ما هو السر في علاقة ناجحة ، ما هي تلك المفاتيح التي يمتلكها البعض وقام البعض الاخر بكسرها في اقفال المحاولات والتجارب، من الامور التي تثير العجب الكثير من الصور التي يتم وضعها احيانا على صفحات المواقع الاجتماعية وعبر الانترنت، لعجوزين يمسكان يدا بيد وهم يبتسمان، وبالمقابل ان ترى وفي احدى الصفحات الاخر، دموع تنزل من عيون شابة وفي الطرف الاخر الشريك مودعا، وبين الصفحتين العديد من الاسرار التي لا يدركها الكثيرين، فما هو السر وراء ان هذا العجوز حافظ على شريكه وما هو السر في ان هذا الشاب يبكي رفيقه، واين تتم صياغة تلك المفاتيح التي تساعد على ابقاء تلك العلاقة مشتعلة، ذلك الوميض الذي يصدر عنها ليعبر عن الحب والجمال، والاستمرارية والديمومة, لنذهب الى البحث في هذه المفاتيح لعلنا نفتح الباب او القفل الى الكثيرين :
ما هي المفاتيح الى المحافظة على علاقة ناجحة :
امضاء الوقت معا :
من الطبيعي وفي ظل هذه الظروف التي يعيشها الانسان ان يصبح الذي يقضيه الزوجان في البيت اقل مما يجب، واقل من المعدل، وقد يعود هذا الامر الى الكثير من الخلل في المنظومة الحياتية للبشر حاليا، فما بين متطلبات الحياة ذاتها وضيق الوقت ، قد تصبح الاربع وعشرون ساعة كانها بضع ساعات لا غير، وهذا الامر يؤدي الى كسر الفتاح الاول، ولكن قد يكمن الحل، في التعامل جيدا مع الوقت المتاح لهما، فعلى الشريكين ادراك ان الوقت الضيق والمتاح لهما في العطلة الاسبوعية، هو وقت جيد وكاف ان احسنا الاستغلال، لكن المعضلة الحقيقية تكمن في الرغبة في قضاء الوقت معا، وخاصة مع الحاح طرف على حساب الاخر، اي انه من المقبول ان يمارس الشريكان ذات الهواية ان كانا يحبانها، لكن ان يمارسا تلك الهواية واحدهما يفضلها على حساب الاخر قد يكون مقتل للعلاقة، فمن الافضل ان يتفق الطرفان على ان افضل الحلول هي ان يمضي الاوقات التي يستمتعان بها معا كمشاهدة فلم هما يحبانه ، وكذلك ان ينفرد كل واحد منها بهوايته ووقته ان كان هو من يفضلها لا شريكه، اي ان كمية الوقت لا تهم بقدر الاستمتاع به.
النوم في نفس السرير معا :
اليك هاتين الصورتين النمطيتين العالقتين في مخيلتنا، فالاولى تشير الى ان الشريكين والزوجين المحبين لبعضهما البعض يقومان بحضن بعضهما البعض في السرير، كالصورة المشهورة من فيلم التايتنك الشهير حيث وفي لحظة غرق السفينة يحضن العجوز عجوزه في لقطة تعبر عن الحب والوفاء، اما الصورة النمطية التالية فهي لزواج فاشل حيث ينام الزوج كالعادة على الكنب الكبير في غرفة المعيشة، ويترك اثاره عليها من انبعاج هنا واخر هناك.
اما الصورة الحقيقة والتي اكدها الكثيرون فإن النوم مع بعضهما البعض ان كان لا يحمل بذور وعطر الراحة ستفوح منه رائحة الكراهية، وبالتالي ان كان احد الطرفين يشخر بطريقة مزعجة، او انه كثير الحركة اثناء النوم، او انه يقوم بأي من التصرفات المزعجة الاخرى، فالافضل ان يتصرف احدهما وينتقل الى النوم منفردا، قبل ان ينفردا بحياتهما وينفصلا.
نسب الجمال بين الشريكين :
المقولة التي دوما ما تستخدم في مجتمعاتنا ( الاثنين مثل القمر ، ما شالله لابقين لبعض )، توضح الكثير من الدراسات والابحاث ان هذا الامر لا بنطبق فعلا على العلاقة الناجحة بين الشريكين، فالمعادلة ان يتساوى الطرفان بنفس الجمال وبذات الجاذبية، او ان يتفوق الرجل على المرأة بذات القدر من الجمال او الجاذبية، قد تنتهي في العادة بنتيجة ليست جيدة ولاجميلة على الاطلاق، بل على العكس من ذلك ان اكثر العلاقات نجاحا، هي تلك العلاقة التي تكون المرأة بنسب معينة اكثر جمالا وجاذبية من الرجل، ولعل مرد ذلك ان الرجل بطبعه ( مع الاحترام ) يميل الى البحث عن الانتباه اكثر من المرأة، فإذا ما كان اكثر جمالا من امرأته فهنا سيبدأ مرحلة البحث الدائم عن من يثير اهتمامه، بعكس ان كان اقل جمالا من امرأته فهو سيرضى بالامر الواقع، بل ويحاول المحافظة عليه قدر الامكان ومراعاته.
انتم افضل الشركاء :
حتى ونحن نؤمن ان الكمال لله، يجب على الشركاء الاقتناع انهما هما الافضل في كل شيء، فهذه القناعة حتى لو كانت عبارة عن فقاعة ولا تستند الى شيء فعلي هي امر مهم جدا لجعل العلاقة تمر في مرحلة السلام وتنتقل الى النجاح الذي ترغب به، ولهذا كن انت وشريكك على قناعة انكم الافضل في كل شيء، وانكم تستطيعون الاستمرار الى الابد.
التقييد ببرامج معينة :
لا شيء يمكن ان ينقل العلاقة من النجاح الى الفشل في ومضة عين كأن تصبح هذه العلاقة عبارة عن مواعيد معينة ينبغي القيام بها، فمثلا ان يقتنع الطرفان ان عليهم الاكل في الموعد الفلاني، والذهاب الى النوم في الموعد الفلاني، والاستيقاظ والتسوق، و . . و الخ، هذه الامور ستؤدي في النهاية الى مقتل العلاقة ضمن روتين لا ينتهي، ولهذا من الافضل البحث عن تعزيز العلاقة باللا متوقع، فمهما كان نوع هذا اللا متوقع سيؤدي في النهاية الى سعادة لا تحصل عليها في البرنامج اليومي .
Good