القولون العصبي هو أحد أمراض الجهاز الهضمي وعادة ما يحمل طابعا مزمناً يتفاقم بشدة في بعض الأوقات ويعتريه الهدوء في البعض الآخر، وقد كان شائعا في السابق أن القولون العصبي هو مجرد عرض من أعراض التوتر النفسي وليس مرضاً حقيقياً، ولكن مع سرعة انتشاره في الآونة الأخيرة تم تصنيفه على أنه أحد الأمراض الباطنية السيكوسوماتية وهي تلك الأمراض التي تسبب أعراض جسدية ونفسية وأعراض القولون العصبي تتمثل في اضطرابات معوية حادة تشمل انتفاخ البطن وحدوث غازات وألم شديد في المنطقة اليسرى من البطن إضافة إلى مشاكل هضمية مثل الغثيان، كما يسبب القولون اضطرابات نفسية تتمثل في الشعور بالحزن والقلق المفرط وهناك حالات قد يصل الأمر معها إلى الشعور باكتئاب حاد ورهاب اجتماعي وخوف غير مبرر من أشياء عادية، وكما ذكرنا آنفا فإن مرض القولون العصبي من الأمراض التي تحمل طابعا مزمنا ولم يتوفر لها علاج قاطع حتي الآن ولكنه أيضا يأتي على شكل نوبات يزداد أحيانا ويقل أحيانا أخري ولذا سنحاول في هذا المقال أن نتناول الأمور التي يجب فعلها من أجل علاج هيجان القولون العصبي منزليا هذه الأمور تتمثل في الآتي:
حلول عملية لمشكلة القولون العصبي
اتباع نظام غذائي خاص
بما أن القولون العصبي هو أحد أمراض الجهاز الهضمي فيجب مراعاة بعض الأمور الغذائية حتي نتجنب تهيجه، ومن تلك الأمور؛ أن حاول قدر الإمكان تقليل تناول الأطعمة المقلية والدسمة واللحوم الحمراء والزيوت ومنتجات الألبان لأن هذه الأطعمة تصعّب عملية الهضم وتزود من آلام البطن، كما يجب الابتعاد عن الأطعمة الحريفة؛ وهي الأطعمة التي تحتوي على الشطة والكثير من التوابل، والابتعاد عن المشروبات التي تحتوي على كافيين، والابتعاد أيضا عن الأطعمة التي تسبب انتفاخ البطن مثل البروكلي والملفوف، كما يجب أن يتم التوقف عن التدخين نهائيا لأنه يزود من حدة أعراض القولون العصبي، ويساعد شرب الكثير من أكواب المياه على تخفيف أعراض القولون العصبي كما أن تناول وجبات صغيرة بشكل متكرر يكون مناسب أكثر من تناولت وجبات كبيرة لثلاث مرات ويفضل أن تكون تلك الوجبات الصغيرة من الأطعمة المسلوقة، ومن الجدير بالذكر أن اتباع التعليمات الغذائية السابقة لا يتم طوال الوقت وإلا لن يستطيع كائنا من كان أن يتبعها وإنما يسري العمل وفقها في أوقات تهيج القولون العصبي فقط.
تناول المشروبات السائلة الصحية
عندما يتعرض القولون العصبي للتهيج يشعر المريض بفقدان الشهية ولا يرغب في تناول المزيد من الطعام ولذلك يلجأ المريض إلى تناول المشروبات والعصائر ومن المهم أن يتناول مريض القولون المشروبات التي تساعده على التخلص من هياج القولون العصبي ومن السوائل التي تساعد على تهدئة القولون عصير التفاح والذي يساعد على تشجيع حركات الأمعاء ويحسن من وظائف الكبد والجهاز الهضمي كما يعمل على خفض السموم في الجهاز الهضمي، وتناول كوب من عصير التفاح صباحا يعد أفضل وسيلة لتطهير القولون، وهناك أيضا لبن الرائب الذي يسهل عملية الهضم كما يخلص الجسم من البكتريا السيئة حيث أن الكالسيوم الموجود في اللبن يعمل على تثبيط نمو الخلايا السيئة الموجودة في بطانة القولون، هذا ويعد عصير الليمون من المشروبات ذات الأثر القوي في علاج القولون وذلك كونه أحد أهم مضادات الأكسدة الطبيعية كما يحتوي على الكثير من فيتامين سي المفيد جدا للجهاز الهضمي كما يساعد عصير الليمون على تنظيف الجسم من السموم ويمد الفرد بالطاقة التي يحتاجها ويحسن من وظائف الكبد.
