القيادة الحذرة أمر لا بد منه إذا ما كنت قائد سيارة من أي نوع، لا شك أن قيادة السيارات أصبحت رُكناً من الأركان الهامة في حياتنا اليومية، بجانب فوائدها العديدة من توفير الوقت والمجهود والبُعد عن ازدحام المواصلات العامة، إلى أن لها العديد من الأخطار أيضاً، وفقاً للإحصائيات فإن حوادث الطُرق مؤخراً أصبحت في زيادة كبيرة خاصةً وأن عدد السيارات قد أزداد بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، لكن عدد السيارات الزائد ليس هو السبب الأساسي في الحوادث السيارات العديدة مؤخراً، بل نواة المُشكلة تكمُن في عدم التقيُد بقواعد القيادة الحذرة والتي هي السبيل الوحيد للنجاة والقيادة الآمنة خاصةً في عصرنا الحديث، وللقيادة الحذِرة شروط وأحكام هامة، كما أنها أبسط ما يكون أيضاً، سنعترض العديد منها في هذا المقال، كُل ما عليك هو أن تتقيد بها.
القيادة الحذرة : دليلك لها
أهم قواعد القيادة الحذرة : تجنب كُل ما قد يُشتتك.
ابتعد دائماً عن فعل أمرين مُختلفين عن بعضهم في حياتك، خاصةً وإن كان أحد تلك الأمور هو القيادة، حيث أنك لن تستطع إعطاءك كامل تركيزك إلّا في أحد الأمرين، ومن ثم لن تستطع أن تقوم بأداء جيد في الآخر، تخيل إذا كان أحد تلك الأمور، هو أمراً مُتعلقاً بحياتك أو سلامتك أنت وأُسرتك مثل القيادة، لذا إذا كُنت أنت قائد السيارة فتجنب العديد من الأشياء التي قد تُشتت انتباهك، وتلك الأشياء هُم كُثُر، على سبيل المثال استعمال الهاتف الخلوي وسواءً كُنت تتحدث من خلاله مع أحد أو تُراسل أصدقاءك أو تفعل أي شيء آخر، وفقاً للإحصائيات فإن أغلب حوادث الطُرُق كان أحد أسبابها هو التحدُث في الهاتف الخلوي أثناء القيادة لذا، إذا كان استعمال الهاتف ضرورياً أوقف سياراتك وقُم بفعل ما تُريد ثم باشر قيادتك مرة أُخرى، بجانب الهاتف الخلوي هُناك العديد من المُشتتات أيضاً، منها تناول الطعام أثناء القيادة، أو تشغيل الراديو، كُل هذه الأِشياء. جديرٌ بالذكر أيضاً أنه عليك أن تكون حريصاً أثناء إتباع قواعد القيادة الحذرة خاصةً وإن كان بجانبك طفل أو حيوان أليف، فهم مصدراً مؤثر لتشتيت الانتباه، تأكد من وضع حزام الأمان عليهما حتى لا يكونون سبباً في أية حركة خطيرة مفاجأة مما قد يدفعك إلى عدم الالتزام بقواعد القيادة الحذرة.
إذا شعرت بالنُعاس أثناء القيادة فأنت في خطر
إذا شعرتُ بالنُعاس أثناء القيادة فهذا على الأغلب هو أكثر الأشياء الخطورة على الإطلاق، أكثر خطورةً من أن تقود تحت تأثير الكحول أو المخدرات، كما أن الإحصائيات أثبتت أن السائق الذي يشعُر بالنُعاس أثناء قيادته هو على الأغلب وبنسبة 90% سيقع ضحية اصطدام وحوادث الطُرُق. والمقصود بالشعور بالنُعاس ليس بالضروري أن يغُط السائق في النوم خلف عجلة القيادة، على الرغم من خُطُورة الأمر، لكن القيادة هي أحد الأمور التي تتطلب تركيزاً كبيراً ومُتابعة لما يجري من حولك، لذا حين تغفو لمدة ثانية أو أقل حتى فهذا سيصبح كافياً جداً للتسبب في حادثة طريق لا بأس بها، لذا كُن حذراً. يُمكنك أن تتجنب مثل هذه الغفوات، بالنوم الجيد لمدة ساعة أو أكثر قبل القيادة، بالإضافة إلى أخذ استراحات مُتقطعة خلال القياد، لكي تشرب قليلاً من القهوة أو لتجدد نشاطك بشكل عام، وإن كان هُناك من يستطيع القيادة معك في السيارة يُمكنكم أن تبادلوا الأدوار فيما بينكم قليلاً، كما أنه عليك أن تكون في غاية الحذر من أن تأخذ أحد الأدوية التي تؤدي إلى الشعور بالنُعاس قبل القيادة، تجنب هذا تماماً، قبل أن تأخذ أية دواء قُم بقراءة نشرة التعليمات أولاً.
