يسعى بعض الناس إلى ترك أوطانهم والبحث عن بلاد أخرى يذهبون إليها إما للبحث عن فرصة عمل جيدة والتي تعود عليهم بدخل أفضل ومستوى معيشي أفضل أو أن يكون المقصد للدراسة مثلا، وجدير بالذكر أن هناك دول عديدة تفتح باب الهجرة إليها ولكن لكل دولة شروطها فيمن يتقدم لطلب الهجرة، كما أن طالبي الهجرة يبحثون عن الدول التي يستطيعون المعيشة فيها وتلائم طبيعتهم الحياتية والثقافية والدينية ومن هذه الدول سنغافورة. الهجرة إلى سنغافورة مطلب يسعى كثير من الراغبين في الهجرة إلى تحقيقه وذلك لما تتمتع به من مناخ معتدل نوعا ما وفرص عمل متوفرة تساعد الأفراد على تحقيق المستوى المعيشي الذي يحلمون به، فهيا بنا نتعرف سويا على هذه البلد وطبيعتها وكيفية الهجرة إليها.
استكشف هذه المقالة
نبذة عن سنغافورة
تقع دولة سنغافورة في الجزء الجنوبي الشرقي من قارة آسيا على بعد 140كم من خط الاستواء شمالا وهي دولة صغيرة المساحة تتألف من جزيرة كبيرة تبلغ مساحتها 572 كيلو متر مربع فقط وجزر أخرى صغيرة في المساحة يبلغ عددها حوالي 50 جزيرة ومساحتهم جميعا حوالي 46 كيلومتر مربع. عاصمتها هي مدينة سنغافورة وتقع في الجزيرة الكبرى جنوب وسط البلاد وهي دولة معروفة منذ زمن بعيد لدى العرب بنفس اسمها الحالي وتمت معرفتها لديهم عن طريق الرحلات التجارية إلى الشرق الأقصى، فهي لها أهمية كبيرة كميناء تجاري حيث أنها أصبحت ميناء عالميا منذ عام 1876 م.
احتلتها بريطانيا أثناء سيطرتها على شبه جزيرة الملايو واتخذتها قاعدة للأسطول البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية وبعد أن حصلت على استقلالها اتحدت مع ماليزيا ثم انفصلت عنها وسميت بجمهورية سنغافورة وذلك سنة 1965م.
يبلغ تعداد سكانها 5 مليون و607 ألف نسمة حسب آخر إحصائية عام 2016، ولا تتناسب المساحة الصغيرة للدولة مع هذه الكثافة السكانية العالية. يتألف شعبها من جنسيات مختلفة ومتعددة ويمثل الصينيون أغلبية السكان حيث تصل نسبتهم إلى 80% من إجمالي السكان بالإضافة إلى الهنود والملاويين.
اللغة الرسمية في سنغافورة
أما اللغة الرسمية فهي اللغة الماليزية ولكن يتحدث شعبها بأربع لغات أخرى أيضا وهي اللغات الإنجليزية والصينية والماليزية والتاميلية وتعتبر اللغة الإنجليزية هي اللغة الرسمية في المدارس والجامعات مما أدى إلى سهولة الهجرة إلى سنغافورة للدراسة، أما الصحف والإذاعة والتلفاز تكون باللغات الأربع التي يتحدث بها الشعب السنغافوري.
الديانة الرسمية في سنغافورة
أما من حيث الديانة فيوجد بها ديانات متعددة ولكن أغلب سكانها يعتنقون الديانة البوذية ثم الديانة المسيحية في المرتبة الثانية وهناك بعض المسلمون الذين ينحدرون من أصول هندية وماليزية، ولكن الجدير بالذكر أن الدولة تكفل حرية الأديان لكل من يعيش على أرضها وتفصل الدين عن الدولة مما يشجع الكثيرين لطلب الهجرة إلى سنغافورة.
العملة الرسمية في سنغافورة
يعد الدولار السنغافوري هو العملة الرسمية للدولة ووحدته 100 سنت وتم إصداره لأول مرة عام 1967 بعد انفصالها عن ماليزيا بعامين ويعد الدولار السنغافوري من أقوى العملات المتداولة في العالم لما لها من أهمية اقتصادية جعلت العديد يسعون إلى الهجرة إلى سنغافورة.
أهميتها الاقتصادية
بدأ اقتصاد سنغافورة في التطور منذ أوائل الستينيات من القرن العشرين حتى أصبحت تتمتع بمركز مالي وتجاري مهم وقد أدى ذلك إلى تمتع الأفراد بمستوى معيشي مرتفع حيث يعتبر دخل الفرد سنويا في سنغافورة من أعلى المعدلات في قارة آسيا، وبالتبعية فإن معدل البطالة في سنغافورة منخفض جدا حيث يقدر ب 2% فقط.
السياحة في سنغافورة
تعتبر سنغافورة مركزا سياحيا يقصده العديد من السياح حيث يذهب إليها سنويا حوالي 5 ملايين ونصف سائح ولذلك تأتي السياحة في المرتبة الثالثة من مصادر العملة الأجنبية، وأغلب السياح من الأمريكان واليابانيين والإنجليز والأستراليين. ومما يشجع السياح على الذهاب إلى سنغافورة استقرار المناخ فيها على مدار العام فمتوسط درجة الحرارة العظمى 31 درجة مئوية ويبلغ متوسط درجة الحرارة الصغرى 25 درجة مئوية وتتساقط الأمطار كثيرا إلا أن نسبة الرطوبة مرتفعة نوعا ما.
تكاليف المعيشة في سنغافورة
تعد سنغافورة من أغلى دول العالم في نفقات المعيشة حيث تأتي في المرتبة الرابعة على مستوى العالم في ارتفاع نفقات المعيشة بالنسبة للمغتربين، وتكمن أعلى النفقات في إيجار المنزل أو عند الرغبة في شراء سيارة، يمكن تقليل هذه النفقات عن طريق البحث عن مسكن يبعد عن العاصمة حيث تكون الإيجارات أقل بالطبع أو البحث عن منزل عن طريق إدارة توفرها دولة سنغافورة تسمى إدارة التسكين والتطوير، كما تمتاز سنغافورة بتوافر المواصلات العامة بأسعار مناسبة.
مستوى الأمن في سنغافورة
تحتل سنغافورة مركزا متقدما بين الدول الأكثر أمانا في العالم حيث أن بها أحد أعلى نسبة بين عدد رجال الشرطة مقابل كل 100 ألف شخص وبالتالي ينخفض معدل الجريمة بها مما يساعد الأفراد على الشعور بالأمن والرغبة في الهجرة إلى سنغافورة.
الدراسة في سنغافورة
يوجد في سنغافورة جامعات يشهد لها بالكفاءة والجودة على مستوى العالم ولذلك فهي تعتبر من البلدان التي يسعى العديد من راغبي الدراسة بالخارج إلى الذهاب إليها، بالإضافة إلى أن اللغة الرسمية للتعليم هناك هي اللغة الإنجليزية مما يسهل على طالب العلم مواصلة دراسته بسهولة ويبلغ متوسط نفقات الدراسة الجامعية بين 5000 إلى 40 ألف دولار سنغافوري مع الأخذ في الاعتبار أن هذه النفقات تختلف من جامعة لأخرى ومن تخصص لآخر.
العمل في سنغافورة
كما يبحث البعض عن فرصة عمل في سنغافورة تبحث دولة سنغافورة نفسها عن أيدي عاملة أجنبية خاصة في مجالات الصحة والتعليم والنقل حيث تبلغ نسبة الأيدي العاملة الأجنبية في سنغافورة ثلث إجمالي الأيدي العاملة هناك. ومما يشجع الكثير من العرب على البحث عن فرصة عمل في سنغافورة ارتفاع الدخول ومستوى المعيشة وقلة الضرائب كما أن الجميع هناك يستطيع التحدث باللغة الإنجليزية مما يسهل على المغترب فرصة التعايش والاندماج مع المجتمع، بالإضافة إلى أن سنغافورة تعتبر من أسهل الدول الآسيوية في حالة الرغبة في الحصول على إقامة دائمة.
الهجرة إلى سنغافورة
لماذا سنغافورة؟ ولماذا يسعى البعض إلى طلب الهجرة إلى سنغافورة؟ جواز السفر السنغافوري له العديد من المميزات حيث يستطيع حامله دخول أكثر من 160 دولة أخرى دون الحاجة إلى فيزا، ولذلك فهو يأتي في المرتبة السادسة بين أفضل جوازات السفر في العالم،
شروط الهجرة إلى سنغافورة
شروط الهجرة إلى سنغافورة تعتبر يسيرة نسبة إلى الدول الأخرى التي تسمح بالهجرة إلى بلادها. ما عليك سوى توفير الشروط التالية وتجهيزها:
- تقديم طلب للحصول على تأشيرة ويستغرق ذلك من أسبوع إلى عشرة أيام فقط.
- تقديم استمارة وطلب الهجرة.
- إرفاق صورة شخصية لطلب الاستمارة.
- صورة من جواز السفر صالح المدة.
- إجراء بعض الفحوصات للتأكد من سلامة طالب الهجرة من بعض الأمراض المستعصية أو الأمراض المعدية.
