العلامة التجارية هي أي علامة مميزة تُستخدم لتمييز سلعة تجارية ما عن باقي السلع أو الخدمات الأخرى، وهي يقصد بها على وجه التحديد تلك الأسماء التي تتخذ شكلا مميزا أو مرسومة على نحو جمالي لافت ومميز ومبتكر. والعلامة التجارية تشمل الكلمات والحروف والإمضاءات والأرقام، كما تشمل الرموز والرسوم وعناوين المحال والتصاوير والنقوش البارزة والأختام والدمغات، وكذلك مجموعة الألوان المتخذة شكلا متميزا… إلخ. غير أن من أهم مميزات العلامة التجارية هي أنها مما يدرك بحاسة البصر.
العلامة التجارية من أهم الأدوات لدى الشركات المنتجة
وظيفة العلامة التجارية
في ظل اقتصاديات السوق الحر القائم على المنافسة الحرة والبقاء للأصلح، تبرز الأهمية القصوى للعلامة التجارية. إذ توفر العلامة التجارية لمالكها _في إطار قوانين حقوق الملكية باختلافها_ حقا حصريا في الانتفاع بهذه العلامة _أو منحها لشخص أو شركة أخرى للانتفاع بها نظير مبلغ معين_ لتمييز سلعته عن باقي السلع. فهي بذلك تحمي المنافسة الشريفة بين الشركات في ظل التنوع الصاخب للمنتجات وفي ظل النهم الاستهلاكي الحادّ، كما في ظل تعدد أساليب التقليد وتقدم تقنياتها ووسائلها، فإن فكرة العلامة التجارية تعمل على تحديد الفوارق بين سلعة وأخرى، وتحفظ ما للمنتجات عالية الجودة مكانتها من بين ألوف المنتجات رديئة الجودة أو مجهولة الصنع أو المصدر أو كليهما. وهذه الحماية ليست لأصحاب العلامات التجارية فحسب، وإنما هي حماية لجمهور المستهلكين من الوقوع فريسة الاحتيال أو الخداع من الشركات منحدرة الجودة الإنتاجية تحت هذه العلامات التجارية المتميزة في مجال نفس الإنتاج، بذلك تكون العلامة التجارية هي السبيل الوحيد لبناء الثقة الدائمة والمتينة في بضائع المنتج في نفوس المستهلكين. ومن هنا نستطيع أن نتبين أن دور العلامة التجارية لا يتوقف فقط على أداء وظيفة اقتصادية، وإنما أيضا وظيفة اجتماعية.
وبالرغم مما سبق إيضاحه عن أهمية العلامة التجارية، إلا أنها لا تنطوي على أي ضمانة قانونية تجاه جودة المنتج الذي يحملها من رداءته، وإنما الضمانة هي الاتفاق الجماعي على جودة هذا المنتج من عدمه، ومن ثم الإقبال عليه فيكتب له الرواج وحسن الصيت، أو نبذه فيكتب عليه البوار وسوء الصيت.
ولقد اتجهت بعض الآراء (فقهية الصبغة) إلى انتقاد فكرة العلامة التجارية كما دعت إلى الاستغناء عنها، إذ تذهب هذه الآراء إلى أن فكرة العلامة التجارية من شأنها إفساد المنافسة الشريفة؛ ذلك أن صاحب العلامة مستند إلى امتياز قانوني غير مبرر للمنتج بالمقارنة مع المنتجات التي لا تحمل أي علامة.
أسباب رفض تسجيل العلامة التجارية
ثمة أسباب عديدة لرفض العلامات التجارية عند طلب تسجيلها. فمبدئيا، فإن العلامة التجارية تخضع لقانون حقوق الملكية، ولإمكانية التقنين فإن على من يرغب في إنشاء أي علامة تجارية عليه التوجه إلى مكتب العلامات التجارية لتسجيل هذه العلامة، ومن ثم يكتسب هذا التسجيل حجية أمام أي محاولات لتقليد هذه العلامة، فيتم بموجبه دحضها بالمثول للقانون المتكفل بهذه الحماية. غير أن من شأن العلامة التجارية المتوَجَّه بها لمكتب التسجيل أن تلقى الرفض من قبل القائمين على تسجيل العلامات التجارية، ولهذا الرفض أسباب وجيهة، ويمكن ذكر أهمها وأعمها:
- أن تكون العلامة متماثلة أو متشابهة مع أي علامة أخرى تم تسجيلها من قبل، وبالطبع فإن الحق للأسبقية، كما أننا قد أشرنا سابقا إلى الطابع الانفرادي والتميزي للعلامات التجارية، ومنه لا تقبل علامات تجارية مخالفة لهذا الشرط الأساسي.
- أن تكون العلامة وصفية، بمعنى أن العلامة التي تتضمن أي شكل أو عبارة تصف قيمة أو نوع السلعة أو تصف مكان نشأتها، فإن العلامة تقابل بالرفض.
- أن تكون العلامة بها ما ينافي الآداب العامة التي ارتضتها ثقافة ما.
