من الطبيعي أن يتقيأ الطفل عدة مرات في اليوم عند إرضاعه سواءً كان من ثدي الأم أو عن الحليب الصناعي خاصةً في الشهور الأولى من الولادة، حيث أن معدة الطفل لم تتهيأ بعد إلى تناول الطعام والشراب مما يجعلها تُخرج كمية الحليب الزائد عنها تدريجيًا على شكل جرعات متقطعة، ولكن عند حدوث القيء عند الأطفال بشكل مفرط أو على شكل دفعة واحدة فقد يُشير ذلك إلى وجود حالة مرضية يمر بها الطفل مما تستوجب التحرك الفوري من أجل معالجتها حتى لا تؤثر على الطفل فيما بعد، ولذلك تابعونا في السطور التالية لنتعرف على أسباب حدوث القيء وطرق معالجته منزلياً من هي الحالات التي توجب زيارة الطبيب.
استكشف هذه المقالة
القيء عند الأطفال حديثي الولادة
يُعد القيء عند الأطفال أحد الأعراض الأكثر شيوعاً التي تظهر فور ولادتهم وتستمر حتى عمر ستة أشهر، حيث تمتلئ معدة الطفل بالهواء أثناء عملية الرضاعة ويصعُب عليه إخراجه مما يظهر على شكل دفعات متباعدة تظهر كلما تحرك الطفل أو عند البكاء وكذلك الضحك، بل ويظهر الحليب على شكل قطع تشبه الجبن القريش ويمكن للأم تفادي حدوث تلك من خلال تنظيم عملية الرضاعة.
حيث يُشير الكثير من أطباء الأطفال ضرورة إرضاع الطفل كل ساعتين على أقل تقدير وقد تصل إلى أربعة ساعات، ويجب أن تلاحظ الأم الكمية بالتحديد التي تُشبع الرضيع سواءً كانت عن طريق الحليب الصناعي أو الرضاعة الطبيعية لكي تتجنب حدوث القيء، وكذلك يُفضل أن يتم تجشؤ الطفل بين كل رضعة وأخرى من خلال وضع الرضيع بشكل قائم ثم عمل تربيت أو ضرب خفيف على الظهر عدة مرات حتى تشعر الأم بخروج الهواء من أمعاء الطفل فقد يستغرق ذلك عدة ثواني أو يظل لثمانية دقائق.
القيء عند الأطفال بدون حرارة
أما عن مشكلة حدوث القيء عند الأطفال التي تُشير إلى وجود مشكلة مرضية فهي مُختلفة نوعاً ما، حيث يخرج الحليب من فم الطفل على شكل دفعة واحدة وتخرج بدون بذل أي مجهود بل ويظل الحليب مُحتفظ بقوامه السائل على عكس القيء الطبيعي الذي يخرج على شكل قطع من الجبن، وغالباً ما يظهر التقيؤ المرضي بعد نوبات السعال أو حين تظهر على الطفل أعراض أخرى مثل البكاء المستمر، ولاسيما عند ركوب السيارات حيث أن أمعاء الطفل تتأثر بذلك كثيرًا وتبدأ في إخراج ما بداخلها لكي يرتاح الطفل وتبدأ أعراض التقيؤ في الانسحاب تدريجيًا.
القيء عند الأطفال مع ارتفاع درجة الحرارة
ولكن عندما يُصاحب تلك الحالة ارتفاع في درجة حرارة الطفل أو رفض الرضاعة لعدة أيام متواصلة مع الإصابة بالإسهال فهنا تُشير إلى وجود مشكلة ما في الأمعاء مثل الالتهابات أو حدوث انسداد في الأمعاء بسبب الإصابة بالإمساك، أو الإصابة بفيروس ما أو عدوى بكتيرية أدت إلى ذلك، وهنا يوجب التحرك الفوري وزيارة الطبيب من أجل فحص الرضيع حيث يوم بتشخيص الحالة من خلال قياس درجة حرارة الطفل وتفحص الحلق واللوزتين وكذلك الأذن فقد يكون ذلك التقيؤ سببه حدوث التهابات في الأذن الوسطى أو بسبب التهاب السحايا.
