الموت أثناء النوم هي حالة شائعة تحدث لبعض الأشخاص نتيجة أسباب متعددة، سواء فسيولوجية من داخل الجسم أو خارجية من الظروف المحيطة، فالعقل يصبح في اللاوعي، ولكن الدماغ يكون نشط تمامًا وهذا النشاط الذي لا يتحكم فيه الإنسان قد يكون مخيفًا ومرعبًا، لما يمكن للدماغ أن يفعله في جسم الإنسان، وهناك مثل يوناني قديم يقول: “الموت والنوم إخوة”، فالموت بالنسبة إلى الفلسفة اليونانية هو اكتمال النوم إلى الأبد، وكان يُنظر للنوم على إنه فعل سلبي، وعلى الرغم من أن الدراسات الحديثة أثبتت أهمية النوم الصحي لجسم الإنسان وأهميته في اكتساب صحة جيدة، إلا إنها وضحت في ذات الوقت عددًا من الأسباب الكثيرة التي تسبب الموت أثناء النوم ، وفي المقال التالي توضيح لأشهر وأهم أسباب الموت أثناء النوم ، وبعضًا من المعلومات عن كل حالة.
استكشف هذه المقالة
توقف القلب يسبب الموت المفاجئ أثناء النوم
توقف القلب المفاجئ من أهم الحالات التي تسبب الموت أثناء النوم ، والمرعب في الأمر أن تلك الحالة تحدث دون سابق إنذار قبل النوم أو أثناء النوم، وهي حالة تحدث بسبب ضعف العقدة الجيبية الأذينية في القلب، وهي عبارة عن مجموعة من الخلايا تنظم نبضات القلب عن طريق النبضات الكهربائية في القلب، حين تتوقف هذه العقدة بشكل مفاجئ يتوقف القلب من النبض وعن ضخ الدم إلى المخ، وخلال دقائق سيموت المخ لعدم توافر الأكسجين، تعتبر هذه الحالة من حالات السكتات القلبية، ولكن لأن الإنسان يكون نائمًا وعادة بعمق فإنه لن يشعر بالخطر ولن يتمكن من تحذير من حوله، فلن يُقدم له العلاج المناسب السريع.
عدم الإحساس بالموت أثناء النوم
من أخطر الأمور التي ترتبط بحالة الموت أثناء النوم هي عدم الإحساس بالموت أو بأعراض تسبق الموت لمحاولة إنقاذ النفس، وهذا الأمر يحدث بشكل متكرر في حالات الاختناق بغاز أول أكسيد الكربون، فهو غاز عديم الرائحة وعديم الطعم وعديم اللون، يمكن القول بأنه قاتل خفي، لأن هذا الغاز يرتبط مع هيمجلوبين الدم بشكل أقوى من غاز الأكسجين، وبالتالي يحدث استبدال لغاز الأكسجين، على الرغم من أن الخلايا لن تستفيد من الغاز الجديد ولن تتمكن من حرق الجلوكوز اللازم لاستمرار الحياة، وفي ظرف بضعة دقائق من استنشاق غاز أول أكسيد الكربون سيحدث اختناق عام في الجسم والموت المفاجئ.
في حال كان الإنسان واعيًا يمكنه أن يشعر بأعراض أولية مثل الدوار والصداع والضعف والغثيان وبداية حالة من الإغماء، ومن أبسط العلاجات هو الخروج إلى مكان مفتوح وهواء متجدد، أما في أثناء النوم لن يشعر الإنسان بتلك الأعراض ويبدأ الجسم في الاختناق وتحدث حالة إغماء في البداية ثم الموت، ومع الأسف، تنتشر حالات الموت أثناء النوم بسبب تسريب لغاز أول أكسيد الكربون، فهو يتواجد في جميع الأجهزة المنزلية التي تعمل بالغاز الطبيعي مثل الموقد أو السخان أو الشواية أو الفرن، فيتسرب الغاز نتيجة إهمال في تركيب الأجهزة بشكل صحيح، ومن ثم ينتشر داخل الشقة المُغلقة ويتسرب تدريجيًا إلى رئة النائمين.
احتشاء عضلة القلب أو النوبة القلبية
هي حالة مهددة للحياة ويمكن أن تؤدي إلى الموت أثناء النوم، وتحدث نتيجة انحباس الدماء في الشرايين التاجية الموصلة إلى القلب، وبالتالي يحدث ضرر في جزء من القلب أو في كامل القلب، وإن كان الضرر كبيرًا بما يكفي، سيتوقف عمل القلب ولن يصل الدم إلى باقي أجزاء الجسم، وإن كان الإنسان واعيًا ستحدث مجموعة من الأعراض المميزة للنوبات القلبية حيث تساعده على استدعاء الإسعاف للعلاج، ولكن في حال النوم فلن يتم من طلب العلاج، وهذا هو الجزء المرعب الحقيقي، ولكن لا تتكرر هذه الحالة لأن العقل يقوم بتنبيه الإنسان بسرعة إلى وجود أعراض خطيرة، حتى يستيقظ ويطلب المساعدة.
انقطاع التنفس النومي المركزي
أحد أهم أسباب الموت أثناء النوم لأنه هذا الاضطراب يحدث في الأساس عندما يكون الإنسان فاقدًا للوعي أو نائمًا، حيث يفشل الدماغ في إرسال نبضات كهربائية إلى العضلات المسئولة عن التنفس، وبالتالي يبدأ الإنسان في فقدان القدرة على التنفس بشكل متقطع، وإن زادت مدة الانقطاع قد يحدث نقصًا حادًا في الأكسجين، ويفشل الدم في إيصال الأكسجين الكافي إلى خلايا المخ فيموت، ويعتقد الأطباء أن المشكلة تبدأ من جذع الدماغ، ولابد من سرعة تشخيص حالة المريض لعلاجه، لأن المخ عادة ما يفشل في إيقاظ الإنسان ليرفع نفسه ويبدأ في التقاط أنفاسه.
