الميتابوليزم أو الأيض أو التمثيل الغذائي كلمات تتردد كثيرًا على مسامعنا، ولكن قد لا يدرك الكثير معناها أو المراد بها، فهل تعرف ما يحدث في داخل جسمك وأنسجته؟ إذا تمكنت من إلقاء نظرة خاطفة على أي خلية من خلايا الجسم فستجد أنها مركز رائع كبير للنشاط، يشبه سوقًا مزدحمًا أكثر من كونه غرفة هادئة، وسواء كنتَ نائمًا أو مستيقظًا أو في العمل أو مستلقيًا أمام التلفاز فإن تلك الخلية تعمل على إنتاج الطاقة التي يحتاجها الجسم والعقل، من خلال تغيير الأشياء التي تخضع لسلسة من التفاعلات الكيميائية المتواصلة حتى تبقيك على قيد الحياة قادرا على أداء وظائفك المختلفة، وسوف يتناول هذا المقال: ما تعريف الميتابوليزم ؟ كيف يحدث الميتابوليزم في جسم الإنسان؟ وما أهميته؟ لماذا يكون الميتابوليزم بطيئًا لدى بعض الأفراد؟ كيف يتم تنشيط الميتابوليزم ؟ ما الاضطرابات التي تصيب الميتابوليزم ؟ كيف يتم الحفاظ على المعدل السليم للميتابوليزم؟
استكشف هذه المقالة
ما تعريف الميتابوليزم ؟
الأيض أو الميتابوليزم أو التمثيل الغذائي كلها تشير إلى نفس المفهوم، وهي مجموعة من التفاعلات الكيميائية التي تحدث في خلايا الكائنات الحية للحفاظ على الحياة، وتؤدي عمليات التمثيل الغذائي إلى النمو والتكاثر، وتسمح للكائنات الحية بالحفاظ على هياكلها وبنيانها سليمًا إضافة إلى قدرتها على الاستجابة للبيئة والمتغيرات المحيطة بها، لذلك فإن مصطلح الميتابوليزم -كما يرى الباحثون- عبارة عن مزيج من العمليات الكيميائية والفيزيائية الحيوية التي يقوم بها الجسم لتحويل الغذاء إلى طاقة، وتشمل تلك العمليات الاستقلابية: التنفس، الأكل، هضم الطعام، توصيل العناصر الغذائية إلى خلايا الجسم عن طريق الدم، استخدام الطاقة من قبل العضلات والأعصاب والخلايا، وأخيرا التخلص من الفضلات في عملية الإخراج.
كيف يحدث الميتابوليزم في جسم الإنسان؟ وما أهميته؟
في الشبكة الأيضية للخلية تنتج بعض التفاعلات الكيميائية قدرا من الطاقة بشكل تلقائي دون الحاجة إلى مدخلات الطاقة، ومع ذلك تحتاج العمليات الأخرى إلى طاقة إضافية حتى تتم بنجاح؛ لذا يجب تناول الطعام بين الحين والآخر لاستبدال أو تعويض ما يبذله الجسم من الطاقة التي يجب أن تتدفق باستمرار لتفعيل العمليات الكيميائية داخل الخلايا، ولكي نتفهم عمليات الأيض أو التمثيل الغذائي بصورة واضحة لا بد من التعرض إلى عمليتين مهمتين لوجود الحياة على سطح الأرض، إحداهما لبناء وإنتاج السكريات، والأخرى لتكسير أو هضم السكريات، وهما كالتالي:
التنفس الخلوي (تكسير الجلوكوز)
تعد تلك العملية مثالا واضحا على حدوث الميتابوليزم في جسم الكائن الحي لإنتاج الطاقة، حيث تقوم الخلية بتحطيم أو تكسير جزيء السكر (كأي نوع من الحلوى على سبيل المثال)، وبالتالي يتم تكسير الجزيئات المعقدة إلى جزيئات أبسط منها، وعادة ما ينتج عنها طاقة أثناء التكسير، وتحصل معظم خلايا الجسم على الطاقة اللازمة لها من الجلوكوز في عملية تسمى (التنفس الخلوي)، وخلال تلك العملية يتم تكسير جزيء الجلوكوز أو الدهون بشكل تدريجي في مجموعة من الخطوات البسيطة التي ينتج عنها مجموعة من المكونات: (C6H12O6 + 6O2 6CO2 + 6H2O + Energy)
ويؤدي تحلل الجلوكوز إلى إنتاج كمية من الطاقة التي تحصل عليها الخلية في صورة أدينوسين ثلاثي الفوسفات، وهو جزيء صغير يعطي الخلايا قدرة على تخزين الطاقة وإعادة بناء نفسها وإنتاج خلايا جديدة وغيرها من العمليات الحيوية الأخرى.
