تسعة
الرئيسية » اعرف اكثر » تعرف على » كيف بدأ فن المسرح المصري وما أشهر إنتاجاته التاريخية؟

كيف بدأ فن المسرح المصري وما أشهر إنتاجاته التاريخية؟

المسرح المصري هو المسرح القومي الأهم والأبرز على الإطلاق في نطاق الوطن العربي، وقد حقق هذا المسرح العديد من النجاحات التي أكسبته شعبية كبيرة بين كل المسارح، لكن ما هي يا تُرى أشهر إنتاجات هذا المسرح وكيف بدأت رحلته؟

المسرح المصري

لا شك أن المسرح المصري لا يزال حتى وقتنا الحالي يتربع على عرش المسرح في كامل الوطن العربي وربما لن نبالغ إذ قلنا أنه يحظى كذلك بمكانة هائلة بالنسبة لمسارح قارتي أسيا وأفريقيا، كما أنه يُسجل انتصارًا كذلك على مسارح عالمية أوروبية كبرى، وهذا على الأقل من الناحية التاريخية وليس فقط في الوقت الحالي، لكن الأمر الذي ربما لا يعرفه البعض أن ذلك المسرح لم يبدأ بالقرن الماضي، ولا حتى بالقرن الذي يسبقه، وإنما هو قد مر بتاريخ طويل بدأ قبل مئات السنوات، وهذه المفاجأة ربما ستدهش بعضكم لكن بعد استعراض تاريخ المسرح المصري في السطور القادمة سوف يُفهم الأمر بصورة أفضل، أيضًا لن ننسى المرور بأهم رواد المسرح وأشهر الإنتاجات الضخمة التي قدمها ولا تزال خالدة حتى وقتنا الحالي، فهل أنتم مستعدون لوجبة دسمة تتعلق بالمسرح المصري وكل شيء آخر له صلة به؟ حسنًا، لنبدأ في ذلك الأمر سريعًا.

تاريخ المسرح المصري

المسرح المصري تاريخ المسرح المصري

مر المسرح المصري بالعديد من المراحل التي كانت تشير جميعها إلى فكرة تتطور المسرح باستمرار، وعندما نتحدث عن مجموعة من المراحل فنحن بالتأكيد لا نعني أبدًا مراحل متأخرة أو قريبة، وإنما نتحدث بشكل أشمل عن البدايات وفي المواعيد التي ربما يظن البعض أن المسرح المصري لم يكن حاضرًا بها، وربما أكبر وأهم نموذج على ذلك وجود المسرح في العصر الفرعوني، ففي تلك المرحلة كانت الفرق المسرحية القديمة تعرض أمام الأُسر الحاكمة مسرحيات لا تزال راسخة ومُثبتة حتى وقتنا الحالي، أيضًا كانت هناك مجموعة من النقوش الموجودة على جدران المعابد التي تدل على دخول المسرح إلى مصر في تلك الفترة، وهو نفس الحال بالنسبة لعهد اليونان، أما في عهد الإسلام أو العرب فلم يختفي المسرح كذلك على الرغم من الوجود القوي للشعر، لكنه جاء بما يُشبه الجانب الترفيهي النادر بعض الشيء، وربما كانت المسرحيات أيضًا للنخبة فقط.

أكبر انطلاقة لعالم المسرح المصري كانت في عهد الفرنسيين بداية القرن التاسع عشر، ففي ذلك التوقيت قام نابليون بإنشاء مسرح خاص بجنود الحملة والوفد الخاص بها حتى يُمكن الترفيه عن ذلك الوفد بكل السُبل الممكنة، وربما يُمكن القول إن أول مسرح فعلي كامل مُتكامل قد خرج في تلك الفترة وشهد انطلاقته داخل مدينة الإسكندرية، بعد ذلك جاء المسرح المصري إلى فترة الانتشار الخاصة به وشهد تطورًا كبيرًا مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، حيث كان واضحًا للجميع أن ثمة مكانة كُبرى في طريقها إلى مصر من خلال فن مُهم مثل فن المسرح.

مؤسس المسرح المصري

المسرح المصري مؤسس المسرح المصري

نظريًا يُعتبر يعقوب صنوع هو الشخص الذي تمكن من إدخال المسرح إلى مصر بتلك الصورة الحديثة والعصرية التي نأخذه عنه، صحيح أن وجود المسرح كان مُثبتًا مثلما تحدثنا من قبل لكن يعقوب قد جلبه بنفس الصورة التي يتواجد عليها الآن، بل ربما بجودة أفضل من الحالية، والأمر ببساطة بدأ عام 1876 على يد ذلك الرجل الذي كان يُجيد العديد من اللغات الهامة، وقد استغل ذلك الأمر في ترجمة مسرحيات عالمية في غاية الأهمية وقام بتقديمها على المسرح المصري أمام الخديوي إسماعيل الذي شجع مثل هذه التجربة لرغبته في جعل مصر مثل الدول الأوروبية الأخرى، على العموم، نجح الرجل في البداية وبالاستعانة بممثلين من الشام، لكنه كان يمتلك من الجراءة ما جعله يُقدم أعمال تُحكي الواقع وتتحدث عن فشل الحكومة وفكرة الاستعمار والأوضاع الاقتصادية المتدهورة، وهو ما أدى إلى إغلاق المسرح وقتها، لكن ظل يعقوب أحد أهم الأشخاص الذين مروا بفن المسرح في مصر وأثروا به.

أشهر إنتاجات المسرح المصري

المسرح المصري أشهر إنتاجات المسرح المصري

لم يمر المسرح المصري على التاريخ مرور الكرام، وإنما حفر اسمه في صفحات هذا التاريخ من خلال مجموعة كبيرة من المسرحيات أهمها على سبيل المثال مسرحية مدرسة المشاغبين، وهي كما نعرف طبعًا أشهر المدارس في التاريخ.

مدرسة المشاغبين

هل هناك شخص في مصر والوطن العربي لم يُشاهد من قبل مسرحية الواد سيد الشغال؟ الإجابة بالتأكيد لا، وتفسير ذلك الأمر ببساطة شديدة هو كون مدرسة المشاغبين هي المسرحية الأبرز والأهم على الإطلاق، وربما الأمر الأكثر إثباتًا لذلك هو كون فريق العمل قد أصبح بأكمله من نجوم الصف الأول لاحقًا، وخصوصًا النجم عادل إمام والنجم سعيد صلاح وكذلك أحمد ذكي ويونس شلبي وكل النجوم الذين شاركوا في هذا العمل بشكل عام على الرغم من كونه قد عُرض في واحدة من السنوات الفارقة في تاريخ مصر والوطن العربي، والحديث هنا طبعًا عن حرب أكتوبر، على العموم، كانت مسرحية مدرسة المشاغبين تتحدث عن مُعلمة جديدة تذهب إلى مدرسة تعج بالطلاب المشاغبين، ومن هنا تنطلق الكوميديا المُتفجرة.

شاهد مشافش حاجة

لا نزال مع إنتاجات المسرح المصري التاريخية التي لا تزال تحظى بأهمية شديدة حتى وقتنا الحالي، والحديث الآن ينتقل إلى مسرحية شاهد مشافش حاجة التي عُرضت في عام 1976، وكما نعلم جميعًا فإن المسرحية هذه المرة قد مرت ببطولة مطلقة جسدها النجم عادل إمام الذي كان لا يزال خارجًا من نجومية مفرطة في المسرحية التي تحدثنا عنها قبل قليل، مسرحية مدرسة المشاغبين، فقد أراد إمام الخروج من عباءة الفرقة التي نجح بها وتجريب حظه من خلال مسرحية جديدة ببطولة منفردة، وقد نجح الأمر بالفعل وحققت هذه المسرحية نجاحًا كبيرًا ساهم فيه فريق العمل المتميز وعلى رأسه النجم عمر الحريري، على العموم، قصة المسرحية ببساطة هي قصة الصدفة والأقدار، حيث أن سرحان بطل المسرحية يجد نفسه شاهدًا في جريمة لا يعرف عنها أي شيء، فإلى أين سيقوده مصيره وقدره يا تُرى؟ هذا هو السؤال الذي تُجيب المسرحية عليه.

العيال كبرت

لم يتوقف المسرح المصري عن إفراز المسرحيات التاريخية الهامة والفارقة منذ نشأته وحتى وقتنا الحالي، وقد كانت مسرحية العيال كبرت الذي صدرت في عام 1979 أفضل نموذج على ذلك، حيث أن هذه المسرحية قد حوت بداخلها جرعة عالية من الكوميديا والتألق التمثيلي لا تقل أبدًا عن مسرحية مدرسة المشاغبين التي صدرت قبلها بأعوام قليلة وكانت تضم نفس فريق العمل تقريبًا، إذ أن مسرحية العيال كبرت شهدت البطولة الثلاثية لسعيد صالح ويونس شلبي وأحمد ذكي، أيضًا كان الموضوع الخاص بها في غاية الأهمية وتمكن من عرض كيفية تعامل الآباء مع الأبناء في قالب ساخر مميز للغاية.

الواد سيد الشغال

مرة أخرى يعود النجم عادل إمام من خلال بطولة مسرحية جديدة قام ببطولتها في تسعينات القرن المنصرم وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من تاريخ المسرح المصري ، والحديث هنا عن مسرحية الواد سيد الشغال التي شارك في بطولتها بالإضافة إلى الزعيم النجم عمر الحريري ورجاء الجداوي ومصطفى متولي وآخرين غيرهم من نجوم المسرح في ذلك التوقيت، وقد جسد إمام في هذه المسرحية دور خادم في أحد البيوت التابعة لأصحاب الطبقة الأرستقراطية، وخلال عمله في ذلك البيت يتعرض للكثير من المفارقات الكوميدية التي تكشف لنا في النهاية عالم هذه الطبقة والمشاكل التي تواجهها، وهي مسرحية تُعد طبعًا علامة فارقة في تاريخ المسرح العربي بأكمله وليس فقط المصري، ولا يزالون يستمتعون بها حتى وقتنا الحالي.

سك على بناتك

لا يُمكننا تناول أشهر إنتاجات المسرح المصري دون أن نمر بمسرحية من بطولة نجم المسرح فؤاد المُهندس، فذلك الرجل لا يُنكر دوره ووجوده المسرحي إلا جاحد، هذا على الرغم من كون المسرحيات التي شارك بها لم يتم حفظها بالشكل اللائق إلا أن مسرحية سك على بناتك وجدت طريقها للانتشار بسهولة بسبب جرعة الكوميديا المُذهلة الموجودة بها، وهي تتحدث كما هو واضح من الاسم عن أب بسيط له مجموعة من الأبناء البنات يُعاني في رحلة البحث عن زوج مناسب لهن.

رواد المسرح المصري

بعد أن ذكرنا كل شيء تقريبًا يتعلق بعالم المسرح المصري فلابد وأننا بكل تأكيد سوف نكون بحاجة للتعرف على أهم رواد هذا المجال، ومصطلح الرواد يُطلق على السابقين بشكل عاق، سواء كانت تلك الأسبقية تاريخيًا أو حتى من حيث المكانة، على العموم، أشهر هؤلاء الرواد بالتأكيد النجم نجيب الريحاني.

نجيب الريحاني

لا يُمكننا بأية حال من الأحوال الحديث عن المسرح المصري ورواده والسابقين به دون أن نمر بشخص عظيم في هذا الفن مثل النجم نجيب الريحاني، فعلى الرغم من كون هذا الرجل لم يُشارك في عدد كبير جدًا من المسرحيات وليس له إرث كبير في هذا العالم المسرحي إلا أن الأعمال التي شارك بها كانت كفيلة بحفر اسمه بأحرف من ذهب في التاريخ، وربما المسرحية الأشهر والأهم له على الإطلاق هي مسرحية لعبة الست التي شارك فيها البطولة مع النجمة تحية كاريوكا، كما لا ننسى طبعًا أن ذلك قد حدث في النصف الأول من القرن العشرين، بمعنى أن مجال المسرح بهذا الوقت كان شيئًا ليس بالرئيسي في عصب الفن، ولهذا حقق الريحاني النجاح الذي أدى لاستمراره في الأذهان حتى الآن.

فؤاد المهندس

أيضًا من رواد المسرح المصري الذين لا يُمكن التغاضي عنهم عند التحدث بهذا الصدد النجم الكبير فؤاد المهندس، فهذا النجم كان عمودًا للمسرح سنوات طويلة متتالية وساهم في إخراج جيل عملاق من الفنانين المسرحيين الذين خدموا المسرح كذلك مثل النجم عادل إمام، على العموم، شارك المهندس في عدد كبير جدًا من المسرحيات وكان أغلبها مع زوجتها النجمة شويكار، لكننا بالتأكيد إذا كنا نبحث عن مسرحية مُعينة يُمكن اعتبارها المسرحية الأهم في هذه الرحلة الخاصة بذلك النجم فهي مسرحية سك على خواتك التي صدرت قبل أكثر من أربعة عقود ولا تزال حتى وقتنا الحالي تُعرض باستمرار وتُعتبر من الأشياء الرئيسية في الأعياد والمناسبات، وهذه ببساطة هي قوة فؤاد المهندس.

عادل إمام

لا نزال مع نجوم ورواد المسرح المصري الذين حققوا شهرة كبيرة وأثبتوا أنفسهم بقوة، وهذه المرة الحديث عن النجم عادل إمام الذي برع في كل مجالات الفن تقريبًا سواء كانت أفلام أم مسرحيات أم مسلسلات، لكن تبقى المسرحيات هي الساحة الكبيرة الواسعة التي وجد فيها إمام نفسه وصنع من خلالها الاسم والشهرة الكبيرين، وبالنسبة لتاريخ إمام المسرحي فقد شارك تقريبًا في كل المسرحيات الناجحة خلال القرن المنصرم، والتي على رأسها الواد سيد الشغال والزعيم ومدرسة المشاغبين وغير ذلك من مسرحيات لا تزال حديث مصر والوطن العربي حتى وقتنا الحالي.

سمير غانم

بما أننا نتحدث عن رواد المسرح المصري فسوف يكون من المُجحف جدًا عدم ذكر أشخاص أصحاب قيمة وقامة في هذا المجال مثل النجم الكبير سمير غانم، فهو في الحقيقة ليس مجرد ممثل عادي بالنسبة لعالم المسرح على وجه التحديد، وإنما هو في الواقع أب روحي له ساهم في تقديم الكثير من أجل رفع مكانته، وهذا الأمر يبدأ منذ إنشاء فرقة ثلاثي أضواء المسرح مع الضيف أحمد وجورج كأشهر فرقة مسرحية في تاريخ المسرح المصري، بعد ذلك قدم العديد من المسرحيات بشكل منفرد وحقق القدر الكبير جدًا من النجاح ولم يكتفي أبدًا بنجاحاته الأخرى في السينما والتلفزيون، وربما أشهر مسرحيات هذا الرجل على الإطلاق مسرحية المتزوجون مع النجمة شريهان وجحا يحكم المدينة.

محمد صبحي

في الحقيقة لا يُعتبر النجم محمد صبحي مجرد واحد من المشهورين في مجال المسرح المصري العظيم، بل هو في الواقع جزء لا يتجزأ منه، وقد ظهر صبحي في سبعينيات القرن الماضي ثم شهد على مدار العقود الثلاث التالية توهجًا خاصًا في عالم المسرح المميز، حيث كانت البداية من خلال مشاركته في مسرحية مدرسة المشاغبين كبديل لأحد النجوم المنسحبين منها، وطبعًا الأغلبية لا يعرفون ذلك نظرًا لأن النسخة التي شارك فيها محمد صبحي لم يتم تسجيلها في العرض المسرحي التلفزيوني، لكن بعد ذلك جاء مسرحية لعبة الست التي أعاد تقديمها من خلف الراحل نجيب الريحاني والعديد العديد من المسرحيات الشهيرة المميزة، ليتم بذلك كتابة اسم محمد صبحي في المسرح العربي بأحرف من نور.

أشرف عبد الباقي

ربما قد يندهش البعض من ذلك الأمر لكن في الوقت الحالي، وبلا أدنى شك، أصبح النجم أشرف عبد الباقي أحد أهم الموجودين على الساحة فيما يتعلق بكيان المسرح المصري الذي نتحدث عنه، ففي البداية شارك أشرف في العديد من المسرحيات كأي ممثل عادي، حتى أنه لم يكن يمتلك ذلك الوجود القوي الذي يجعله في منافسة مع نجوم المسرح المصري البارعين، لكن في السنوات الخمس الأخيرة تغير كل شيء بإنشائه كيان تيا ترو مصر ثم بعد ذلك مسرح مصر، وهي فرق مسرحية تحظى بنقد الكثير لكن في نفس الوقت تُقدم عدد كبير من المسرحيات التي تضمن تواجد وبقاء المسرح.

فرق مسرحية شهيرة

المسرح المصري فرق مسرحية شهيرة

بمناسبة الحديث عن فرقة مسرح مصر وفرقة تيا ترو مصر قبلها فيجب علينا بالتأكيد ألا نغفل تواجد فرق مسرحية شهيرة مرت على تاريخ المسرح المصري وتركت تأثيرًا معقولًا ومميزًا، وربما النموذج الأشهر على الإطلاق والأولى بالاستعراض نموذج فرقة ثلاثي أضواء المسرح التي ظهرت في ستينات القرن المنصرم وكانت مكونة من النجم سمير غانم والنجم جورج سيدهم والنجم الضيف أحمد، فقد كان هذا الثلاثي مصدر الضحك الأول والأهم في مصر خلال القرن المنصرم، بعد ذلك تفككوا لأسباب وظروف جبرية قبل أن يجد أحد أفرادهم، وهو سمير غانم، طريقه المنفرد للنجومية.

ختامًا عزيزي القارئ، المنطق يقول ببساطة أنك بعد أن تنتهي من قراءة هذه السطور فسوف تخرج بحقيقة لا اختلاف أبدًا عليها، وهي كون المسرح المصري بخير، وسيظل بخير، وقد كان أيضًا بخير منذ زمن طويل، المسرح المصري تاريخ، وهو علامة مضيئة في مسرح العرب بأكملهم، هذا هو الأمر باختصار شديد.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

12 + 13 =