تعتبر البواسير من أكثر الأمراض انتشارا في عصرنا الحاضر، وهناك سبل شتى لتحقيق الوقاية من البواسير ، ذلك المرض الذي يعد مشكلة يعاني منها الإنسان غالبا في المرحلة العمرية من 20 إلى 50 سنة، حيث يصيب المرض الرجال والنساء لا استثناء. فما هي البواسير؟ تعريف البواسير هو حدوث تضخم بالأوردة في منطقة المستقيم، حيث يشتمل المستقيم على نوعين من الأوردة، أولها هو الأوردة الداخلية التي تكون بطانة للجزء السفلي وتتمدد نحو الأعلى، والثاني هي الأوردة الخارجية التي تتواجد بالشرج تحت سطح الجلد، فعندما يحدث اتساع لهذه الأوردة، يتكون ما يعرف بمرض البواسير، ولذلك عرفت البواسير بأنها عبارة عن أوردة دوالية في منطقة الشرج والمستقيم، وفي بعض الحالات الصعبة لمرض البواسير تتمدد الأوردة إلى أن تصل تكون متدلية خارج فتحة الشرج، وتكون البواسير مشابهة إلى حد ما لدولي أوردة الساقين، ولكنها تحدث داخل قناة الشرج.
دليل الوقاية من البواسير
أنواع البواسير
يوجد نوعان لمرض البواسير وهما البواسير الداخلية والبواسير الخارجية، وتعد البواسير الداخلية الأكثر انتشارا، حيث تتدلى البواسير من داخل المستقيم، وتكون هذه البواسير نازفة، وتنقسم البواسير الداخلية على حسب تدليها إلى درجات، الدرجة الأولى وفي هذه الدرجة يحدث نزيف للبواسير ولكنها لا تتدلى، والدرجة الثانية، يحدث تدلي للبواسير مع رجوعها تلقائيا، وقد يصحب ذلك نزيف، أما الدرجة الثالثة، يحدث تدلي للبواسير ولكنها لا ترجع تلقائيا بل يجب إرجاعها باليد، ويصحب ذلك نزيف أيضاً. والنوع الثاني هو البواسير الخارجية، ويعني ذلك أن البواسير تكون خارج فتحة الشرج، وفي أغلب الأحيان لا يحدث نزيف للبواسير في هذا النوع ولكن يحدث تخثر فيها ، وأحيانا يشعر مريض هذا النوع بألم حاد، يتطلب إجراء جراحة، وعادتا ما يحدث للبواسير في هذا النوع فتح أو التئام تلقائي، مع تكوين ندبة صغيرة، أو تظل البواسير مقفلة مع تكوين انتفاخ بحجم بذرة الليمون يزيد أو يقل على حسب حالة البراز والعوامل الجوية، حيث يتطلب الوقاية من البواسير المحافظة على ليونة البراز.
الأعراض والمضاعفات
لا يشعر مريض البواسير الخارجية بألم، إلا إذا تكون في في الوريد جلطة دموية تسببت في الالتهاب، وبالنسبة للبواسير الداخلية، فيعد هذا النوع الأشد، لأنها يمكن أن تنزف أو تتدلى خارج الشرج، ويشعر مريض هذا النوع بألم وحكة، ونزيف شرجي، وعادتا ما يكون ذلك هو العرض الوحيد للمريض، وإذا استمر هذا النزيف يمكن أن يؤدي ذلك إلى فقر دم، ومن الأعراض أيضا الإفرازات المخاطية والحكة بمنطقة الشرج، وتدلي البواسير أسفل منطقة الشرج، ويشعر المريض بتدليها خاصة أثناء التبرز. وسوف نستعرض الآن أسباب حدوث هذه المرض وذلك من أجل الوقاية من البواسير.
أسباب تكوين البواسير
هناك بعض العوامل التي تساعد على تكوين البواسير، حيث يتعين علينا تجنب حدوث هذه الأسباب لتحقيق الوقاية من البواسير، ومن هذه العوامل حدوث إمساك متكرر ومزمن، وبعض الأعمال الشاقة التي يتخللها رفع الأشياء الثقيلة، وأثناء فترة الحمل يحدث اضطراب في نسبة الهرمونات بالجسم، مما يؤدي إلى ضعف الأغشية، وارتفاع الضغط بالأوعية الدموية، مما يؤدي إلى تكوين البواسير. ومن الأسباب أيضا الإقلال من الأغذية التي تحتوي على ألياف بنسبة كبيرة، وعدم المداومة بانتظام على أكل الفواكه والخضروات، وشرب كميات قليلة من الماء والسوائل بشكل عام. وممارسة الأعمال التي تتطلب الجلوس لفترة طويلة، مثل مهنة قيادة السيارات والجلوس أمام الكمبيوتر لفترات طويلة، وتعد السمنة وقلة ممارسة الأنشطة والرياضة من العوامل التي تساعد على ظهور البواسير، وبعض الأمراض كأمراض الصدر المزمنة مثل السعال الحاد. وأيضاً يؤدي التدخين حتما إلى تكوين البواسير، والوقوف لفترات طويلة أيضاً يؤدي إلى زيادة ضغط الدم في الأوردة مما يؤدي إلى البواسير.
علاج البواسير
أول النصائح التي نود تقديمها من أجل الوقاية من البواسير هي تجنب الأسباب التي تؤدي إلى حدوث هذا المرض والتي ذكرناها أعلاه، ففي أغلب الأحيان يحدث شفاء للبواسير من الدرجة الأولى من تلقاء نفسها، شريطة تجنب الإمساك والمحافظة على ليونة البراز، أما البواسير من الدرجة الثانية والثالثة تتطلب العلاج أو التدخل الجراحي في أغلب الأحيان، وذلك اعتمادا على نوع المرض ودرجة الإصابة به، وتكون الأقلية من الأشخاص هم من يحتاجون إلى التدخل الجراحي، ويتم معالجة أغلب الحالات بالتخثر الضوئي أو الحقن أو الربط، وفي هذا النوع من العلاجات لا يتطلب الأمر التخدير أو الإقامة بالمستشفى. إذا بدت عليك الأعراض واستمرت لمدة أسبوع أو إذا حدث نزيف وآلام، فعليك باستشارة الطبيب، وذلك لكي تتأكد من عدم وجود أسباب أخرى.
كيف يمكنك معالجة نفسك؟
قد تتحسن معظم الحالات خلال بضعة أيام دون علاج، وكي نحقق الوقاية من البواسير فهناك طريق عديدة من التخلص من الألم وتحقيق الشفاء، فعليك مثلا غسيل منطقة الشرج بالماء الفاتر لإزالة المخاط الذي تسرب خارجا، وعليك باستعمال ورق التواليت الناعم مع التمسيد بدلا من المسح، وإذا شعرت بالحكة تحمل لا تهرش في منطقة الشرج، وعليك المحافظة على ليونة البراز عن طريق الإكثار من تناول والخضروات والفواكه وبخاصة العنب وشرب المياه والسوائل والعصائر بكميات كبيرة، مع الإكثار من الحركة وممارسة أي نشاط رياضي، ويعد المشي من أفضل الأنشطة الرياضية التي يكون لها التأثير الإيجابي للوقاية من هذا المرض. وعليك المحافظة على عدم تدلي البواسير وفي حالة تدليها أدفعها برفق لأعلى، واستخدم كريم مرطب لعلاج البواسير على أن لا تتعدى مدة العلاج أسبوع واحد ولذلك لتجنب رجوعها، وأيضا عليك بتناول الأغذية الغنية بالأليف لأنها تحافظ على ليونة البراز، وأخيرا إذا شعرت بالحاجة إلى التبرز، لا تؤجل ذلك مع تجنب الشد أثناء التبرز.
علاج البواسير طبيعياً
لتحقيق الوقاية من البواسير وعدم حدوث مضاعفات لها يتوافر العديد من الأعشاب الطبية والمشتقات الحيوانية التي تعالج البواسير أو تكون واقية من حدوث المضاعفات، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر البصل وأقماع الباذنجان والموز، بالنسبة للبصل يتم شويه وهرسه حتى يصبح كالمرهم ويتم دهان منطقة الشرج به يوميا حتى تختفي البواسير وتعد هذه الطريقة طريقة فعالة جدا. وبالنسبة لأقماع الباذنجان، يتم سلق أقماع الباذنجان مع اللوز المر وبعد ذلك يتم هرسهما معا واستخدامها كدهان للبواسير، أما الموز، فيتم سلق ثمرة الموز بقشرها حتى تستوي على النار ويتم تناولها مرتين في اليوم، مرة في الصباح قبل الإفطار ومرة في المساء قبل النوم.
الخاتمة
تعد البواسير من أكثر الأمراض انتشارا في عصرنا الحاضر، ويعتبر هذا المرض مشكلة يعاني منها الأشخاص غالبا في الفترة العمرية من 20 إلى 50 عام، حيث يصيب المرض الرجال والنساء سويا. وتعرف البواسير بأنها حدوث تضخم في الأوردة ومنطقة المستقيم وينقسم هذا المرض إلى قسمين البواسير الداخلية والبواسير الخارجية. ولتحقيق الوقاية من البواسير استعرضنا في هذا المقال طرق العلاج والوقاية من هذا المرض وأسباب حدوث ذلك المرض مع الشرح والتحليل وتمثل ذلك في أسباب تكوين البواسير وعلاج البواسير وكيفية معالجة نفسك وعلاج البواسير طبيعياً، على أمل أن يعود هذا المقال بالنفع على كل مريض يعاني من ذلك المرض.
أضف تعليق