تقيد دائماً بحزام الأمان حتى وإن كانت السيارة متوقفة
ارتداء حزام الأمان هو أمر ضروري جداً من شروط القيادة الحذرة، طبقاً لدراسات حول هذا الأمر فإن ارتداءك لحزام الأمان يُقلل من خطورة إصابتك بأضرار خاصةً إن وقعت حادثة ما بنسبة 45% على الأقل. أهمية حزام الأمان تكمُن في أنه يمنعك من الاندفاع المُفاجئ خاصةً وإن كانت أحد أكثر الأسباب التي قد ينجُم عنها إصابات خطيرة مثل ارتجاج المُخ والنزيف الداخلي وما إلى ذلك، ولعلك قد تكون سمعت من قبل عن بعض الأشخاص التي وقعت عالقة في سيارتها بسبب عدم قُدرتها على خلع حزام الأمان، كُل هذه القصص تُمثل نسبة ضئيلة جداً من الحوادث، لكن في أغلب الأحيان سيكون حزام الأمان هو أول منُقذيك.
حافظ على هدوءك النفسي والعصبي
مؤخراً أصبحت الطُرق مُزدحمة بشكل تضيق له الأنفاس حقاً، أو حتى التعامُل مع التصرُفات السيئة من السائقين الآخرين وعاداتهم السيئة، لكن لا تدع مثل هذه الأشياء تؤثر عليك أو تُشتت تركيزك حتى لا يصبح الأمر أسوء، تجنب دائماً فعل تصرُفات مُفاجأة أثناء القيادة هذا سيؤثر على حياتك وحياة السائقين الآخرين خاصةً مثل إضاءة مصباح الإضاءة في مُقدمة السيارة، أو ضغط المُتكرر على زِر بوق السيارة فهذا يُسبب كثير الإزعاج أكثر منه تنبيهاً للسائق الذي أمامك، أما إذا كان هُناك أحد السائقين الذين يعترضوا طريقك و يقومون بأشياءٍ خطرة أو ما شابه حافظ على هدوءك وأجعلهم يمروا في سلام بعيداً عن الطريق الذي تمشي فيه دون أن تؤديهم أو يؤذوك فكلما كانوا ابتعدوا أكثر عن طريقك كُلما كان أفضل لك.
لا تنس أن تتبع تعليمات الطُرُق
دائماً ابق عينيك على تعليمات الطُرُق خاصةً وأنها تحمل إرشادات هامة قد تُحافظ على حياتك بالفعل، من ضمنها ألّا تتعدى السُرعة المسموح بها في طريق ما، تذكر دائماً أن التحكُم في سُرعتك أثناء القيادة هو أحد الأمور الهامة والحيوية من أجل الالتزام بقواعد القيادة الحذرة، وتذكر كُلما كان سُرعتك كبيرة بشمل غير معقول كُلما زادت فُرصة الحوادث الخطرة وكلما كانت رد فعلك لمتغيرات الطريق أبطأ مما يزيد من خطورة القيادة، إذا كان كُل ما تسعى إليه هو ادخار عدد قليل من الدقائق للوصول باكراً فإن هذا قد يودي بحياتك في المُقابل. لا تتبع السائقين أمامك فقد يكونوا ليسوا على دراية تامة بما يفعلونه، مما قد يُعرض حياتك وحياتهم للخطر المُحدِق.
كُن حذراً أشد الحذر حين تقوم بالقيادة في الطُرقُ المُحطمة أو المُمتلئة بالمطبات أو المُظلمة خاصةً وإن كان الطقس مُمطراً أو مُمتلئ بالسُحُب الكثيفة، ويُفضل من الأساس عدم القيادة في الطقس غير المُعتدل.
استخدم المرآة بشكل دائم
أثناء القيادة، كثيراً من السائقين لن يتبعوا تلك قواعد القيادة الحذرة، لذا عليك دائماً أن تنظُر إلى تحركاتهم في المرآة الموجودة بالسيارة ودائماً ما تتخذ حذرك حتى تتجنب العديد من الحوادث.
كُن أشد حرصاً عند القيادة في الطرق المليئة بالشاحنات
دائماً اعطِ لمثل هذه الشاحنات مساحة أكبر أمامك خاصةً وأن تحكُم السائق في مثل تلك الشاحنات يكون أصعب لذا توقع دائماً أن تتعرض لخطر ما أثناء القيادة في طريق مثل هذا، خاصةً وأن الشخص الوحيد الذي سيكون عُرضة أكثر للخطر هو سائق السيارة وليس الشاحنة.
دائماً أحرص على الصيانة الدائمة لسيارتك خاصةً عجلات السيارة والزجاج الأمامي للسيارة، خاصةً وأن تلك الأشياء هم الأكثر استخداماً في السيارة.
بذلك نكون قد عرضنا أهم وسائل القيادة الحذرة التي إذا اتبعتها ستتجنب جميع حوادث ومشاكل الطُرق المُعاصرة.
أضف تعليق