المتاهات القديمة هي لغز ينتشر في كل بقاع العالم القديم، تركوها القدماء خلفهم لنحلها نحن أو أبناءنا. ولكن لابد أن أنبهك لشيء هام، لا تخلط عزيزي القارئ بين المتاهات القديمة التي نقصدها هنا وبين المتاهات الحديثة التي تعد لعبة مسلية للبحث عن المخرج. فالمتاهة الحديثة متشعبة وتبدو مهمة صعبة أن تبحث عن الطريق الوحيد الصحيح بين كل تلك الاحتمالات المتعددة. أما المتاهات القديمة كانت تصنع لأغراض دينية في الغالب، وهي الملهم الأول لفكرة ألعاب المتاهات الحديثة اليوم. فهي كانت تمثل مكانًا للتوبة والشفاء، وفي بعض الأحيان اعتبروها الباب ما بين عالم الأحياء وعالم الموتى. وأحيانًا أخرى كانت مكانًا للتأمل الروحي والصلوات، وأيضًا لتمني الأمنيات. وحتى هذا اليوم تعتبر تلك المتاهات القديمة لا مكانًا للسياح فقط، ولكنها أيضًا تحمل رموز مهمة في قلوب بعض المحيطين بها. وإليكم قائمة بأجمل عشر متاهات حول العالم.
أغرب المتاهات القديمة الموجودة منذ زمن بعيد
متاهة Bolshoi Zayatsky: أقدم المتاهات القديمة
في البحر الأبيض الروسي يقع أكبر تجمع للمتاهات القديمة في العالم. ويعود تاريخها إلى العصر الحجري الحديث. جزيرة ” Solovetsky” لوحدها تحتوي على 35 متاهة. ويعود عمرهم إلى ما قبل 3000 عام قبل الميلاد، ويطلقون عليهم اسم ” vavilons” أو بابيلونز باللغة المحلية هناك. أما جزيرة ” Bolshoi Zayatsky” فتحمل أكبر وأهم المتاهات القديمة بينهم جميعًا. أربعة عشر هيكل حجري يتجمعون في مساحة لا تزيد عن نصف كيلومتر مربع، صفوف من الحجارة تلتف حول بعضها على شكل لولبي، ورأسها موجه إلى مركز المتاهة. وأكبر هيكل يصل قطره إلى 25 متر، بينما الأصغر يصل إلى ستة أمتار فقط. والغريب أن كل تلك المتاهات القديمة مبنية في الجزء الغربي فقط من الجزيرة، أما الجزء الشرقي فيحتوي على مباني أو تجمعات حجرية ولكنها ليست متاهات. عندما تم اكتشاف متاهات الجزيرة في سبعينيات القرن الماضي على يد العلماء الروس، كان هناك اقتراحين لسبب وجودهم. الأول هو أنهم كانوا يستعملوا كمصائد للسمك، حين كان المد عالي جداً من خمسة ألاف عام. والاقتراح الثاني كان بأنهم عبارة عما ظنه القدماء بأنه حركة دوران الشمس والقمر، فتساعدهم على تحديد التواريخ وفصول السنة. ولكن أيًا كان عملها، فستبقى قطع أثرية جميلة وعجيبة تتحدث عن عقل الإنسان القديم الذي فكر في بناء هذه المتاهة بهذا الشكل.
متاهات هندية يونانية
في شهر أغسطس من عام 2015، أعلن منقبو الآثار عن وجود تطابق بين متاهة هندية يصل عمرها إلى 2000 عام مضت، وبين متاهة يونانية محفورة على لوح طيني منذ 1200 قبل الميلاد. المتاهة الهندية تقع في مدينة ” Gedimedu” ويبدو أن المساحة المربعة للمتاهة تقاس ب17 متر*17 متر. أما الممرات داخل المتاهة فتتراوح ما بين 1.1 و0.8 متر. وهذا الاكتشاف موجود على طريق قديم للتجارة، يربط ما بين مدينتين كبيرتين في عهدهما. الأحجار شبه الكريمة المنتشرة في تلك المنطقة، بالإضافة إلى المصابيح الجميلة التي تسمى ” تيرا كوتا” تدل على مدى غنى وثروة من عاشوا بهذا المكان.
