النزلات المعوية مرض شديد الانتشار في الصيف والشتاء، يصيب الكبار والأطفال، الحوامل والمرضعات والرضع، يؤدي أقله إلى عدم الاتزان، وتؤدي الحالات المتقدمة فيه إلى الجفاف والوفاة.
استكشف هذه المقالة
ما هي النزلات المعوية؟
النزلات المعوية مجموعة من الأعراض المتشابكة مع بعضها، قد تأتي مجتمعة، وقد تأتي متفرقة، ولها أسباب متعددة كالطفيليات أو البكتريا أو الفيروسات، أما الأعراض فهي ارتفاع في درجة الحرارة، وقد تصل درجة حرارة المريض حتى 41 درجة، مع رعشة تصيب الجسم كاملا وشعور بالبرد حتى في فصل الصيف، وقيء مستمر ومتزايد، وقد يتسم بصفات متعددة كقيء الطعام كما هو دون هضم، أو أن يكون ممزوجا بمخاط، أو مصحوبا بـ”رغاوي” تشبه رغاوي الصابون، والتفريق بين هذه الأشكال يوضح بنسبة 50% سبب النزلة، إضافة لإسهال يزيد عن 4 مرات يوميا.
وللإسهال أشكال أيضا نستطيع منها تحديد الـ50% المتبقية من أسباب النزلة، فقد يكون الإسهال ذا لون أخضر، وبه بقايا طعام على شكل بقوليات مكسورة، وله رائحة نفاذة كريهة، وفي هذه الحالة يكون سمكه لينا غير سائل، وقد يكون ذا لون أصفر، ويشبه الماء العكر، ورائحته ليست نفاذة، لكن يصاحبه تقرحات وألم في فتحة الشرج، وفي هذه الحالة يكون كالماء الدافق.
ردود فعل المصاب بالنزلة
تختلف ردود أفعال المصاب بالنزلة المعوية، فبين مهولٍ لها معظم من شأنها، وبين متساهلٍ معها مهون منها، وكلاهما يرتكبان الخطأ نفسه في حق نفسيهما أو في حق ذويهم الذين يتأوهون من أعراض المرض، الذي قد يفتك به، ويودي به.
ويمكننا منع حدوث العدوى عن طريق التخلص من الحفاضات بشكل صحيح، وغسل اليدين جيدا بالماء والصابون “يفضل أن يكون صابون مقاوما للبكتريا كديتول أو لايف بوي”، سواء أكان بعد التخلص من الحفاض، أو بعد الانتهاء من تناول الطعام، أو بعد الانتهاء من قضاء الحاجة.
وقد تحدث النزلة المعوية من تناول أطعمة صعبة الهضم “كالحلويات والشيكولاه” بكميات كبيرة، ما يرهق جدار المعدة ويضطر لطردها بشكل غير طبيعي عن طريق الإسهال أو القيء، وقد تحدث نتيجة تناول أطعمة غير مكتملة الطهي، ما يجعلها صعبة الهضم وغير مستساغة لمن يتناولها، ولكن السبب الأهم في أسباب الإصابة بالنزلة المعوية هو تناول الأطعمة الملوثة، التي تملأ شوارع معظم العواصم والبلدان العربية، إضافة للمياه الملوثة، وتناول بعض العقاقير التي يكون من أعراضها الجانبية حدوث النزلة المعوية.
النزلات المعوية عند اﻷطفال
تعتبر النزلة المعوية من أشهر الأمراض التي تصيب الأطفال من يوم الولادة وحتى سن الـ18 عاما، كما يتعرض الأطفال لكثير من الأمراض؛ نتيجة حساسية جسمهم الزائدة، ولضعف مناعتهم وسرعة التقاط الأمراض المعدية، خاصة في مرحلة التحاقهم بالحضانات أو المدارس لزيادة فرصة الاحتكاك بينهم وأقرانهم.
ومن الأعراض التي نكتشف بها إصابة المريض بالنزلة المعوية هو القيء المفاجئ والكثيف على مدار اليوم، ويزيد عن الـ4 مرات يوميا، إضافة للإسهال الشديد والمتكرر، الذي يصل لنحو مرتين كل ساعة، وقد يصاحبها ارتفاع في درجات الحرارة أو لا، ولكن الخمول والكسل وعدم التركيز يكون ثمة مصاحبة ونتيجة حتمية لهذه الأعراض.
ويكون العلاج الرئيسي بوقاية الطفل من الوصول للجفاف القاتل؛ إذ إن الجفاف ليس له علاج متى تم الوصول إليه، لكن إيقاف الوصول إليه ميسور باستخدام الزنك المتواجد في “زنك أوريجين، وزنكوريا” أو أملاح الجفاف المنتشرة كـ”أملاح الهيدروسيف، و O.R.S”.
ثم استخدام أدوية لعلاج الأعراض، بحيث تكون مناسبة وغير مؤثرة بشكل كبير على مناعة الطفل بعد انتهاء جرعة العلاج، ويمكننا استخدام خوافض للحرارة طبيعية مثل كمادات الماء، والاستحمام بالماء البارد “في حالة عدم الإصابة بأمراض صدرية”، أو استخدام خوافض حرارة كيميائية مثل بروفين شراب أو باراسيتامول شراب بمعدل ملعقة كل 8 ساعات.