البناء الضوئي (بناء الجلوكوز)
وهو مثال على التمثيل الغذائي الذي يحتاج إلى طاقة لإتمامه، وعند قلب المثال الأخير على عملية تكسير جزيء السكر فإننا نلاحظ أن السكر يشبه الجلوكوز الذي تصنعه النباتات في عملية التمثيل أو البناء الضوئي، حيث تستخدم النباتات الطاقة الضوئية الشمسية لتحويل غاز ثاني أكسيد الكربون إلى جزيئات السكر أو الجلوكوز، وكذلك يحدث التمثيل الضوئي من خلال مجموعة من الخطوات البسيطة التي تتم في إنتاج البروتينات من الأحماض الأمينية أو سلاسل الحمض النووي من النيوكليوتيدات، وهي من العمليات الحيوية بالنسبة لوجود الحياة، حيث تحدث باستمرار، وينتج عنها عكس عملية تكسير الجلوكوز أو السكريات السابقة، وذلك على النمط كالتالي: (6CO2 + 6H2O + Energy C6H12O6 + 6O2)
والخلايا النباتية تحتاج إلى طاقة لتشغيل وتنفيذ عملياتها الخلوية، وهي تستخدم بعض السكريات لذلك، كما يوفر النبات مصدرا غذائيا متكاملا لكثير من الحيوانات التي تعتمد عليه في غذائها، حيث يتم تكسير الجلوكوز أيضًا في عملية التنفس الخلوي لتوليد الطاقة اللازمة.
لماذا يكون الميتابوليزم بطيئًا لدى بعض الأفراد؟
يختلف معدل الأيض أو الميتابوليزم من فرد لآخر، وقد يتساءل بعض الناس عن سبب سرعة معدل الأيض لدى بعض الناس وبطئه لدى آخرين، وفي الواقع أثبت العلماء أن هناك عدة عوامل أو أسباب تؤثر على عملية التمثيل الغذائي، وأهم تلك العوامل ما يلي:
- العمر: حيث يكون معدل الأيض أو التمثيل الغذائي بطيئًا كلما تقدم الإنسان في العمر، ويزداد في الصغر ومرحلة الشباب، خاصة قبل الأربعينات.
- الجنس: يتميز الرجال بطبيعة الحال بارتفاع أو سرعة التمثيل الغذائي لديهم عن النساء.
- حجم الجسم: الأجسام الضخمة تحرق المزيد من السعرات الحرارية أكثر من الأجسام الضئيلة، وذلك يؤدي إلى زيادة عمل التمثيل الغذائي.
- درجة حرارة البيئة أو الوسط المحيط: يزداد معدل الأيض أو الميتابوليزم عندما يتعرض الجسم لدرجات حرارة عالية للغاية أو منخفضة للغاية؛ حيث يعمل الجسم والخلايا بجد وبصورة أعلى للحفاظ على درجة حرارة الجسم.
- تناول المنبهات: قد يزيد معدل التمثيل الغذائي لدى الأفراد الذي يعتمدون على تناول المنبهات والمنشطات كالكافيين أو المخدرات أو النيكوتين أو غيره.
- الهرمونات: يؤثر مستوى إفراز الغدة الدرقية للهرمونات بشكل صحيح على معدل الأيض في الجسم؛ فقد يزيد أو ينقص لدى الفرد حسب مستوى الهرمونات التي يفرزها الجسم.
- حمل النساء: النساء الحوامل لديهن مستوى من الأيض أو الاستقلاب أعلى وأسرع من غيرهن بصورة واضحة.
- معدل التغذية: أثبتت الأبحاث أن الفرد الذي لا يتناول ما يكفي من الطعام -وخاصة النظام الغذائي المنخفض في اليود- يتباطأ لديه معدل الأيض والتمثيل الغذائي بسبب ضعف وظائف الغدة الدرقية.
