بالبحث المستمر في أنواع النباتات المنقرضة توصل العلماء إلى واحدة من أكثر الحقائق الصادمة في علوم النبات وهي أن خمس النباتات الموجودة على سطح هذا الكوكب معرضة لخطر الانقراض الوشيك إما بسبب ندرة إقبال الفلاحين على زراعتها لعدم وجود جدوى مادية تذكر لها أو بسبب التغيرات المناخية المستمرة التي يشهدها كوكب الأرض في السنوات الأخيرة والتي تحمل له العديد من الآثار السلبية أهمها انقراض النباتات بشكل متواصل.
وخطر النباتات المنقرضة على البشرية يكمن في اعتماد العديد من صناعات الأطعمة والمواد الغذائية عليها من ناحية وعلى لجوء العلماء لاستخلاص مواد معينة من نباتات معينة تستخدم في تصنيع أدوية عديدة من ناحية أخرى؛ وبالتالي فإن انقراض النباتات ينذر بخطر وشيك يتهدد كلاً من الصناعات الغذائية والطبية على حد سواء.
ملف كامل عن النباتات المنقرضة
انفراجة قريبة
لكن على الصعيد الآخر تدل الدراسات وإحصائيات أنواع النباتات المتواجدة حالياً على وجود ما يقرب من 2000 نبات جديد يتم العثور عليهم سنوياً مما يرفع آمال العلماء إلى وجود فرص كبيرة للزراعة مهما تغيرت الظروف المناخية على كوكب الأرض؛ فعلى سبيل المثال منذ عامين تقريباً تم اكتشاف نوع أشجار جديد في غابات أفريقيا الاستوائية يقوم على أكل الحشرات الطائرة التي تقترب منه وبالتالي يحمي كافة النباتات الموجودة حوله من هجومها المباغت.
منذ ذلك الحين عكف العلماء على تكثيف جهودهم المتواصلة لتجميع كافة أنواع النباتات الجديدة التي لم تكتشف بعد وبالفعل توصلوا إلى حوالي 390 ألف نوع جديد تقريباً، تم التوصل لاستخدامات مفيدة لأكثر من 30 ألف نوع منهم وما زالت التجارب العلمية جارية على قدم وساق لبحث كيفية الاستفادة من الأنواع الباقية؛ فعلى سبيل المثال توصل العلماء إلى 5 أنواع جديدة من نبات البصل لم تكن معروفة من قبل.
أسباب وجود النباتات المنقرضة
كما أشرنا من قبل فإن انقراض النباتات يرجع إلى سببين رئيسيين أولهما هو عدم زراعة تلك النباتات من الأساس إما بسبب تدمير الحقول الزراعية المختلفة من أجل إنشاء مصانع أو مجمعات سكنية أو حتى لحفر آبار استخراج البترول ومشتقاته، أو حتى بسبب عمليات إزالة الغابات والتي كثيراً ما تتم بشكل عشوائي للغاية ولأغراض أقل ما توصف بها بالدناءة والحقارة. ويعد غياب الزراعة السبب الأعظم وراء تواجد النباتات المنقرضة في عالمنا حيث يتسبب إنشاء آبار البترول في تدمير 31% من الأراضي المزروعة سابقاً بينما يحتل هجوم الماشية على الزراعة وأكلها نسبة 21%.
السبب الثاني لانقراض النباتات هو التغيرات المناخية التي تشهدها الأرض ورغم أن ذلك السبب لا يعد ذي تأثير بالغ في تلك الفترة- حيث تبلغ نسبة النباتات المنقرضة بسبب المناخ حوالي 4% فقط من المحصلة الكلية- إلا أنه من المتوقع وبشدة ارتفاع دور المناخ في انقراض النباتات بشكل كبير في السنوات الثلاثين القادمة.
هناك سبب آخر يتوقع العلماء أن له دوراً يذكر في تواجد النباتات المنقرضة على الرغم من كونه لا يتعدى مجرد نظرية فقط لم تثبت صحتها بعد ألا وهو التهجين المستمر للنباتات؛ فتهجين نباتين معاً بغرض إنتاج نوع ذي صفات أفضل من حيث الحجم أو الطعم أو اللون قد يؤدي بالفعل إلى التوصل لنوع جديد من النباتات يفوق النوعين المكونين له في المزايا، لكن على الصعيد الآخر تكون لعملية التهجين تلك عواقب وخيمة حيث يفقد النبات الجديد العديد من الجينات خلال عملية التهجين والتي غالباً ما تكون مسئولة عن إكساب النبتة القدرة على التكيف مع الظروف البيئية المختلفة وكذلك مكافحة غزو الحشرات لها.
