لا تتعجب فربما نخطئ في اعتقادنا بأن بعض الممارسات اليومية ستعود بالنفع على صحتنا، وصحة أطفالنا ونكتشف بعد ذلك أن ظنوننا خاطئة تماما، وأحيانا يكون نمط الحياة اليومي هو السبب في تحويل حياتنا إلى جحيم، وربما نصاب بالأوبئة والأمراض ونظن أن السبب مجهول إلا أنه في الحقيقة من صنع أيدينا ولكننا لم نتنبه لذلك، ومن أجل هذا قررنا أن نكتب لكم هذه المقالة لنعرفكم بأخطر العادات الصحية السيئة لكي تتجنبوها في أسرع وقت ممكن.
استكشف هذه المقالة
العادات الصحية السيئة في رمضان
في شهر رمضان نرتكب بعض التقاليد المتوارثة لدى العرب، وأغلب الظن أن هذه التقاليد تخص المأكل والمشرب على الرغم من أن رمضان يعتبر فرصة ذهبية لتطهير أجسامنا من السموم، والتخلص من الشحوم المتراكمة في الجسم، وليس ذلك فحسب بل إن الصيام يمكن أن يساعد في علاج بعض الأمراض المزمنة إذا التزمنا بما يجب، ولكن العادات الصحية السيئة هي التي تفسد علينا جني المنافع من هذا الشهر ومنها:
قيام ربه المنزل بتحضير عدة أصناف من الأطعمة
أثناء ساعات الصيام تنخفض قدرة الجسم على أداء وظائفه بشكل جيد، وتبدأ مظاهر التعب والخمول، والجفاف والحاجة إلى الراحة والأمر قد يكون مضاعفا بالنسبة لربة المنزل حيث أن عليها عاتقا كبير في تحضير الطعام من ناحية، وتنظيف المنزل من ناحية أخرى، وتتضاعف خطورة الموقف بتحضير أكثر من صنف على مائدة الإفطار فكل ذلك يحتاج إلى وقت ومجهود فلماذا لا يتم الاكتفاء بتحضير مائدة تشتمل على كل العناصر التي يحتاجها الجسم في وجبة أو وجبتين فهذا أفضل لصحتها وصحة الأسرة، ويوفر عليها التعب والإرهاق، ويحمي من الأمراض المتعلقة بسوء الهضم.
تناول بعض المشروبات المضرة
للأسف يندرج الماء البارد ضمن العادات الصحية السيئة في شهر رمضان فبعض الناس حريصون على تناوله وقت الإفطار مباشرة، وهذا لأن الصيام عادة ما يأتي في فصل الصيف فيحتاجون إلى ما يعيد لهم الطاقة ويمنح أجسامهم شعورا بالانتعاش ويعتقدون أن الماء البارد سيرطب أجسامهم المنهكة من ساعات الصيام الطويلة، وفي الحقيقة أن هذا يحدث بالفعل ولكن لوقت محدود لأن الماء البارد يمنع وصول الدم بشكل جيد إلى المعدة مما ينتج عنه حدوث إضرابات في الجهاز الهضمي والأفضل أن تكون درجة حرارة الماء معتدلة، ويفضل أيضا أن يستبدل الصائم الماء بالحليب والتمر لأن هذا المشروب يساعد على تنشيط الجهاز الهضمي كما ينصح بالابتعاد تماما عن تناول المشروبات الغازية على معدة خاوية لأنها قد تتسبب في تهتك جدار المعدة، والإصابة بمشاكل أخرى كزيادة نسبة السكر في الدم، وسحب الكالسيوم من الجسم فضلا عن أنها لا تمنح أي فوائد للجسم ولا تساعد على الهضم بشكل جيد كما يظن البعض.
الإفراط في تناول بعض أنواع الأطعمة والامتناع عن الأخرى
نظرا لكثرة الأطعمة وتعددها في هذا الشهر، قد يميل البعض لاستهلاك المواد السكرية أكثر من المواد المالحة أو العكس فمثلا يحرص بعض الصائمين على تناول حلوى رمضان المعروفة كالكنافة والقطائف وبعض المشروبات كالخروب والسوبيا وهذه الأطعمة والمشروبات تتميز باحتوائها على نسبة مفرطة من السكريات، ويأتي وقت الإفطار فيشعر أنه معدته امتلأت ويصبح غير قادر على تناول الأطعمة الأخرى، ويصاب بالخمول والرغبة في النوم، وهذا يحدث نتيجة لارتفاع مستوى السكر في الجسم، والبعض الأخر يعشق تناول الأطعمة شديدة الملوحة كالمخللات التي تعمل على زيادة تركيز الأملاح في البول، وتراكم الماء في الجسم فيصاب الشخص بالتورم وزيادة الوزن كما أن هناك من يمتنعون عن تناول الفواكه والخضروات تماما في رمضان وهذا من العادات الصحية السيئة لأن هذه الأطعمة مفيدة للجسم، وتحتوي على العناصر الغذائية الضرورية كالألياف والمعادن والفيتامينات، وتساهم في الحفاظ على صحة كل عضو من أعضاء الجسم، والأصح أن يتناول الصائم جميع العناصر الغذائية بكميات قليلة، ويحاول بقدر الإمكان أن يحقق التوازن بينها.
الاعتماد على الزيت والسمن في تحضير الطعام
من العادات الصحية السيئة أيضا الاعتماد بشكل كبير على استهلاك الدهون في رمضان سواء عند تحضير طعام الإفطار أو السحور بحجة أن هذا يعوض الجسم عن فقد الطاقة في ساعات الصيام إلا أنه يؤدي لمشاكل كبيرة في الأمعاء، وانخفاض القدرة على النشاط والذهاب إلى العمل في الصباح فضلا عن أن هذا لا يتناسب تماما مع الرغبة في إنقاص الوزن الزائد، وخاصة عند الإصابة بالسمنة أو تصلب الشرايين المرتبط بارتفاع الكوليسترول في الدم وحرصا على صحة الأسرة يجب طهي الطعام باستخدام البخار و الشواية والاكتفاء باستخدام كمية قليلة من الزيوت غير المهدرجة عند الضرورة فقط فهذا صحي أكثر.
تناول المشروبات المنبهة وقت السحور
أخطر ما يمكن القيام به على الإطلاق هو تناول المشروبات المنبهة أو التي يسميها البعض بمشروبات الطاقة كالشاي والقهوة والنسكافية لأنها تحتوي على مادة الكافيين التي تزيد من عدد مرات التبول خلال ساعات النهار فيشعر الصائم، وكأنه لم يشرب الماء على الإطلاق في وقت السحور ويزاد شعوره بالعطش في أوقات الظهيرة، وقد يصاب بالإعياء نتيجة لجفاف الجسم كما يؤخذ في الاعتبار أن المشروبات المنبهة تزيد من نشاط الجسم لساعتين أو ثلاثة فقط بعدها يعود الجسم للخمول والنعاس، وإذا كنت من مدمني هذه المشروبات ولا تستطيع الامتناع عنها تماما فمن الجيد أن تتناولها بعد الإفطار بوقت كاف حتى لا تؤثر أيضا على امتصاص الحديد والكالسيوم في الجسم كما أنه يسهل حينها شرب الماء عند الشعور بالعطش.
العادات الصحية السيئة للمراهقين
يظن المراهق أنه انتهي من مرحلة الطفولة، وأصبح بإمكانه أن يفعل ما يحلو له، فلا ينتبه إلى نصائح الأب والأم ويسعى لتقليد زملائه، وذويه فينخرط في ممارسة العادات الصحية السيئة التي تضر بحياته، وقد تؤثر على دراسته ومستقبله، وتودي بحياته في المستقبل ولا يختلف الآمر بالنسبة للفتيات، بل قد تكون خطورته مضاعفة على المراهقين من الفتيات ومن هذه العادات ما يلي:
إدمان المراهق لشرب السجائر
في الحقيقة أن الأمر يعتبر من أكثر العادات الصحية السيئة التي تشغل عقولنا باعتبارها من الأمور الكارثية فالتدخين لا يقتصر على المراهقين فقط فنتيجة لتأثرنا الشديد بدول الغرب نجد الكثير من المراهقات أيضا في عصرنا هذا تتجه للتدخين دون علم الأب أو الأم بذلك، وعموما فإن السجائر تحتوي على مادة التبغ التي تتسبب في الإصابة ببعض الأمراض السرطانية كسرطان الرئة وسرطان الجلد على المدى البعيد ونتيجة لضعف مناعة المراهق مقارنة بمناعة من هم أكبر منه سنا ستظهر عليه علامات إدمان السجائر مبكرا فينخفض وزنه، ويصاب بضعف الشهية، وجفاف الحلق، ويظهر على وجهه علامات الإعياء بالإضافة إلى ظهور حب الشباب، كما تصاب أسنانه بالضعف وتميل للون الأصفر، وقد يصاب المراهق بأمراض القلب نتيجة لارتفاع ضغط الدم الشرياني، وأيضا يشعر بالخمول والتعب باستمرار ومثل هذه الأعراض تحدث للفتيات أيضا أضف عليها احتمالية الإصابة بسرطان الرحم والثدي، والإصابة بالعقم وتؤثر السجائر أيضا على جمال بشرتها فتصيبها بالتجاعيد المبكرة، وتصبح باهته ويزداد ظهور الهالات السوداء، ويتأثر الشعر أيضا فيبدأ في التساقط والتقصف ويصاب بالخشونة نتيجة للجفاف، ونقص المغذيات.
