تسعة
الرئيسية » تعليم وتربية » لغات » كيف تفرق بين الفعل المتعدي واللازم في اللغة العربية؟

كيف تفرق بين الفعل المتعدي واللازم في اللغة العربية؟

الفعل المتعدي واللازم من قواعد اللغة العربية، حيث توضّح هذه القاعدة كيف يعمل الفعل، وكيف تكون وظيفة الفعل المتعدي واللازم ، مع شرح الفرق بينهما، وطريقة صوغ العبارة بطريقة صحيحة، وكيف ينصب الفعل مفعولًا به.

الفعل المتعدي واللازم

اللغة العربية مليئة بالقواعد المفيدة والمثمرة، وما علينا محاولتنا الإلمام بهذه القواعد، لأنها تفيد بعد ذلك في أسلوب كلامك، خاصة إذا كنتَ صاحب لسان فصيح، ومما يجدر بنا معرفته، هو كيفية عمل الفعل، وكيف يؤثر في الجملة، وما إعراب الذي يأتي بعده، وهل هو فعل متعدي أو لازم، فضلًا عن كونه ماضٍ أو مضارع أو أمر، وكيف يكون الفعل متعدي مرة، ولازم مرة أخرى.. وهكذا، وعلى دارسي اللغة العربية أيضًا معرفة هذه القاعدة المهمة، لمساعدتهم في تكوين جمل صحيحة، ومن خلالها يستطيع الدارس المجيء بأمثلة مختلفة، وذهنه يكون حاضرًا كلما طلِب منه. والفعل المتعدي واللازم من القواعد النحوية، وسوف نتعرف من خلال هذه القاعدة على إعراب المفعول به، ونوع الفعل، وسرد عدة أمثلة توضّح الفرق بين المتعدي واللازم، فسيكون حديث هذا المقال عن هذه القاعدة المهمة، وكيفية الإتيان بها في الجملة.

تعريف الفعل المتعدي واللازم

الفعل المتعدي واللازم تعريف الفعل المتعدي واللازم

نبدأ بالفعل المتعدي، وهو الفعل الذي لا يكتفي بفاعله، بل يتعدى مهمة الرفع، فينصب مفعولًا به أو أكثر، إلى مفعولين وثلاثة مفاعيل، إذن فمهمة الفعل المتعدي الرفع والنصب. أما الفعل اللازم، فهو الذي يكتفي بالفاعل، ولا يتعدى الرفع، فحين إذن يعتبر فعل غير متعدٍ، فمهمته الرفع فقط، ولا ينصب أي مفعول، إلا إذا تم ذلك بواسطة معينة، سوف نوضّحها بعد ذلك. والسؤال هنا: ما علامة كلٍ من الفعل المتعدي واللازم ؟ هناك طريقة بسيطة، يمكنك التعرف من خلالها على نوع الفعل، ونوضّح بمثال: ذهبَ محمدُ إلى المدرسة، هنا الجار والمجرور “إلى المدرسة”، إذا حذفنا حرف الجر منها لا يقبل المعنى ذلك، لذا الفعل “ذهب” لم ينصب هنا مفعولًا، إذن هو فعل لازم، أما المثال: ضرب محمدُ عليًا، هنا “عليّ” مفعول به، إذن الفعل “ضرب” متعدي، وأيضًا يمكنك التعرف على الفرق بينهما من معنى الفعل نفسه، فنلاحظ في الفعل “ذهب” أنه اكتفى بالفاعل فقط، لأنه لم يحتاج إلى مفعول، بينما الفعل “ضرب” لم يكتفِ بالفاعل، بل احتاج للمفعول ليوضّح مَن ضَربَ محمدُ!.

شرح الفعل المتعدي واللازم

كما ذكرنا سابقًا، أنّ المتعدي واللازم قاعدة نحوية، وقمنا بتعريفهما، والفرق بينهما، وهنا سوف نشرح القاعدة بالتفصيل مع التوضيح بالأمثلة، وإليك بعض الأمثلة: “اقتربتٌ السفينةُ من البر”، “جلستُ على الكرسيّ”، “قامتٌ الأمُ بتجهيز الطعام”، فالأفعال “اقترب، وجلس، وقام” لازمة، لأنّ ما جاء بعدها جار ومجرور “شبه جملة”، واكتفت هذه الأفعال برفع فاعلها، وعدم تعديها لتنصب مفعولًا به، وكذلك في المثال: “وضعتُ الكتاب فوق المنضدة”، فهنا الفعل وضَعَ لازم لأن ما أتى بعده ظرف مكان “شبه جملة” أيضًا. وفي الأمثلة: “شاهد الجمهورُ المباراةَ”، “أكلتُ الطعامَ”، “غفر اللهُ الذنوبَ”، الأفعال “شاهد، ووضع، وغفر” متعدية، ونصبت المفاعيل السابقة “المباراة، والطعام، والذنوب”، ولم تكتفِ بفاعلها فقط، ونشير إلى: أن الأفعال في الأمثلة السابقة نصبت مفعولًا واحدًا، لكن هناك أفعال تتعدي إلى أكثر من ذلك، لتنصب مفعولين أو ثلاثة، كأفعال “ظنّ وأخواتها”، لتنصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر، وأخرى تنصب مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر، وسوف نذكر كل ذلك.

الأفعال التي تنصب أكثر من مفعولٍ به واحد

“ظنّ وأخواتها” أفعال متعدية، تنصب مفعولين اثنين، أصلهما مبتدأ وخبر، وتنقسم هذه الأفعال إلى: أفعال رجحان أو شك (ظنّ- زعم- حسب- خال)، وأفعال يقين (علم- رأى- وجد)، وأفعال تفيد التحويل (صار- جعل- اتّخذ- بدّل- صيّر)، والأمثلة: ظننتُ محمدًا قائمًا، علمتُ الحقَ نورًا، جعلَ اللهُ الأرضَ واسعةً، الشرح والتوضيح: في الأمثلة السابقة، نرى أن الأفعال “ظن- علم- جعل” نصبت المفاعيل “الحق ونورًا، والأرضَ وواسعةً، ومحمدًا وقائمًا”، ونبيّن أنّ أصل الجمل السابقة مبتدأ وخبر يعني: “محمدُ قائمُ” فمحمد هنا مبتدأ، وقائم الخبر، فلما دخلا عليهما أحد الأفعال السابقة، صار المبتدأ مفعول به أوّل، والخبر مفعول به ثانٍ. وهناك الأفعال التي تنصب مفعولين، ليس أصلهما المبتدأ والخبر، وهذه الأفعال: (أعطى- كسا- ألبس- منح- منع- وهب- سأل- حرم)، أمثلة ذلك: أعطيتُ الفقيرَ مالًا، ألبستٌ الأمُ طفلَها ثوبًا، منع الأبُ ابنَه اللعبَ بالكرة، فنجد أن “الفقير مال” ليس أصلهما مبتدأ وخبر، بل جملة غير واضحة المعنى، فلما دخل عليها الفعل “أعطى” صار الفقير مفعول به أول، ومال مفعول به ثانٍ.

الأفعال التي تنصب ثلاثة مفاعيل

الأفعال التي تتعدى إلى ثلاثة مفاعيل، نقوم فيها بزيادة “همزة” تسمى “همزة التعدية”، فيمكن إضافة هذه الهمزة إلى الفعل لينصب ثلاثة مفاعيل، “أعلم- أخبر- أنبأ- أرى”، ومثال: “علم محمدُ الحقَ واضحًا” إلى “أعلمتُ محمدًا الحقَ واضحًا”، “وأنبأ المذيع السامعَ خبرًا مهمًا”، “أريتُ محمدًا عمرًا مجتهدًا”، وبزيادة التضعيف في: “نبّأ- خبّر- حدّث”، ومثال: “خبّرتُ التلاميذَ درسًا طويلًا”.. وهكذا.

تحويل الفعل اللازم إلى متعدي

كيف يمكنكَ تحويل الفعل اللازم إلى متعدي ؟، الأفعال: “خرج، جلس، صعب” لازمة، يمكن أن تحوّل إلى أفعال متعدية إذا أضفنا لها: (همزة التعدية أو تم تضعيف عين الفعل، أو أن يدل الفعل على المشاركة على وزن “فاعلَ”، أو يأتي الفعل على وزن “استفعل”)، الأمثلة: خرج محمد من الفصل إلى: أخرجتُ محمدًا من الفصل، وجلس محمد إلى: جالستُ محمدًا، وصعّب المعلمُ الامتحانَ على التلاميذ، واستخرج المهندسُ البترولَ من الأرض.. وهكذا يتم فعل ذلك، مع أي فعل لازم لا يستطيع بمفرده أن ينصب مفعولًا به، لكن يمكنه ذلك بواسطة (همزة التعدية، أو تضعيف عين الفعل، أو يدل الفعل على المشاركة، أو يأتي على وزن استفعل). وهناك طريقة “التضمين”، وتعني أن يكون الفعل اللازم متضمن معنى التعدي، فمثلًا: ولا تعزموا عقدَة النكاح، فالفعل “عزم” لازم، لكن معناه “لا تنووا”، ونصب الفعل “عقدة”، وتم حذف حرف الجر لأن معنى الفعل متضمن التعدي، فكأن أصلها : ولا تعزموا بعقدة النكاح.

أمثلة على الفعل اللازم والمتعدي من القرآن

الفعل المتعدي واللازم أمثلة على الفعل اللازم والمتعدي من القرآن

من بلاغة القرن الكريم العظيمة، أنه عبّر عن المعاني المختلفة بلطف خفي، لا يفهم سرها إلّا من يهمه الأمر، ومن لديه القدرة على التدبّر، وتذوُّق الكلام، ونجد ذلك في التعبير عن الفعل المتعدي واللازم ، حيث ذكرَت آيات تحوي “التضمين”، -والذي ذكرناه- بأن يتم إشباع الفعل اللازم بمعنى التعدي، وإشباع الفعل المتعدي بمعنى اللازم أيضًا، وهذه بعض الأمثلة: (ولا تعزموا عقدة النكاح): هنا تضمّن الفعل “عزم” بمعنى “نوى” معنى التعدي لينصب “عقدة”، وأيضًا في المثال (مَن سَفِه نفسَه) سفه بمعنى امتهن، بينما في: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره)، جاء الفعل “يخالف” لازم مع أنه متعدي، وذلك لأنه بمعنى “يخرج”. وفائدة التضمين أيضًا، أنه يساعد الفعل المتعدي أن ينصب إلى مفعولين وليس مفعول واحد في قوله: (لا يألونكم خبالًا)، فالفعل ألوت تعدى لينصب “كم” و “خبالًا”، وذلك لأنه تضمن معنى “منع”. وهناك آيات تدل على التعدية فمثلًا (أنبئهم بأسمائهم)، (نبّئوني بعلمٍ) بهمزة التعدية مرة، والتضعيف مرة، وفي قوله (فقلت استغفروا ربكم) الفعل “غفر” متعدي وجاء على “استفعل”، وغيرها من الآيات التي ورد بها أفعال متعدية ولازمة.

وهكذا تعرّفنا على الفعل المتعدي واللازم ، كقاعدة مهمة من قواعد اللغة العربية، وسوف تستطيع بعد ذلك التمييز بينهما، خاصة عند استخدامك للفعل لتكوين الجمل.

الكاتب: آلاء لؤي

إبراهيم جعفر

أضف تعليق

سبعة عشر − أربعة =