خلال مدة استغرقت 5 سنوات بداية من عام 2004 وحتى عام 2009 تمكنت الإمارات العربية المتحدة من تشييد أطول برج عرفته البشرية وهو برج خليفة السياحي، فقد كانت الفكرة الأساسية لإنشاء البرج هو كسر الرقم القياسي الذي حققه برج تايبيه 101 في تايون كأطول برج على مستوى العالم. كان قرار إنشاء برج خليفة جزء من خطة تبنتها الحكومة الإماراتية لجعل إمارة دبي وجهة سياحية لكافة السياح من دول العالم وتضمنت تلك الخطة بنوداً تطويرية أخرى شملت وسط مدينة دبي. ولا يعتبر برج خليفة أطول برج في العالم وحسب، بل يتميز عن بقية الأبراج التي حققت أرقاماً قياسية في أنه البرج الوحيد الذي يحتوي على شقق وأماكن سكنية.
تعرف على كل ما يخص بناء برج خليفة
التصميم والتشييد
تولت شركة SOM العالمية مهمة تصميم البرج خارجياً وداخلياً طبقاً لشروط ومعايير معينة وضعتها الحكومة الإماراتية، وتولى مهمة التصميم بالتحديد المهندس أدريان سميث وهو نفسه المهندس الذي أوكل إليه تصميم برج التجارة العالمي في نيويورك. أما أعمال التشييد والبناء طبقاً للتصميم الموضوع فقد تولتها شركة إعمار، حيث وصلت مساحة البرج إلى 4 ملايين متراً مربعاً بينما بلغ طوله حوالي 828 متراً. بدأت الشركة في وضع حجر الأساس للبرج بالتحديد في شهر يناير من عام 2004. وعلى مدى خمسة أعوام من التشييد والبناء استهلك أكثر من 12 ألف عامل حوالي 22 مليون ساعة لإنهاء بناء البرج، بمعنى آخر إذا قام شخص واحد فقط بالقيام بمهمة البناء تلك سيستغرق الأمر منه أكثر من 7 آلاف سنة.
قيل في بادئ الأمر أن مصمم برج خليفة قد استوحى هيكله الخارجي من حرف Y في الأبجدية الإنجليزية ولكن فيما بعد صرحت إدارة برج خليفة أن التصميم الخارجي للبرج كان يمثل إلهاماً من زهرة زنبق العنكبوت وهي من الأزهار التي تشيع زراعتها في مدينة دبي. يتكون أساس برج خليفة من الأسفل من حوالي 125 ركيزة الواحدة منها قطرها متر ونصف وارتفاعها 50 متراً وتحتوي على 45 ألف متر مكعب من الخرسانة الصلبة حتى تتحمل الوزن الثقيل للبرج، وتم الانتهاء من تشييد تلك الركائز في العام الأول من بداية أعمال بناء البرج. أما الطوابق المائة الأولى فقد استغرق بناؤها حوالي 1000 يوم تقريباً.
المصاعد في برج خليفة
تعد مصاعد برج خليفة من أسرع المصاعد حول العالم حيث تصل سرعتها إلى 10 أمتار في الثانية الواحدة، والمصاعد داخل البرج مقسمة إلى قسمين رئيسيين: القسم الأول هي المصاعد المعتادة والتي تمر بكافة الطوابق وتتوقف عند كل طابق، أما النوع الثاني فهي مصاعد رئيسية مخصصة للتنقل بين الصالات الرئيسية الثلاثة للبرج والتي تتمتع بإطلالة بانورامية على كافة الأرجاء المحيطة بالبرج حتى توفر للزوار الفرصة في التمتع بالمناظر الساحرة لإمارة دبي. كما تتميز مصاعد برج خليفة بميزة أخرى فريدة من نوعها حيث يتمتع من يستقل تلك المصاعد بسماع موسيقى تصويرية خاصة أعدت خصيصاً لزوار البرج، وكلما اقترب المصعد من الطابق المنتظر أكثر كلما تصاعدت وتيرة الموسيقى أعلى وأعلى حتى يصل المصعد في النهاية.
على عكس المعتاد في المباني والأبراج في حالات الطوارئ والتي دائماً ما يتواجد فيها درج خاص بالطوارئ كما ينصح بعدم استخدام المصاعد أبداً، تجد في برج خليفة أن هناك مصاعد مصممة خصيصاً لحالات الطوارئ بدون الحاجة إلى استقلال الدرج إلى الأسفل.
المطاعم في برج خليفة
يوجد داخل برج خليفة ستة مطاعم لن تجدها في أي مكان آخر في الإمارات وتقدم لزائريها أشهى المأكولات اللذيذة من مختلف دول العالم. وفي الطابق الثاني والعشرين بعد المائة يوجد مطعم فريد من نوعه يقدم تجربة خاصة لزواره حيث يمكنهم تناول وجباتهم المفضلة بجانب إطلالة ساحرة على ساحل الخليج العربي فلا ترى من نوافذ ذلك المطعم سوى السماء من الأعلى والمياه من الأسفل.
مزايا فريدة وحقائق لن تجدها سوى في برج خليفة
- الأبواب: بسبب الارتفاع الشاهق للبرج حيث يصل عدد طوابقه إلى 180 طابقاً تم تصميم الأبواب الموجودة بداخل البرج- والتي يصل عددها إلى أكثر من 17 ألف باب- لتكون متصلة بأجهزة استشعار للرياح بحيث توضح لمن يقف أمام الباب هل من الآمن فتح الباب أم ستشكل الرياح خطراً عليه.
- النافورة: إذا وقفت أمام برج خليفة ليلاً ستجد منظراً ساحراً لا يمكن أن تراه في أي مكان آخر، حيث قام مصممو البرج بوضع أضواء خاصة في قمة البرج من الأعلى وتنحدر حتى الأسفل بنمط خاص بحيث عندما ترتفع نافورة الماء الموجودة أمام البرج تختلط أشعة تلك الأضواء مع المياه فتنتج تداخلاً فريداً من نوعه.
- الإطلالة: صمم البرج بشكل ثلاثي؛ فيبدو لمن يراه من الخارج كأنه ثلاثة أبراج ملتحمة مع بعضها من المنتصف والغرض من ذلك هو جعل كل شقة في البرج وكل جناح فندقي له واجهة زجاجية خارجية يصلها ضوء الشمس الطبيعي ومنها يمكن للمقيم والزائر التمتع بالمنظر الجميل الذي يطل عليه البرج.
- توليد الكهرباء: يتميز برج خليفة بوجود محطة كهرباء فرعية خاصة به لتولد كل الطاقة الكهربية التي يحتاجها البرج طيلة اليوم وتقع تلك المحطة في الطابق الخامس والخمسين بعد المائة وبذلك يسجل برج خليفة رقماً قياسياً جديداً يضاف إلى الأرقام القياسية السابقة ألا وهو أعلى محطة توليد كهربائي في العالم.
- النوافذ: تزن النافذة الزجاجية الواحدة في برج خليفة 362 كيلوجراماً وتصل أبعادها إلى 2 و3 أمتار عرضاً وطولاً. يستغرق عمال نظافة البرج أكثر من 3 أشهر متتالية لتنظيف كافة نوافذ برج خليفة الزجاجية من الداخل، أما من الخارج فللحفاظ على مظهر البرج براق ولامع قامت شركة التصميم بتخصيص قسم خاص لتشييد أذرع تنظيف إلكترونية تتحرك عن بعد بالحاسب الآلي لتقوم بتنظيف النوافذ من الخارج باستمرار. كما تم تزويد كل نافذة بمادة فضية عازلة للحرارة حتى تقلل من امتصاص النوافذ لحرارة الشمس؛ وبالتالي مهما كانت درجة الحرارة في الخارج سواء في أشد شهور السنة حرارة أو في أقصاها برودة لا يتجاوز الفرق في درجات الحرارة بين الطابق الأول والطابق الأخير أكثر من 6 درجات فقط.
- المداخل: تتخذ مداخل برج خليفة شكل أوراق الشجر حتى تعكس روح تصميم البرج المستوحاة من زهرة زنبق العنكبوت كما وضحنا من قبل.
- المنطقة المحيطة: تم تصميم المنطقة المحيطة بالبرج بفكرة عبقرية في الابتكار والتنفيذ؛ فمن يقترب من الفندق ويبدأ في ركن سيارته والمشي على قدميه لابد وأن يضل الطريق خاصة إذا كان قادماً للبرج للوهلة الأولى ولذلك عوضاً عن استخدام لافتات إرشادية للزوار القادمين للبرج قامت الشركة المنفذة بتشكيل الخضرة المحيطة بالبرج لتوضح للناس أين يسيرون ومتى يتوقفوا.
- الوزن: يصل وزن برج خليفة فارغاً بدون أي أشخاص أو محتويات إلى حوالي نصف مليون طن تقريباً.
توجد غرفة في برج خليفة تسمى غرفة W-A-R والتي تحتوي كافة مراحل عمليات البناء وما شهدته من خروج عمال ودخول غيرهم وتنقلاتهم المختلفة. يمكن لبرج خليفة أن يتسع إلى عدد من الأفراد يصل إلى 35 ألف فرد وهو ما يعادل تعداد سكان مدينة صغيرة.