قضاء العيد في المنزل ليس بالأمر الكارثي، بل أحيانا يكون الخيار المتعقل الذي تختاره والقرار المنطقي الذي تقرره بإخلاص وتأني، قضاء العيد في المنزل ليس أسوأ عيد يمر عليك، بل على العكس كلما تقدمت في السن ستعرف أن قضاء العيد في المنزل له منافع متعددة وأهمية كبيرة، اسألني أنا يا عزيزي عن قضاء العيد داخل المنزل، لا أجد أفضل منه ولا أجد أحلى منه، قضاء العَيد في المَنزل يمكن أن يصبح أسوأ خيار إن كنت مراهقا أو شخصا يفتقر للخروج والتنزه أو النزول في الشوارع طوال أيام السنة، لكن إن لم تكن كذلك فإن قضاء العَيد داخل المَنزل سيكون أفضل ما يمكن أن تحصل عليه وسيكون هدية العيد الكبرى، جربها مرة وسترى، فهيا بنا نعرف مزايا قضاء العَيد في المَنزل وكيف يمكن لهذه الفكرة أن تصبح جيدة أصلا؟ في السطور التالية.
استكشف هذه المقالة
العيد في المنزل أفضل خيار لكارهي الزحام
ربما منذ عدة سنوات اتخذت قرار قضاء العيد في المنزل لعدة أسباب أهمها كراهيتي الشديدة للزحام حيث يملأ المراهقون كل متر مربع في الفضاء العام والخاص ويفرضون ضجيجهم وصوتهم العالي وصخبهم على كل الأشخاص، ليس ثمة مكان هادئ يجلس فيه الإنسان بعيدا عن هذه الفوضى، ولا نلوم في ذلك المراهقين فهذا يوم مميز بالنسبة لهم، وأعتقد أنني عندما كنت مراهقا كنت أفعل مثلهم وكنت لا أترك سينما إلا وأذهب إليها ولا حديقة عامة إلا وزرتها ولا رقص أو تقافز إلا وقمت به، لذلك متصالحا جدا مع فكرة أنني لم أعد مراهقا وأنني يجب أن أترك المجال للأجيال المتأخرة كي يأخذوا دورهم، وبما أن هذا الدور يزعجني فإن قضاء العيد في المنزل هو أفضل حل خصوصًا إن كنت تفضل الهدوء حتى في الاحتفال ومهما كان منظر الأسر مبهجا أو صخب المراهقين مفرحا فإن الهدوء يظل الخيار الأول.
قضاء العيد في المنزل مع مسرحيات العيد
ربما الطقس المقدس في العيد بالنسبة إلي منذ الطفولة هو مشاهدة مسرحيات العيد، المسرحية أراها للمرة العاشرة ولا أمل منها، طبق الترمس اللطيف أو الكعك أو البسكويت أو الحلويات ومشاهدة المسرحيات والضحك من القلب، لذلك يمكننا التخلي عن صخب العيد بالخارج وملء الدنيا بالصخب المعتدل بالداخل مع مسرحيات العيد المميزة، وبالتالي التعيد في المنزل جميل مثله مثل الخارج لو كنت مثلي من هواة تقديس الطقوس الخاصة بالعيد بشكلها الروتيني المتكرر ولا يصبح العيد عيدا سوى بتكرارها الممل، وحتى إن لم تكن كذلك ولكن يزعجك الزحام والصخب في العيد بالخارج فإنك ستحب مسرحيات العيد وقتها، وستحب التعيد في المنزل أيضًا.
قضاء العيد في المنزل والنوم في العيد
بعد وقت طويل من الذهاب إلى العمل واضطراب النوم في رمضان وخلافه، كل هذه الأمور تجعل من النوم في العيد متعة خالصة، حيث تستطيع أن تنام وقتما تشاء، تستيقظ لتشرب وتأكل مثلما تشاء، لا ترتبط بمواعيد عمل ولا باستيقاظ مبكر، كل شيء متاح ومباح، حياة فوضوية وفارغة من أي التزامات، ثقب في النظام الروتيني اليومي وانهيار لمنظومة العمل المبنية على تنسيق الأوقات، العيد فرصة حتى للعودة لهذه المنظومة، فرصة لضبط مواعيد نومك من خلال تعويض كل الاضطرابات الخاصة بالساعة البيولوجية في رمضان، لذلك التعيد في المنزل يعني نوم غير ملتزم بأي مواعيد.
مشاهدة الأفلام طوال أيام العيد
إن كنت مثلي من هواة مشاهدة الأفلام بشكل عميق، إن كنت مثلي من هؤلاء المهووسين بالأفلام، الذين يتحسسون جلودهم ورؤوسهم مثل المدمنين إن مر أسبوع بدون مشاهدة فيلم، وإن كانت متاهة الحياة تعزلك عن أجواء الأفلام التي تحبها، فافعل مثلي، وكما تعودت أن يكون العيد منذ الصغر وقتا لارتياد دور العرض والسينمات فإنني عندما كبرت وبدأت استخدام الإنترنت أصبح هناك فيلما للعيد، ومن ثم أصبح هناك أفلاما للعيد لاستغلال فرصة هذه الإجازة ومشاهدة الأفلام التي أجلتها طويلا في العيد، حتى تعود للحياة العملية وقد شحذت ذاكرتك ووجدانك من الأفلام التي تحبها وبناء عليه فإن مشاهدة الأفلام في العيد في المَنزل سيكون أفضل شيء تقوم بفعله.
شحذ طاقتك قبل استئناف الحياة العملية
من أفضل ما يمكن فعله في مسألة قضاء العيد في المنزل هو أن تشحذ طاقتك من الاسترخاء في المنزل حتى تستعيد القوة الخاصة باستئناف الحياة العملية من جديد، يمكنك أن تجلس في المنزل تأكل وتشرب وتشاهد المسرحيات والأفلام، تنام وتستيقظ مثلما تريد وتسترخي وتجلس مع أقاربك وأسرتك، حتى أنه لو أردت أن تعود مرة أخرى للعمل فإنك ستكون قد أخذت طاقتك بالكامل من الجلوس والاسترخاء والإجازة، عدة أيام من الاسترخاء والطعام والشراب والنوم فتجد نفسك في النهاية تذهب إلى العمل بكامل نشاطك وطاقتك، فما أفضل التعيد في المنزل بهذا الشكل بالطبع.
قضاء العيد في المَنزل ليس بالبشاعة المتصورة، بل عادة يكون القرار الحكيم لو أردت أن تقضي إجازة هادئة في الدفء الأسري والاسترخاء الجميل وتعويض كل أيام الركض والهرولة حتى تعود مرة أخرى إلى الحياة العملية بالهمة والنشاط المطلوبين.
أضف تعليق