تسعة
الرئيسية » الغذاء والتغذية » المحاصيل المعدلة وراثيا : هل هي ضارة حقا بالصحة ؟

المحاصيل المعدلة وراثيا : هل هي ضارة حقا بالصحة ؟

ظهرت صيحة المحاصيل المعدلة وراثيا في الآونة الأخيرة كبديل عن المحاصيل العادية، فهي حسب رأي الكثير من المزارعين أفضل وأكثر إنتاجية.

المحاصيل المعدلة وراثيا

المحاصيل المعدلة وراثيا أو استخدام التقنية الحيوية يمكن تعريفها على أنها نقل الصفة الوراثية من مكان لمكان آخر، ويعتبر أي كائن يتم التعامل معه باستخدام التعديل الوراثي أو أي تلاعب يجري في جيناته يسمى (كائن معدل وراثيا)، مثل إدخال جين خاص بنبات ما مثلا إلى نبات آخر وهكذا. وهو ما يسمى بالتعديل الوراثي الذي تطور بعد ذلك إلى علم يسمى (علم الهندسة الوراثية)، والحقيقة التي لا يعرفها الكثيرون بأن طريقة الانتخاب أو التهجين عرفت فيما سبق ومنذ آلاف السنين من قبل كبار المزارعين، ولكن تطورت باستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة فأصبحت تعطي نتائج دقيقة للغاية، واستمر التطور في التعديلات الوراثية حتى وصل إلى تعديل في جينات الإنسان والذي حرمه الشرع الإسلامي إلا في حاله استخدام تقنية التلقيح الصناعي بغرض الإنجاب وهو ما يختلف عن تقنية التعديل الوراثي.

تعرف على كل ما يخص المحاصيل المعدلة وراثيا

كيف تتم تقنية الحصول على المحاصيل المعدلة وراثيا بشكل عام؟

يتم التعديل الوراثي بإدخال جزئ واحد من التركيب الوراثي (DNA) الخاص بنبات ما أو حيوان مثلا إلى نبات آخر أو حيوان آخر، أو تعديل التركيب الوراثي الخاص بنفس النبات أو الحيوان، ويتم هذا من أجل الحصول على نباتات أكثر ثمارا مثلا أو مقاومة للأمراض، أو ذات كفاءة أكبر، أو الحصول على حيوانات تنتج لحوما مضاعفة.

كيف يتم التعديل الوراثي في النبات؟

كما هو معروف يتشابه تتابع التركيب الوراثي في كل النباتات، وكل تركيب وراثي (DNA) يصف صفة ما يترجم إلى بروتين ما ويتم نقله من كائن إلى آخر، ويتم ذلك عن طريق عدة خطوات:

  • إحضار النبات المراد عزل جين منه ويتميز بصفة مرغوبة.
  • عزل التتابع الجيني الذي يحتوي على الصفة المرغوبة.
  • إدخال التتابع الجيني الذي يمثل الصفة المرغوبة في المادة الوراثية الخاصة بالنبات الآخر.
  • يتم وضع النبات في إحدى المعامل لفترة محدودة حتى ينمو ويتكاثر.
  • يتم بعد ذلك زراعة النبات النامي كالمعتاد بالحقول والمزارع فتتكاثر وتنمو جميع النباتات محتوية على الصفة الجديدة، وفي النهاية نحصل على المحاصيل المعدلة وراثيا.

ما هي أضرار وفوائد المحاصيل المعدلة وراثيا أو التعديل الجيني بصفة عامة ؟

بالتأكيد إن المحاصيل التي يجرى عليها تعديل وراثي أو جيني لها الكثير من الفوائد والأضرار، على الرغم من أن هنالك بعض الدراسات الطبية الحديثة التي ترجح أن التعديل الوراثي لا يتسبب في الإضرار بصحة الإنسان في حالة ما إذا تم باستخدام تقنيات حديثة وشديدة التركيز، إلا أنه لا يوجد حتى الآن ما يثبت صحة أو خطأ هذه الأقوال، ولكن في الحقيقة أن أضرارها أكثر من فوائدها بكثير.

فوائد المحاصيل المعدلة وراثيا

  • حل بعض المشكلات الغذائية في العالم عن طريق هذه التقنية لإنتاج نباتات تنمو في أي ظروف بيئية (سواء كانت حارة أو رطبة) ، كذلك إنتاج محاصيل تنمو في (أراضي مالحة أو عذبة أو صحراوية).
  • إنتاج محاصيل مقاومة للظروف البيئية مثل الحرارة أو الرطوبة الشديدة فلا تفسد، كما أنها تجيد استخدام النيتروجين الجوي وتستفيد منه.
  • إنتاج نباتات ذات قدرة على مقاومة الآفات والحشرات الضارة.
  • تحقيق أعلى استفادة لأجهزة الجسم عن طريق زيادة العناصر الغذائية الموجودة في الطعام، فيحصل الفرد على كمية مضاعفة من الفيتامينات والأملاح بدلا من حصوله على نوع واحد فقط.
  • يتم الاستفادة من التعديل الوراثي في إنتاج بعض الأدوية والعقاقير الطبية النادرة لعلاج بعض الأمراض، كما في
  • إنتاج (الأنسولين البشري) ويعد أول أنواع الأدوية التي تم إنتاجها عن طريق الهندسة الوراثية.
  • يتم إنتاج بعض الهرمونات مثل إنتاج هرمون النمو البشري والذي يتم توخي الحذر عند استعماله.
  • إنتاج لقاحات لعلاج الأمراض المختلفة مثل إنتاج لقاح لعلاج التهاب الكبد الفيروسي.

