تسعة
الرئيسية » رياضة ولياقة » المنشطات : لماذا يحارب المجتمع الرياضي المنشطات بكل أنواعها ؟

المنشطات : لماذا يحارب المجتمع الرياضي المنشطات بكل أنواعها ؟

بالتأكيد قد سمعت في يوم من الأيام عن رياضي قد ضبط باستخدام المنشطات ، فلماذا تعتبر المنشطات منبوذة من مجتمع الرياضة حول العالم؟

المنشطات

يحارب المجتمع الرياضي بكل أطيافه المنشطات، فأجسامنا خُلقت بمقدارٍ ولكل مقدارٍ من تلك المقادير حكمةٌ حتى لو كنت تجهلها فتأكد من وجودها ولا تعبث بها، كان من الممكن أن تُخلق أجسادنا عاملةً لا تتوقف نشيطةً لا تكسل قويةً لا تتعب ولا تنهار، لكن ذلك ليس من شيم البشر ولا من صفاتهم ولا يعطيهم حقهم من الآدمية وإنما يجعلهم أشبه بالآلة، حتى الأجهزة الإلكترونية والكهربائية وأي أجهزةٌ أخرى هي بحاجةٍ إلى مصدر الطاقة الدائم أو الشحن فلو نفد مصدر الطاقة ذلك تنفد طاقتها وقوتها وتصبح هامدةً بلا عمل، قانون الطاقة واضحٌ أنها لا تفنى ولا تستحدث من العدم لكنها تتحول من صورةٍ إلى أخرى ولا تبقى على حالتها للأبد، الطاقة تدخل أجسادنا ثم تنفد منها وتعطينا تنبيهًا وتذكيرًا بأن لأجسادنا حقوقًا علينا وأنها تحتاج الراحة والاهتمام، وأن لكل جسدٍ حدوده وقدراته التي لا يعقل أن يتجاوزها لذلك علينا أن نسيطر على حياتنا ونخضعها لحاجة وقدرة أجسادنا لا نجعلها تحملنا فوق طاقتنا وترهقنا حتى العدم، المنشطات وجهٌ من أوجه التمرد على طاقة الجسد المحدودة ورغبةٌ في زيادة تلك الطاقة بأبسط وأسهل الوسائل، الجسم الطبيعي يحتاج للراحة والنوم والطعام ليحدث تجددٌ لطاقته ويكون قادرًا على العمل مرةً أخرى، لكن البعض للعجب ينفد صبره! لا يستطيع انتظار جسده حتى يستعيد طاقته ويشعر بالغضب من محدودية قوته وطاقته فيلجأ لزيادتها بأساليب ملتوية، قد تتساءل لماذا نمنع شيئًا كهذا طالما هو متوافر وقادرٌ على تعويض ساعات الراحة والبناء في ساعات عملٍ وإنتاج، سنقول لك أنك تهدم جسدك وتقتله دون أن تدري بهذه الطريقة وقبل ذلك أنك تعبث بمقادير الطبيعة الدقيقة.

المنشطات ولماذا لا تعتبر قانونية في عالم الرياضة

المنشطات

كتعريفٍ بسيط فالمنشط هو أي مادةٍ يتم تعاطيها أو استخدامها بغرض زيادة المجهود العضلي والبدني للجسم فوق طاقته المعتادة، وتجنيب الجسم الدخول في حالة التعب والإرهاق والرغبة في الراحة والطعام، قديمًا عرف العالم المنشطات في العالم الرياضي للمرة الأولى عندما كان يتم استخدامها لحقن الخيول في السباقات محاولين زيادة قوتها وطاقتها لتحقيق أعلى نتائج يمكن تحقيقها منها، بعد ذلك بدأ استخدامها على البشر وظهرت أنواعٌ مختلفةٌ منها يتعاطاها الناس بكمياتٍ ولأغراضٍ مختلفة، لكن الطامة الكبرى حدثت عندما مات أحد اللاعبين بسبب تعاطيه جرعةً أكبر من اللازم من خليطٍ من المنشطات، عندها بدأ الناس يستوعبون أنهم يسببون الضرر لأجسادهم وبدأ المجتمع الرياضي يحارب المنشطات بضراوة.

أنواع المنشطات

تختلف أنواع المنشطات التي يتعاطاها الناس بعضها يتعاطونها أثناء بناء العضلات وهي الأكثر شيوعًا خاصةً بين لاعبي كمال الأجسام، لكن المشكة الأكبر هي توافرها بين الناس العاديين الذين يفتقرون للثقافة في ذلك الموضوع ويميلون للتقليد الأعمى تدفعهم رغبتهم العارمة بالحصول على جسدٍ رياضيٍ بأقل مجهودٍ ممكن، وانعدام ثقافتهم يجعلهم يتناولونها ببساطة، أشهر تلك المنشطات هو تناول هرمون الذكورة التستوستيرون بكمياتٍ كبيرة لأنه المادة الأصلية والأقدم في التاريخ التي تبني العضلات في أجساد الرجال بطريقةٍ طبيعية، بعد ذلك تأتي أنواع المنشطات الأكثر صراحةً ووضوحًا في تأثيرها التنشيطي فبعضها يؤثر على الدماغ والحبل الشوكي بطريقةٍ مباشرة في محاولةٍ لزيادة نشاط الجسم، وهي زيادةٌ كاذبةٌ للنشاط لأنه يضغط على الجهاز العصبي ليرسل إشاراتٍ ضد مصلحة الجسم وحالته الحقيقية، الجهاز العصبي الطرفي ينقسم لجهازين أحدهما يعمل أثناء النشاط والآخر يساعد الجسد على الراحة، بعض المنشطات تستهدف الجهاز العصبي المنشط فتجعله في حالة استثارةٍ قويةٍ ودائمة ما يجعله يدفع بالجسد لحالة نشاطٍ غير صحية بلا توقفٍ ولا راحة، بعض المنشطات وهي الأخطر على الإطلاق هي المخدرة! فتخيل أن بعض الناس يتناولون منشطاتٍ تهدف إلى تخدير أجسادهم والقضاء على أي شعورٍ بالألم أو الإرهاق حتى يتمكنوا من الاستمرار للنهاية، من الممكن أن تنهار أجساد هؤلاء الناس بدون أن يشعروا كما أن الوفاة بسبب الجرعات الزائدة من أكثر الكوارث شيوعًا في هذه الحالة.

المجتمع الرياضي والمنشطات

لم يتم منع المنشطات وتحريمها من لا شيء فأضرارها قد تدمر حياة إنسانٍ تمامًا وقد تقتله في لحظةٍ واحدة، اليوم صار المجتمع الرياضي يحرم استخدام المنشطات علانيةً وفي أي نوعٍ من أنواع الأنشطة أو المنافسة الرياضية يتم اختبار اللاعبين وفحصهم قبل مشاركتهم في الحدث للتأكد من عدم تعاطيهم للمنشطات، وأي شخصٍ تكشف نتائجه عن منشطٍ يتم استبعاده فورًا، كان الرفض الصارم لتلك المنشطات نابعًا من أن ميزتها الوحيدة تأتي على حساب الكثير والكثير من صحة الإنسان حتى تقضي عليها تمامًا، تكمن الفكرة في أن النشاط يعتمد على عضلات الجسد والطاقة الموجودة فيه، يبحث جهازك العصبي عن تلك المعطيات فإن وجدها أعطاك المجهود البدني، لكن لنفرض أن جسدك خالٍ من الطاقة وأن عضلاتك مرهقة لا تقوَ على العمل فمن الطبيعي أن يمنعك جهازك العصبي، المنشط يمنع جهازك العصبي من منعك وينشطه ويحفزه ليجبر جسدك المرهق وعضلاتك المستنزفة على القيام بما لا تستطيع القيام به فيؤدي لتلفها وتدميرها.

أضرار المنشطات

هناك توازنٌ مقصودٌ بين الجهاز العصبي للنشاط والجهاز العصبي للراحة وكلٌ منهما له وقته الذي يعمل فيه بكفاءة، لكن المنشطات تمنع الجهاز العصبي للراحة من العمل وتقضي على وظائفه وتجعل جهاز النشاط في حالة عملٍ مستمرة، يؤدي ذلك إلى زيادة اليقظة والانتباه وتحفز الحواس ونشاط العضلات كلها أمورٌ تبدو جيدة لكن إن حدثت لفترة ثم ارتاح الجسد بعدها، لكن عندما تكون مستمرةً بهذه الطريقة فهي تؤدي للأرق والتوتر وفقدان الشهية ما يعني فقدان مصدر الطاقة والعناصر الغذائية الرئيسية، كما يزيد عنف الشخص وعدوانيته ويفقد أعصابه بسهولة ومع الوقت تدمر أعصابه ونفسيته وحياته الاجتماعية.

أضرار المنشطات على وظائف الجسم

تؤثر المنشطات بالسلب على بناء العضلات ونمو الجسم خاصةً في هؤلاء الذين يتناولونها قبل البلوغ أو خلال مرحلة البلوغ والنمو أي قبل أن يصل الجسد إلى حده الأخير من النمو المفترض له وذلك يؤدي لمشاكل تصاحبه طوال العمر في نموه، كما أن المنشطات تؤثر على توازن نسب الدهون في الدم وتتسبب في تراكم الدهون الضارة وترسبها على جدران الأوعية الدموية ما يزيد من فرصة تعرض الشخص للجلطات وتصلب الشرايين، ويمكنك أن تتخيل أثر التحفيز والتنشيط الزائد عن طاقة الجسم على عضلة القلب التي ستحاول إمداد كل الجسد بالدم الذي يحتاجه ومع الوقت سيصاب القلب بالتضخم وسيعاني من قصور الشرايين التاجية والجلطات والتأثير على مكونات الدم وتوازن نسبها، وبالطبع الكبد الذي يناضل للتعامل مع كل تلك الكميات الداخلة له باستمرارٍ من المنشطات قد تنتهي به بالفشل أو السرطان.

أضرار المنشطات جنسيًا

من أشهر الأضرار التي يتعامل معها متعاطو المنشطات هي الأضرار الجنسية، خاصةً أولئك الذين يتعاطون الهرمونات وهرمون الذكورة على وجه الخصوص، قد يحسب البعض أن ذلك زيادةٌ في ذكورتهم إلا أن الحقيقة أن أجسادنا تحتوي على النسبة التي تحتاجها من هرموناتها لو زادت أو نقصت لحدث خلل، زيادة هرمون الذكورة عند الرجال يؤدي إلى مشاكل قد تصل في بعض الأحيان للعقم والعجز تمامًا، بينما في النساء فهي تقضي على آثار هرمونات الأنوثة وتجعلهم أشبه بالرجال.

غفران حبيب

طالبة بكلية الصيدلة مع ميولٍ أدبية لعل الميل الأدبي يشق طريقه يومًا في هذه الحياة

أضف تعليق

خمسة × أربعة =