اللغة المالطية هي أحد اللغات الشائعة في حوض البحر المتوسط وتحديدا هي لغة جمهورية مالطة الواقعة في قلب البحر المتوسط. تتكون جمهورية مالطة من أرخبيل من الجزر المتجاورة أشهره جزيرة مالطا، تضرب مالطة بجذورها التاريخية ف عمق الحضارة الإنسانية حيث يرجع استعمار ألإنسان لمالطة لما يقارب 5 آلاف عام قبل الميلاد؛ واكد ذلك الآثار التي تم العثور عليها من آنية فخارية وكذلك أدوات الصيد والزراعة، إضافة للمعابد الضخمة التي شيدها أهل مالطة القدامى. ويتضح في معمار معابدها وهياكلها الدينية القديمة أبداع هندسي منقطعة النظير، وبالنظر للموقع الجغرافي المتميز الذي يتوسط المسافة تقريبا بين أوروبا وأفريقيا والذي جعل من أرخبيل مالطة مطمعا استراتيجيا للدول المختلفة على مدار التاريخ؛ بداية من الفينيقيين والرومان والمسلمين وحتى الصليبين، مما أضاف تنوع ثقافي مميز عليها والذي أسهم لاحقا في تكوين ثقافة سكانها وكذلك اللغة المالطية.
استكشف هذه المقالة
ماهي اللغة المالطية ؟
اللغة المالطية هي اللغة الرسمية لجمهورية مالطة الواقعة في حوض البحر المتوسط في مسافة وسيطة بين أفريقيا وأوروبا، تتميز اللغة المالطية بتنوع جذورها التاريخية المكونة لها، فرغم كون مالطة دولة أوروبية؛ وانضمت للاتحاد الأوربي حديثا، ألا أن لغتها تعتبر ضمن اللغات الأوروبية القليلة التي تمتلك أصولا غير أوروبية وفي حالتنا هذه فهي ذات أصول سامية.
كيف أثرت الحضارات المختلفة على اللغة المالطية؟
التاريخ المالطي عامر بالصرعات السياسية الخارجية التي كان يدبرها المحتلين الأقوياء على مر عصور، فكما أسلفنا فأن الموقع الجغرافي المتميز لأرخبيل مالطة جعل منها مكان استراتيجي ممتاز ومطمع لا يمكن التخلي عنه للأعداء، فاحتلال الرومان لشمال أفريقيا لا يمكن أن يتم سوى بوجود محطة للتوقف ومركز لإرسال المؤن العسكرية للجيوش، وكذلك العكس في حالة توسع العرب في أوروبا بعد تأسيس دولة الأندلس حيث أصبحت مالطة مركزا هاما لأسطول وجيوش المسلمين في البحر المتوسط. لذا ففي اللحظة الأولى من الاحتكاك باللغة المالطية نجد أن اللغة المالطية تحمل كثيرا من اللغة العربية للحد الذي جعل العرب يطلقون على اللغة المالطية أنها أحد لهجات العربية، وطبقا لبعض الدراسات اللسانية الحديثة يتضح أن السواد الأعظم من أصول اللغة المالطية عربي بنسبة تفوق 40% وتتوزع النسبة الباقية بين اللغة الإيطالية ولغات أوروبية أخرى.
اللغة المالطية واللهجة التونسية
تقع تونس في الجنوب الغربي بالنسبة لجمهورية مالطة فهي تعتبر أقرب الدول العربية لها، وتتشابه اللكنة التونسية تشابها يكاد يتطابق في كثير من الأحيان في ألفاظ كثيرة مع اللغة المالطية، للحد الذي يجعل أهل تونس يعتبروا أن اللغة المالطية هي لكنة من لكنات أقاليمهم؛ وهذا يثير حفيظة المالطيين بعض الشيْ لاعتبارات قومية خاصة بأصولهم الأوروبية.
حروف اللغة المالطية
تتكون الأبجدية المالطية من 25 حرف وتأخذ أشكالها من أشكال حروف اللغات اللاتينية المنتشرة في أوروبا. تعد الأبجدية الماطية الأبجدية الوحيدة التي تسمح بكتابة ألفاظ سامية بحروف لاتينية؛ كجزء أساسي لا يمكن فصله عن نسيج اللغة. واجهت أبجدية اللغة المالطية مخاضا عسيرا للطلوع إلى النور بشكلها المعروف حاليا لمدة قرنين من الزمان؛ فالأمر لا يخلوا من صراعات سياسية ونزعات قومية ترفض الأصل العربي للغة. لذا فكان على علماء اللغة المالطيين مواجهة الكثير من الصعوبات حيال تنقيح الألفاظ العربية ودمجها بالرموز المالطية والحصول على ما يعرف حاليا باللغة المالطية.
خاتمة
ربما يكون الأمر مثيرا حينما تعلم أن أحد اللغات المستقلة عن منطقتك جغرافيا وكذلك ثقافيا تأخذ بعض من مصطلحاتها من لغتك الأم، لكن في حالة اللغة المالطية فالأمر مثيرا لدرجة الغرابة. وبالرغم من اختلاف الحضارات والثقافات التي مرت على مالطة بداية من البيزنطية وحتى الاستعمار البريطاني في القرن الماضي، فإن اللغة الوحيدة التي حددت معالم نطق سكان مالطة كانت العربية بامتياز، وبرغم كل الصراعات السياسية والرغبة الإيطالية الأوروبية في فرض ثقافتها؛ بدعوى أن سكان مالطة الأصليين هم مهاجرين تركوا موطنهم الأصلي جزيرة صقلية وأتوا لمالطة فيما مضى، ألا أن اللغة العربية بقيت جزء لا يتجزأ من تكوين اللغة المالطية.
أضف تعليق