كثير من الناس يتناولون المشروبات الكحولية على سبيل الاعتياد أو في المناسبات، ولكن شرب الكحول عليه الكثير من المآخذ نظراً لما يخلفه الكحول من آثار سلبية على الجسم، وقد تكون في بعض الأحيان مميتة. فالكحول في حد ذاته مادة مثبطة لأنشطة الجسم، ومن ثم فإن تأثير امتصاص الكحول أياً كانت نسبته هي إبطاء كل وظائف الجسم عن معدلها الطبيعي ومن أهمها الوظائف الذهنية والعصبية. هذا بخلاف تأثيرات الكحول الأخرى على أعضاء الجسم لا سيما الجهاز الهضمي والتنفسي، كما أن له آثاره الخطيرة على القلب والأوعية الدموية بشكل عام.
استكشف هذه المقالة
الكحول وأضراره
يتسبب الكحول في العديد من الأضرار للجسم، فطبيعة الكحول المهبطة لأنشطة الجسم ينتج عنها الكثير من الظواهر الغير مرغوبة، فكما أسلفنا فإن الكحول يبطئ من أنشطة الجسم بصفة عامة، وعليه فإن شارب الكحول يتولد عنه الإحساس بالدوار المصحوب برغبة في القيء، وتتسم استجاباته العصبية بالبطء الشديد وانخفاض في سرعة ردود الأفعال، مع ثقل في اللسان وتدني وضوح الرؤية وصعوبة في النطق قد تصل لحد التلعثم، كما أن تناول كمية كبيرة من الكحول من شأنها أن تسبب الإحساس بألم شديد في الرأس والقيء، كما أنها قد تتسبب في فقدان الوعي.
وعلى الرغم من أن أضرار الكحول تطال كل أجهزة الجسم ووظائفه الحيوية، إلا أن الكبد هو أكثر أعضاء الجسم تضرراً من تناول الكحول.
فمن المعلوم أن الكبد هو أكثر أجزاء الجسم تعقيداً سواء في تركيبه النسيجي أو وظيفته بالنسبة للجسم، فالكبد هو العضو المسئول عن تنقية الدم والجسم من كل الشوائب والسموم التي قد تعلق به، كما أنه يساهم في عملية الهضم وإبقاء مستوى الكوليسترول في الدم ضمن الحدود المثلى.
ومن حيث التركيب النسيجي، فإن خلايا الكبد تحتاج إلى الكثير من الوقت حتى تتجدد وتعوض الخلايا الميتة، وأثبتت الدراسات أنه أثناء قيام الكبد بترشيح الكحول تموت أعداد كبيرة من الخلايا، لذا فإن الاستمرار في تناول المشربات الكحولية تدمر الكبد لأنه يعجز عن تعويض الخلايا التي ماتت أثناء تنقية الدم من الكحول.
تأثير الكحول على الجسم
يشترك شاربو الكحول على سبيل الاعتياد في العديد من الاختلالات الوظيفية لأجسادهم. فشرب الخمر لفترة طويلة يتسبب في حدوث اضطرابات في الجهاز الهضمي مع خلل في هرمونات الجسم، ويتعرض من اعتاد على تناول الكحول أكثر من غيره للإصابة بمرض الزهايمر نظراً لأن الكحول يؤثر على القدرات الدماغية للشخص، وتجعله في بادئ الأمر مشوش التفكير وفاقد القدرة على التركيز، ومن ثم يتطور الأمر للإصابة بالزهايمر، وقد ينتهي به الأمر إلى تعرضه لسكتة دماغية.
كما يؤدي الاستمرار في تناول المشروبات الكحولية إلى تضرر الدورة الدموية بشكل كبير والتعرض لخطر الإصابة بأمراض القلب، كما يلحق الجهاز الهضمي الكثير من الضرر. فابتداء من البلعوم والمرئ الذي يتعرض للإصابة بالالتهاب وقد يصل لحد الإصابة بالسرطان. كما تكون المرأة التي تدمن تناول الكحول أكثر عرضة من غيرها للإصابة بسرطان الثدي.
امتصاص الكحول في الجسم
تتوقف سرعة امتصاص الكحول في الجسم على العديد عدة عوامل من أهمها:
كمية الطعام الموجودة بالمعدة قبل تناول الكحول
فهناك علاقة عكسية ما بين درجة امتلاء المعدة وسرعة امتصاص الكحول ، فيزيد معدل الامتصاص كلما كانت المعدة فارغة من الطعام، ويتم الامتصاص الكامل للكحول في هذه الحالة في فترة تتراوح ما بين 30- 90 دقيقة.
كمية الكحول المستهلكة
نسبة تركيز الكحول في المشروب الكحولي لكل مليجرام من المشروب الكحولي، والنسبة المثلى لحدوث امتصاص سريع هي 20%.
سرعة التعاطي
فكلما زاد معدل التعاطي كلما عجز الجسم عن التخلص من الكحول ومن ثم يزيد الامتصاص والتأثير على المتعاطي.
