انفصال المشيمة موضوع مهم ويجب النظر فيه لأنه يتعلّق بروحين الأم والجنين، لكن قبل التعرّض لمشكلات المشيمة المختلفة، نعرّف المشيمة، وهي جزء متصل بالرحم، وتنمو خلال فترة الحمل، وتساهم في تقديم الأكسجينوالمواد المغذية للطفل، كما أنها تتخلص من الفضلات المتعلقة على الرحم. والمشيمة لها أهمية كبيرة على حياة الجنين داخل رحم الأم، وانفصال المشيمة يعني خطورة شديدة على حياة الجنين، فيفقد فيها غذاؤه الواصل عن طريق الأم، ويحدث نقص في الأوكسجين. وأوضاع المشيمة إما أمامية على الجدار الأمامي للرحم، أو خلفية على الجدار الخلفي للرحم، أو قاعية على الجدار العلوي من الرحم، ويمكن أن تكون جانبية أي إلى اليمين أو الشمال، وجميعها أوضاع طبيعية للمشيمة. ولكن يكمن الخطر في وضعية المشيمة أسفل جدار الرحم، فتسمى بالمشيمة النازلة، ومن أهم المشكلات التي تواجه الأم أثناء الحمل انفصال المشيمة، لذا سوف نعرض أهم مشكلات انفصال المشيمة، ومدى خطورتها على حياة الأم والجنين.
استكشف هذه المقالة
انفصال المشيمة في بداية الحمل
قلما يحدث انفصال المشيمة في بداية الحمل، وعند حدوثه يكون في أول ثلاثة أشهر من الحمل، ولكن حدوث ذلك له بدايات معينة، فمن أهم أسباب انفصال المشيمة في بداية الحمل: ضعف المشيمة، ويؤدي هذا الضعف إلى توقف نبض الجنين فجأة، وقد تكون الهرمونات ضعيفة أيضًا، وينزل الدم بشكل يومي أثناء حدوث ذلك. وهناك عوامل مؤثرة على ذلك من أهمها: مشكلات تتعلق بالأم كحدوث الطمث كل ثلاثة أو أربعة أشهر مما يؤدي بعد ذلك إلى ضعف البويضات وعدم إفرازها للهرمونات بشكل جيد، أو وجود التهابات شديدة في الرحم وأهملت علاجها قبل الزواج، أو تواجد عيوب خلقية في الجنين نفسه، فمن رحمة الله في هذا الوضع انفصال المشيمة ليأتي بالقوي ويأخذ الضعيف، وهناك مشاكل تتعرض لها الأم في بداية الحمل بسبب الإهمال بمعرفتها خطورة وضعها ومن ثَمّ لا تذهب فورًا إلى الطبيب المختص، أو تتعرض الأم إلى حادث، أو تحمل أشياء ثقيلة أثناء الحمل، وفي بداية الحمل يوجد علاج لذلك، والخطورة تكون قليلة.
انفصال المشيمة الجزئي
كما المذكور في السابق أن الوضعية الطبيعية للمشيمة يكون في أعلى جدار الرحم، ولكن يحدث فجأة نزول المشيمة أسفل جدار الرحم، وهذا شديد الخطورة، لأنه يؤدي إلى إحداث نزيف، وتفقد الأم الجنين، وقد يصل إلى استئصال الرحم، وهذا ما يسمى بالانفصال الجزئي للمشيمة أو المشيمة النازلة، وهذا له أسبابه ومن أهم الأسباب: الحمل في سن متقدم من العمر، وتكرار العمليات القيصرية بدون داعي أو سبب لها، يعني مثلًا على سبيل الاستسهال أو ظنًا من الأم أن الولادة القيصرية أقل ألمًا من الولادة الطبيعية، وأيضًا حدوث ضغط الدم وعند عدم علاجه يؤدي إلى انفجار المشيمة ليس فقط انفصالها الجزئي، والإصابة بالسكر تؤدي إلى تضخم المشيمة، لكن إهمال علاج السكر قد يؤدي إلى انفصالها، والحمل في أكثر من طفل من الأسباب التي تؤدي إلى الانفصال، وتتجنب الأم كل ضرر يؤثر على سلامة الجنين داخل الرحم، كالتدخين، والتعرض إلى صدمات متكررة خصوصًا في أسفل الظهر، والالتزام بتعليمات الطبيب، وأهم ما يمكن فعله لتتخطى الأم هذه المرحلة الصعبة هو الراحة التامة.
متى يلتئم إنفصال المشيمة ؟
عند حدوث انفصال مبكر للمشيمة، وهو قبل الولادة، يحاول الطبيب معالجة المشيمة لأنه لم يأتي موعد الولادة بعد، ويمكن أن تلتئم المشيمة أثناء حدوث ذلك، ويتبع الطبيب مع الأم نظام علاجي معين يتجنب من خلاله حدوث ولادة مبكرة، ولكن لا توجد حلول فعلية لإعادة وصل المشيمة المنفصلة، كما أنه لا توجد أسباب واضحة لحدوث انفصال المشيمة، لذا كل ما على الأم فعله عند الإصابة بالأعراض الذهاب إلى الطبيب، ويكتب لها علاجًا تواظب عليه، وقد يحد من النزيف أثناء الحمل في الشهور الأخيرة، وقد تصل الحالة إلى لزوم التدخل بالولادة المبكرة، ويستحيل وقتها الولادة الطبيعية، وكل هذا يسمى بالمشيمة المتقدّمة، فالتشخيص الجيد والصحيح من قبل الطبيب يبدأ بحل مشكلة المشيمة المتقدّمة، ثم وصف العلاج، وتنتهي بالتجهيزات اللازمة والخاصة جدًا قبل الولادة القيصرية للحد من النزيف، وتجنب حدوث المشيمة الملتصقة. وانفصال المشيمة المبكر لا يحدث بطريقة شائعة كما أنه ليس خطيرًا في كثير من الحالات، لكن يجب على الأم عند الإصابة بأي ضرر أثناء الحمل أن تسرع بالذهاب إلى العلاج الفوري تجنّبًا لحدوث مضاعفات أثناء الحمل وأيضًا عند الولادة.