تناول الأعشاب الطبيعية
يمكن الاعتماد على تناول الأعشاب الطبيعية من أجل حل مشاكل الهضم ومشاكل تهيج القولون العصبي وذلك لأنها تكون ذات طابع مهدئ ولها آثار طبية إيجابية ومن الممكن في بعض الأحيان أن تُغني عن تناول الأدوية ذات الآثار الجانبية السلبية ومن أهم تلك الأعشاب الطبيعية المهدئة: الزنجبيل والذي يعمل على استرخاء عضلات المعدة والأمعاء كما أن تناوله يمنع الغازات وعسر الهضم والمغص وزيت السمسم الذي يعمل على تسهيل الهضم والإخراج وذلك كونه ملين للأمعاء، والزعتر الذي يعمل على القضاء على آلام الجهاز الهضمي، وكذلك الينسون الذي يُعرف بأثره القوي في تهدئة الأعصاب والتخفيف من حدة التوتر والقلق وبالتالي يمكنه المساعدة على تهدئة القولون العصبي والحد من تهيجه، ومن الجدير بالذكر أن تناول الأعشاب الطبيعية يتم التعامل معها مثل التعامل مع الأدوية فلا يجب الإسراف أبدا في تناولها بحجة أنها طبيعية فعلى سبيل المثال يؤدي الإسراف في تناول الجنزبيل إلى انخفاض ضغط الدم وعدم انتظام ضربات القلب، كما أن تناول الزعتر بكثرة يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم كما يعتبر الزعتر منشط قوي للرحم ولذا على الحامل أن تتناوله بحذر وتبتعد عنه خلال شهور حلمها الأولى.
ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم
من المعروف أن تهيج القولون العصبي قد يحدث لأسباب عضوية أو أسباب نفسية مثل التوتر والقلق ولذا ولكي يتم تجنب الأسباب النفسية لتهيج القولون العصبي علينا بممارسة التمارين الرياضية بانتظام وذلك لدورها القوي في القضاء على التوتر والحد من القلق كما تساهم ممارسة الرياضة في تحسين عمل الجهاز العصبي والهضمي، كما يجب على مريض القولون العصبي أن يغير من نمط حياته ويُدرج الرياضة كروتين يومي لا يمكن الاستغناء عنه وذلك حتي يضمن أن تتباعد نوبات هياج القولون العصبي ومن الممكن أن تقل كثيرا مع الوقت ومع التأكد من الانتظام، كما أن ممارسة التمارين الرياضية له دور قوي في منح الفرد الكثير من الثقة بالنفس وقوة الشخصية مما يجعله أقل عرضة للاستجابة لضغوط الحياة اليومية والاستسلام لظروف الواقع المُعاش.
تناول الأدوية الطبية للقولون العصبي
في حال أحس مريض القولون العصبي بأن الاضطرابات التي يشعر بها قد زادت حدتها رغم الحرص على الالتزام بكل التعليمات السابقة فعليه في ذلك الوقت أن يلجأ إلى تناول الأدوية الطبية؛ فعلاج الغازات على سبيل المثال يتم بتناول دواء ديسفلاتيل وموكستال بلس ومسكن الآلام يمكن تناول باسكوبان وليبراكس وكبسولات زيت النعناع، كما يمكن استخدام الملينات المتعددة لعلاج الإمساك وهناك أيضا دواء ايموديوم للإسهال وبالنسبة لاضطرابات القولون العصبي النفسية يمكن استخدام أدوية مضادة الاكتئاب ولكن يجب الحرص على تناول تلك الأدوية بحذر بالغ وتحت إشراف طبي صارم.
هناك قول شائع وذائع الصيت في الأوساط الطبية يؤكد على أن مريض القولون العصبي هو طبيب نفسه بمعني أن مسئولية التحكم في مستوي المرض تقع كاملة على عاتق المريض؛ فهو الذي بيده جميع مفاتيح العلاج وهو من سيستطيع الخروج من نوبة هياج القولون العصبي إذا قام بالالتزام بالوصايا السابقة، ويجب على مريض القولون العصبي أن يعتاد مصاحبة المرض ويحاول التقليل من نوبات هياجه على الأقل فإضافة إلى كل الوصايا السالف ذكرها يجب أن يضع مريض القولون نصب عينيه أن توتره الزائد وتفاعله المبالغ فيه تجاه الأحداث اليومية التي يمر بها لن يغير كثيرا من تلك الأحداث ولن يقم بأي حال من الأحوال بحل المشكلات التي يتعرض لها ولذلك يجب عليه أن يسلك مسارا مختلفا وبعيدا عن التعامل مع وقائع الحياة بالتوتر والخوف والقلق وعليه أن يعتاد المواجهة وأن يتعود التفكير بشكل غير مألوف لأن الألم الذي يشتد على الجانب الأيسر من البطن لن يساعد بالطبع على حل مشكلاته.
أضف تعليق