هل تريد تعلم العزف على الكمان ؟تعتبر آلة الكمان من أشهر الآلات الوترية التي يتم استخدامها للعزف على ألحان الموسيقى الكلاسيكية الراقية، وبالرغم من قدمها إلا أنها مازالت تحظى بجماهيرية عريضة ويستمتع بسماعها العديد من الجماهير من أرقى الطبقات المجتمعية، ويعزف على أوتارها كبار نجوم الموسيقى والفن الكلاسيكي. فإذا كنت من هواة العزف على الكمان وليس لديك الخبرة الكافية لتعلم القواعد الأساسية لاستخدام آلة الكمان، والاستمتاع بنغمات أوتارها فأنت في المكان المناسب، حيث سنقدم في مقالنا المبادئ الأساسية التي يرتكز عليها المتدرب في العزف على الكمان، إليكم التفاصيل كاملة وآلية العمل لتلك الآلة المتميزة.
دليلك لإجادة العزف على الكمان في فترة وجيزة
تاريخ آلة الكمان
يعود تاريخ صناعة الآلات الموسيقية الوترية إلى آسيا الوسطى، حيث نشأ معظم عازفي الكمان من الفرسان الذين ينتمون إلى الأتراك والمنغوليين وكانت تعرف آلة الكمان في تلك الفترة بالبزق، وكانت تتكون من وترين صُنعت من شعر الخيل وتتميز بشكلها المنفرد الذي يشبه رأس الحصان، ثم انتقلت آلة الكمان إلى كل من الصين التي عرفت باسم الارهو، والهند حيث كانت تعرف بالإسراج، والإمبراطورية البيزنطية حيث تعرف آلة الكمان آنذاك بالقيثارة، إضافة إلى بلاد الشرق الأوسط التي عرفت الكمان باسم الربابة.
تطور الكمان في القرن السادس بشمال إيطاليا، بسبب التجارة المتبادلة بين البندقية ودول آسيا الوسطى، وقد استمدت الحضارة الأوروبية صناعة الكمان الحديث على شكله الحالي من خلال الربابة والقيثارة، فكانت أولى آلات الكمان التي صُنعت بأربعة أوتار من قبل اندريا أماتي في عام 1555، ومنذ تلك اللحظة انتشر الكمان بصورة كبيرة في أوروبا حيث جاب شوارعها العديد من عازفي الكمان؛ وقد كان لهذه الآلة أهمية خاصة لدى الملك الفرنسي تشارلز التاسع حيث أمر أماتي بصناعة حوالي 24 كمانا في أواخر عام 1560.
حرص العديد من صُناع آلة الكمان على تطويرها، فقام أنتونيو ستارديفاري في عهد الملك النمساوي فرديناند الثاني بتطوير الآلة ونحتها وتزيينها، وقد استخدمها الفنان النرويجي الشهير آنذاك أول بول في حفلاته طوال مشواره الفني، وما زالت تلك الآلة التي عرفت باسم كاسبارو داسالو متواجدة في متحف الفن الزخرفي في بيرجن. وفي القرن الثامن طرأ على صناعة الكمان العديد من التحديثات والتعديلات في الشكل والمضمون، حيث أصبحت أكثر حرفية عما سبقت عليه.
كيف تُصنع آلة الكمان وماهي مكوناتها ؟
يُصنع الكمان عادة من خشب الصنوبر، حيث يتم تخزين الخشب قبل استخدامه لصنع الآلة حتى يجف تماما ليتجنب تغير نسب الأبعاد التي يُصنع عليها أجزاء صندوق الصوت (أي جسم الكمان) مع مراعاة ألا تتأثر بعوامل الحرارة أو البرودة أو الرطوبة. ويتم طلاء خشب آلة الكمان بطبقات عديدة للتأثر على نوعية الصوت.
الأجزاء
- تتكون آلة الكمان من حوالي 99 قطعة وربما أكثر، وفي شكلها الحالي فهي تحتوي على أربعة أوتار توضع على قطعة من الخشب أو المعدن تشد عليها الأوتار وتكون على صدر الآلة، كما أن لكل وتر سمك مختلف عن الآخر ، وعادة ما تُصنع الأوتار من الحديد أو الألومنيوم أو الذهبية.
- يستخدم العازف القوس كأداة للعزف على أوتار الكمان وهي مصنوعة من شعر الخيل.
- يوجد على عنق الكمان وبالتحديد تحت الأوتار لوحة الأصابع وهي عبارة عن مسطح أسود اللون ويكون ملسا في الملمس.
- هناك حفر على شكل حرف F يتم استخدامها لإخراج اهتزازات الصوت.
- هناك قطعة قريبة من ذقن العازف تكون مهمتها ربط نهاية الأوتار وتسمى “المشط”.
- أما راحة الذقن فهي عبارة عن قطعة يتم إضافتها ليتكئ عليها ذقن العازف لمساعدته في التحكم بالكمان ومسكه بشكل أفضل.
- يوجد في قوقعة الكمان فوق المشط الخاص بالأوتار مفاتحي خاصة للتحكم في ضبط صوت الوتر من حيث الطول والقصر.
طرق تعلم العزف على الكمان
هناك عدة طرق لتعلم العزف على الكمان يمكن اتباعها، حيث يمكنك شراء كتاب متخصص في تعليم العزف على الكمان، واتباع خطوات الكتاب وتطبيقها على الآلة، ويمكنك أيضا مشاهدة مقاطع الفيديوهات التي تُنشر على مواقع الإنترنت مثل موقع يوتيوب الشهير، فهناك العديد من الأشخاص يقدمون دروساً للعزف على الكمان وغيرها من الآلات الموسيقية، وتوجد قنوات يوتيوب مختصة في تعليم العزف على الكمان بطرق مختلفة يمكنك اختيار الأنسب والأسهل لك في التعليم، كما يوجد بعض المواقع العربية والغربية تقدم شروحات مفصلة عن مبادئ تعلم العزف على الكمان.
كيف تتعلم العزف على الكمان إذا كنت مبتدئاً؟
ضبط الأوتار
قبل البدء بتعلم العزف على الكمان عليك أولا بضبط الأوتار، وكبداية قم بضبطها وفقا للطريقة الغربية وليس الشرقية حتى تبدو أكثر سهولة في التعلم، ويمكنك أيضا الاستعانة بآلة البيانو لضبط الأوتار وفقا للنغمات (صول، ري، لا، مي).
عند ضبط الوتر عليك أولا أن تعلم بأن لكل نغمة من النغمات الأربعة أو نغمات الأصوات الموسيقية ترددات صوتية خاصة بها وتختلف عن الأخرى، فمثلا نغمة الصوت دو تختلف عن نغمة الصوة ري ولكلٍ مكنها تردد خاص، ويمكن قياسها باستخدام أجهزة خاصة بذلك.
في آلة الكمان يُقاس تردد الصوت بالهيرتز، حيث تقوم بقياس الوتر ثم إيصاله بالتردد المناسب له، ولضبط الوتر تقوم بشده أو إرخائه وفقا للتردد، وتَذكر بأن الوتر مضبوط على تردد معين كـ500 هيرتز، لا يمكنك رفع التردد أكثر من 500 هيرتز وإلا انقطع الوتر،
وفيما يلي جدول تردد أصوات الأوتار بالهيرتز على طريقة الدورزان الغربي، علما بأنه يمكنك استخدام تطبيقات الهواتف الذكية لمساعدتك في قياس الترددات، إلا أن الجدول التالي أدق في تحديد النغمة لتتمكن من شد الوتر وفقا لتردده:
1. الوتر الأول تردده 659,3 هيرتز.
2. الوتر الثاني تردده 440,7 هيرتز.
3. الوتر الثالث تردده 293,7 هيرتز.
4. الوتر الثالث تردده 196,0 هيرتز.
لتقوم بعملية ضبط الأوتار بحسب الترددات الآنفة الذكر، عليك استخدام المفاتيح الصغيرة التي توجد خلف الآلة ولا تستخدم المفاتيح الكبير تفاديا لقطع خيط الوتر، كما عليك أن تقوم بالضبط بشكل بطيء وتدريجيا، وفي حالة عدم تمكن المفاتيح الصغيرة من الوصول إلى التردد المطلوب قم بإرخاء القوس بواسطة المفتاح الصغير ثم أعد ضبطه قليلا باستخدام المفتاح الكبير ثم اضبط الوتر مرة أخرى بالمفتاح الصغير.
العزف على الكمان
بعد أن قمت بضبط الأوتار كما في الخطوات أعلاه، ضع الكمان من الجهة السفلى على كتفك، وثبته على ذقنك أو خدك، ثم امسك بيدك الجزء الذي يحتوي على مفاتيح الضبط. امسك القوس من الأسفل ثم ضعه على الأوتار بشكل موازي للخشبة الوسطى في الكمان والتي توضع عليها الأوتار. حاول العزف على نوتات طويلة باستخدام الأوتار الأربعة بطول القوس، واجعل مستوى ذراعك وكتفك على نفس مستوى الوتر الذي تريد العزف عليه، ثم ضع أصبعك على الوتر واعزف عليه النغمة الموسيقية التي ترغب بها، وتجدر الإشارة هنا إلى أنه من الممكن ألا تتمكن من الإمساك بالنغمة من المرة الأولى فحاول عدة مرات إلى أن تتمكن منها ويتعود أصبعك عليها.
خاتمة
عزيزي القارئ، إذا اتبعت الخطوات والإرشادات التي ذكرت في مقالنا ستكون قد وضعت قدمك على أولى خطوات الاحتراف في العزف على الكمان، وتذكر بأن ما ذكرناه يعد مبادئ وقواعد أساسية لترتكز عليها أثناء تدريبك، وعليك الاستعانة بمتدرب متخصص لتسلك طريق الاحتراف، وتذكر أن التدريب المستمر وسماع العديد من المعزوفات الموسيقية العالمية لكبار فناني العزف على الكمان سيكون له الأثر الكبير في سرعة التعلم والنجاح.
أضف تعليق