كما يمكننا معالجة عرض الإسهال باستخدام أحد أدوية “فلاجيل أو فلاجيلات فورت أو أنتنيال شراب” في حالة الإصابة بالنوع الأول من الإسهال، أو استخدام أحد أدوية “أنتينال أو دياكس شراب” في حالة الإصابة بالنوع الثاني من الإسهال “ورد تفصيلهما في صدر المقال”.
ويكمن العلاج الرئيسي للنزلة المعوية في استخدام مضاد حيوي مناسب، ويكون باستخدام جرعات مناسبة من إحدى مواد “سيفوبيرازونأو سيفترياكسون أو سيفوتاكسم أمبول” إضافة لبرمبران أمبول يضاف على أول جرعة لإيقاف الترجيع المتزايد.
النزلات المعوية عند اﻷطفال الرضع
النزلات المعوية عند الرضع هي ذاتها عند الأطفال، لكن الاختلاف الوحيد هو الإسهال؛ إذ لا يمكن التفريق بين إسهال المرض والتبرز العادي نتيجة قربهما الشديد في المواصفات؛ نتيجة الاعتماد على الرضاعة الطبيعية دون تناول الأطعمة حتى سن الـ7 أشهر طبقا لمنظمة الصحة العالمية.
والأطفال الرضع هم الأطفال من سن يوم واحد وحتى 12 شهرا، وتكون معاملتهم معاملة حذرة؛ نظرا لاكتمال أعضائهم، ولضعف مناعتهم الشديد؛ نتيجة الإصابة بمرض “الصفراء” عقب الولادة مباشرة، التي تعمل على تكسير كرات الدم الحمراء.
ويمكننا استخدام أدوية لعلاج النزلة المعوية لدى الأطفال الرضع وأعراضها متمثلة في مادة الباراسيتامول لخفض الحرارة، وكورتيبلكس ب 50 أمبول لإيقاف الترجيع، مع مادة سيفوبيرازون كمضاد حيوي لعلاج النزلة يُتبع بمادة أزيسرومايسين شراب كمضاد حيوي مكمل.
النزلات المعوية عند الكبار
والنزلة المعوية عند الكبار تتسم بظهور كافة الأعراض، وهي الأعراض ذاتها المذكورة في صدر المقال إضافة إلى ألم في البطن والصداع، وألم في العضلات، ويجب التفريق عند التعامل مع الكبار بين الرجال والنساء، خاصة الحوامل منهن؛ لأنهن لا يستطعن استخدام أي مضاد حيوي وتمنعن غالبا من استخدام مواد فعالة كثيرة، بل ويحسن أن تعاود الطبيب عند حدوث عرض الإسهال حتى لا تتعرض للولادة المبكرة، أو الإجهاض إن كانت في الشهور الأولى.
وينصح الأطباء مريض النزلة المعوية بوصايا متعلقة بالأكل وأنواعه، مثل تجنب الأطعمة غير المطهوة أو النيئة أو المياه الملوثة أو الحليب غير المبستر؛ لأنها تحمل البكتريا المسببة للمرض، وكذلك الابتعاد عن الأطعمة المسبكة والمحتوية على التوابل الحريفة لتأثيرها على جدار المعدة وبالتالي إنتاج نسبة كبيرة من حمض H2 المسبب لالتهاب المعدة “السبب الرئيسي في القيء”.
كما ينصح الأطباء بالابتعاد عن التدخين والنوم في جو رطب غير طبيعي “النوم في وجود المكيفات أو المراوح”، كما يُفضل الابتعاد عن النوم على الأرض؛ بسبب رطوبتها العالية، وعلى الجانب الآخر ينصحون بتناول العصائر الطبيعية، التي تساعد الجسم على تعويض كمية السوائل المفقودة نتيجة القيء والإسهال، لكن عليك الحذر من شرب المياه للأطفال في وجود الإسهال؛ لأنها تساعد على سرعة الوصول لمرحلة الجفاف.
وينصح الأطباء بتناول المشروبات الطبيعية الدافئة كالينسون والكراوية والنعناع والتيليو؛ وذلك لتخفيض نسبة إفراز حمض H2 وتغلف جدار المعدة، كما تساعد هذه المشروبات على التخلص من التشنجات المعوية التي تسبب التقيؤ.
هل النزلة المعوية معدية؟
قد نتخيل للوهلة الأولى أن النزلة المعوية، التي نطلق عليها العدوى المعوية، معدية وتنتقل من شخص لآخر، وهذا خطأ شائع؛ إذ إن النزلة المعوية ليست معدية ولكن التعرض لأعراضها هو الذي يجعل الخلط موجودا، قد ينتقل الإسهال بواسطة التعرض للأدوات المصابة بالميكروب، وقد نتعرض للقيء نتيجة التعرض لرذاذ الفم أو الأنف، ويكثر ذلك في المدارس والحضانات.
أضف تعليق