لماذا تهتم الشركات بالعلامات التجارية
تعتبر العلامة التجارية هي الواجهة والعنوان الذي يمثل أي شركة، إذ أنها تمكن زبائن الشركة من التعرف على منتجاتها أو خدماتها وتمييزها من أي منتجات أو خدمات لشركات أخرى منافسة لها، وهذا يمنح الشركة إمكانية لتسويق خدماتها أو سلعها على نحو أفضل. كما لا تستخدم العلامة التجارية كأداة تحديد وتمييز فحسب، وإنما هي تعد أيضا ضمانا لاستمرارية الجودة وتواصلها. فالمستهلك الذي يطمئن لجودة خدمة أو منتج معين يسعى دوما لشراء واقتناء ذلك المنتج أو الخدمة طلبا للجودة المتوقعة من هذه العلامة، والتي لا يتنازل عنها.
وانطلاقا من هذه الأهمية، فإنه يجب على الشركات الناشئة أن تولي لاختيار وتصميم العلامة التجارية التي تمثلها الأهمية القصوى إذا ما أرادت تحقيقا للانتشار والنجاح، على أن يكون في علمها مقدما أن هذا النجاح وهذه العلامة إنما تكلفها الكثير من المسؤولية أمام جمهور المستهلكين لئلا يتم وأدها في مهدها. كما ينبغي للشركات سواء كانت ناشئة أو مستقرة منذ زمن_ أن تراقب منتجات السوق الأخرى لربما تقوم إحدى المنتجات بالانتفاع غير المشروع وبطرق مضللة بهذه العلامة.
ما هي أقوى العلامات التجارية
العلامة التجارية مصدر من مصادر التنافس بين الشركات على مستوى العالم لاحتلال الصدارة في قائمة أفضل العلامات التجارية، وتتحدد الأفضلية بالقيمة المالية والشرائية كل عام. فبزيادة القيمة الشرائية للعلامة التجارية تزداد القيمة السوقية للشركة بشكل عام. ونحن إذ نتكلم عن قيمة العلامة التجارية، فإننا نتكلم بالضرورة عن الشعار وعن الألوان المستخدمة في رسمه وكذلك اسم الشركة. كما أن القيمة الشرائية للعلامة التجارية لا تتضمن أي موارد أخرى كالأيدي العاملة والماكينات والمنتجات والعلاقات، وإنما اسم الشركة ورسم الشعار وفقط. وإليك أقوى عشرة علامات ترتيبا تصاعديا وفق أحدث التقارير:
- شركة أمازون: المتجر الإلكتروني الأشهر والأكبر على مستوى العالم، تأسست في يوليو عام 1994م، تعمل في مجال البيع بالتجزئة، وقد بلغت القيمة الشرائية لعلامتها التجارية عام 2015 حوالي 37.948 مليار دولار. تقوم الشركة الأمريكية بتقديم خدماتها في ميدان البيع بالتجزئة عن طريق موقع أمازن. ابتدأت الشركة نشاطاتها ببيع الكتب، ثم توسعت بعد ذلك لتبيع على الإنترنت أي شيء تقريبا. كما تقدم الشركة خدمات أخرى بالإضافة إلى خدمات البيع، مثل خدماتها في مجالات صناعة وسائل الترفيه المنزلية، وشاشات العرض الذكية، وكذلك خدماتها في صناعة الحاسوب اللوحي: كيندل. كما تعمل الشركة إضافة لكل ذلك على تطوير خدمة التوصيل المنزلي.
- شركة ماكدونالدز: تصل فروعها لحوالي 30 ألف فرع فيما يقرب من 120 دولة، وهي شركة تعمل في مجال المطاعم، وقد بلغت القيمة الشرائية لعلامتها التجارية عام 2015م نحو 39.809 دولار. تحتل ماكدونالدز مركز الصدارة في قائمة الشركات التي تعمل في مجال المطاعم، وعلى وجه التحديد في مجال الوجبات السريعة. وتعد شطيرة البرجر المشهورة إضافة إلى البطاطس المحمرة والمشروبات الغازية هي الطعام الأساسي لدى الشركة. ومؤخرا، بدأت الشركة في إدخال بعض الوجبات الصحية مثل السلطات بأنواعها في قائمة الطعام لديها.
- شركة جي إم: شركة أمريكية تعمل في ميدان الصناعات الثقيلة، بلغت قيمة العلامة التجارية الشرائية الخاصة بها عام 2015م_ 42.267 مليار دولار. تأسست في العام 1892م، كما تعمل الشركة في مجالات متنوعة عدة؛ مما يضعها في التصنيف الأول من بين الشركات الصناعية الكبرى على مستوى العالم. تتضمن خدمات الشركة صناعة المولدات الكهربائية والمعدات الثقيلة ومحركات الطائرات، كما تتضمن معدات التصوير الطبي بالإضافة إلى الخدمات المالية. لدى الشركة مختبرا يعمل على تطوير البحوث الطبية، كما قامت بحيازة قناة NBC الأمريكية.
- شركة سامسونج: هي شركة كورية جنوبية من عماليق الصناعات التكنولوجية المتطورة، والتي توظف زهاء 254 ألف عامل في جميع أنحاء العالم، وهي المنافس الأكبر لشركة آبل الأمريكية. تعمل الشركة في مجال التكنولوجيا، وقد بلغت القيمة الشرائية لعلامتها التجارية في العالم 2015م نحو 45.297 مليار دولار. تقدم الشركة خدماتها في ميدان صناعة الهواتف الذكية والشاشات البصرية الصغيرة والضخمة، وكذلك في المعدات الشبه موصلة. كما تعمل الشركة في مجال المحافظة على الطبيعة عن طريق شراكتها مع جامعات ومراكز أبحاث حول العالم.
- شركة تويوتا: هي شركة يابانية أنشئت عام 1973م تعمل في مجال السيارات، وهي المصنع الأكبر للسيارات وعربات النقل الثقيل حول العالم. وقد بلغت القيمة الشرائية لعلامتها التجارية في العام 2015م نحو 49.048 مليار دولار. وبالإضافة لعلامة تويوتا تمتلك الشركة علامات أخرى مثل ديهاتسو ولكزس وسوبارو، كما تمتلك الشركة نحو 522 فرعا حول العالم. كما تقدم الشركة بالإضافة إلى صناعة السيارات خدمات مالية عن طريق تويوتا للخدمات المالية، كما أن لدى الشركة قسم لتطوير صناعة الإنسان الآلي.
- شركة آي بي إم: هي شركة تعمل في مجال خدمات الأعمال، تأسست عام 1911م وتقوم بتقديم خدماتها فيما يقرب من170 دولة حول العالم، بلغت القيمة الشرائية للعلامة التجارية الخاصة بها عام 2015م نحو 65.95 مليار دولار. وتقدم الشركة خدمات عدة لشركات القطاع الخاص والعام وللمؤسسات الحكومية حول العالم، وتتوزع خدماتها بين أنظمة حماية وتشغيل البيانات، وخدمات التخزين السحابي للبيانات الضخمة، وكذلك بناء منصات الشراء والبيع عن طريق الإنترنت.
- شركة مايكروسوفت: وهي الشركة الأكثر شهرة في مجال البرامج الحاسوبية، وهي تعمل في مجال التكنولوجيا، بلغت قيمة العلامة التجارية الشرائية خاصتها في العام 2015م نحو 67.67 مليار دولار. تأسست مايكروسوفت على يد رجل الأعمال ذائع الصيت “بيل جيتس”، وقد شرعت الشركة في تطوير البرامج الحاسوبية بباقتها الشهيرة: “مايكروسوفت أوفس”، ونظام تشغيلها الأوسع انتشارا في العالم: “مايكروسوفت”. ثم توسعت الشركة بعد ذلك في ميدان تكنولوجيا المعلومات لتدخل بذلك في عالم صناعة الهواتف والحواسيب الشخصية، وكذلك في تطوير وتحديث أنظمة التشغيل المتعلقة بالهواتف الذكية.
- شركة كوكاكولا: وهي أحدى أقدم الشركات في القائمة، إذ تأسست منذ حوالي 130 عاما في أمريكا كشركة تعمل في مجال صناعة المشروبات الغازية. وقد بلغت القيمة الشرائية لعلامتها التجارية في العام 2015م نحو 78.423 مليار دولار. تحتل الشركة مركز الصدارة في قائمة الشركات التي تعمل في هذا المجال؛ إذ يتم تصدير منتجاتها إلى جميع دول العالم تقريبا. تقوم الشركة بتقديم خدمات تصنيع المشروبات الغازية وكذلك المياه الجوفية والعصائر الطبيعية.
- شركة جوجل: تأسست في العام 1998م على يد سيرجي برين ولاري بيج، وهي تعمل في مجال التكنولوجيا، وتكنولوجيا المعلومات بالأخص. وقد بلغت القيمة الشرائية لعلامتها التجارية في العام 2015م نحو 120.314 مليار دولار. أطلقت الشركة مؤخرا هيكلة إدارية جديدة تقوم بوضع الشركة بجميع فروعها تحت اسم تجاري جديد، هو: “ألفابيت”. وتقوم الشركة بتقديم خدماتها في ميادين: البحث، والخرائط، والبريد الإلكتروني، وأنظمة تشغيل الهواتف الذكية، وكذلك العديد من الخدمات الأخرى التي تخص تكنولوجيا المعلومات
- شركة آبل: وهي العلامة التجارية الأولى عالميا، تأسست على يد ستيف جوبز عام 1976م ليصبح جوبز فيما بعد أيقونة الشركة وملهما لكل رواد الأعمال حول العالم. وقد بلغت القيمة الشرائية لعلامتها التجارية في العام 2015م نحو 170.276 مليار دولار. تقوم الشركة بتقديم خدماتها في مجال تكنولوجيا المعلومات، وكذلك في صناعة الحواسيب الشخصية، كما تشتهر الشركة بتفوقها الابتكاري، إذ كانت أول من ابتكر مفهوم الحاسوب اللوحي. وتتمتع الشركة بالنسبة الأكبر من ولاء العملاء حول العالم.
أضف تعليق