لا يستطيع الإنسان أن يعيش دون أن يترك خلفه كمية من القمامة المنزلية أو المخلفات، وتختلف طبيعة تلك القمامة من مكان إلى آخر فالقمامة الناتجة عن الاستخدام المنزلي تختلف عن القمامة التي تخلفها المحلات التجارية والمؤسسات العامة أو المطاعم والفنادق والتي تختلف بدورها عن القمامة التي تخلفها الورش والمصانع، وجدير بالذكر أن الدول تختلف في طريقة التخلص من تلك النفايات أو القمامة؛ حيث تعتبرها الدول المتقدمة كنزا مفقودا لا بد أن تستفيد منه بقدر الإمكان، وذلك يختلف عن الدول النامية التي تهدر ذلك الكنز من خلال حرق القمامة بما تحويه من مكونات ذات قيمة عالية، بل قد يزداد الأمر سوءا من خلال إلقاء القمامة في المجاري المائية أو على جوانب الطرق مما يهدد بحدوث كارثة بيئية من تلوث للمياه أو الهواء أو انتشار الميكروبات والأمراض المختلفة، ويتناول هذا المقال القمامة المنزلية ككنز ضائع، وكيفية الاستفادة منها من خلال إعادة تدويرها، وأيضا أهمية تدوير القمامة.
طرق استخدام القمامة المنزلية في كسب المال
القمامة المنزلية كنز ضائع
لقد بدأ الاهتمام بمشكلة القمامة المنزلية منذ عام 1970 عندما بدأت الدعوة إلى يوم الأرض، ومنذ ذلك الحين بدأ الكثير من المدافعين عن البيئة والمهتمين بشئونها ينادون بضرورة التخلص من القمامة بأسلوب علمي أو إعادة تدويرها والاستفادة من قيمتها العالية دون الإضرار بالبيئة، وبدأ الكثير من الباحثين في دراسة عملية تدوير المخلفات التي كانت تمثل عبئا على كثير من الدول خاصة النامية منها، فعلى سبيل المثال تخلف مصر من القمامة -حسب تقرير وزارة البيئة المصرية- حوالي 70 مليون طن سنويا بالإضافة إلى 22 مليار طن من التراكمات القديمة، كما أشار التقرير إلى أن مدينة القاهرة الكبرى تخلف من القمامة المنزلية ما يقرب من 20 ألف طن يوميا، والغريب في الأمر أن سعر الطن في القمامة يقدر بحوالي ستة آلاف جنيه مصري بما يشتمل عليه من مكونات عالية القيمة يمكن تدويرها والاستفادة منها في حين أن مصر تنفق مليارات الجنيهات على تدهور البيئة بسبب العجز عن تدوير القمامة والتخلص منها بأسلوب علمي، وبعد إنشاء مصانع في الدول المتقدمة لتدوير جميع أنواع القمامة سواء كانت الصلبة أو الورقية أو البلاستيكية أو المواد الغذائية وغير ذلك أصبحت القمامة المنزلية كنزا مهدرا لا تدرك قيمته إلا الدول المتقدمة فقط التي عملت على الاستفادة منها بقدر الإمكان.
عمليات تدوير القمامة المنزلية
تعتبر القمامة المنزلية كنزا عالي القيمة يمكن أن يكون سببا من أسباب الرخاء الاقتصادي للعديد من الأسر إذا تمت الاستفادة منها بصورة علمية سليمة، وقد أثبتت الأبحاث العديدة أن تدوير القمامة يمكن أن يوفر العديد من احتياجات الناس اليومية، ولا بد من فصل مكونات القمامة أولا بحيث تكون المواد الصلبة منفردة في مكان خاص وكذلك المواد البلاستيكية وأيضا الورق والكرتون يكون منفصلا، كما يجب فصل المواد العضوية في مكان مستقل أيضا، وفيما يلي أهم الأفكار المفيدة في تدوير القمامة المنزلية بصورة مبتكرة أو نافعة:
تدوير القمامة البلاستيكية
يمكن استخدام المواد البلاستيكية في العديد من الاستخدامات فعلى سبيل المثال تستخدم الزجاجات البلاستيكية في مشاتل الزينة، أما الأكياس البلاستيكية فيمكن استخدامها في حفظ الأحذية أو الكتب والألعاب والملابس، ويمكن استخدامها كأكياس لفصل أو تجميع القمامة المنزلية، كما يمكن تجميع بقايا الزجاجات والأكياس البلاستيكية غير الصالحة للاستخدام وبيعها لإعادة تدويرها في مصانع المواد البلاستيكية.
تدوير القمامة المنزلية الصلبة والزجاج
يمكن أن تمثل العلب أو الصناديق الفارغة تحفا فنية ذات منظر جمالي جذاب إذا تم تدويرها في المنزل من خلال تزيينها ببعض أشرطة الزينة وتلوينها أو تزيينها بالورق الملون وذلك لصناعة علبة أقلام أو حصالة أطفال أو فازه للورد أو علب هدايا أو علب لوضع نباتات الزينة فيها، كما يستخدم الزجاج في صناعة التحف الفنية المزخرفة أو المصابيح الكهربية، ويمكن تجميع بقايا تلك العلب والصناديق والزجاج غير المستخدم لبيعها لمصانع التدوير.
تدوير الورق والكرتون
يمكن الاحتفاظ بالأوراق المطبوع عليها من جانب واحد واستخدامها في الكتابة على الجانب الأبيض أثناء المذاكرة أو التخطيط وغير ذلك، أما أوراق تغليف الهدايا والمجلات والصحف القديمة يمكن الاحتفاظ بها لاستخدامها في تغليف الهدايا مرة أخرى، بل يمكن تجليد الكتب المدرسية بها للحفاظ عليها، وكذلك تزيين الصناديق أو علب الأقلام أو صناعة ألبوم للصور وغير ذلك، وأيضا يستخدم الكرتون في صناعة صناديق مزينة لأغراض مختلفة سواء للهدايا أو لتجميع القمامة أو حفظ الأدوات والكتب وغير ذلك، كما يمكن تجميع بقايا الورق والكرتون غير المستخدم أو الممزق من القمامة المنزلية في مكان خاص ثم بيعها بعد ذلك لمصانع إعادة تدوير الورق.
تدوير الملابس والأقمشة القديمة
يمكن استخدام الملابس والأقمشة أو الجوارب القديمة في صناعة وسادات للنوم والجلوس عليها أو عرائس للأطفال أو صناعة مناشف المطبخ أو مناشف السفرة بعد تزيينها ببعض أشرطة الزينة القماشية، كما يلاحظ أن كثيرا من الناس يتخلص من الملابس القديمة بأزرارها وأحزمتها، لذلك يمكن الاحتفاظ بتلك الأزرار أو الأحزمة لإعادة استخدامها مرة أخرى، كما يمكن تجميع الملابس القديمة إذا كانت صالحة للاستخدام وبيعها أو التبرع بها للمؤسسات الخيرية التي تساعد الفقراء بدلا من إلقائها في القمامة المنزلية أو حرقها.
تدوير فضلات الطعام
بعد فصل مكونات القمامة المنزلية عن بعضها يمكن الاستفادة من فضلات الطعام في إعداد مواد غذائية للطيور أو الحيوانات المنزلية، وأيضا يمكن تغليف ما يزيد عن حاجة الأسرة والتبرع به للأسر الفقيرة، كما يمكن استخدام بقايا الطعام من قشور الطعام والفواكه وقشور البيض والخضروات والبذور والنوى وبقايا الشاي أو القهوة والمشروبات الأخرى واستخدامها لتكون أسمدة عضوية نافعة لتسميد النباتات المنزلية والحدائق وغير ذلك، ويمكن البحث عن طرق صناعة الأسمدة العضوية في المنزل والتي تعد أقل تكلفة وأكثر فائدة من الأسمدة الكيماوية.
أهمية تدوير القمامة المنزلية
تعتبر عملية تدوير القمامة بجميع أنواعها عملية اقتصادية من الدرجة الأولى لا تستفيد منها سوى الدول المتقدمة فقط ومنها أمريكا وسويسرا وألمانيا، وفيما يلي نذكر أهم الفوائد والمنافع التي تعود على الدولة من عملية تدوير القمامة:
- تمثل القمامة مصدرا عظيما وثروة من الثروات المهدرة في كثير من الدول؛ حيث تحتوي على كميات كبيرة من المواد المعدنية والبلاستيكية والورقية أو العضوية.
- إن إعادة تدوير القمامة يعمل على تنظيف البيئة من كثير من الميكروبات والملوثات التي تؤدي إلى انتشار الأمراض بسبب تراكم أكوام القمامة المنزلية في الشوارع والطرقات؛ وبالتالي تقل نسبة الإنفاق على الصحة لقلة انتشار الأمراض.
- إن إنشاء مصانع لإعادة تدوير القمامة يوفر آلاف فرص العمل للشباب ويقضي على البطالة بالإضافة إلى المساهمة في النمو الاقتصادي للدولة.
إن الاستفادة من القمامة المنزلية وإعادة تدويرها في المنزل أو فصل مكوناتها وبيعها يعد ثروة قومية هائلة إذا تم استغلالها بصورة جيدة، ويمكن لربة المنزل أن تستغل تلك المخلفات في صناعة العديد من التحف الفنية الرائعة وأواني الزهور وساعات الحائط أو أدوات المطبخ أو فراشات الزينة أو أباجورة أو فازه ورد أو أشجار للزينة ومقلمة أطفال وغير ذلك من المنافع الكثيرة التي يمكن الاستفادة منها أو بيعها، وقد تناول هذا المقال قيمة القمامة المنزلية وبعض الأفكار لإعادة تدويرها وكذلك أهمية تدوير القمامة للإنسان والبيئة.
أضف تعليق