أضرار المحاصيل المعدلة وراثيا

على الرغم من فوائد المحاصيل المعدلة وراثيا وقدرتها على التخلص من مشكلة المجاعة في العالم أجمع إذا تطورت أكثر من اللازم، إلا أن العديد من الأبحاث والدراسات الطبية أوضحت مدى خطورة هذه التقنية وتسببها في ظهور بعض الآثار الجانبية وذلك على المدى البعيد وخطورة استعمالها كما يلي:

  • استخدام تقنية التعديل الوراثي قد لا تفيد أصحاب الأراضي الزراعية حيث أنها تنتج محصولا أقل من الإنتاج الطبيعي بحوالي (٢٠ بالمائة)، وهذا يعرضهم لخسائر عديدة.
  • ينتج عن التعديل الوراثي في بعض الأحيان مواد تتسبب في الحساسية بكافة أنواعها.
  • أحيانا ينتج عن التعديل الوراثي بعض السموم والتي قد تؤثر على النباتات الحية وكذلك على صحة الإنسان.
    للأسف قد تؤدي زيادة مقاومة الآفات للسموم إلى تأثير مضاعف للسموم على النباتات.
  • قد تحدث بعض الطفرات الجينية الناتجة عن التعديل الوراثي ومنها نمو بعض الحشرات الضارة بشكل أكبر من الحشرات النافعة، أو نمو بعض النباتات الخالية من الثمار !

وقد أظهرت الدراسات في بريطانيا مدى خطورة المحاصيل المعدلة وراثيا على الصحة، حيث ظهر إصابة بعض الفئران بضمور في المخ نتيجة تناولها للبطاطس المعدلة وراثيا، وأيضا فقد تسببت الذرة الشامية المعدلة وراثيا عن طريق جين بي تي (Bt) في قتل يرقات الفراشات الملكية حيث أنها تتغذى على هذه الذرة أو على أوراقها، وهناك أيضا إحدى الدراسات التي تمت في بريطانيا على أسباب فقد النساء الحوامل للأجنة نتيجة للإجهاض، وقد ظهر أن استهلاك الحوامل لبعض المحاصيل المعدلة وراثيا بالمكونات البكتيرية هو السبب وراء فقد الأجنة، وعلاوة على ذلك فإن إحدى الدراسات البريطانية أظهرت أن مرض جنون البقر جاء نتيجة تناول الأبقار لبعض المحاصيل المعدلة وراثيا .

حلول لتجنب مخاطر المحاصيل المعدلة وراثيا

بالتأكيد لا يمكننا العودة للطبيعة كما كان قديما قبل اكتشاف علم الهندسة الوراثية، ولكن يمكننا على أقل تقدير بأن نقوم بعدة أمور:

  • قيام وسائل الإعلام بصورة مستمرة بدور التوعية لزيادة الوعي الغذائي لدى الفرد بمدى خطورة هذه المحاصيل، مع توضيح إيجابياتها في نفس الوقت.
  • مراعاة التقليل من الاعتماد في مصادر الغذاء على الأغذية الصناعية كالأغذية المحفوظة والمعلبة والأغذية التي تحتوي على المواد الحافظة، وينصح باستبدالها بالأغذية الطبيعية على قدر الإمكان مثل الفواكه والخضروات.
    لقد بدأت بعض الشركات في القيام بوضع الملصقات التي توضح ماهية التعديل الوراثي لكل منتج، وذلك لضمان حق المستهلك في اختيار أو عدم اختيار هذه المنتجات والمحاصيل.

وأخيرا فإن هناك جدلا كبيرا بين المؤيدين والمعارضين لتقنية التعديل الوراثي، وهناك من يؤيد هذه التقنية ويرى أنها المستقبل الذي يجب التوسع فيه، والفريق الآخر يرى ضرورة الابتعاد عن هذه التقنية بسبب أضرار وسلبيات المحاصيل المعدلة وراثيا على الصحة، ولذلك لا بد من إجراء الدراسات الشاملة والموسعة حول تقنية التعديل الوراثي، وكذلك يجب أن يتم التعاون بين جميع دول العالم في هذا الشأن عن طريق تبادل الدراسات والمعلومات، ووضع الخطط والتقنيات السليمة لتجنب حدوث الأضرار والآثار الجانبية السلبية قدر الإمكان على كل من الإنسان والبيئة.

منال محمد

كاتبة مقالات ومترجمة. لدي اكثر من 150 مقالة على موقع تسعة تغطي مواضيع الصحة والعافية والعناية الذاتية والغذاء والتغذية السليمة مثل العناية بالبشرة والشعر

أضف تعليق

سبعة عشر + 1 =