في العادة يظهر مرض العين الكسولة على الأطفال وخاصة للذين لم يتجاوزا الثمانية أعوام تقريبًا، ولكنه قد يستمر حتى الثامنة عشر أي مرحلة البلوغ وهذه الفترة تعد فترة نمو أو تطور العين، ويأتي المرض على عين واحدة فقط ولا يؤثر في الغالب على العين الأخرى، والجيد في الأمر أنه إذا تم اكتشافه مبكرًا فسوف تسهل عملية القضاء عليه وبشكل نهائي، وتكون طريقة المعالجة عند الكشف مبكرًا سهلة وبسيطة، مثل العدسات اللاصقة أو النظارات فهذه العلاجات للأشخاص الذي يكتشفون المر مبكرًا ثم يذهبون إلى الطبيب المختص سريعًا، أما من يتركون الأمر ويهملونه لعدة أعوام فإنه يتم معالجتهم عن طريق العمليات الجراحية، وقد يكون الأمر سيء للغاية ولا يمكن معالجته وهنا يصاب الشخص بمضاعفات مرض العين الكسولة، وتتمثل هذه المضاعفات في فقدان الرؤية بالعين المصابة بشكل تام ودائم، فأعصاب العين تموت وللأسف لا يوجد علاج لها ويكمل المصاب بقية حياته بعين واحدة فقط، لذا يجب معرفة كل ما يخص هذا المرض وكيفية معالجته في أسرع وقت حتى نتفادى هذه المضاعفات.
استكشف هذه المقالة
ما هي العين الكسولة ؟
مرض العين الكسولة هو عبارة عن اضطراب يحدث في عين واحدة من كلا العينين فنجد واحدة ترى أكثر من الأخرى، وهذا ما يجعل الطفل يعاني من اضطراب شديد في الرؤية وخاصة عن القراءة والكتابة والرسم، ويحدث هذا المرض قبل أن يصل الطفل إلى الثامنة من عمره لأنها الفترة الخاصة بنمو أو تحسين حاسة البصر، ويفسر الأطباء شكل المرض بأنه يحدث فقدان في الاتصال بين أحد العينين والدماغ وتحديدًا المخ، فالإشارات بينهم تكون ضعيفة جدًا أو منقطعة بشكل كامل وهذا ما يؤدي لظهور مرض العين الكسولة، وبعدما يضرب هذا المرض عين الطفل ولا يتم معالجته سريعًا ينتج عنه تدهور رهيب في العين، فتفقد العين نظرها أو قوة بصرها بشكل نسبي ومع مرور الوقت يصبح بشكل نهائي، وعندما يقوم الطفل المصاب بقياس العمق لديه نجده غير قادر على قياسه بسبب فقدان الرؤية من خلال أحد العينين، وهناك العديد من الأعراض التي تظهر فور إصابة الطفل بمرض العين الكسولة وهذا ما سنتناوله بالأسفل.
أسباب العين الكسولة
يجمع الأطباء على أن هناك ثلاثة أسباب يؤثران في ظهور مرض العين الكسولة، وثلاثتهم في النهاية يعملان على إضعاف أو تعطيل عملية التواصل التي من المفترض أن تجري بين العين والدماغ أو المخ تحديدًا، والسبب الأول من هذه الأسباب الثلاثة هو الحول ويعتبر الحول هو السبب الأكثر شيوعًا لظهور مرض العين الكسولة، فقد يحدث اختلال بعضلات العين التي من دورها وضع العين في مكانها الأساسي، ويؤدي هذا الحول إلى عدم ثبات العين في مكانها الأساسي فقد تدخل للداخل أو تخرج وهكذا، بعد ذلك لدينا السبب الثاني وهو وجود تفاوت كبير في نسبة الرؤية لدى كلا العينين، فقد تكون عين حادة في الرؤية والأخرى أقل حدة أو غير حادة من الأساس وبالتالي ينتج عنه مرض العين الكسولة.
ولكن يمكننا هنا في ذلك السبب أن نتدارك الأمر إذا تمت معالجته منذ الصغر، فقبل أن يضعف اتصال العين الأقل حدة بالمخ يمكننا أن نستخدم النظارة أو العدسة التي تصحح مستوى النظر وتجعلهم على نسبة واحدة، وبذلك نتلاشى مرض العين الكسولة عند الأطفال، ومن الجدير بالذكر أن التفاوت في نسبة الرؤية لكلا العينين يكون ناتج عن سبب أخر وهو إما اللابؤرية أي خلل في سطح العين أو قصر النظر، بعد ذلك لدينا السبب الثالث والأخير وهي المياه البيضاء والتي في البداية تكون عبارة عن ضعف في رؤية العين المصابة، وإذا لم يتم معالجتها سريعًا سيحدث حول في العين يليه ظهور مرض العين الكسولة بشكل كبير، لذا يجب معالجة مشكلة المياه البيضاء سريعًا حتى لا يصاب الطفل بمرض العين الكسولة.
أعراض العين الكسولة
هناك بعض الأعراض التي تظهر على جسد الطفل عندما يصاب بمرض العين الكسولة وأولى هذه الأعراض هي حول بالعين، حيث نجد الطفل يعاني دائمًا من حول في عينيه ولديه انحراف بصري ظاهر جدًا، وأيضًا لدينا الصعوبة في رؤية الأشياء وخاصة عند القراءة والكتابة والرسم فسوف يقترب الطفل كثيرًا من الورق حتى يتمكن من أداء ما هو مطلوب منه سواء قراءة أو كتابة أو رسم، ولدينا أيضًا من أعراض العين الكسولة ظهور الحكة البصرية فنجد الطفل يحاول حك عينيه بشكل منقطع بسبب الألم الموجود بها، وعلى ذكر الألم فالآلام هي أحد أعراض العيون الكسولة ولكنها لا تكون مقتصرة على العينين فقط بل تصل إلى الرأس نفسها، ويعد ميلان الرأس أو العنق ناحية العين المصابة من أعراض العين الكسولة، والهدف من ذلك الميلان هو تثبيت الرؤية عند الطفل.
بعد ذلك لدينا احمرار العين وتدمعها وهذا عائد إلى كثرة حك العين والألم الموجود بها، بعد ذلك لدينا من الأعراض أيضًا محاولة الطفل لإغلاق عينيه فترات طويلة فهو يشعر بالراحة النسبية عند إغلاقها ولذا يسعى إلى تلك الراحة هربًا من الألم الظاهر عند فتحها، وبعيدًا عن الألم فحالته النفسية تكون متدهورة بسبب الذي يراه عند فتحه لعينيه من حول وميلان وحك وتدمع واحمرار وغيرها من الأعراض الأخرى فكل هذا يجعله يميل إلى إغلاق عينيه بشكل متقطع، وأخيرًا صعوبة الرؤية في الأماكن المظلمة والعتمة، أما الأماكن التي تتواجد بها إضاءة خافتة فتكون الرؤية فيها صعبة نوعًا ما، وهذا ما يسمى برهاب الضوء أي التحسس منه.
علاج العين الكسولة
نأتي هنا للحديث عن كيفية معالجة مرض العين الكسولة وهنا يكون أمام الأطباء عدة خيارات في العلاج، يظهر الأنسب منها والأصلح للمريض بعد التشخيص الطبي الذي يقوم به ذات الطبيب المعالج، ولكن يجب التنبيه على سرعة الذهاب إلى الطبيب فور التأكد من إصابة طفلنا بمرض العين الكسولة، وذلك لكي نتدارك الأمر قبل أن يتدهور فالسرعة في العلاج تجعل للطفل أفضلية كبيرة جدًا في التعافي من المرض، عامة الخيار الأول للعلاج هو الجراحة وتكون الجراحة في تصحيح عضلات العين أو القضاء على المياه البيضاء الموجودة بها أو تقليل العتمة الموجودة على القرنية، فيمكن للطبيب من خلال الجراحة أن يستبدل العدسة المصابة بأخرى صناعية جديدة وسليمة أو يصحح عضلات العين المصابة، والخيار الثاني هي النظارات أو العدسات اللاصقة وهذه تكون لمن تظهر لديهم العين الكسولة بسبب ضعف النظر سواء قصره أو بعده، فالنظارات أو العدسات هي مصححة للرؤية.
والخيار الثالث هي القطرات الطبية وهذا يعد أسهل علاج ويتم استخدامه مع من تكون العين الكسولة لديهم بسيطة أو في بدايتها، فيتم استخدام القطرات حتى تتوسع العين السليمة بشكل أكبر فلا تقدر على أخذ الصورة كاملة منها، وينتج عن ذلك حدوث تشويش بها فتقوم العين الكسولة المصابة بمحاولة أخذ هذه الصورة وبالتالي تعود للعمل بشكل شبه طبيعي، فهذه العملية تعد محفز لعمل العين الكسولة ومع الوقت يزداد عملها وتصبح سليمة، وهذا ينقلنا إلى خيار أخر في العلاج وهو وضع لاصقات طبية أو رقع أو مرشحات على العين السليمة في بعض الأوقات، والسبب في ذلك هو أن تتوقف العين السليمة وتبدأ المصابة في العمل بالرؤية حتى تعتاد على النظر بالشكل الطبيعي، ويقوم الطبيب بأمر المريض أن يلصق أحد هذه الأشياء وقت القراءة أو الكتابة أو الرسم، وذلك لأنه الوقت الأنسب لتشغيل العين بشكل كبير جدًا حتى تصل إلى المعدل المطلوب في الرؤية.
ما يساعد في ظهور المرض
كعادة أغلب الأمراض هناك بعض الأمور التي تساعد على ظهور مرض العين الكسولة وعند تواجدها لدى بعض الأشخاص تصبح نسبة الإصابة بالمرض عندهم أكثر من الطبيعي، وأولى هذه العوامل هي الوراثة وهو أمر شائع لانتقال العديد من الأمراض، فإذا كان هناك سجل مرضي سابق في عائلتك بإصابة أحد أفرادها بمرض العين الكسولة، فستكون أنت أكثر عرضة من الأشخاص العاديين للصابة بهذا المرض، أما عن العامل الثاني فهو نزول الطفل من بطن أمه بحجم صغير نوعًا ما، حيث أن هناك فئة من الأطفال يخرجون للحياة وهم ذوي أحجام صغيرة وهذا ما يجعل كل أعضائهم صغيرة أيضًا، وبالتالي تكون نسبة ظهور المرض لديهم اكثر من الأطفال العاديين، والعامل الثالث هو وجود إعاقة في جسد الطفل عند ولادته أيًا كان نوعها، فإذا ولد الطفل معاق من بطن أمه فهنا يكون أكثر عرضة لظهور مرض العين الكسولة عليه، ولكنه لن يكون أشد خطورة واكثر إيلامًا من الإعاقة التي ولد بها هذا الطفل.
لذا يجب على الوالدين متابعة الأطباء في الإعاقة أولًا ثم التفرغ فيما بعد للعين الكسولة، أما عن العامل الرابع والأخير فهو الولادة المبكرة فالأطفال الذين يخرجون إلى الحياة ولم يكملوا التسعة أشهر في بطن أمهم هم معرضون جدًا للإصابة بمرض العين الكسولة، عامة إذا لم يتم معالجة هذا المرض فور اكتشافه على الطفل فسوف يؤدي هذا إلى ظهور مضاعفات المرض، وتتمثل هذه المضاعفات في فقدان الرؤية تمامًا وبشكل دائم، وهذا ما أوضحته الكثير من التقارير الطبية التي تقول أن الأطفال إذا تركوا بمرض العين الكسولة من دون علاج حتى وصولهم إلى سن البلوغ، فهذا سيؤدي إلى فقدان الرؤية بشكل دائم لدى خمسة بالمائة من هؤلاء الأشخاص، وفقدان جزئي لدى أربعة وعشرين بالمائة من هؤلاء المصابين، ولذلك يجب على الآباء أن يعالجوا أطفالهم من مرض العين الكسولة فور اكتشافه حتى نقضي عليه سريعًا.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق