تسعة
الرئيسية » حياة الأسرة » أبوة وأمومة » كيف يمكن للأم بأن تظهر المحبة بطريقة خاطئة لأطفالها دون وعي؟

كيف يمكن للأم بأن تظهر المحبة بطريقة خاطئة لأطفالها دون وعي؟

بالطبع كل الأمهات تحب أطفالها بشكل كبير ولكن في الكثير من الأحيان ما تظهر تلك المحبة بطريقة خاطئة تقوم بتدمير الطفل وعدم القدرة على الاعتماد على نفسه!

المحبة

إظهار المحبة للأطفال بطريقة خاطئة يعتبر مشكلة كبيرة، فلا يمكن لأحد أن لا يحب أطفاله، فلو اردنا أن نضع قاعدة عامة وشواذ، فإن الأغلبية والتي تقترب من المائة في المائة تحب أطفالها، أما الشواذ فهم من يتصرفون بطريقة غبية أو غريبة مع أطفالهم، ولهذا لا يمكن وبأي حال من الأحول أن ننكر أن الفكرة الأساس أن الحب لأطفالنا موجود، وهناك الآلاف من القصص والروايات عن حب الآباء إلى أطفالهم والتضحيات من اجلهم، لكن المثل يقول: “ومن الحب ما قتل” ولفظ القتل هنا مجازي ويشير إلى أحداث الضرر، أي أننا من فرط حبنا لشيء ما أو لشخص ما واهتمامنا الزائد به قد نعمل على إفساده، وهذا في العادة ما يذهب إلى تنبيهنا إليه اختصاصي السلوك البشري، والاهم أن نعرف كيف نتعامل مع المواقف، ولعل من اهم الكلمات التي قد نصفها في هذا الخصوص (الدلال) لعل الأجيال الحالية من الآباء تدلل أطفالهم بعكس الأجيال السابقة من الآباء والأجداد، فخصوصية الحياة الآن، من قلة الإنجاب، ووسائل الرفاهية تجعل تواصلنا مع أبناءنا قائم على الرغبة بالتوفير جميع الأمور والحنان والاهتمام الزائد، وقد يكون في ذلك انعكاس إلى شعور الجيل الحالي بالحرمان أصلا في السابق، إذا ما هي الطرق التي نظهر فيها في العادة الاهتمام والحب لأطفالنا ولكنها تعطي نتائج جدا عكسية.

طلباتهم أوامر، انهم ملوك البيت

الملك هو من يملك السلطة في المكان الذي يتواجد فيه، هذا هو الأمر الطبيعي، ونحن لا نعني بالملك المعنى الحرفي، ولكن المقياس، وبالتالي هذا هو الحاكم المطلق، ولنقل عنه بلفظ أخر الديكتاتور، أحيانا إن تسليم السلطة في المنزل إلى طفلك يعني انك تصنع منه ديكتاتورا سيصعب عليك السيطرة عليه لاحقا، فعليك الانتباه لهذا الأمر جيدا وان تراقب طفلك أيضا جيدا، الأمر بالغ الصعوبة والحساسية، والأمر الذي لا يلتفت له الوالدين جيدا أن الطفل من الذكاء أن بإمكانه استخدام أسلوب جس النبض لمحاولة معرفة البوصلة وعندما يكتشف أنها في صالحه يتصرف على هذا الأساس، ولهذا على الوالدين أن يقوما هم بتوجيه في السنوات الأولى وعدم إعطاءه كامل السلطات التي قدة تنقلب ضدهما.

تشجيعهم على عدم الحاجة إلى العمل

في السنوات المتقدمة من عمر الطفولة، أي ما بين الرابعة عشر والثامنة عشرة، هناك الكثير من الفرص التي يستطيع فيها الطفل أن يعمل وان يكسب المزيد من الأموال، في هذه الفترة على الأهل تشجيع الطفل على العمل، وبالطبع نعني العمل الآمن وتحت إشرافهم، وفي الفترات التي لا تحتاج إلى الدراسة، هذا الأمر يشجع الطفل ويعرفه على طبيعة الحياة ويزيد من إدراكه، على العكس من ذلك إن قيام الوالدين بمحاولة تدليل الطفل إلى الدرجة إشعاره انه ليس عليه العمل، إن توفر بشروط مقبولة، بل إن عليه أن يبقى مرتاحا، هذا التصرف يمكن أن يقال عنه غير محسوب وقد تؤدي المحبة بتلك الطريقة إلى إفساد الطفل.

إغداق المال عليهم ليس من المحبة

جميعا نحب أطفالنا كثيرا، وهذا هو الأمر الطبيعي والفطرة الإنسانية، إن حبنا لأطفالنا يجعلنا وفي الكثير من الأحيان أن نتجه إلى أن نعطهم من المال ما يزيد عن حاجتهم، أيضا تصرف خاطئ بكل المعنى للكلمة، إن المال الزائد يعني للطفل التصرف بلا حكمه فيه، وعدم احترام المال أحيانا، لهذا يجب أن يحدد مصروف معين للطفل يقوم بأخذه في موعد محدد، وعليه أن يتعلم كيفية إنفاق هذا المال وأين، عليه أن يتعرف إلى المعنى الحقيقي للمال وان يحسن استخدامه وصرفه، وهناك في الحياة الكثير من الأمثلة على نجاح بعض الأطفال في مثل فهم معنى المال واستثمروه لاحقا.

تشجيعهم على عدم العطاء

أحيانا حرص الوالدين الزائد على ما يمتلك الطفل يعني إفهامه بالحرص على عدم العطاء، هذه الصفة ليست محبذة على الاطلاق لأنها تعمل على إنشاء طفل أناني، غير قادر على التفاعل مع المجتمع من حوله وغير قادر على العطاء، الأصل أن يتواصل الوالدين مع طفلهم والوصول إلى الدرجة إلى تعني إفهامه معنى التعامل مع الغير والعطاء، في النهاية انت عليك أن تنشأ طفلا قادر على التفاعل مع المحيط من حوله وليس أن يعيش في عزله عنه.

الفشل في إنشاء حدود

لعل من اكثر الأمور التي على الآباء أن يتعلموا هم القيام بها قبل أطفالهم هي إنشاء الحدود بين ما هو مسموح القيام به من قبل الطفل إلى ما هو غير مسموح ويعتبر خطا احمر، ونوقل أن على الآباء أن يتعلموا ذلك لأنهم في النهاية من سيفرضون على الطفل اتباع هذه الخطوط، لكن في الكثير من الأحيان تكمن المشكلة في عدم قدرة الآباء على التعامل مع الموقف بصورة جيدة وانتقالهم وبفعل الحب الزائد إلى الطفل إلى القيام بمخالفات تجعل الطفل يعلم أن هذه الحدود هي وهمية، يجب على الآباء أن يكونوا كثر صرامة في هذا الخصوص

الاختيار الخاطئ لإعطائهم الهدايا

متى يجب عليك أن تقدم الهدية لطفلك، الأصل وانه بخلاف بعض المناسبات كعيد ميلاد الطفل أن يكون تقديم الهدايا للطفل في الأوقات التي يقوم بها بعمل جميل يستحق عليه الجائزة، بعض الآباء وبحكم المحبة للطفل، يقومون بتقديم الهدايا لطفلهم حتى وان كانت بسيطة كقطعة من الشكولاتة في أوقات خاطئة، أي عندما يرتكب فعلا يستحق عليه العقاب بدلا من الجائزة، هذا الأمر يجب الوقوف عنده.

فتح مساحات واسعة من الحرية لهم

وهذه النقطة ترتبط ارتباطا وثيقا بكامل الفقرات السابقة وبخاصة عدم أيجاد الحدود والخطوط التي على الطفل احترامها والسير عليها، يجب توفير مساحة كافية للطفل للنمو والتطور، ولكن يجب الاحتياط ألا تكون المساحات كافية له للتمرد.

عدم مساءلة الطفل عند الحاجة

يجب معاقبة الطفل عند ارتكاب الخطأ أو تجاوز الحدود المسموحة له، الكثير من الآباء وبحكم العاطفة وبخاصة الأم لا تملك الجرأة على القيام بالعقاب، واحيانا وبعد ارتكابه تقوم بعمل أخر، وهو الشعور بعقدة الذنب ومعاودة احتضان الطفل وطلب العفو على العقاب، هذه التصرفات خاطئة بالكامل ويجب إيقافها لأنها تعمل على تدمير الطفل.

عدم تشجيعهم على بناء علاقات قد تكون مفيدة لهم لاحقا

النقطة الأخيرة وهي أن حب الوالدين للطفل وإظهار المحبة الخاطئة يجعلهم يخافون عليهم من كل الأشخاص من حولهم إن كانوا في المدرسة أو أطفال ذات المنطقة، هذا الأمر سيعني لاحقا العزلة على الأطفال مما يؤثر سلبيا على الثقة، يجب إعطاء الطفل لاختيار أصدقاءه ولكن مع المراقبة له.

معاوية صالح

انسان بسيط ومتفاهم، مليء بالاحلام وارغب بتحويلها الى حقيقة وواقع ملموس. أحب دائماً واسعى لكسب المزيد من العلم والمعرفة وخصوصا في مجال التاريخ والأدب والسياسة. أنا لا اصدق كثير من الأشياء التي اراها واسمعها.

أضف تعليق

أربعة × أربعة =