هل يتكرر انفصال المشيمة ؟
يتكرر انفصال المشيمة ما بين ثلاث مرات، وهذا يؤدي إلى الإجهاض، والانفصال المتكرر له أسباب عديدة فمنها: أسباب متعلقة بالأم نفسها، كإصابتها بسكر الدم أو ضغط الدم، وخمول في نشاط الغدد الدرقية، وزيادة الأجسام المضادة بالدم، وتعرض الجنين لصدمات متعددة تؤدي إلى تشويهه، وهناك أسباب تتعلق بداخل الرحم، كوجود ورم ليفي، أو وجود حاجز داخل الرحم، وقد تكون عضلة الرحم ضعيفة، لكن هناك بالتأكيد تشخيصًا لهذه الحالة، فتقوم الأم بعمل تحاليل للغدد الدرقية، وتحليل نسبة السكر بالدم، وعمل أشعة سونار للتأكد من عدم وجود ورم داخل الرحم، وأيضًا عمل تحليل لقياس نسبة الأجسام المضادة في الدم، ولا يجب تكرار انفصال المشيمة عن هذا الحد وإلا سيؤدي إلى استئصال الرحم. وللتمتع بحمل صحي وثابت، يجب على الأم اتباع التعليمات والحفاظ على صحتها وعلى جنينها، ومن الأشياء التي يجب أن تمارسها الأم والأشياء التي يجب أن تبتعد عنها: تناول المثبتات التي يصفها الطبيب بجرعات معينة، وممارسة العادات الصحية بتناول الأطعمة التي تحتوي على فيتامينات وأملاح معدنية، وتتجنب تناول القهوة كلما أمكن لها لأنها تحتوي على الكافيين.
هل انفصال المشيمة خطير؟
انفصال المشيمة المبكر يعد خطورة شديدة على الجنين، لأنه بذلك يمنع وصول الغذاء والأكسجين للجنين، وأعراض انفصال المشيمة المبكر تظهر عند حدوث نزيف مهبلي أثناء الحمل، أو حدوث آلام شديدة في البطن والظهر، وتكون أشبه بآلام الولادة بالرغم من أنها في فترة مبكرة من الحمل، ويتم تشخيصه عن طريق السونار بموجات فوق صوتية، ويظهر على هيئة تجمعات دموية خلف المشيمة، ويمكن إيقاف ذلك عن طريق العلاج، فتتناول الأم بعض العقاقير التي تساعد في إيقاف النزيف، وعقاقير أخرى تساعد في استرخاء الرحم لمنه تهيجه لكي لا يؤدي إلى حدوث انفصال المشيمة خاصة عند الانفصال الجزئي لها، وفي حالة وجود انفصال تام بالمشيمة يتوقف الدم الواصل للجنين ويصبح غير كافي لاستمرار حياته، أو يتوقف نبض الجنين، أو ينقبض الرحم بشكل طارد للحمل. وهناك شيء أشد خطورة يحدث للأم وقد يتسبب في وفاتها خاصة بعد الولادة مباشرة وهو “المشيمة الملتصقة”، فمن الطبيعي بمجرد نزول الجنين تنفصل المشيمة، ويتم طردها من جسم الأم، إلا أنه توجد حالات لكن غير شائعة تلتصق فيها المشيمة بالرحم، وإن لم ينجح الطبيب في التخلص منها بشكل صحيح يؤدي إلى حدوث نزيف شديد، وقد يصل إلى استئصال الرحم أو وفاة الأم.
هل يؤثر إنفصال المشيمة المتكرر على حدوث حمل جديد؟
هناك بالتأكيد خطورة سوف تظهر عند حدوث حمل جديد، واحتمالية حدوث انفصال مشيمي مرة أخرى وارد، لكن من الأفضل للمرأة أن تستشير الطبيب المختص لمعرفة إمكانية حدوث حمل مرة أخرى بدون خطورة على صحتها، وبالتأكيد هناك حلول ممكنة تحد من حدوث الخطر مرة أخرى، لكن لا حلول أكيدة تمنع حدوثه مع الأسف لأن سببه غير معروف في الأصل، لذلك ننصح الأم خاصة بالفحوصات الدورية مع طبيبها المعالج، وننصح المرأة عمومًا بالقراءة والتوعية الشخصية حول أمراض النساء وخاصة التي تحدث أثناء الحمل، وتقوم ممارسة عادات صحية يومية تجنبها من حدوث أمراض الحمل المختلفة.
ولكي تتجنب المرأة حدوث مشكلات عديدة تحدث لها أثناء الحمل، يتحتم عليها التطلع إلى المعرفة، والتوعية من قبل الذهاب إلى رعاية الأسرة، والأخذ بالاستشارة من قبل المتخصصين قبل الإقدام على أي خطوة، وبذلك بإذن الله سوف تتدارك هذه المتاعب، وستنعم بحياة أسرية أفضل، وبأولادٍ أصحاءٍ، وتتمتع بشهور حمل أكثر صحة بعيدًا عن الإصابة بأي أذى.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق