تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الطب البديل » كيف يمكن العلاج بالكي من شفاء بعض الحالات المستعصية؟

كيف يمكن العلاج بالكي من شفاء بعض الحالات المستعصية؟

إذا تركنا الطرق المتشابهة للعلاج في الطب الحديث، ورجعنا إلى طرق العلاج التقليدية التي كانت تختلف بين المكان والآخر لربما تجد أن الطرق التي يحذرك منها أحدهم في اليابان هي نفس الطرق التي يشفى بها الناس في الصين، ومن هذه الطرق المثيرة للجدل هي العلاج بالكي .

العلاج بالكي

يعتبر العلاج بالكي من أنواع العلاج التقليدية وقد ظهر لأول مرة في الصين، ويعود أول نص كتابي يتحدث عنه إلى القرن السادس عشر على يد احد البرتغاليين، وكان الاسم المستخدم حينها هو (زر النار) ،وكان المحرك الأساسي في هذه العملية هو ورق الشيح ،حيث كان يتم جلب ورق الشيح من المزارع، ثم طحنه، ثم يتم تشكليه علي هيئة عصا أو عود متماسك، ويتم حرق هذا العود فوق الجزء الذي يراد علاجه من جسم المريض، وبعد أن نجح الأمر في علاج الكثير من الأمراض، انتشر العلاج بالكي في الكثير من الدول خصوصا اليابان، ومع مرور الوقت كانت هناك أنواع كثيرة تظهر للعلاج وكلها متفرعة تحت عنوان واحد وهو العلاج بالكي ، ومع ظهور الطب الحديث بدا ظهور المعارضات حول هذا العلاج، وأصبح الجدال يشتد كل يوم بين مؤيدا ومعارض.

فوائد العلاج بالكي

يرجع سبب النجاح الذي حققه العلاج بالكي إلي الأمراض التي كان يقضي عليها، بالإضافة إلي الخصائص التي كان يتميز بها عن الكثير من طرق العلاج الأخرى حيث كان يتم حرق الجزء الضار في الجسم لمنع انتشار الضرر إلى باقي الجسم وهو أسلوب دفاعي يشبه إلي حد كبير الحساسية المفرطة في النبات حيث يتخلص النبات أيضا من الجزء المصاب فيه، كما كان يتم كي بعض المناطق لإيقاف حدوث النزيف بها، كما اعتقد بعض الأطباء أن له القدرة علي زيادة الهيمجلوبين وكرات الدم الحمراء والبيضاء، وهذا ما جعل أطباء آخرون وعلي رأسهم الطبيب (هارا) الياباني يستخدمونه كعلاج منشط ومقوي للمناعة، كما استعمله البعض في تسخين الدم وجعله يسير بالشكل الأمثل في الجسم، ولم تتوقف فوائد العلاج بالكي عند هذه الأمور بل كان له القدرة علي علاج الكثير من الأمراض.

الأمراض التي يحاربها العلاج بالكي

كانت بدايته هي علاج البرد، والسعال الديكي، وركود الدورة الدموية، ثم امتد الأمر ليشمل علاج أمراض المفاصل، وبعض الأمراض التي تصيب الدماغ مثل: الصداع النصفي، وفتق الرأس، والجنون. وبعد ذلك شمل العلاج بالكي بعض أمراض العيون مثل: التهاب العين، والرمد، وعالج الكي الكثير من أمراض النساء علي مر التاريخ ومنها: العمل علي تنظيم فترات الطمث والعقم، كما يتواجد الكثير من الأمراض الأخرى التي تصدى لها العلاج بالكي ، وينقسم الآن العلاج بالكي إلى شقين وهما الكي المباشر، والكي غير المباشر، ويعتبر الكي غير المباشر هو النوع الأكثر انتشارا حيث يعد أقل خطرا من الكي المباشر، تستخدم في الكي إبرة تسمى (إبرة MOXA) وتعتبر اليابان هي أول من استخدم هذه التقنية، وتستخدم هذه الإبرة دون أن تقترب من جسم المريض في الكي غير المباشر حيث تسخن الإبرة، أو عصا العشب المستخدم ويكتفي بتقريبها من الجلد لكي بدفء ويصل الجلد لدرجة الاحمرار، ويجب الإشارة إلى أن إبرة موكسا تشبه إلى حد كبير الكي البعيري عند العرب ومازال بعض البدو في الصحراء يستعملونها إلي اليوم ويعالجوا بها أمراض يفشل الطب الحديث في علاجها وتتم هذه الطريقة بوضع بعير الإبل علي الجرح بعد تطهيره ثم تسخينه كطريقة الأعشاب. وتم مؤخرا عمل الكثير من الأبحاث التي أثبتت المزيد من الفوائد ومنها علاج الربو والتهاب القولون، كما أكدت هذه الأبحاث أن العلاج بالكي لا يعالج السمنة، ولهذه الأسباب التي ذكرناها وأخرى خفتها عنا صفحات التاريخ الضائعة كان العلاج بالكي من طرق العلاج المؤثرة في التاريخ الإنساني ولهذا أيضا مازال له الكثير من المؤيدين والمدافعين.

أضرار العلاج بالكي

بالرغم من تعدد منافع العلاج بالكي إلا أن له أيضا أضرار لا يجب إغفالها، فأحيانا يحدث حرق للجلد بشكل كامل مما يسبب تلف في الأنسجة وظهور بثور حول موضع الحرق، كما تظهر في بعض الحالات التي يعاني صاحبها من بعض الأمراض القلبية زيادة في معدل ضربات القلب مما قد يؤدي إلى حدوث صدمة عصبية، كما تظهر أحيانا بعض الأمراض خصوصا الأمراض الجلدية بسبب تكون بعض الجراثيم والبكتريا على موضع الحرق،وأحيانا قد يحدث تفاعلات تحت الجلد مع الأعشاب المستخدمة وتعمل هذه التفاعلات على تكوين بعض السموم التي تشكل خطرا على المريض، وقد لا ينجح العلاج بالكي على حل المشكلة من أول مرة وهذا ما يدفع المعالج إلى تكرار عملية الكي ويؤدي هذا إلى حدوث جفاف ويستمر خروج الماء من موضع الكي إلى أن يحدث فشل كلوي، وقد يؤدي الكي أحيانا إلى حروق بالغة الضرر خصوصا في بعض حالات مرضى السكر وذلك لانخفاض قدرتهم على الإحساس، وقد تحدث بعض ألاحظا أحيانا بسبب عدم التقدير الصحيح لمكان الكوي ويؤدي هذا الخطأ إلي تمزيق الأربطة والأعصاب، كما يسبب الكي الضرر في الكثير من الأحيان على بعض الأشخاص بعينهم مثل: عدم تناول كمية ملائمة من الطعام سواء بالزيادة أو النقصان، كما يشكل خطورة على المرأة الحامل، كما يشكل الكي عند الكتف ضرر لمن يعاني من ارتفاع في معدل ضغط الدم، وبالطبع لا يجب إغفال الندبات التي يتركها الكي مكانه بالإضافة إلى أثر الحروق علي الجلد. وبسبب كل هذه الأضرار تراجع استعمال العلاج بالكي في الآونة الأخيرة، وأصبح موضع هجوم الكثير من الأطباء والمتضررين أيضا، ولكن هل سيظل المهاجمون محتفظين برأيهم إذا أصابهم مرض ولم يجدوا علاج غيره؟

العلاج بالكي للأطفال

لا يختلف العلاج بالكي للأطفال كثيرا عن العلاج بالكي للكبار، ولكن تزداد فيه الأضرار، وقد وجد مؤخرا الكثير من الحالات المتضررة في دول الخليج العربي، حيث كوي الأطفال في العديد من الأماكن في جسمهم مما أدى إلى تشوهات جسيمة كما كان يحدث نقص في كتلة الجسم إلي الربع في بعض الحالات، وعندما عرض الأطفال علي أطباء متخصصين وجد أن سبب الكي هو أمراض تعالج بطرق بسيطة مثل: الصفرة.

وقد فتح ملف هذه القضية مؤخرا الدكتور (أحمد بن علي الصرخي)، وقد تحدث عن أن حالات الكي للأطفال التي تأتيه كانت بين الحياة والموت، كما صرح بأن الكي للأطفال كان من عادات العرب في أيام الجاهلية، والإغريق، وكان الهدف من الكي هو أعتقادهم أنه يمنع البلاء قبل وقوعه، وأكد الدكتور أحمد أن كي الأطفال لا يعد أكثر من وسيلة للتعذيب ولا يعتبر طريقة نافعة في العلاج، وحتي ولو لم يصل الطب اليوم إلي علاج لكل الأمراض فهذا ليس مبرر لتشويه الأطفال.

يعتبر هذا المقال عرض موجز للعلاج بالكي، وعرض فوائده وأضراره، ويعتبر الموضوع من الملفات الشائكة التي تفتح كل فترة وتتبارى وجهات النظر المختلفة لإثبات أنها الأصح ويترك الأمر في النهاية لصاحب المرض، هل سيخاطر ويضع نفسه في هذه التجربة ؟ أم سيتحمل مرضه؟ أم هل حان الوقت لترك الطرق التقليدية في الطب؟

ويجب علينا أن نتقدم بالطب الحديث الذي يخفف عنا الآلام، ويسهل كلما تقدم، ويساعد في الحفاظ على الإنسان وشكله دون الدخول في مخاطرة الطب التقليدي، أم هل سيستمر عجزه ونظل في كل وقت نحتاج إلي الطرق الشعبية القديمة مثل: العلاج بالكي ؟

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

محمد جاد الله

احب المطالعة واكتشاف كل جديد. لكتابة بالنسبة لي هي قوة ودافع للاستمرار.

أضف تعليق

واحد × 1 =