جنس المتعاطي
ويلاحظ أن امتصاص الجسم للكحول عند النساء أقل من الرجال نظراً لزيادة نسبة الدهون وقلة كمية المياه في الجسم، فتقوم الدهون بإبطاء عملية امتصاص الجسم للكحول. ومن ثم فإن معدل امتصاص الكحول عند تعاطي نفس الكمية يختلف إن كان المتعاطي ذكراً أم أنثى، حتى وإن كانوا متساويين في الحجم.
أين يتم امتصاص الكحول ؟
يدخل مركب الإيثانول من ضمن أهم مكونات الكحول المستخدم في المشروبات الكحولية، ويعد الإيثانول من أكثر المواد قابلية للامتصاص في سائر أجزاء الجسم، غير أن عملية الامتصاص تتركز بشكل أكبر في المعدة والجزء العلوي من الأمعاء. ويمكن أن يقل معدل امتصاص الكحول في المعدة، ويظل ذلك متوقفاً على مدى احتواء المعدة على الطعام، أما الكحول الموجود في الأمعاء الدقيقة فيتم امتصاص ما نسبته 98% من الكمية التي تم تعاطيها في خلال 10 دقائق فقط، والكمية المتبقية من الكحول والتي لم يتم امتصاصها تخرج مع البول والبراز واللعاب والعرق.
كيفية الكشف عن الكحول في الجسم
نظراً للتأثير الخطير للكحول على القدرات الذهنية لمن يتعاطى الكحول وما يتسبب فيه من انخفاض في القدرة على التركيز والاتزان والإدراك، الأمر الذي قد يؤدي إلى عواقب وخيمة لشارب الكحول أو للمحيطين به على حد سواء، كان من اللازم وجود وسائل للتعرف على احتواء الجسم على الكحول من عدمه.
الطريقة الأولى عن طريق البول. وهي طريقة سريعة وشائعة الاستخدام من قبل كمائن الشرطة، ويخضع لها السائقون على الطرق السريعة، لكن هذا الاختبار ليس الهدف منه معرفة ما إذا كان السائق يقود مركبته تحت تأثير الخمر أم لا، لكن الهدف هو معرفة وجود الكحول في الجسم والتي تظهر خلال أربعة أيام ابتداء من اليوم الذي تناول فيه الشخص الكحول.
والطريقة الثانية هي تحليل الدم. وكما ذكرنا آنفاً أن امتصاص الكحول في الجسم يبلغ ذروته بعد مضي 90 دقيقة من تناوله، فإن الكحول يبقى أثره في الدم لمدة تتراوح ما بين 10 إلى 12 ساعة بالنسبة للشخص الغير معتاد على شرب الكحول، أما مدمن الكحول، فدمه يظل محتفظاً بآثار الكحول لمدة تقارب الأسبوع.
ألم المعدة بعد شرب الكحول
يتسبب شرب الكحول في تهيج جدران المعدية المخاطية مما قد يؤدي إلى التهاب جدران المعدة، وقد يؤدي تناول جرعة كبيرة من الكحول إلى حدوث نزيف في المعدة نتيجة زيادة نسبة الحموضة بها. وعلاوة على ما سبق، فإن كمية كبيرة من الكحول تؤدي إلى قتل البكتيريا النافعة في المعدة مع توفير البيئة الملائمة لنمو وتكاثر البكتيريا الضارة في المعدة والأمعاء، لذا يشعر متعاطي الكحول بالمغص وآلام في المعدة.
التخلص من آثار الكحول
- من أكثر الآثار الجانبية لشرب الكحول هو انخفاض نسبة السوائل في الجسم، لذا يجب الإكثار من شرب الماء لتعويض الجسم ما فقده من سوائل.
- لأن الكبد من أكثر أعضاء الجسم أهمية وحيوية، ولأن الكبد هو أكثر الأعضاء تضرراً من الكحول، لذا كان لزاماً على أي شخص سواء كان شخصاً عادياً أو معاقراً للخمور أن يحافظ على الكبد نظيفاً وسليماً، ويكون ذلك عن طريق شرب الماء على الريق في الصباح، مع المحافظة على تناول العنب الأسود وجذور البنجر وعصير الجزر.
- يجب حماية المعدة من آثار الكحول الضارة عن طريق ضبط مستوى السكر في الدم وموازنة مستوى الحموضة، ويكون ذلك عن طريق تناول الكثير من الخضروات والفاكهة التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف.
- المداومة على شرب الماء الدافئ المخلوط بعصير الليمون ومحلى بعسل النحل.
- شرب شاي النعناع الذي يعمل على تنظيم عملية الهضم ويضفي مزيدا من الرواء على الجسم بأكمله.
خاتمة
تناول المقال بشيء من التفصيل موضوع امتصاص الكحول في الجسم، عارضين الآثار المدمرة لشرب الكحول على الجسم وتبعات الاستمرار في تناول الكحول، ثم عرضنا كيفية التخلص من آثار الكحول وسمومه وكيفية الكشف عنه.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
الكاتب: وليد زكي
أضف تعليق