الهجرة إلى سنغافورة من مصر
لا يستطيع المصري الذي يسعى إلى طلب الهجرة إلى سنغافورة تقديم طلب استخراج التأشيرة مباشرة إلى سفارة سنغافورة بل يجب عليه التوجه إلى إحدى الشركات السياحية التي حددتها سفارة سنغافورة وتقديم الطلب عن طريقها، وشروط استخراج فيزا سنغافورة بالنسبة للمصريين هي:
- ملئ استمارة طلب التأشيرة بجميع البيانات الصحيحة.
- إرفاق صورة شخصية حديثة.
- صورة من صفحة البيانات الموجودة بجواز السفر وكذلك صور لصفحات جواز السفر إن كان هناك أي تأشيرات أخرى سارية.
- صورة من تذكرة الطيران التي تم الحصول عليها إلى سنغافورة.
- جواز سفر غير منتهي.
- رقم تليفون للتواصل مع مقدم الطلب في حالة الانتهاء من إجراءات التأشيرة.
- خطاب تعريفي يتم الحصول عليه من أي مواطن من سنغافورة أو أي شركة سنغافورية أو أي مواطن أجنبي مقيم هناك.
يرى المسافرون للسياحة هذا الشرط الأخير شبه مستحيل ولكن تقوم شركة السياحة الذي يتقدم راغب السفر بتقديم الطلب عن طريقها بتيسير هذا الشرط. وتبلغ رسوم إصدار الفيزا 380 جنيه مصري فقط وهناك رسوم أخرى تتقاضاها الشركات السياحية التي تقدم الطلب وتختلف قيمتها من شركة إلى أخرى إلا أنها تبلغ في المتوسط ما بين 80 إلى 250 جنيه مصري، ويستغرق استخراج الفيزا أسبوع تقريبا حيث يبدأ العمل على استخراجها بمجرد استيفاء جميع الأوراق المطلوبة.
الهجرة إلى سنغافورة للجزائريين
يعتبر الحصول على تأشيرة لدخول سنغافورة من الأمور السهلة مقارنة بدول أوروبا التي تضع شروطا صعبة لدخول أراضيها، وللحصول على تأشيرة لدخول أراضي سنغافورة يجب استيفاء بعض الأوراق الهامة علما بأن استخراج الفيزا يستغرق أسبوع تقريبا ولا توجد مقابلة شخصية:
- جواز السفر ومرفق معه صورة منه.
- صورة شخصية واضحة وحديثة.
- ملئ نموذج الطلب.
- ذكر المرافقين في السفر.
- كتابة جميع البيانات باللغة الإنجليزية.
- صورة من تذكرة الطيران.
الهجرة إلى سنغافورة للسوريين
إذا ما أردنا عقد مقارنة بين الحياة في سوريا والحياة في سنغافورة سنجد أن كفة دولة سنغافورة هي الكفة الراجحة مما يشجع الكثير من السوريين إلى الرغبة في الهجرة إلى سنغافورة خاصة بعد ما وصل إليه الحال في سوريا. فبرغم أن مساحة سوريا تبلغ 261 ضعف من مساحة سنغافورة والثروات الطبيعية في سنغافورة محدودة جدا مقارنة بسوريا، إلا أن الناتج المحلي في سنغافورة يبلغ خمسة أضعاف الناتج المحلي في سوريا. ودخل الفرد في سنغافورة يبلغ 23 ضعف دخل الفرد في سوريا، ومن حيث جودة الحياة تعتبر سنغافورة الأولى في قارة آسيا وتحتل المركز الحادي عشر عالميا بينما لا تأتي سوريا في التصنيف العالمي. أما بالنسبة للوضع المالي فتأتي سنغافورة في المركز الرابع عالميا من حيث أهمية السوق المالي أما سوريا فإن سوق الأوراق المالية فيها ضعيف جدا. وتسهم كل الأسباب التي ذكرناها في ازدياد إقبال السوريين على طلب الهجرة إلى سنغافورة.
الهجرة إلى سنغافورة من المغرب
يسعى الكثير من شباب المغرب العربي إلى البحث عن دول للهجرة إليها لتحقيق مستوى معيشي أفضل، ومع صعوبة الحصول على جوازات سفر إلى دول أوروبا لجأ البعض إلى البحث عن دول أخرى تكون شروطها أسهل مثل دولة سنغافورة. ومن أجل الهجرة إلى سنغافورة والحصول على الجنسية يجب أن يتوافر شرطان وهما الإقامة بها لمدة سنتين الزواج من سنغافورية، مع الأخذ في الاعتبار أن سنغافورة لا تسمح بالجنسية المزدوجة.
خاتمة
حلم الهجرة يراود الكثير من الناس ولذلك قدمنا في مقالنا هذا كل ما يسعى أي إنسان إلى معرفته عن الهجرة إلى سنغافورة ونظم الحياة فيها ومميزاتها كدولة من السهل الحصول على تأشيرة دخول لها.
