قيل عن العشر الأواخر أنهم عتق من النار بالتالي لماذا نتهاون في العشر الأواخر ولا نتقدم من أجل نيل العتق من النار والحصول على المغفرة الشاملة الكاملة، ولقد أنذر الرسول صلى الله عليه وسلم بالخيبة والخسران من أتى عليه رمضان ولم يغفر الله، خصوصًا في العشر الأواخر والذين يحتووا على أهم ما في الشهر بأكمله مثل الاعتكاف وليلة القدر وغيرها، فكيف يمكننا تعويض ما فاتنا على مدار الشهر من طعام وشراب وسهرات وخيم رمضانية وعزائم وولائم ومسلسلات ونضع كل تركيزنا في العبادة وذكر الله من أجل تحقيق كافة جوانب الشهر الاجتماعية والنفسية والدينية أيضًا، بحيث لا ننسى نصيبنا من الدنيا، ونتقرب إلى الله في نفس الوقت.
استكشف هذه المقالة
أهمية العشر الاواخر
العشر الأواخر من رمضان لهم أهمية كبيرة حيث كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقضي هذه الفترة في الاعتكاف والإكثار من رمضان فضلا عن أن العشر الاواخر من رمضان يأتيا بعد فترة طويلة من الانشغال والإلهاء عن جوهر رمضان الحقيقي، فمن المعروف أن رمضان دينيا هو شهر المغفرة والرحمة والعبادة والإكثار من الصلاة وذكر الله والتقرب إلى الله عز وجل، بالتالي بعد أن اتخذ الإنسان سبيله في رمضان من حيث الاجتماعيات والترفيه والمتعة تأتي العشر الاواخر كفترة مثالية لتكثيف الجانب الديني من رمضان والتركيز عليه والإكثار من التواجد في المسجد وقراءة القرآن والصلاة، ووجود الاعتكاف وصلاة التهجد وليلة القدر من الدوافع التي تجعل الإنسان يقبل على العشر الأواخر ويكثر من العبادة.
فضل العشر الأواخر من رمضان
من فضائل رمضان وجود ليلة القدر بها والثابت واليقيني أنها نزلت في ليلة فردية من ليالي العشر الاواخر من رمضان وأغلب الظن أنها نزلت في ليلة السابع والعشرين وعلى أي حال يكفي وجود ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر من الأيام العادية حتى نعلم فضل العشر الاواخر من رمضان فقد نزل فيها الكتاب الذي يعد منهاجا لحياة المسلمين ونورا يضيء طريقهم في رحلة الحياة المعتمة، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن العشر الأواخر أنها “عتق من النار” والدليل على ذلك أن النبي كان يعتكف في المسجد على مدار العشر الاواخر من أجل التركيز في العبادة والصلاة وذكر الله.
العشر الأواخر والاعتكاف
من أهم فضائل العشر الأواخر من رمضان الاعتكاف حيث تستطيع من خلال العشر الأواخر من رمضان أن تعتكف طوال العشرة أيام ولكن على الجانب الآخر أيضًا لست ملزما باعتكاف كامل الأيام العشر بل من الممكن أن تعتكف ساعة واحدة أو ليلة واحدة حسب استطاعتك ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، ولكن من فوائد الاعتكاف أنك تستطيع التقرب إلى الله بشكل أفضل من خلال العكوف في المسجد على الصلاة والذكر وقراءة القرآن وتدبر آياته، بأن تنقطع فقط من أجل الصلاة وقراءة القرآن فحسب، وهذا يعطيك الفرصة لتعويض ما فاتك على مدار العشرين يوما الأولى من رمضان وانشغالك عن العبادة والتقرب إلى الله بالاجتماعيات والأمور الترفيهية الأخرى.
كيف تستغل العشر الاواخر في العبادة والذكر؟
يمكنك استغلال العشر الأواخر من رمضان في الإكثار من الصلاة والتعبد وقراءة القرآن سواء كان بالاعتكاف أو إن لم يكن في مقدورك الاعتكاف يمكنك أن تفعل ذلك عن طريق المداومة على صلاة قيام الليل أو ما تسمى في رمضان بالتهجد، وهي تكون في العشر الاواخر فقط، أو المداومة على صلاة التراويح، والإكثار من قراءة القرآن والصلاة على وقتها والجلوس بعد صلاة الفجر من أجل ذكر الله والتسبيح وقراءة القرآن حتى شروق الشمس لقول الرسول صلى الله عليه وسلم “من صلى الفجر في جماعة ثم جلس يذكر الله حتى شروق الشمس كتبت له بأجر حجة وعمرة”، وهناك أيضًا التأكيد على قيام الليالي الفردية من الأيام العشر الأخيرة في رمضان وخصوصا ليلة 27 لأنها ليلة القدر.
العشر الأواخر من رمضان فرصة لكل مسلم من أجل زيادة حسناته والخفض من ذنوبه وخطاياه وهي فترة قصيرة الأمد ولكنها عميقة التأثير لأنها كفيلة بعتق رقبة ابن آدم من النار وغفران سيئاته كلها على اتساعها، فهلم نسارع لغفران ذنوبنا وعتق رقبانا من النار.
أضف تعليق