- تركيب الجسم: يستهلك الجسم كثير العضلات كمية من السعرات الحرارية أكبر من الجسم الهزيل في العضلات، حيث يحتاج الجسم إلى كمية من الدهون والطاقة أكثر من غيره لتعويض النقص، ويحتاج إلى مزيد من عمليات الميتابوليزم حتى إذا كان في حالة راحة.
- مستوى النشاط: عندما يتحرك الفرد كثيرا خلال اليوم سواء في أداء التمارين الرياضية أو المشي أو الوقوف وبذل الجهد في الحركات اليومية الروتينية فإن الجسم يحرق المزيد من السعرات الحرارية؛ مما يزيد في عمليات الأيض أو التمثيل الغذائي.
كيف يتم تنشيط الميتابوليزم؟
خلال عملية التمثيل الغذائي أو الميتابوليزم هناك بعض الأشياء التي يمكن للفرد التحكم فيها وتغييرها، وهناك أيضا بعض الأشياء التي لا يمكن التحكم فيها أو تغييرها، فعلى سبيل المثال لا يمكن للفرد أن يغير العمر أو الجنس أو غير ذلك من الأمور التي تُفرض عليه ولا يستطيع التحكم في وجودها من عدمه، ولكن هناك بعض الأمور التي يستطيع أن يغيرها، مما يفيد في ضبط وتنشيط عملية التمثيل الغذائي أو الأيض بصورة فعالة، ومن أهمها:
ممارسة الرياضة
تساعد التمرينات الرياضية التي يلتزم الفرد بأدائها يوميا على حرق المزيد من السعرات الحرارية، ويعتبر المواظبة على بعض التمارين البسيطة يوميا -خاصة في فترة الصباح الباكر- من أهم أسباب تحسن وتنشيط عمليات الأيض التي تساعد في حرق المزيد من السعرات الحرارية، مما يفيد في خفض الوزن الزائد والحفاظ على صحة الفرد.
الحركة اليومية
قد تكون الحركة اليومية التي يقوم بها الفرد خلال اليوم أثناء العمل وأداء المهام اليومية البسيطة كالمشي وتسلق السلالم وأعمال البستنة والأعمال المنزلية من الأسباب الجيدة التي تجعل الجسم يحرق المزيد من السعرات الحرارية؛ وبالتالي يزداد معدل الأيض، وتنشط لديه عملية التمثيل الغذائي بصورة أفضل، وقد تغني تلك الأعمال عن ممارسة الرياضة، وإن كان يفضل بعضهم ممارسة الرياضة بجوار الأعمال اليومية الروتينية.
بناء العضلات
يمكن للفرد أن يحسن من عمليات الميتابوليزم ليساعد الجسم في حرق المزيد من السعرات الحرارية وذلك من خلال القيام بتمارين بناء العضلات، ويُفضل أن تكون تحت إشراف متخصصين في اللياقة البدنية، حيث تعمل كتلة العضلات الجسمية على تحسين معدلات الأيض وإنتاج الطاقة.
تناول الأطعمة الصحية
إذا تناول الفرد أنواعًا من الأطعمة النشوية أو الكربوهيدراتية فإنها تزيد من إنتاج السعرات الحرارية داخل الخلايا، وذلك قد يتسبب في زيادة الوزن وإصابة الجسم بعديد من الأمراض، وكذلك على العكس فإن تناول القليل من الأطعمة التي تساعد على إنتاج السعرات الحرارية فإنه يعمل على تباطؤ عملية الأيض؛ لذا يجب التأكد من تناول ما يكفي حاجة الجسم من السعرات الحرارية المناسبة للحفاظ على عملية التمثيل الغذائي بصورة جيدة.
