عملية تحسين القدرة الكتابية ليست بالأمر الصعب، فتعتبر مهارة الكتابة من المهارات التي قد تولد مع الانسان على انها موهبة، الكثيرون يولدون ولديهم القدرة على صياغة الأفكار لديهم ووضعها في إطارها المناسب بحيث تصل الفكرة إلى القارئ بطريقة غاية في السهولة واليسر، البعض الأخر يجدون الصعوبة في وضع الأفكار التي تتولد في عقولهم إلى الورق بصيغة مفهومة تجعل من قراءتها أمرا مفهوما، وبالتالي إن نقل الفكرة إلى الورق هي العملية التي تعتبر العائق لديه، لهؤلاء الأشخاص، هناك العديد من النصائح التي قد تساعدهم في الحل، تساعدهم في القدرة على بناء الجملة، وتنظيم الأفكار، في المجمل فمعظم هذه النصائح ستكون عبارة عن أشياء بسيطة جدا، المهم هو تداركها بالممارسة والتي ستحولها إلى عادة في النهاية يستطيع ممارستها كلما جاءته فكرة ما وحاجة إلى نقلها إلى نصوص.
استكشف هذه المقالة
دون الفكرة حالما تلمع في عقلك يحسن القدرة الكتابية
قد تعتبر العلاقة بين الفكرة والصياغة علاقة مهمة، فلا يمكن أن يولد أي مقال أو كتاب أو أي تدوينه دون وجود الفكرة، الفكرة هي الشمعة التي تنير الطريق لوضع النقاط والخطوط على الورق، ولهذا إن كان الشخص ممن تتولد لهم الأفكار بسهولة فهو شخص محظوظ، الأكثر حظا هو من يمكنه أن ينقل تلك الأفكار إلى الورق، لمن يعانون من هذه الخطوة عليهم بالنصيحة الآتية وهي محاولة كتابة الفكرة في أول لحظة تخطر في مخيلتهم وذلك من أجل تحسين القدرة الكتابية ، عليهم أن لا يتركوا الفكرة تتبخر، المهم أن يضعوا الصورة العامة للفكرة على أول ورقة يجدها أمام، لاحقا سيجد الحل للمقال أو الكتاب، المهم أن لا تضيع تلك الفكرة.
ضع الإطار الأولى للمقال على صورة كلمات ونقاط معينة
النقطة التالية والتي تعتبر عامل كبير في تحسين القدرة الكتابية هي الانتقال إلى الخطوة التالية المهمة وهي نقل تلك الأفكار إلى خطوط عريضة وإطار إلى المقال، هذه النقطة لا تتطلب الانتقال السريع، المهم أن يكون لك التصور حول كيفية جعل تلك الفكرة تكبر اكثر وان تصبح صالحة للتدوين، هناك الكثير مما لديك لتفعله، واهمها التقسيم ما بين المقدمة والتمهيد والانتقال إلى العقدة في الموضوع، ومن ثم الحلول المطروحة مثلا ولاحقا يمكنك أن تنتقل إلى الخاتمة والنتيجة، هذا التسلسل هو الإطار العام لكل مقال، أو كتاب أو رواية إذا ما دققت فيه، إذا يمكنك أن تتبع ذات النهج، فهو سيسهل عليك الكثير، المهم أن تستطيع أن تصور العقدة وان تصيغ الحلول.
قم بالكتابة سريعا، اجعلها مسودة أولا
انتهيت من وضع الفكرة والتصور الأولى لها، الآن عليك استكمال المهمة عن طريق الكتابة، قم بالكتابة كما يخطر في بالك، ويفضل أن لا تقوم بالتدقيق أو التفكير الكبير في الأمر، اجعل الأمر يتسرب ما بينت دماغك وبين أصابعك كالرمال الناعمة أو الماء، المهم أن تبدأ بالكتابة وتعبئة الفراغ في الصفحات، فأنت الآن تقوم بصياغة المسودة الأولى لما تقوم بتدوينه ومن الطبيعي إن النموذج الأول لأي شيء نبتكره أو نصنعه أن يحتوي على العديد من الأخطاء، هذا الأمر يمكن تداركه لاحقا دوما، لديك الوقت للقيام بهذا الأمر المهم أولا أن تشعر الإنجاز، وانك انتقلت إلى الخطوة التي تمكنك من عرض التصور.
اعرض الفكرة والمسودة على آخرين لطرح النصائح
انت الآن جاهز لعرض أفكارك على الآخرين، يمكنك أن تقوم بذلك، عليك اختيار الأصدقاء الذين يمكنك أن تعرض أفكارك عليهم، ومن ثم أن تقوم بطرح المسودة ليقرؤوها إن الأمر مفيد من ناحية أن تعدد الأفكار يعتبر مجالا للتصحيح والتنقيح وهو أمر جيد للغاية ويقوم بتحسين القدرة الكتابية بشكل كبير، وبالتالي هذا الشيء يجعل الأمر اكثر سهولة بالنسبة لك لاحقا عند وضع النسخة النهائية للمقال أو المكتوب، عمليا أن تقوم بالانتقال إلى المرحلة التي تجعل المكتوب معروض ومقروء إلى الآخرين، بعد اأن يقوم الآخرين بقراتها اطلب أن يقوم كل منهم بوضع بعض النقاط الأساسية في ما قرأوه وان تطلب منه تحديد مكان القوة والخلل، احفظ جيدا هذا الأمر حتى يمكنك أن تتنقل بسهولة إلى ما ستقوم بنشره.
اجعلها كالنبتة، البذرة أولا
في بعض الحالات ينبغي عليك أن تتعامل مع ما تكتب كما تتعامل مع النبتة التي تقوم بزراعتها، أي أن تصبر عليها، بالطبع هذا الأمر لا يشمل جميع ما تكتب ولكن بحسب طبيعة الحالة والفكرة، الأمر يتطلب العناية والصبر والاهتمام، إذا اجعل المسودة لبضعة أيام، فكر ما طرحه عليك أصدقاءك من أفكار، تمعن فيها، قد يكون الابتعاد عن الفكرة الرئيسية أحيانا، هو المثير، فهو سيساعدك على جلب أفكار جديدة انت بحاجتها، لذات الفكرة، أي انها كالسماد والماء لها، فكما قلنا أن ما تقوم بطرحه هو كالنبتة التي تحتاج إلى الفضاء أحيانا والى الطعام حتى تنضج ويمكنها أن تكبر وتصبح جاهزة للقطف.
حاول أن تبقي مقالك قصيرا قدر الإمكان ولكنه مشبع بالأفكار
في حال كانت كتابتك هذه عبارة عن احد المقالات، فيفضل أن تحاول أن تختصر في هذا المقال إلى الحد الذي يجعلك قادرا على إشباع أفكارك وعرضها، إن من اكثر الأمور التي قد تتسبب في المقتل لأي تدوينه أو مقال أو حتى كتاب يرغب كاتبه بنشره هو أن يذهب إلى حد الإطالة فيه دون داع أو مسوغ، هذه الإطالة تعني الملل بالنسبة إلى القارئ، والملل ألد أعداء المقال، فمن الطبيعي أن القارئ يبحث عن المتعة والفائدة عندما يقرأ مقال أو كتاب ما، لكن عندما تصل به القراءة إلى الملل، سيضطر إلى إغلاق الكتاب والاتجاه ناحية أمر أخر يعطيه المتعة والفائدة التي يرغب بها.
لا تحاول أن تكون متكاملا في الكتابة أول مرة
عندما تكتب لأول مرة حاول أن تجعل كتاباتك تمثل أفكارك، انت الآن في مرحلة طرح الفكرة وكما قلنا عن المسودة انت لا تحتاج إلى الإتقان في المسودة، انت تحتاج إلى العثور على القيمة في المقال والوصلات التي تساعدك على استكماله، لاحقا ستستطيع صقل الفكرة كما يصقل الألماس، إن الإسراف في محاولة الإتقان من المرة الأولى قد يؤدي إلى ضياع الفكرة وضياع الوقت وإهداره، وقد يضطرك لاحقا إلى إعادة صياغة الفكرة من جديد في مقال واحد، إن من اهم النصائح أن تبتعد عن فكرة التكامل، فلست بحاجته في المسودة، بل عندما تختمر كامل الفكرة.
أضف تعليق