الهيكل العظمي يعتبر دعامة جسم الإنسان وهو الذي يعطيه شكله وهيئته وصلابته ويساعده على الانتقال والحركة بدون أن تختلف معالم جسمه بين لحظةٍ وأخرى بسبب عدم وجود دعامةٍ لها، بل إن عدم وجود هيكلٍ عظميٍ سيجعل من المشي أو الجلوس بهيئةٍ ووضعيةٍ ثابتةٍ أمرًا مستحيلًا، لذلك فمن الطبيعي أن يكون الهيكل العظمي من أساسيات الجسد وأهم أجزائه ويصبح الحفاظ على صحة الهيكل العظمي ضرورةً لا مفر منها لأن أي تضررٍ في أي جزءٍ في الهيكل قد يؤدي إلى نتائج لا تُحمد عقباها في بعض الأحيان.
الهيكل العظمي : معلومات هامة عنه وطرق الحفاظ عليه
أهمية الهيكل العظمي
تتنوع أهمية الهيكل العظمي بين توفير الدعم للجسم وإعطائه شكله وهيئته الثابتة، وإعطاء الجسم المرونة والقدرة على الحركة في كل الاتجاهات والمحاور المختلفة بسبب وجود المفاصل وتركيب العظام وطريقة اتصالها ببعضها أو انزلاقها على بعضها، تكوين الدم من وظائف العظام أيضًا أو بشكلٍ أدق من وظائف نخاع العظام الذي تتكون فيه كريات الدم الحمراء كما أن العظام مخزن وفيرٌ للكالسيوم وبعض الأملاح المختلفة وقد يؤدي عوز الجسم بشدةٍ إلى تلك الأملاح ونقصها في الغذاء إلى امتصاصها من العظام ما يؤدي إلى هشاشتها مع الوقت لذلك فالغذاء يوفر لنا صحة الهيكل العظمي، الحماية واحدةٌ من أهم وظائف العظام فبعض الأعضاء المهمة كالمخ والحبل الشوكي والقلب والرئتين تحتاج إلى حمايةٍ مكثفةٍ عن بقية أعضاء وأجهزة الجسم المختلفة وتوفر العظام تلك الحماية لها بالقدر المناسب والملائم كما سنرى.
تكوين العظام
يتكون جسم الإنسان من عددٍ من العظام مجموعها 206 عظمة تختلف في الحجم والسمك والسطح والمكان، تربط المفاصل بين النهايات العظمية المختلفة وحتى المفاصل فهي تختلف في أنواعها حسب المكان الموجودة فيه وحاجة الجسم وقدرته على تحريك ذلك المفصل واتجاهاته المختلفة وطبيعة ذلك المفصل والذي يختلف حسب اختلاف طبيعة العظمتين المتصلتين معًا، وبعض العظام تتصل معًا بغير حركةٍ كعظام الجمجمة مثلًا. تتكون العظام من عدة طبقاتٍ فوق بعضها، أولها من الخارج نسيجٌ ليفيٌّ يغطي العظمة كلها من الخارج ويمتلئ بالشعيرات الدموية التي تغذي العظام من جهة وتتحرر عن طريقها كريات الدم الحمراء المتكونة من جهةٍ أخرى، تلي تلك الطبقة طبقةٌ صلبة تشبه العاج ثم تليها طبقةٌ إسفنجية التركيب يتخللها نخاع العظام، رؤوس العظام من الجهتين تكسوها الغضاريف لحمياتها وتسهيل حركتها وانزلاقها وتضرر تلك الغضاريف يؤدي إلى آلام والتهابات المفاصل مما يخل بصحة الهيكل العظمي.
أقسام الهيكل العظمي
ينقسم الهيكل العظمي إلى قسمٍ محوريٍّ أو رئيسيٍّ وآخر فرعيٍّ أو طرفيّ، القسم المحوري يتكون من الجمجمة والعمود الفقري والقفص الصدري والحوض وعدد عظامه 80 عظمة من أصل 206 عظمة، بينما تتوزع عظام القسم الطرفي على الطرفين العلويين والطرفين السفليين في الجسم وتشمل كل ما تبقى من عظامه عدى العظام الداخلة في القسم المحوري.
كيفية الحفاظ على صحة الهيكل العظمي
المكون الرئيسي للعظام هو الكالسيوم فتكلسه وترسبه في العظام يقويها أو في غضاريف الأطفال يساعدها على النمو والتصلب لتصبح عظمًا، كما أن نقصه يؤدي إلى هشاشة العظام وضعفها وسهولة تهشمها وكسرها، لذلك من أهم خطوات الحفاظ على صحة الهيكل العظمي تناول الغذاء الغني بالكالسيوم والحرص على حصول الجسم على قدره الكافي من فيتامين د الذي يساعد على تكوين العظام كما أن نقصه يؤدي إلى الكساح في بعض الأحيان بسبب ضعف العظام ولينها.
البروتينات ليست هامةً للعضلات فحسب وإنما هي مهمةٌ للعظام وتكوينها أيضًا، كما أن العضلات نفسها تلعب دورًا في الحفاظ على صحة الهيكل العظمي ووقايته لذلك فتنمية العضلات وممارسة الرياضة التي تنشط كل عضلات الجسم وتناول الغذاء الكافي يصنع من العضلات درع حمايةٍ ووقايةٍ ضد الصدمات التي قد تتعرض لها العظام فلا تتضرر بها.
علينا كذلك الانتباه لوضعيات جسادنا المختلفة بحيث لا نمارس وضعيةً خاطئةً تتسبب في الضرر لأيٍّ من عظامنا، كما يجدر الانتباه للصدمات التي تتعرض لها العظام وتجنبها وعند حدوثها لا يجب أن تُهمل وإنما تكون المسارعة باستشارة الطبيب للاطمئنان على سلامة العظم أو اتخاذ الإجراءات السريعة واللازمة في حالة الشروخ والكسور أمرٌ لا يجب التغاضي عنه.
أجسادنا أمانةٌ في أعناقنا وتصرفنا فيها ومعها يأتي من واجب تلك الأمانة علينا فلنحافظ عليها حتى تقدم لنا ما دأبت على تقديمه منذ يوم ولادتنا ولا تخذلنا ردًا على خذلاننا لها.
أضف تعليق