أشهر النباتات المعرضة لخطر الانقراض
زهرة الأوركيدا الغربية
هي نوع من أنواع الزهور ذات المظهر الجميل والذي يدفع العديد من الأشخاص لاستعمالها بوفرة عند تقديم باقة من الزهور كهدية أو في حفلات الزفاف؛ مما يؤدي إلى تصنيفه كواحد من النباتات المنقرضة على نحو وشيك حيث أن زراعة الأوركيدا الغربية قد شهدت تراجعاً ملحوظاً في الولايات المتحدة الأمريكية فلم تعد تزرع سوى في 5 ولايات فقط.
زهرة الرافليسيا
هي أكبر زهور الأرض حجماً حيث يبلغ قطرها 3 أقدام ووزنها أكثر من 10 كيلوغرامات، ومن العجيب في تلك الزهرة هو خلوها من أي سيقان أو أوراق إنما هي عبارة عن جسم أحمر اللون فقط ولكن تكمن ميزتها في أنه عندما توشك تلك الزهرة على الجفاف والموت فإنها تطلق رائحة بديعة للغاية تأسر كل من يشمها لذلك لقبها البعض بالزهرة الميتة أو المتحللة.
النخل المنتحر
هو نوع خاص من أنواع النخل يمتاز بارتفاعه الشاهق الذي يصل إلى 20 متراً ولقب بالمنتحر لأنه لا ينتج أي نوع من الأزهار خلال دورة حياته إلا مرة واحدة فقط في نهاية عمره- الذي يتعدى نصف قرن كاملاً- حيث تتفتح تلك الأزهار وتقوم ببخ مادة سامة إلى داخل ساق النخيل مما يؤدي إلى ذبوله وموته بعدها بأيام معدودة ومن هناك جاء لقب المنتحر، يتواجد النخل المنتحر في بقعة واحدة فقط على كوكب الأرض وهي جزيرة مدغشقر، وبالرغم من كونه نبات حديث الاكتشاف إلا أنه انضم لمجموعة النباتات المنقرضة في عام 2014 وذلك بسبب تواجد ما يقرب من 50 نخلة فقط من ذلك النوع وعدم توصل علماء الزراعة إلى طريقة أكيدة لكيفية زراعتها مرة أخرى.
الأشجار المرجانية
هي أشجار معروفة بأوراقها السميكة والتي تتخذ ألواناً عدة بشكل يشبه إلى حد كبير الشعاب المرجانية ولذلك لقبت بالأشجار المرجانية، تتواجد الأشجار المرجانية في غابات دولة تنزانيا بإفريقيا وبعض المناطق المحيطة لها بشكل نادر. بسبب عمليات إزالة الغابات الجائرة في تلك المناطق تم اعتبار الأشجار المرجانية واحدة من النباتات المنقرضة بشكل رسمي في عام 1998، لكن بعد ذلك بثلاثة أعوام تم اكتشاف منطقة أخرى مجاورة تنمو بها تلك الأشجار وبالتالي أزيلت من القائمة ولكن للأسف الشديد تم إعادتها مرة أخرى بسبب إزالة تلك المنطقة بالكامل فاعتبرت واحدة من النباتات المنقرضة.
الأزهار تحت الأرضية
هناك مجموعات مختلفة من الأزهار تعرف بتحت الأرضية بسبب نموها في باطن التربة وعدم مواجهتها لسطح الأرض؛ وبالتالي فلا تقوم تلك الأزهار بعملية البناء الضوئي مثلها مثل النباتات العادية الأخرى بسبب عدم وصول أشعة الشمس إليها، وعوضاً عن القيام بالبناء الضوئي تتجه تلك الأزهار إلى استمداد غذائها من الأشجار الأخرى المحيطة بها عن طريق الجذور. وبناء عليه فإن إزالة الأشجار المحيطة بتلك النباتات يؤدي إلى موتها وانقراضها شيئاً فشيئاً.
إبريق أتنبرة
هو نبات اسمه مكون من مقطعين أولهما إبريق وذلك بسبب امتلاكه وعاء كبير الحجم يصل إلى 30 سم في الارتفاع يستخدمه في اصطياد طعامه من الحشرات والقوارض وغيرها من الحيوانات صغيرة الحجم، وثانيها هو أتنبرة نسبة إلى ديفيد أتنبرة مقدم برامج علوم النبات البريطاني. تتواجد تلك النباتات في قمم جبال فيكتوريا بالفلبين ونتيجة لصعوبة التوصل إلى الأماكن التي تنمو فيها وعدم العثور عليها في بقاع أخرى اعتبر إبريق أتنبرة واحداً من النباتات المنقرضة. لكن على صعيد آخر تذكر بعض نصوص العهد القديم وجود ذلك النبات في جبال أخرى بدون تحديد مكانها بالضبط مما يعطي الكثير أملاً في عدم اعتبار ذلك النبات منقرضاً عما قريب.
أضف تعليق