تسعة
الرئيسية » اعرف اكثر » تعرف على » الملاحة الجوية : كيف تسير الطائرات في السماء بأمان ؟

الملاحة الجوية : كيف تسير الطائرات في السماء بأمان ؟

الملاحة الجوية هي العلم الذي يهتم بسير الطائرات في السماء وتوجيهها عن بعد، نستعرض دور الملاحة الجوية في تسيير الطائرات في الجو بأمان وبدون اصطدام.

الملاحة الجوية

الملاحة الجوية علم يهتم بعملية توجيه الطائرات من مكان إلى آخر مع القدرة على تحديد مكان الطائرة في أي وقت أثناء عملية الطيران، وتعتبر الطائرة من أكثر الاختراعات الحديثة نفعا للإنسان بل من أعظمها على الإطلاق؛ حيث أنها أتاحت للإنسان السفر والتنقل من مكان لآخر بحرية ودون قيود، وتتنوع أشكال الملاحة بصفة عامة فمنها (الملاحة البحرية والملاحة البرية والملاحة الجوية) وتعتبر الملاحة الجوية هي أصعب أنواع الملاحة؛ لأنها تختلف عن الأنواع الأخرى بسبب عدم وجود إشارات أو علامات في الجو أو سكان يسألهم الطيار عن الطريق بالإضافة إلى سرعتها العالية وعدم القدرة على التوقف للتأكد من المكان؛ ومن هنا يزداد الأمر صعوبة وتعقيدا، و الملاحة الجوية تستخدم كوسيلة لنقل الركاب والبضائع كما تستخدم في الحروب وغير ذلك مثل الأعمال الحقلية وذلك عبر طرق ومسارات جوية محددة تسمح لمستخدميها بالمرور عبر تلك المسارات التي يعرفها الطيارون جيدا ملتزمين بالقواعد والقوانين التي تنظم ذلك.

تعرف على الملاحة الجوية

أنواع الملاحة الجوية

1- الملاحة بالرؤية المباشرة: وتكون باستخدام الرؤية المباشر بالعين المجردة لملاحظة المعالم الأرضية ومقارنتها بالخريطة التي يحملها الطيار لمعرفة مساره ومتابعته.
2- الملاحة التقديرية: وتكون بتقدير المسار المعاكس بسبب التأثر بشدة الرياح أو العواصف الجوية التي تؤدي إلى انحراف المسار؛ فمن هنا يتخذ المسار المعاكس لكي يصل إلى هدفه.
3- الملاحة اللاسلكية: وتكون بتحديد الموقع بالمقارنة بالمنارات اللاسلكية المنتشرة في أنحاء العالم؛ وبالتالي يتمكن الطيار من معرفة المكان الذي يطير فوقه ويحدد وجهته الصحيحة.
4- الملاحة الفلكية: وهي إحدى أنواع الملاحة الجوية التي تعتمد على علم النجوم والتي قسمها علماء الفلك إلى مجموعات تظهر في أماكن معينة وفي أوقات معينة من السنة، وبالتالي يستطيع الطيار معرفة مكانه من خلالها.
5- الملاحة بالأقمار الصناعية: وتكون من خلال استخدام نظام جي بي إس، وهو نظام يحدد الموقع معتمدا على الإحداثيات التي ترسلها الأقمار الصناعية التي تنتشر مداراتها حول الأرض.

أهداف المراقبة الجوية

تعد مهمة المراقبة الجوية التي تنتشر أبراجها في المطارات على مستوى العالم من أصعب المهن بل من أهمها على الإطلاق في مجال الملاحة الجوية ؛ لأنها تعمل على حفظ أرواح البشر وحفظ الطائرات من التصادم، حيث يقوم المراقب الجوي برصد ومتابعة حركة عدد كبير من الطائرات على شاشة إلكترونية ضخمة تظهر أمامه في صورة دوائر مضيئة متحركة ببطء، وإذا لاحظ خطرا ما يهدد إحدى الطائرات يتم التعامل معها مباشرة بالاتصال لاسلكيا بقائد الطائرة لتحذيره وتعديل مساره إلى الاتجاه السليم للخطوط الجوية المعروفة دوليا، وقد ظهرت مهنة المراقب الجوي منذ عشرينات القرن الماضي لتنظيم حركة مرور الطائرات ومنع تصادمها في السماء وتنظيم هبوطها في المطارات مع تقديم المساعدة لها عند الحاجة، ومن هنا تتلخص أهمية المراقبة الجوية فيما يلي:

  • منع التصادم بين الطائرات وبعضها البعض.
  • منع تصادم الطائرات بالعوائق الجوية .
  • إدارة وتسهيل الحركة الجوية بصفة عامة.
  • تأمين الطائرات من المخاطر.
  • تحذير الطائرات من المخاطر المحتملة أثناء الطيران.
  • الإشراف على جميع نواحي المطار.
  • توجيه الطائرات إلى مدرجات الهبوط لمنع التصادم بينها على أرض المطار.
  • توفير المعلومات اللازمة التي يحتاجها الطيار أثناء الطيران.
  • إبلاغ الجهات المختصة وفرق الإنقاذ والإسعاف إذا تعرضت الطائرة لأحد المخاطر أثناء الملاحة الجوية .

أقسام المراقبة الجوية

1- مراقبة الانطلاق: ويقوم المراقب في هذه المهنة بإعطاء الإذن للطائرات بالانطلاق والطيران من عدمه، وهي لا توجد إلا في المطارات الكبيرة، ويقوم المراقب بتحديد المدرج المناسب للإقلاع إذا توافر الأمان لإقلاع الطائرة؛ ومن ثم يأذن لها بالتحرك.
2- مراقبة الأرضية: وهذه المهنة أيضا توجد في المطارات الكبيرة فقط والتي تكثر فيها حركة الطائرات، ويقوم المراقب بمتابعة الطائرات التي تتحرك على الممرات وإعطائها الإذن بالتحرك مع مراقبتها من وقت الهبوط لحين التوقف، وفي حالة عدم وجود هذا المراقب يحل محله مراقب البرج.
3- مراقبة البرج: ويقوم مراقب البرج بالتحكم في حركة إقلاع وهبوط الطائرات على مسافة 5: 10 أميال وكذلك على ارتفاع 5000 قدم عن المطار.
4- مراقبة الاقتراب: يقوم المراقب هنا بالتحكم في الملاحة الجوية على أرض المطار ومراقبة حركة الطائرات القادمة إليه والمغادرة؛ ليضمن لها الهبوط بسلام وأمان، ويتابع هذه الحركة على مسافة 25: 60 ميلا وبارتفاع 5000: 15000 قدم، وعليه أيضا تحديد إجراءات الهبوط المعيارية للطائرة التي يستقبلها المطار.
5- مراقبة المنطقة: يقوم هذا المراقب بتوجيه الطائرة إلى مسارها النهائي عند المغادرة مع تحويل المسئولية إلى المنطقة الجوية المجاورة لمتابعة حركة الطائرة على المسار الملاحي، كما عليه أيضا استقبال الطائرات القادمة إلى المطار وتحويلها إلى مراقب الاقتراب وذلك من خلال قواعد وقوانين منظمة لذلك.

نظام تجنب التصادم الجوي TCAS

بسبب حوادث الطيران المتكررة في الجو والخسائر الفادحة في الأرواح والممتلكات من خلال الملاحة الجوية تحركت هيئات الطيران المعنية بهذا الأمر لإلزام الطائرات بتركيب النظام المبتكر (TCAS)، وهو نظام إنذار متكامل مع باقي أنظمة الطائرة ويتكون من عدة برامج وأجهزة تعمل معا لتشكل العين الإلكترونية التي يعتمد عليها قائد الطائرة لملاحظة مرور الطائرات الأخرى ومواقعها وسرعتها على شاشة الرادار أمامه وذلك في محيط 40 ميلا وعلى ارتفاع أو انخفاض 9000 قدم، وعند ملاحظة أحد المخاطر يقوم هذا النظام بإصدار صوت تنبيهي بعد التقاط البيانات من الطائرة الأخرى مع عرض الحلول المناسبة لتفادي خطر التصادم مع اتخاذ القرار المناسب خلال 25 ثانية، وقد تم إلزام جميع الطائرات التي لديها القدرة على حمل 19 راكبا فأكثر بتركيب هذا النظام الذي يعطي المشورة لقائد الطائرة حول مخاطر الاصطدام بطائرة أخرى تحمل نفس النظام.

تجنب اصطدام الطائرات التي تعمل بدون طيار

من المخاطر التي تواجه الملاحة الجوية بشراسة هو اصطدام الطائرات التي تعمل بدون طيار، وقد زادت تلك المعاناة خصوصا في نيويورك بسبب انتشار مثل ذلك النوع من الطائرات بصورة ملفتة للنظر واستخدامها في أعمال الزراعة وأعلاف الحيوان وغير ذلك، ويخشى أصحاب تلك الطائرات عليها من التصادم بسبب ارتفاع ثمنها؛ حيث يبلغ 1400 دولار على أقل تقدير؛ لذلك اخترعت شركة دي جي إي نظاما آليا لتشغيل تلك الطائرة وتزويدها بنظام تجنب الاصطدام، وهذا النظام يحتوي على أربعة مجسات (حساسات) تعتمد على العمل بتكنولوجيا (السونار) التي تمكنها من الاستشعار أو الرؤية من مسافة حوالي 150 قدما من الأمام و30 قدما من الأسفل مستخدمة في ذلك كاميرات ومجسات تعمل بالموجات فوق الصوتية تجنبها التصادم أثناء الملاحة الجوية ؛ فبمجرد لمس الشاشة تحلق الطائرة وحدها وتقوم بإنجاز المهام والأعمال بمهارة وتقنية عالية حفاظا على تلك الثروة التي يعتمد عليها أصحاب المزارع الكبيرة في حقولهم.

بعد أن تم سرد أهم الوسائل التي يمكن من خلالها منع وتجنب حوادث الاصطدام بين الطائرات يبقى أن تعلم أن تلك التكنولوجيا لم تمنع حوادث التصادم تماما ولكنها أصبحت نادرة الحدوث، وحوادث التصادم في الملاحة الجوية تحدث غالبا نتيجة لسوء الفهم وعدم الثقة أو الخطأ في المسار الملاحي وكذلك الانحراف عن خط السير الجوي أو عدم وجود أنظمة لتفادي الاصطدام، وقد توجد حوادث للتصادم أثناء العروض أو التدريبات العسكرية؛ ولذلك لابد من البحث عن نظام أكثر ذكاءً وقدرة على التوجيه الذاتي لتفادي الاصطدام بين الطائرات جويا.

محمد حسونة

معلم خبير لغة عربية بوزارة التربية والتعليم المصرية، كاتب قصة قصيرة ولدي خبرة في التحرير الصحفي.

أضف تعليق

ثلاثة عشر − 5 =