النوم أثناء الامتحانات واحدة من أكثر المشكلات التي يعاني منها الطلبة والدراسين. باقتراب موعد الامتحانات، تتجدد مشكلة النوم أثناء الامتحانات، ففي الوقت الذي نسعى جاهدين لمحاولة دراسة وفهم ما مر علينا أيام الدراسة، نجد الأغلبية العظمى من الدارسين يشعرون بالنوم كثيراً، خاصة في فترة الامتحانات وتكون تلك الرغبة في النوم بسبب الكسل الشديد وعدم الميل إلى الدراسة، ولذلك أمامك الكثير من الخيارات منها أن تعلن استسلامك لكسلك وتكمل نومك وترتاح، ومنها أيضاً أن تسعى جاهداً لتكملة مذاكرة دروسك أول بأول برغبة قوية في النجاح، وإليك بعض الإرشادات لكي تستطيع أن تذاكر فترة أطول، ولا تشعر بالنعاس أثناء الفترة المسائية.
النوم أثناء الامتحانات : كيف تتغلب عليه بسهولة ؟
أسباب النوم أثناء الامتحانات
يجب أن تعرف أولاً الأسباب التي تجعلك تلجأ للنوم في أوقات الامتحانات، لكن دعنا في البداية نتعرف على دوافع إحساسك الدائم بالرغبة في النوم عند بدء استذكار دروسك، ومن ثم نذهب إلى معرفة كيف نتخلص من النوم أثناء الامتحانات؟.
يحتاج المخ إلى الطاقة دائماً، ويكون أساسها هو الـ ATP أي adenosine triphosphate production تلك الطاقة ينتفع بها المخ والجسد، وتتحول إلى طاقة أخرى تسمى ADP وذلك في غصون ثواني أو أقل من الثانية، فيظل جسدك وعقلك مستيقظاً لفترة أطول، وخاصة خلال وقت المذاكرة، وكثير من الـ ATP يتم تحويله إلى ADP.
والآن نتحدث عن الـ ADP فهو يختلف كثيراً عن الـ ATP
حيث أنه لا يستطيع مسايرة وتنفيذ الأوامر الذي يستمر بطلب الطاقة طوال الوقت، وهنا يصبح المخ عقيماً ويفقد الجسد إمكانياته في أداء المهام بسهولة، ولا يستطيع التفكير أو البقاء بدون نوم، ويقرر أشياء في ذلك الوقت، ويكون غير قابل للبقاء بدون نوم، فيلجأ إلى النوم للراحة، وعندما يبدأ النعاس يغلبه ويرتاح جسده قليلاً يبدأ في تحول الـ ADP إلى ATP مرة أخرى ويستعيد طاقته. ومن أهم أسباب اللجوء للنوم هو عدم أخذ الراحة الكافية، لذلك يحدث الشعور بالطاقة والحيوية مرة أخرى بعد فترة الراحة.
وهناك أسباب عديدة لحدوث ذلك معك طوال فترة الامتحانات، فمثلاً وجود بعض الاضطرابات العنيفة أثناء نومك، قد تمثل أحد أهم الأسباب لشعورك بالرغبة في النوم لمجرد تفكيرك في الذهاب لاستذكار دروسك الكثيرة، ومن الممكن أن يتوقف نفسك خلال فترة الراحة، ويحدث لك الكثير من المشكلات، وهناك أيضاً عقاقير كثيرة تؤثر على نشاط أجسامنا، وتؤدي إلى زيادة الرغبة في النوم لوقت أطول وخاصة عند مواعيد المذاكرة.
يوجد الكثير من الأساليب للتغلب على رغبتك في النوم أثناء الامتحانات وسنتحدث عن بعضها:
لا تجلس في أماكن النوم
تجنب وتحاشى الجلوس في أماكن النوم أو الأماكن التي تشعر فيها بالنعاس في الوقت المحدد لاستذكار دروسك، فلا تختار أبداً أماكن النوم ولا تذهب للجلوس على فراشك أو غرفة والديك أو غيرها فتشعر بالرغبة في النوم، وتلجأ للراحة وتودع كتابك ولا تكمل ما بدأت فيه.
اختر الدروس الأسهل لاستذكارها ليلا
عدم اختيار أصعب الدروس ليلاً لتذاكرها، حيث يشترط ألا تختار الفصول الصعبة من موادك بل تختار الأجزاء السلسة البسيطة لدراستها ليلاً لأن جسمك وعقلك في فترة الليل يكونوا في أقصى إحساسهم بالكسل والخمول والرغبة في النوم، وهنا يحبذ انتقاء موادك التي تحب مراجعتها ليلاً حتى يظل دماغك في نشاطه ولا يلجأ إلى النوم.
ضرورة التحرك البسيط في مكان الاستذكار
يجب ممارسة الحركة البسيطة في مكان الدراسة الذي اخترته، لكي تتجنب الملل والرغبة في النوم والإرهاق عليك أن تقوم بالتمشية قليلاً كل فترة خلال المذاكرة من مكان إلى مكان آخر أو ذهاباً وإياباً وأنت تذاكر أو تناول قليلاً من الماء، وعليك ألا تظل ثابتاً في مكانك لفترة طويلة حتى لا تشعر بالرغبة في النوم.