توقف التنفس أثناء النوم يسبب الموت أثناء النوم
هذا السبب يختلف عن انقطاع التنفس النومي المركزي، فلا علاقة للمخ بالأمر، بل هو انسداد يحدث في المجرى الهوائي أثناء النوم، قد يكون السبب في هذا الانسداد هي عضلات الحلق المنقبضة أو تراجع اللسان إلى الخلف، أو غيرها من الأسباب الطبية، وينتشر هذا الأمر في جميع أنحاء العالم، على سبيل المثال: يعاني 22 مليون أمريكي من هذه الحالة ويتوقفون عن التنفس لفترة وجيزة أثناء النوم، ولكن 80% من الحالات تستيقظ من النوم سريعًا ليتعدل وضعها وتسترجع أنفاسها، ويعتبرون أن الأمر عاديًا في حين أنه مميت إلى 20% من الحالات، وعادة ما يرتبط الأمر بالإصابة بنوبات قلبية أو سكتات دماغية في ذات الوقت، فيصبح نقص الأكسجين ولو لفترة وجيزة أمرًا مميتًا.
متلازمة الموت الليلي المفاجئ و الموت أثناء النوم
من أكثر الغوامض الطبية هي حالة متلازمة الموت الليلي المفاجئ، تم الإبلاغ عن أول حالة طبية معروفة عام 1917، ومنذ ذلك الحين انتشرت البلاغات عن الموت بتلك الحالة المخيفة، وفي بعض الثقافات يسمونها “داء الحلم”، السبب الطبي للوفاة بهذه الحالة غير معروف للأطباء، فلا يوجد مرض فسيولوجي يمكن أن يسبب حدوث تلك الحالة بأعدادها الكبيرة لشباب أصحاء، يعتقد بعض الأطباء أن السبب قد يكون عطل في القناة الأيونية أو الرجفان البطيني، ولكن لا يوجد شيء مؤكد، الملاحظة الوحيدة، هو أن تلك الحالة تنتشر بين شباب جنوب شرق آسيا أكثر من أي مكان آخر بالعالم.
تمدد الأوعية الدموية الدماغية
هذه الحالة المرضية، عبارة عن تمدد في شريان أو وريد في الدماغ نتيجة ضعف جدار هذا الوعاء الدموي، بحيث يصبح مثل البالون المنتفخ المملوء بالدماء، وفي حال عدم تشخيصه وعلاجه، قد ينفجر في أية لحظة، محدثًا نزيفًا داخليًا لبضعة ثواني وزيادة الضغط الداخلي على الجمجمة مع تضرر الخلايا العصبية المحيطة، وإن كان الضغط عالي بما يكفي فسيموت الإنسان دون أن يدرك ما حدث أثناء نومه.
أسباب الموت أثناء النوم الأكثر غموضًا
متلازمة الموت الليلي المفاجئ ليست السبب الأكثر غموضًا بين أسباب الموت أثناء النوم ، بل فيروس Enterovirus D68 هو السبب الأكثر غموضًا والذي يشكل تحديًا للعلماء، تم اكتشافه لأول مرة عام 1962، ولم يهتم له العلماء بالقدر الكافي حتى عام 2014، حين زادت عدد البلاغات عن العدوى بهذا الفيروس، وزاد اهتمام العلماء حين أدركوا أنه أصبح منيعًا ومتطورًا بشكل أكبر بكثير مما توقعوا، الشيء المخيف في هذا الفيروس أنه لا يسبب أية أعراض واضحة عند إصابة إنسان، وفي بعض الأحيان تظهر بعض لأعراض في الجهاز التنفسي، والعلامة المميزة هو صوت الصفير العالي الذي تنتجه الرئة عند الإصابة، ومن ثم تبدأ أعراض مفاجئة وحادة تتمثل في ضعف العضلات والتهاب النخاع الشوكي، وإن كانت الأعراض حادة بالشكل الكافي، فقد تنتج عن الإصابة الموت، خاصة أثناء النوم.
الغرق الجاف أبشع طرق الموت أثناء النوم
الغرق الجاف هو مصطلح نادر الاستخدام، ولا تحدث هذه الحالة بكثرة ولكنها موجودة، ولا يقلل ذلك من بشاعتها، تحدث هذه الحالة عندما تتخطى قطرة من الماء الحلق، وتدخل على الرئتين، عادة يمكن للإنسان استيعاب الموقف واستعادة أنفاسه، ولكن أحيانًا ما تسبب قطرة الماء هذه المشاكل بعد ساعات أو حتى أيام من التعرض لها، ويحدث هذا الأمر عادة للسباحين، حيث تبدأ الرئة بالاختناق أثناء النوم ولا يتمكن الجسم من الاستيقاظ والاعتدال لالتقاط الأنفاس والتعامل مع قطرة المياه، فيُحرم المخ من الأكسجين ويموت، ومن هنا يأتي تفسير المصطلح، لأن الإنسان مات من الغرق فعليًا ولكن بدون التواجد في المياه.
الموت أثناء النوم ليس رحيمًا كما يعتقد البعض، فأغلب الحالات الطبية هي حالات يمكن معالجتها لو أن الإنسان مستيقظ وواعي، وفي الكثير من الأحيان، يشعر الدماغ بكامل الألم على الرغم من أن الجسم بالخارج يبدو مسالمًا للمحيطين، هذا غير الألم الذي يشعر به أقرباء الشخص عندما يصدمون بفقدان شخص عزيز عليهم دون سابق إنذار.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق