تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » كيف تواجهين المضايقات في الشارع بطريقة حازمة وحضارية؟

كيف تواجهين المضايقات في الشارع بطريقة حازمة وحضارية؟

تتعرض الأنثى للكثير من أنواع المضايقات في الشارع بشكل يدفع الكثيرات لتجنب الخروج إلا للضرورة، هنا نرشدك إلى طريقة مواجهة هذا الأمر.

المضايقات في الشارع

إذا كانت السلطات لا تستطيع أو لا تساعد دائمًا في حالات المضايقات في الشارع ، والرجال لا يتجرؤون عادة للوقوف معك ضد المتحرش، فيجب أن نقف نحن بأنفسنا، لأن هذه التحرشات، بطرق كبيرة أو صغيرة، تغير خريطة تحركاتنا في الشارع. وفي استطلاع تم إجرائه، وُجد أن أكثر من نصف المشاركات في الاستطلاع غيروا أسلوبهم في اللباس، ورفضوا الدعوات الاجتماعية للخروج، أو غيروا من تنقلاتهم بعد أن تعرضوا لقلق التحرشات في الشارع. أما إذا كانت المضايقات متكررة أو شديدة بما فيه الكفاية، فيقول علماء النفس أن تعرض النساء لانتقادات شديدة في أجسادهن قد يتطور إلى الإصابة بالاكتئاب والقلق واضطرابات في الأكل. وأن مواجهة المرأة لتلك المضايقات ولو بكلمة صغيرة قد ينفي الآثار الجانبية السيئة الواقعة على نفسيتها من جراء التحرش في الشوارع. وهنا نستعرض بعض الطرق للتعامل مع المضايقات في الشارع والتي يمكن أت تساعدك في تخفيف حدة القلق والشعور بالتحسن في أعقاب مواجهة ذلك.

المرحلة الأولي تشمل اللحظات التي تسبق شعورك بالخطر، واحتمالية تعرضك للتحرش

حاولي أن تستعيدي هدوءك

عندما شعورك بأنك معرضة لحدوث مضايقات أثناء وجودك الشارع، يرتفع مستوى الأدرينالين في جسمك بشكل يبدو معه الاسترخاء آخر شيء يجب أن تفكري فيه، إلا أنه أهم شيء يجب أن تحاولي الحصول عليه في هذه الحالة. قومي بالتركيز على تنفسك، مع التنفس العميق، مع التركيز على الشهيق والزفير، حاولي العد إلى ثلاثة أو أربعة أو خمسة على الاستنشاق ونفس العدد على الزفير. إذا كان التنفس العميق صعب بالنسبة لك، قومي بالتركيز ببساطة على أنفاسك التي تأخذيها بانتظام. يمكنك أيضًا الاستماع إلى الموسيقى الهادئة في جهازك المحمول، أو تحميل برنامج التأمل وتشغليه في لحظات التوتر تلك، وحاولي أيضًا شرب المياه للحفاظ على جسمك رطب. فهذه التقنيات ستساعدك في الحصول على الهدوء، والتحكم في مستوى الأدرينالين في جسمك.

إدارة مشاعرك لصالحك

في تلك اللحظات التي تسبق الشعور بالقلق من حدوث المضايقات في الشارع، يجب أن تحمي نفسك من مشاعر الضعف والخوف التي يمكن أن تتملكك، وقد يفيد في هذه الأوقات أن تهمس لنفسك قائلة: “أنا بخير”، “أنا آمنة”، “لا شيء يدعو للاضطراب”، يمكنك أيضًا أن تحمل معك شيء يشعرك بالطمأنينة ويبعد عن فكرك الخوف، فبعض الناس مثلًا يحملون زيت اللافندر في حقائبهم لأن رائحته تعمل على استرخاء وهدوء الأعصاب. وهناك أيضًا طريقة أخرى يمكن أن تكون مفيدة، وهي تثبت نفسك جسديًا عن طريق الشعور بالمقعد الصلب الذي تجلس عليه، أو حفر قدميك في العشب، لمس حديد الدرج.

ممارسة الوعي

قد تشعر أنك أكثر استعدادًا لمواجهة المضايقات في الشارع إذا كان لديك حس عالي بالأشياء من حولك. اشرك كل حواسك من خلال تسمية شيء واحد يمكنك رؤيته، شيء واحد يمكنك أن تشعر به، شيء واحد يمكنك تذوقه، شيء واحد يمكنك سماعه، وشيء واحد يمكنك شم رائحته في أي لحظة. انظر حولك وخذ تفاصيل عن المكان الذي أنت فيه، وسجل اسم اليوم والشهر والسنة.

كيفية ممارسة الرعاية الذاتية أثناء وقوع حادث التحرش في الشارع

بمجرد تعرضك للمضايقات في الشارع، تجاهلي الفعل تمامًا حتى الوصول إلى مكان تشعرين فيه بالأمان، ثم ابدأي في طلب المساعدة. أما إذا وجدتي الحدث يتصاعد، خذي خطوة إلى الوراء، وقومي برفع صوتك في المتحرش، مع الحفاظ على الثقة في نبرتك والاتصال المباشر بعينيه بدون خوف، حتى يلتفت الناس من حولك إليه، ووجهي إليه جمل قصيرة وحاسمة مثل:” هذا سلوك غير محترم”، “أنا لا أقبل الاعتداء علي بهذا الشكل”، “سألجأ للشرطة إن لم تنته عن فعلك”. اثبتي على موقفك، فبعض المتحرشين يكون لديهم وقاحة الإنكار، كما يمكنك طلب شهادة أي شخص كان موجود أثناء وقوع الحادث. أيضًا قومي بمشاركة ما حدث لك وما تشعرين به مع أصدقائك أو على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد ثبت أن الفتيات التي تتكلم عن المضايقات وتحصل على الدعم اللازم من المقربين إليها هي أقل عرضة للأضرار النفسية الناتجة عن التحرش.

العناية بنفسك بعد الحادث

خذي مساحة من الوقت للجلوس مع نفسك والاسترخاء دون التفكير في أي شيء، فهذا سيساعدك على المعالجة مما حدث،وسيشحن طاقتك مجددًا. أيضًا يمكنك أخذ حمام أو دش، مع تخيل أن الماء يغسل جسدك من الأذى الذي تعرض له، ويمسح عنه أثر المضايقات والحزن، كي تعودي نشيطة ونظيفة من جديد، مع أخذ قيلولة كهروب مؤقت من الواقع، وعلاج عقلك من الصدمة التي تعرض لها، حيث يعتبر النوم آلية فعالة للتأقلم واستعادة النفس. يمكنك كذلك قراءة كتاب أو مجلة، أو الرقص على الموسيقى المحببة لك، أو تناول وجبتك المفضلة، أو الخروج في نزهة مع صديقتك المقربة.

كيفية التعامل مع المضايقات في الشارع على المدى الطويل

وبمرور الوقت، يمكن أن يؤدي التنشيط المتكرر لاستجابة الجسم للضغط النفسي إلى التأثير سلبًا على الصحة الجسدية والعقلية للشخص. فما الذي يمكنك القيام به للحصول على أفضل رعاية ممكنة لنفسك، عندما لا يمكنك تجنب الإجهاد المستمر من التحرش في الشوارع؟

لذا يتحتم بناء روتين من الرعاية الذاتية العادية كوسيلة فعالة لرفع الضغط المستمر وإعادة شحن طاقة الجسم المستنفدة في مثل هذه المضايقات.

البحث عن منافذ صحية

ماذا يمكنك أن تفعل على أساس منتظم لإخراج مشاعرك من حالة التوتر المتكررة بطريقة صحية فعالة؟

ممارسة اليوغا يمكن أن تكون مفيدة بشكل لا يصدق في مساعدتك على الخروج من الصدمة التي تحملها داخل جسمك، هناك حتى كورسات مخصصة لمثل هذه الحالات. أيضًا ممارسة التأمل، أو الهوايات مثل الموسيقى والكتابة بشكل يومي هو خيار جيد.

الذهاب إلى طبيب نفسي

هذا الخيار غير ضروري للجميع، لكنه مهم في حالة التعرض لحالات العنف الجسدي المتكررة، ومن يعانون من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، وحالات الاكتئاب. لذا من الضروري لهم البحث عن معالج مناسب يشعرون معه بالراحة والأمان ويساعدهم في التخلص من الآثار الناجمة عن التحرش، والتي ألحقت ضرر بالغ بصحتهم النفسية والجسدية. وقد يستغرق العثور على الطبيب المناسب بعض الوقت، فلا تخافوا من التجول والعثور على شخص تشعر بالراحة معه.

تطوير نظام دعم موثوق به

العثور على الدعم محليًا قد يكون صعب خصوصًا في المجتمعات الشرقية، لذا ابحث على الإنترنت عن مراكز دعم أونلاين إذا شعرت بالحاجة لذلك، فهذا سيجنبك إهدار الوقت في شرح نفسك، وسيجعلك أقل شعورًا بالوحدة والألم من غياب التعاطف الغير مشروط بهويتك.

وفي النهاية، يجب أن تعرفي أن التنقل في العالم هو عمل شاق للأسف، يجعلك متعرضة لحدوث المضايقات في الشارع والعنف، وأن الحل ليس في منع نفسك من النزول للشارع، لأن هذا جزء من حقك في المجتمع الذي تعيشين فيه، ولأننا لا نعيش في مجتمع مثالي، فأنت بحاجة إلى بذل قصارى جهدك لحماية نفسك. وتذكري أنك قوية وجميلة وتستحقين الأمان والحب وراحة البال.

هاميس البلشي

مدونة مصرية، وطالبة بكلية الصيدلة جامعة القاهرة، مهتمة بالعلوم الإنسانية خاصة الأدب والفلسفة.

أضف تعليق

خمسة × اثنان =