الابتعاد عن تناول المشروبات الغازية
تحاشى تناول المشروبات الغازية الضارة والمشروبات المسئولة عن نشاط طاقة الجسم، فإن تناول المشروبات الغازية تقلل تركيز وانتباه الشخص، ويكون ميوله إلى المذاكرة في أقل مستوى له، على الرغم من أن معظم الطلبة يفضلون تناول الكثير من تلك المشروبات باعتقاد خاطئ منهم أنها تفيد صحتهم وتشعرهم بنشاط أكثر، ولكنه خطأ فاحش عند تناولها كثيراً، فهي تؤدي إلى تدمير الصحة ببطء.
الابتعاد عن المشروبات المنبهة
وهناك شيء خطير يفعله معظم الطلبة عند شعورهم بالرغبة في النوم أثناء الامتحانات أو أخذ القليل من الراحة وهو اللجوء إلى تناول المشروبات المنبهة، ولكن عليك أيضاً عند شعورك بالرغبة في النوم تجنب تناول القهوة والشاي والنسكافيه وأي مشروب يحتوي على الكافيين، وهنا يأتي الحل بأن تحاول أن تستغني تماماً عنها، وتعوضها بالكثير من الماء والعصائر الطبيعية الطازجة، فهي مفيدة جداً لصحة جسمك وطول فترة تركيزك، ولو كنت تحبها ولا تعرف كيفية البعد عن تناولها قم بشربها بصورة أقل، ولكن بدون مواد مبيضة أو سكر كثير والأفضل بدون سكر تماماً.
اختيار وقت مناسب للقيلولة
ضرورة أخد قسط من الراحة، وهي ما تسمى بفترة القيلولة في وقت الظهيرة، فمن أهم الأمور في فترة الامتحانات الراحة ولجسدك عليك حق، دائما توخى إرهاقه، فالقيلولة في فترة ما بعد الظهيرة أمر هام للغاية لصحة جسمك للذين يذاكرون ليلاً، وتشمل جزء هام من تجنب الشعور بالنعاس عن البدء بالاستذكار ليلاً، فعليك تنظيم أوقات نومك وأوقات استيقاظك صباحاً ومواعيد وجباتك ورفاهيتك حتى لا تقع في أزمة تضييع الوقت.
رفع الصوت عند الاستذكار
لتجنب النوم أثناء الامتحانات عليك استذكار دروسك بصوت أفضل من الصمت الكاتم الذي يشعرك بالملل، مع الحركة والقراءة بصوت عالي في غرفتك أو مكان المذاكرة، فذلك يدفعك للحماس أكثر والرغبة في الاستذكار فهو شيء سيساعدك جداً، ولكن هناك بعض الطلبة لا يفضلون تلك الطريقة بسبب أنهم سريعاً ما يشعرون بالإرهاق، ولكنها من الممكن أن تأتي بنتيجة مع طلبة آخرين، فهي طريقة مثبتة أنها إيجابية إلى حد ما.
تناول الأغذية المفيدة والصحية
إذ يجب عليك تناول من 5 إلى 7 وجبات طوال اليوم، تحتوي على أطعمة صحية ومفيدة للجسم مع عدم الإفراط، وتلك الأطعمة التي تتناولها دائماً ستوفر لك كل ما يحتاجه جسمك من الفيتامينات بأنواعها المختلفة كفيتامين أ، ب، د، ج إلخ، وكذلك المعادن، وتلك المكونات تساعد على زيادة النشاط والطاقة في الجسم وقوة تركيزك تظل باقية طوال اليوم، ولو كانت لديك الرغبة في تجنب النعاس أثناء فترة الاستذكار وتريد تبديل نظام ونمط طعامك، فعليك بإتباع التالي:
تجنب الوجبات التي تحتوي على الدسم وتضر المعدة، وتؤدي إلى السمنة المفرطة، وتجعل جسدك وعقلك في حالة من الكسل، مما يعمل بدوره على زيادة الرغبة في النوم ويتوقف النشاط العقلي بشكل سريع.
تناول الحمض الدهني Omega 3
ويرمز له ω-3، وهو حمض دهني غير مشبع يحتوي على أصرة مزدوجة، يتم استخلاصه في العادة من أسماك السالمون وثبتت فعاليته في تقليل نسبة الكوليسترول وتحسين قدرات أعضاء الجسم
فهو له الكثير من الإيجابيات كزيادة القدرات العقلية، وتحسين القدرات السمعية والبصرية وينشط الجهاز العصبي، مما يساعد على مزاولة المذاكرة أيام الامتحانات، لأنه يجعلك مستيقظاً أكثر وقت ممكن، ومنه أنواع منه الحبوب الدوائية التي تحتوي على زيت السمك، ويمكنك تناوله في طعامك من خلال تناول الأسماك الغنية بمواد الأوميجا أو السلمون.
تأثير المكملات الغذائية
المكملات الغذائية وتناولها وتأثيرها على تجنب النوم أثناء الامتحانات، ونقص المعادن في جسمك والفيتامينات تؤدي إلى حدوث الخمول بمجرد بدأ المذاكرة، ومن أهمها الماغنسيوم، فإذا كان غير متوافر في نظامك الغذائي فقم بتناوله كحبوب دوائية.
وأخيراً يجب مراعاة الإضاءة التي لا تساعدك على النوم في الغرفة، فيجب أن تكون قوية وتلك من الأمور التي لا يجب أن تنساها أبداً.