من ناحية أخرى تجد أن التطابق بين المتاهة الهندية مع المتاهة اليونانية التي من المفترض أنها رُسمت بعد الأولى ب800 عام، كبير جدًا ويدل على اتصال تلك الحضارتان في يومًا ما. وتعد المتاهة اليونانية من أقدم المتاهات المرسومة على الطين بدوائرها السبع، وهي موجودة في مدينة ” بيلوس”. المتاهات القديمة ليست أمرًا غريبًا على الهند. وفي عام 2014 اكتشف العلماء متاهة هندية أكبر من هذه في الولاية الهندية “تاميل نادو”. ويعتقد العلماء أن رسم المتاهات على البيوت الهندية هو من المعتقدات الدينية الشائعة هناك. فهي تمتلك قوة سحرية وقادرة على طرد الأرواح الشريرة بالنسبة إلى الهنديين.
متاهة كاتدرائية شارتر
منذ أكثر من 2500 عام وتعتبر مدينة شارتر من أكثر الأماكن المقدسة في فرنسا. الفرنسيون كانوا يبجلون المكان، والمسيحيون بنوا كاتدرائية كبيرة هناك. لقد اعتقدوا أن هناك روحًا أو طاقة معينة تصعد من باطن الأرض، وتخرج معها المياه الجوفية، والتي كانت تعتبر مياه سحرية. منذ عام 1194 وعلى مدار 25 سنة، تم بناء الكاتدرائية على أفضل بنية هندسية ومعمارية، كاتدرائية نوتردام دي شارتر تعتبر من أعظم عجائب المباني القوطية الجميلة. بعام 1205 تم بناء متاهة في هذه الكنيسة، باستخدام حجارة قديمة تم إعادة تدويرها. طول المتاهة يصل إلى 294 متر، وقطرها يصل إلى 13 متر. ومنذ ذلك الحين يمر الرهبان والحجاج في ممرات المتاهة في حالة من التأمل والتركيز. لا أحد يعلم سبب بناء المتاهة في الأساس، إلا إن بعام 2001 واحد من المستكشفين قدم اقتراح بأن المتاهة كانت بالحقيقة مقبرة لمن بنوا هذه الكاتدرائية الجميلة. ولكن البحث المكثف والتنقيب، لم يدعم هذا الاقتراح. لتبقى تلك المتاهة لغزًا جديدًا بجانب ألغاز المتاهات القديمة.
رجل في المتاهة
تبعًا للتقاليد والمعتقدات الجنوب غرب أمريكية القديمة، فالإله ” I’itoi” هو الإله الخالق لأسلاف شعبي التوهونو أودهام وبيما. أما المتاهة التي تسمى “رجل في المتاهة” هي عبارة عن تصوير لهذا الإله عند مدخل المتاهة. وتعبر عن دورة حياة البشر والخيارات التي نتخذها فتحدد هويتنا في هذا العالم. رمزية تلك المتاهة منتشرة ومشهورة جدًا بين من يؤمنون بتلك العقائد، في الغرب الأمريكي. وكانوا يستخدمونها بكثرة في أوائل 1900، وغالبًا ما تكون مكونة من سبعة دوائر متشابكة. مركز المتاهة يمثل الموت والحياة الأخرى الأبدية. أما الطريق فيبدأ عند المدخل لينتهي إلى مركز، ولكن كل منعطف رئيسي يبعد الشخص عن المركز لا يقربه له، وهي مصممة بحرفية على هذا النسق. لا يوجد في الحقيقية معنى بعينه أكيد، يقف وراء تسمية المتاهة بهذا الشكل. وقد تم استخدام فكرة هذه المتاهة في المسلسل الغرب أمريكي الجديد “West world”، ولكن بطريقة مبتكرة لتحمل رمزًا جديدًا ولكن لنفس المفهوم.
حجر هوليوود من المتاهات القديمة
في عام 1908، تعثر صيادو النمس على متاهة في مقاطعة ويكلو، في إيرلندا. فتم إطلاق اسم حجر هوليوود عليها، الحجر بارتفاع 1.2 متر وعرضه 0.9 متر، وقطر المتاهة المرسومة عليه 70 سنتمتر. وكان وجهها إلى الأسفل وموجودة على أرض عشبية. قسم صغير من المتاهة كان مفقودًا، وقد قيل بأنها تعود إلى العصور الوسطى، ولكن أحدًا لم يعرف بالتحديد فائدتها. ولكن البعض تكهن بأن المتاهة كانت لها وظيفة مرتبطة بالحج في منطقة “جليندالوغ”، وقد كانت علامة على أحد المحطات لزمن طويل. فمنذ آلاف السنين وفكرة الحج للأماكن المقدسة التابعة لأي ديانة، كانت تعتبر فكرة شاقة ومحفوفه بالمخاطر، وتحتاج الكثير من الأموال. فكانت الرحلة إلى القدس أمرًا مرهقًا جدًا. لذلك اعتاد البعض أن يعادل كل رحلتين إلى منطقة “جليندالوغ”، برحلة إلى الأراضي المقدسة. ولكن بعد مرور السنين أصبحت الرحلة الواحدة للأماكن المقدسة وحج، تساوي سبع رحلات من تلك الرحلة، وتدريجيًا اختفى الأمر. إذًا متاهة حجر هوليوود في إيرلندا، لا يختلف عن قدسية رمزه عن باقي المتاهات القديمة.
متاهة أريحا
مدينة أريحا هي مدينة فلسطينية، وتقع هناك أكثر المتاهات القديمة إعجابًا وجمالًا، وتشكل رمزًا غامضًا من الرموز المسيحية القديمة. لا أحد يعلم تحديدًا سر هذا المفهوم المسيحي القائم حول هذه المتاهة. البعض يقول بأنها تعود إلى قصة من قصص الكتاب المقدس، والذي فيها لف اليهود حول سور المدينة من الخارج سبعة أيام، وفي اليوم السابع سقطت الأسوار واستولوا على المدينة. ولذلك تحتوي المتاهة كمثل أغلب المتاهات القديمة على سبع دوائر، أو مربعات بحسب رسمتها الأصلية، لأن رقم سبعة هم رقم مقدس في أغلب ديانات العالم. ويعود أول اكتشاف لمتاهة مدينة أريحا، إلى المخطوطة في دير أبروتسو، إيطاليا. والتي يعود عمرها إلى 822 ميلاديًا. وكانت رسمتها الأولى على شكل مربع، ومن بعد ذلك تم إعادة رسمها على شكل دائري. ومن بعدها بدأ استخدام شكل المتاهة باعتبارها شكل من الرموز المسيحية المشهورة. ولكم ليس قبل القرن الرابع الميلادي، أن تم توصيف تلك المتاهة بأنها مسيحية، عندما ترجموا ما كُتب في وسطها. حيث كلمة “Sancta Eclesia” الموجودة في مركز المتاهة، تعني الكنيسة المقدسة.
متاهة العذراء الزرقاء
جزيرة العذراء الزرقاء، هي جزيرة غير مأهولة وموجودة عند مضيق كالمار قبالة الساحل الشرقي للسويد. منذ عقود طويلة، وتُعرف هذه الجزيرة بسمعتها المخيفة عن أمور خارقة وما وراء الطبيعة تحدث هناك. وحتى هذا اليوم يتم تحذير الزائرين بعدم الخروج من المسارات والمجموعات، وعدم البقاء خارجًا بعد حلول الليل. إلا إن الجزيرة لا تشتهر بسبب صخورها العارية الجميلة وغاباتها الكثيفة فقط، بل أهم ما يوجد هناك هي المتاهة التي تميزها وتصنفها ضمن الجزر العجيبة. وتسمى بمتاهة “Trolleborg” وتعد هي الأكبر في السويد كلها. لأن المتاهات القديمة بشكل عام منتشرة جدًا على جزر الدول الإسكندنافية. ويعتقد البعض أن لها دخل بتجارة صيد الأسماك التي تشتهر لها المنطقة. ولكنها في العموم طالما كانت تعتبر رمزًا للخصوبة والحظ الجيد بالنسبة إلى المحليين. لم يستطيع العلماء تحديد تاريخ بناء المتاهة، أو من قام بصنعها، ولكنها بالتأكيد كانت قائمة منذ القرن الثامن عشر. إلا إن بعض العلماء يعتقدون أنها تعود لتاريخ أقدم من ذلك بكثير. خاصة لأن علماء الآثار وجدوا بعام 2015 كهفًا قريبًا من المتاهة، ويظهر فيه علامات لاستخدامه كمكان لإجراء الطقوس الدينية، لعبادة شيئًا ما. فتبقى حقيقة المتاهة غامضة بجانب غموض الكهف الجزيرة بأكملها.
متاهة كازا غراندي ضمن المتاهات القديمة
هذه المتاهة هي أكثر المتاهات القديمة جدلًا حول العالم، وهي موجودة في أنقاض كازا غراندي في ولاية أريزونا الأمريكية. في عام 1694 تمكن المكتشف بادري كينو، من العثور على البيت الكبير الأسطوري والعظيم، الذي يقع على نهر جيلا. لقد اكتشف مبنى مكون من أربعة طوابق، ويمثل في رقيه رقي كنيسة أو مبنى قديم وعريق، ويقع في منطقة تسمى أراضي سونورا. وعلى الجدار الشمالي لهذا لأنقاض هذا المبنى الجميل، تم رسم متاهة معقدة بشكل فني ومحير. ولمدة عقود كانت تعتبر الوحيدة في الأراضي القارتين الأمريكيتين.
ولكن الأمر المحير لهذه المتاهة لا يتوقف عند هذا الحد. حيث تتشابه تصميم المتاهة المعقد، مع تصميم مماثل منقوش على عملة من جزيرة كريت اليونانية، والذي يتجاوز عمرها الألفي عام. والمختصون يؤكدون أن احتمالية تكرار ذلك التصميم المعقد بالصدفة وحدها، على شيئين بهذا البعد، يعد احتمال بعيد وغير موجود أساسًا. في عام 1961 نشرت مجلة كيفا مقال لمجموعة من الباحثين، يؤكدون فيها اكتشافهم لمتاهة أخرى في نفس المنطقة، ويؤكدون أن كلتا المتاهتين هم بالتأكيد في عصر ما قبل التاريخ. وبهذا هناك دليل أخر على ارتباط القارات القديمة مع القارات الحديثة، من قبل عصر كولومبس. أي إن تلك المتاهة تروي لنا قصة أكبر بكثير من كونها مجرد أثر حجري.
المتاهة الدنماركية من العصر الحجري ضمن مجموعة المتاهات القديمة
منذ وقت قليل بعامنا الحالي 2017، اكتشف علماء دنماركيين مجموعة من الأحجار التي تشكل حواجز غامضة، والتي كانت يومًا تغلق بداخلها متاهة جميلة. ويعود عمر الأحجار إلى العصر الحجري الحديث. وذلك السور بيضاوي الشكل يحاوط منطقة بمساحة أقل من 18000 متر مربع بقليل. وهي موجودة بجوار المزار السياحي الشهير المسمى ” Stevns Klint” بالدنمارك. ويعتقد العلماء أن هذا الهيكل البنائي كان يخدم هدفًا أسمى، من مجرد مزار سياحي. فقد تم بناء هذ السور بشكل متعمد بطريقة غير متناسقة، وهي عبارة عن خمسة صفوف موجهين إلى الخارج. فمن المفترض أن يكون السور حماية لما بداخله ويمنع دخول غير المرغوبين، ولكن المساحات البينة فيما بينه وارتفاعه الذي لا يتعدى المترين، يؤكد أن فكرة الحماية ليست هي الهدف المثالي منه، حيث يمكن بسهولة الصعود عليه أو الانزلاق بين فتحاته. ولكن الهدف من الطريقة غير المتناسقة من الواضح أنها كانت تهدف إلى حماية معتقدات دينية بطريقة ما ذكية. وبهذا الشكل يبقى ما يحدث داخل المتاهة من طقوس دينية وكيفية الوصول إليها، سرًا للعامة. ومنذ لحظة الاكتشاف لم تحدث تطورات أخرى في نطاق الاكتشافات الأثرية، وذلك لأن أحدًا لم يهتم بالتعمق الأكبر في البحث والتنقيب الموسع.
متاهة مينوتور أحد أهم المتاهات القديمة وأكثرهم شهرة
متاهة مينوتور، وهي متاهة داخل كهف، لا تحمل المفهوم العادي للمتاهات القديمة. وهي تعد الأكثر شهرة بين المتاهات القديمة من العالم القديم بسبب الأسطورة التي تدور حولها. بحسب الميثولوجيا اليونانية، فقد أمر الملك مينوس (ملك جزيرة كريت اليونانية)، ديدالوس ببناء هذه المتاهة لاحتواء الذرية الناتجة من اجتماع زوجته الملكة باسيفاي مع ثور أبيض كالثلج. وكلمة مينوتور تعني إنسان نصفه ثور ونصفه الأخر إنسان. وهي في الحقيقة متاهة تحت الأرض، حيث تدور هناك الكثير من أحداث الأسطورة من خلال أبطالها.
لعدة قرون بحث العلماء حول أصل الأسطورة والملهم الحقيقي لها. ويقول المحليون في الجزيرة بأن هذا الكهف الحجري المبني بطريقة معقدة وعجيبة هو أصل ذلك المعتقد والقصة، ومن أطلق عليه هذا متاهة مينوتور. والمتاهة هي عبارة عن مجموعة كبيرة من الممرات المتشعبة والغرف، التي تقود بالنهاية نحو اللاشيء. ولكن المكتشف الأثري الإنجليزي ” آرثر إيفانز” يرفض هذه الفكرة ويعترض معها. وقد بنى اعتراضه على مصادر يونانية من القرن الثاني الميلادي، حيث تقول بأن المتاهة المقصودة في الأسطورة كانت مبنية تحت قصر في كنوسوس. ومن ناحية أخرى يقول عالم الأثار الفرنسي بول فور، بأن المغارة التي تسمى ” اجيا باراسكيفي” هي الأقرب لأن تكون الملهم الأساسي للأسطورة اليونانية.
سؤال مهم عن المتاهات القديمة
بعد أن قرأت عن العشر متاهات السابقة، بكل قصصهم ورموزهم المحتملة، قد تسأل نفسك سؤال مهم الآن، لماذا المتاهة؟ لماذا شكل المتاهة بالذات هو الذي فكر فيه هؤلاء لوضع رموز تدل على مفاهيم دينية أو أسطورية؟ أظن أن الإجابة تكمن في لغز المتاهة نفسها. فلكل متاهة لغز جميل ومثير للعقل، وتجعلك تفكر وتثير فضولك حتى تصل إلى المركز أو نهاية المتاهة. من خلال ذلك الطريق أظن أن الإنسان القديم كان يريد أن يصل إلى عقله هو، إلى خبايا وأسرار عقله الخاص. ووجود في فكرة المتاهة ببراعتها الهندسية ما يجعله يتعمق في عقله أكثر بالتأمل.
بالنهاية عزيزي القارئ، تبقى المتاهات القديمة لغزًا جميلًا من ألغاز الآثار بشكل عام. وإن كنت من محبين زيارة المناطق الأثرية، فلابد أن تفكر جديًا في زيارة البعض منها، لأنها ستدهشك بروعة جمالها وهندستها، وتجعلك تمشي على طريق سار فيه الكثير من البشر قبلك بالآف السنين.
أضف تعليق