ما الاضطرابات التي تصيب الميتابوليزم ؟
الأنسجة العضلية لديها شهية كبيرة للكيلوجول، فكلما زادت الكتلة العضلية لدى الفرد زادت كمية الكيلوجول أو السعرات الحرارية التي يحرقها، وقد يميل بعض الناس مع التقدم في العمر إلى تناول المزيد من الدهون أو السكريات رغم فقدان الجسم للمزيد من العضلات وقلة النشاط والحركة بسبب الشيخوخة أو بعض الأمراض، فإذا كان عمر الفرد أكثر من 40 عاما أو لديه بعض الأمراض المزمنة أو لا يمارس الرياضة فإنه معرض للإصابة ببعض الاضطرابات الأيضية التي تؤثر على الميتابوليزم أو معدل التمثيل الغذائي، وفيما يلي أهمها:
الاضطرابات الهرمونية للأيض
تساعد الهرمونات على تنظيم عمليات الأيض أو التمثيل الغذائي، ومن أشهر الاضطرابات الهرمونية تلك التي يكون سببها قصور وظائف الغدة الدرقية، وهي المسئولة عن إفراز هرمونات تنظيم العديد من عمليات التمثيل الغذائي، وهذا القصور في الغدة الدرقية قد يكون ناتجًا عن مرض معروف بمرض هاشيموتو، وهو يؤدي إلى تباطؤ الأيض وقلة المناعة وزيادة الوزن والخمول والاكتئاب والإمساك وعدد من الأمراض الأخرى، وأحيانا تكون المشكلة في فرط نشاط الغدة الدرقية، وذلك من خلال إنتاج المزيد من الهرمونات؛ مما يتطلب تسريع عمليات الأيض، والسبب الأكثر شيوعًا في ذلك هو مرض جريفز، ومن أهم أعراض ذلك زيادة الشهية إلى الطعام وفقدان الوزن والعصبية والإسهال.
الاضطرابات الوراثية للأيض
تعتبر الجينات هي مخططات البروتينات في جسم الكائن الحي، والبروتينات هي المسئولة عن هضم واستقلاب الطعام، وفي بعض الأحيان نعاني من بعض الجينات الخاطئة بسبب إنتاج بروتينات غير فعالة أو مفيدة أثناء تناول الطعام؛ مما يؤدي إلى اضطراب الميتابوليزم أو التمثيل الغذائي في معظم الحالات، وقد تتشابه أعراض الاضطرابات الأيضية الوراثية مع أعراض الاضطرابات والأمراض الأخرى؛ مما يجعل من الصعب تحديد السبب الدقيق، ومن هنا يجب الاهتمام بالنظام الغذائي ومراجعة الطبيب المختص إذا شك الفرد في إصابته بأحد الاضطرابات الأيضية الوراثية، وفيما يلي أهمها:
عدم تحمل الفركتوز
الفركتوز هو نوع من السكر الموجود في الفواكه والعصائر وقصب السكر وبعض الخضروات، وقد لا يستطيع الجسم تكسير أو هضم هذا النوع من السكر وتحليله إلى جزيئات صغيرة يستفيد منها الجسم.
مشاكل غالاكتوزيميا
وهو عدم القدرة على تحويل غالاكتوز الكربوهيدرات إلى جلوكوز، ولم يتم العثور على هذا العنصر (الغالاكتوز) في الطبيعة، ولكنه يتم إنتاجه عندما يتم تقسيم اللاكتوز عن طريق الجهاز الهضمي إلى جلوكوز وغالاكتوز، وأهم العناصر التي يستخرج منها اللبن الحليب ومنتجات الألبان كالزبادي والجبن.
مشاكل الفينيل ألانين
وهو عدم القدرة على تحويل فينيل ألانين الأحماض الأمينية إلى التيروزين، وتعد المستويات العالية منه سببا في تلف الدماغ ومشاكل الدم؛ لذا يفضل لهذا المريض أن يتجنب تناول الأطعمة الغنية بالبروتينات والأطعمة التي تحتوي على الأسبارتام للتحلية.
متلازمة الأيض
وهي تصف مجموعة من الصفات والعادات التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية ومرض السكري والسكتة الدماغية، وتكون الأسباب أو عوامل الخطر ناتجة عن الدهون الزائدة في المعدة، ومستوى الدهون الثلاثية المرتفع، ومستوى الكوليسترول الحميد المنخفض، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة السكر في الدم أثناء الصيام، وهذه العوامل قد تحدث مجتمعة في كثير من الحيان، ولا تقل إصابة مريض متلازمة الميتابوليزم أو الأيض عن ثلاثة عوامل منها معا؛ ليتم تشخيص المرض بمتلازمة التمثيل الغذائي، وتزداد مضاعفات أمراض القلب لدى هذا النوع من المرض بخمسة أضعاف عن غيرهم، وقد أصبح من الأمراض الشائعة بسبب ارتفاع معدلات السمنة بين البالغين، ويمكن الحد من ظهور تلك المتلازمة من خلال اتباع نظام غذائي صحي مع ممارسة التمارين الرياضية بصفة منتظمة.
كيف يتم الحفاظ على المعدل السليم لـ الميتابوليزم ؟
تشير الدراسات الحديثة التي أجريت في جامعة ميسوري بكولومبيا إلى أن معدل الميتابوليزم أو الأيض يتباطأ بنسبة تتراوح بين 2، 3% كل 10 سنوات خاصة بعد مرور الثلاثين سنة الأولى من العمر، وقد أرجع العلماء الأسباب إلى قلة الكتلة العضلية مع التقدم في العمر، وفيما يلي عدة طرق سهلة للحفاظ على معدل الأيض السليم أو زيادة التمثيل الغذائي عند الشعور بالتباطؤ:
تناول البروتينات
حيث يزيد معدل الأيض بنسبة 15- 30% مع تناول البروتينات مقارنة بنسبة 5- 10% للكربوهيدرات، كما ثبت أن تناول البروتينات يساعد على الشعور بالشبع ويمنع من الإفراط في تناول الطعام، وقد وجدت إحدى الدراسات أنه من المحتمل أن تقل السعرات الحرارية بصورة ملحوظة للأفراد الذين يشكل البروتين في وجباتهم 30% من النظام الغذائي.
شرب المزيد من الماء البارد
أثبتت الأبحاث أن الأشخاص الذين يشربون ماء بدلا من المشروبات السكرية ينجحون في فقدان الوزان والحفاظ على الجسد المثالي؛ حيث تزيد المياه من معدل الميتابوليزم أو الأيض بنسبة تصل إلى 30%، وقد ذكرت بعض الدراسات أن شرب الماء قبل الطعام بحوالي نصف ساعة يمكن أن يقلل من استهلاك الطعام بما يفيد في التحكم في الوزن.
القيام بالتمارين الرياضية الشاقة
يمكن أن تساعد التمارين الرياضية الشاقة على حرق مزيد من الدهون عن طريق زيادة معدل الأيض حتى بعد انتهاء التمرين، وقد أثبتت إحدى الدراسات التي أجريت على شباب يعانون من زيادة الوزن أن ممارسة الرياضة بصورة مكثفة وشاقة على مدى 12 أسبوعا يقلل من كثافة الدهون في البطن بنسبة تصل إلى 17%.
رفع الأشياء الثقيلة (الأثقال)
العضلات أكثر نشاطا في التمثيل الغذائي من الدهون، كما إن بناء العضلات يمكن أن يساعد في زيادة عملية الأيض من خلال حرق المزيد من السعرات الحرارية حتى في أوقات الراحة، ويساعد التدريب على رفع الأوزان الثقيلة في الاحتفاظ بالعضلات ومقاومة انخفاض الأيض خاصة مع التقدم في العمر، وفي إحدى الدراسات على النساء من رافعات الأثقال مع الاتفاق في النظام الغذائي، فقد أثبتت الدراسة أن النساء اللواتي حافظن على التدريبات الرياضية ورفع الأثقال احتفظن بمستوى عالٍ من التمثيل الغذائي أو الميتابوليزم أفضل من الأخريات اللواتي فقدن جزءا كبيرا من العضلات، وكذلك قل مستوى الأيض لديهن.
كثرة الوقوف
يحذر الأطباء من المخاطر الصحية التي تترتب على كثرة الجلوس، وقد أطلق عليه بعض الصحفيين اسم (التدخين الجديد)؛ وذلك لأن فترات الجلوس الطويلة تحرق عددا أقل من السعرات الحرارية، ويمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن، فإذا كانت لديك وظيفة مكتبية فحاول الوقوف لفترات قصيرة خلال فترة الجلوس بين الحين والآخر، وقد ثبت أن الوقوف أثناء العمل قد يساهم في حرق ما يقرب من 180 سعرا حراريا.
شرب الشاي الأخضر أو الشاي الصيني الأسود
أثبت الباحثون أن تناول الشاي الأخضر وكذا الشاي الصيني الأسود يزيد من معدل الأيض أو التمثيل الغذائي بنسبة تصل إلى 5%، كما يزيد من حرق الدهون بنسبة 17% تقريبا، وهو من المشروبات المفيدة في خفض الوزن الزائد، وذلك لما له من دور مهم في تعزيز الأيض والحفاظ على الوزن المثالي.
تناول الأطعمة الغنية بالتوابل
يحتوي الفلفل كواحد من التوابل المهمة على مادة الكابسايسين، وهي من المواد التي تعزز عمليات الميتابوليزم أو الأيض، وبالرغم من ذلك فلا يستطيع كثير من الناس تناول جرعات عالية منه لإحداث التأثير المطلوب، وقد ذكرت إحدى الدراسات أن تناول الفلفل الحار يحرق 10 سعرات حرارية زيادة كل وجبة؛ مما يترتب عليه فقدان المزيد من الوزن الزائد خاصة للذكور، وقد تكون فوائد الفلفل ضعيفة في هذا الشأن ولكنها مع الإستراتيجيات الأخرى قد تكون مفيدة وذات أثر كبير.
الحصول على النوم الكافي
يرتبط قلة النوم بزيادة مخاطر السمنة، وقد يؤدي الحرمان من النوم إلى ضعف التمثيل الغذائي، أو زيادة مستويات السكر في الدم ومقاومة الأنسولين، وكلاهما مرتبط بزيادة خطر الإصابة بالمستوى الثاني من السكري، لذا يوصي الخبراء بضرورة حصول الجسم على القدر الكافي من النوم؛ ليكون قادرا على التمثيل الغذائي السليم وممارسة مهامه وأدواره بكفاءة، ويتمكن من مقاومة العديد من الأمراض وفي مقدمتها السمنة والسكري وأمراض القلب.
شرب القهوة
أظهرت الدراسات أن الكافيين الموجود في القهوة يمكن أن يعزز عملية الأيض أو الميتابوليزم بنسبة تصل إلى 10% مثل الشاي الأخضر الذي يزيد من قدرة الجسم على حرق الدهون، ورغم ذلك فإن الأمر يحتاج إلى مزيد من الدراسات والأبحاث؛ حيث أثبتت إحدى الدراسات أن القهوة زادت من حرق الدهون لدى النساء بنسبة تصل إلى 29%، رغم أن 10% من النساء لا زلن يعانين من السمنة المفرطة.
استخدام زيت جوز الهند في المطبخ
بخلاف الزيوت أو الدهون المشبعة الأخرى فإن زيت جوز الهند مرتفع نسبيا في الدهون متوسطة السلسلة، وهي يمكن أن تزيد من نسبة الأيض أكثر من الدهون طويلة السلسة الموجودة في باقي الزيوت والزبدة على سبيل المثال، وفي إحدى الدراسات وجد الباحثون أن الدهون ذات السلسلة المتوسطة زادت من معدل الأيض بنسبة تصل إلى 12% مقارنة بالدهون ذات السلسلة الطويلة التي لم تحقق سوى 4% فقط، فإذا تم استخدام زيت جوز الهند في المطبخ بدلا من الزيوت الأخرى فسوف يساعد في حرق المزيد من الدهون وتقليل مخاطر السمنة المفرطة.
يشير الباحثون إلى أن إجمالي الطاقة التي يستخدمها الجسم أثناء الراحة حوالي 70% من الاستخدام اليومي، وما يتم استخدامه خلال الأنشطة اليومية يمثل نسبة 20% فقط من الاستخدام اليومي، أما النسبة المستخدمة من الطاقة في عمليات الميتابوليزم أو الأيض وهضم الطعام والاستقلاب فتمثل حوالي 10% فقط، لذا فإن إجراء بعض التغيرات البسيطة على نمط الحياة ودمج تلك النصائح في الروتين الغذائي أو اليومي سوف يؤدي إلى زيادة التمثيل الغذائي بصورة ملموسة؛ مما يؤدي إلى الحفاظ على المستوى المثالي للوزن وطاقة الجسم، وقد عرضنا في هذا المقال تعريف الميتابوليزم ، وكيفية حدوثه في جسم الإنسان وأهميته، وأسباب بطئه لدى بعض الأفراد، وكيفية تنشيطه، وأهم اضطراباته، وأخيرا كيفية الحفاظ على المعدل السليم للميتابوليزم.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق