج لفترة من الوقت حيث ستجد دجاجة ما- أو أكثر- تدور في الأعشاش باستمرار بحثاً عن أي بيض لتتناوله أو ستجد على منقارها قليلاً من صفار البيض الجاف عندها قم بعزل تلك الدجاجة في مكان منفصل حتى تمنع انتشار تلك العادة إلى بقية الدجاج.

قص مناقير الدجاج

أحياناً يكون نمو منقار الدجاج أكثر من اللازم دافعاً لها لنقر كل ما تجده قابلاً لذلك، وبالتالي فيكون الحل بقص طرف منقار الدجاج بأداة حادة لكن تحتاج تلك الطريقة إلى الخبرة والحرص الشديد حتى لا تتسبب في إحداث جرح أو إصابة للدجاجة تمنعها من تناول الغذاء فيما بعد.

تجميع البيض بشكل دوري

حاول أن تدخل إلى أعشاش الدجاج مرتين يومياً على الأقل لتبحث عن أي بيض تجده وتقوم بجمعه على الفور حتى لا تتيح أي فرصة للدجاجة بأن تقوم بنقره.