بل وقد يكون سبب ذلك حدوث عدوى بكتيرية تصل إلى الجسم عبر المسالك البولية وبالتالي تؤثر على الكليتين، ولكن بشكل عام غالباً ما يُصيب الأطفال مشكلة القيء عند حدوث مشاكل في الجهاز الهضمي بسبب تناول طعام ملوث أو حدوث تسمم غذائي بل وقد تكون أعراض جانبية بسبب تناول بعض العقاقير الطبية ذات المادة الفعالة التي تؤثر على الجسم، ولذلك يُفضل استشارة الطبيب في ذلك لتفقد تلك الأعراض أو لتجنب حدوث أي مضاعفات خطيرة.
القيء عند الأطفال بدون إسهال
أما عن حدوث مشكلة القيء عند الأطفال ولكن بدون ظهور أي أعراض أخرى جانبية أو بدون إسهال فهي لا تُعد أمر خطير للغاية فهي تكون حالة مؤقتة وغالباً ما تختفي بدون أي تدخل من قبل الأم، ولكن في حال تعرض الطفل لنوبات من الإسهال لا تنقطع ففي تلك الحالة قد تنذر بوجود عدوى فيروسية أو الإصابة بالحمى الشديدة التي تؤثر على حركة الأمعاء ونسبة السوائل في الجسم.
مما تؤدي إلى حدوث مشكلة التقيؤ بجانب الإسهال وبالتالي يتعرض الطفل إلى خطر الجفاف الشديد ولذلك يفضل إعطاء الطفل جرعات من السوائل بجانب بعض العقاقير الطبية والمحاليل التي تحافظ على نسب المعادن والأملاح والسكريات في الجسم والتي تفقد بشكل تلقائي عند حدوث الإسهال والتي يكون الطفل في أمس الحاجة إليها في تلك الفترة.
وقد يُصاب بعض الأطفال بمضاعفات خطيرة عند استمرار فترة القيء قد تصل إلى خروج قطرات من الدماء من فم الطفل أو التأثير على الرؤية بجانب الدخول في نوبات من الإعياء الشديد وآلام في الصدر خاصةً عندما يصاحبه سعال.
نصائح للأم لتجنب حدوث القيء عند الأطفال
هناك بعض النصائح التي يجب على الأم الأخذ بها عند حدوث مشكلة القيء عند الرضع إذا كانت حالة مؤقتة وهي تتمثل في خروج الهواء من أمعاء الطفل بعد كل رضعه كما ذكرنا في الأعلى حتى تُساعد على هضم الطعام ونمو الطفل بشكل طبيعي، ولكن في حال الإصابة بالتقيؤ المزمن أو الذي يصاحبه ارتفاع في درجة الحرارة أو الإسهال أو البكاء الشديد ففي تلك الحالة يجب زيارة الطبيب على الفور لكي يقوم بفحص الطبيب ووصف العلاج المناسب والذي غالباً ما يعتمد على مضادات الهيستامين التي تعمل على وقف القيء.
فضلاً عن إعطاء الطفل بعض الأطعمة الصحية والخضروات والفواكه الطازجة والبعد تماماً عن المنتجات المُعلبة أو التي تحتوي على مواد حافظة، وكذلك يُفضل غسل وتعقيم أدوات الطفل بشكل كبير حتى لا يُصاب بأي بكتريا أو فيروسات ضارة، وكذلك يُفضل عدم إضافة أي من أنواع التوابل أو البهارات إلى طعام الطفل فقط يتم نثر القليل من الملح أو السكر للطعام حتى لا يُصاب الطفل باي مضاعفات أو مشاكل صحية فيما بعد.
وليس هذا فقط بل ويفضل التقليل من الأطعمة الدسمة أو التي تحتوي على نسب عالية من السكريات أو النشويات والدهون حيث تظن الأم إنها بذلك تساعد على سرعة نمو الطفل أو زيادة وزنه، وكذلك يجب الاهتمام دائماً بنظافة الطفل وخاصة اليدين حيث يقوم الطفل بوضعها في فمه وبالتالي تكون العامل الأول في نقل البكتريا ونقل الجراثيم من الوسط الخارجي إلى معدة الطفل، وكذلك يُفضل عزل الرضيع عن الأشخاص المصابين بالعدوى البكتيرية أو الفيروسية خاصةً الأخوة أو باقي أفراد الأسرة.
وفي النهاية نكون قد استعرضنا لكم كافة التفاصيل الخاصة بمشكلة القيء عند الأطفال وكيف يمكن معالجته منزلياً إذا كان حالة مؤقتة وما هي الحالات المرضية التي تستوجب زيارة الطبيب، وكيف يُمكن تجنب إصابة الطفل بالعدوى البكتيرية التي تسبب فيما بعد مشكلة التقيؤ.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق