الوسواس القهري من الامراض التي اصبح ينتشر حاليا بين الناس، وقد نلاحظه في بعض الاحيان عند بعض الناس، وفي احيانا اخرى لا نلاحظه اطلاقا، ولكنه يكون يعيش في داخلهم ويسيطر على افكارهم، واحيانا تصرفاتهم، وفي بدايته قد لا يعني هذا المرض اي شيء، ولكن لاحقا يصبح مزعجا لهم بدرجة كبيرة، ومن الممكن ان يصبح ايضا مصدر ازعاج للمحيط حولهم، فما ينتج من افعال نتيجة هذا المرض وبحال التكرار لها لعدد يصبح من الصعب تعداده يصيب الاخرين وصاحبه بحد الملل ومن ثم الصخب، فما هو هذا المرض الذي يكون صامتا، ويكون صاخبا، ويحرك صاحبه كيفما يشاء، وقد يتحكم فيه، في هذا المقال سنبحث في تعريف هذا المرض، واسبابه، واعراضه، وبماذا يختلف عن غيره من الاعراض، وسبل علاجه، لعل الفائدة تعم .
ما هو الوسواس القهري :
هو احد الاضطرابات السلوكية والقهرية التي تصاحب احد الاشخاص كان تكون فكرة معينة وتبقى في عقله بحيث لا يمكن ان يتخلص منها، وهذه الفكرة قد تكون عبارة عن جملة معينة يبقى يرددها طوال الوقت، ان كان في صمته، وقد يرددها علنا بحيث يصبح صوته عاليا بها، وقد تكون اغنية، وحتى تصرف معين فهذا الشخص قد يحاول التاكد من اغلاق الباب في الليل عشر مرات او يزيد، او ربات البيوت اللواتي يصبن بهوس النظافة وتنظيف البيت من الغبار خمس مرات في اليوم ,ومما يزيد من صعوبة هذا المرض وخطورته اذا اصبح الفعل الملازم لصاحبه ضارا به، كان يتعمد حك جسده باحدى الادوات، مما يتسبب بالضرر له، ومع ادراك هذا الشخص لخطا هذه الفكرة او الفعل، ومحاولته التخلص منها، الا انها تبقى في مخيلته وقد تزيد حدتها ضده .
اسباب الوسواس القهري :
اختلفت اسباب هذا المرض وتعددت، وكان يعضها محل اختلاف، ولكن معظم المختصين اجمعوا على ان اهم اسباب هذا المرض هي :
1. السيروتونين : وهو احد النواقل العصبية في الدماغ البشري، وهو مادة كيمائية ضرورية لعمل الدماغ، وفي حال كانت نسبة هذه المادة اقل من المعدل ، فقد يتسبب ذلك في العديد من الاضطرابات، ومن هذا النوع من الاضطراب السلوكي ( الوسواس )، وقد اكتشف المختصون ان العلاجات المتعلقة بهذا الناقل تعطي نتائج علاجية مرضية اكثر من غيرها المتصلة بالنواقل العصبية الاخرى .
2. اسباب وراثية : وهو سبب محل الدراسات الان، ومما يجعله سبب محتمل هي نسبة المصابين في هذا المرض وارتباطهم بأفراد من عائلاتهم سبق واصيبوا بذات الاعراض، ولكن كما سبق وذكرنا انه الى الان لا يمكن الجزم بهذا السبب .
3. الاسباب البيئية والمشاكل الاجتماعية فقد اشارت بعض الدراسات الى ارتباط المرض ببعض المشاكل التي ترافق المريض كالقلق والاكتئاب الشديد .
اعراض الوسواس القهري :
1. تكرار الافكار والجمل وبعض المقاطع من الاغاني، بحيث تبقى عالقة بذهن الشخص، و لا يستطيع التخلص منها، وقد يصيبه في بعض الاحيان بالملل والتعب، والارهاق الكبير من ذلك، وقد تزيد هذه الافكار في حال قيامه بمحاولة التخلص منها .
2. طرح اسئلة كثيرة وهواجس جديدة وفي بعضها يكون مخالف لمبادىء كثيرة نشا عليها المريض، كالمبادئ الدينية والعقائدية . وكذلك ازدياد الهواجس الجنسية عنده بشكل ملاحظ، والاسئلة المتكررة حولها.
3. القيام بافعال متكررة لا يستطيع التوقف عن فعلها وتكرارها رغم رغبته في التوقف عنها، وقد يقوم بها في الكثير من الاحيان وهو يعلم ان ما يقوم بها خطأ، او انه تكرار ما لا لزوم له، وفي بعض الاحيان يرتبط الفعل بتخيله، هل سبق وقمت ذ1لك الفعل حقا ام لا ؟ ومن هذه الافعال المتكررة ، التاكد من اغلاق الباب الرئيسي عدة مرات في الليل ، التاكد من اغلاق الثلاجة لعدة مرات، غسيل اليدين والفم اكثر من مرة ، وحتى بصورة متكررة، الفحص، التشكك المتزايد لما سبق وقام به للتأكد انه قام به بصورة صحيحة.
4. ان تتخذ هذه الافعال الصورة الاكثر عدوانية، وهي التسبب بالضرر الى جسده، كنتف لحيته، وحك جسده بالات صلبة، او حتى التفكير بالموت، او الانتحار، وفي احيان اخرى تصبح اكثر تطرفا لتتحول الى الحاق الضرر بالاخرين، ام عن طريق الايذاء او القتل ، رغم انه وفي داخله، لا يرغب بالقيام بهذا الامر .
علاج الوسواس القهري :
ان سبل التطرق الى وسائل علاج هذا المرض او التخلص من الوسواس القهري ليست بالامر البسيط والسهل، خاصة انه من الامراض التي تتطلب فترات علاج طويلة وقد تصل الى الخمس سنوات، وهذه الوسائل تختلف بين مريض واخر وبين حالة واخرى، الا ان اكثر الوسائل المستخدمة لوقف هذا المرض ارتبطت بطريقتين رئيسيتين :
1. العلاج الدوائي : يتم استخدام العديد من الادوية في العادة لمعالجة مثل هذا المرض، وتستخدم كثيرا في مثل هذه الحالات الادوية المضادة للاكتئاب، وفي الاساس ان الية عمل هذه الادوية هي رفع نسبة الناقل العصبي السيروتونين، لذات العلل التي تطرقنا اليها سابق .
2. العلاج النفسي والبيئي : وهي البحث في الاسباب التي ادت الى الوصول بالمرض الى هذه الدرجة عند المريض، ومحاولة تفسيرها، والحديث معه بخصوصها، وهذا النوع من العلاجات قد يتطلب في بعض الاحيان تغيير المكان، او العمل، وخاصة اذا ارتبط المرض بمكان معين ، ومن الاساليب المتبعة في علاج هذا المرض هي الوصول بالمريض لحالة من السعادة والتي تشغله عن التفكير بهذه الوساوس .