هوس النحافة وفقدان الوزن عند المراهقين
يعتبر هوس النحافة عند المراهقين واحدا من الأمراض النفسية التي تصيبهم وتحدث للإناث على وجه الخصوص، وقد تستمر معهم حتى إتمام هذه المرحلة، وقد تلازمهم طوال العمر، وتكون من أعراضه الخوف الزائد لدى المراهق من زيادة الوزن نتيجة لسماع بعض التعليقات الساخرة من الأصدقاء أو الأهل، وأحيانا يحدث ذلك نتيجة لتقليد أحد المشاهير أو الرغبة في الحصول على جسم رشيق وجذاب كأحد الأصدقاء مثلا وبالطبع أن مضار هذا الأمر يزيد عن فوائده فلا مانع من أن يشعر المراهق بزيادة وزنه فيبدأ في التقليل من تناول السكريات والنشويات وينصرف عن تناول الوجبات السريعة، ويتجه أكثر لتناول الخضراوات والفاكهة والأطعمة الصحية عموما إلا أنه في الحقيقة يمارس المراهقين هذه العادات الصحية السيئة دون أن ينتبهوا إلى خطورة ذلك الأمر فقد يمتنع المراهق عن تناول الطعام تماما لإنقاص وزنه فيصاب بفقر الدم وضعف المناعة، والخمول فضلا عن تأثير هذا الأمر على مستواه الدراسي وقدرته على التحصيل ونتيجة لذلك تتأثر جميع وظائف جسمه وقد يلزم الفراش لعدة أسابيع أو أشهر، ومن المثير للدهشة أن بعضهم يتناول الملينات من الأعشاب والأدوية فور تناول أي وجبة دسمة حتى لا تؤدي إلى زيادة الوزن فيصاب بمشاكل خطيرة في المعدة تتعلق باضطرابات في القنوات الهضمية، ويحدث فشل في تنظيم عمليات التمثيل الغذائي فلا يتمكن من إخراج البراز إلا عن طريق هذه الملينات، ومن العادات الصحية السيئة كذلك ممارسة الرياضة العنيفة أو المفرطة والتي قد تؤدي إلى إنقاص الوزن بالفعل ولكن لفترة قصيرة ويعود الجسم إلى حالته الطبيعية، وقد يشكو المراهق من أن وزنه يزداد على الرغم من تناوله القليل من الأطعمة وهذا نتيجة لضعف نظام حرق الدهون في الجسم.
سهر المراهقين حتى ساعات متأخرة من الليل
نتيجة لكثرة وسائل الترفية من تكنولوجيا الهواتف المحمولة إلى التلفاز والكومبيوتر الشخصي وغيرها يشعر المراهق كما لو أنه يريد مواصلة الليل بالنهار حتى لا يفوته كل ما هو جديد، ويزداد الأمر حدة في فصل الصيف فلا يستطيع الآباء السيطرة على المراهق، وإجباره على النوم في وقت مبكر بحجة أنه في الإجازة الصيفية الآن، وأنه غير ملزم بتأدية الواجبات أو الذهاب للمدرسة باكرا، والسبب في أن السهر يعتبر من العادات الصحية السيئة يعود إلى أن وظائف الجسم تعمل من خلال النوم وخاصة في المساء لتجديد للخلايا والأنسجة التالفة في المخ كما تستغل وظائف الجسم هذه الفترة لاستعادة نشاطها وطاقتها من جديد، ويحسن النوم كذلك من كفاءة الجهاز المناعي، وأثناء النوم ترتفع معدلات الأيض فيحرق الجسم أكبر قدر من السعرات الحرارية، وأي خلل يحدث في هذا النظام يؤدي للتأثير بالسلب على وظائف الجهاز العصبي والمخ فيحدث ضعف في الذاكرة، وتنخفض مناعة الجسم فيصاب المراهق بالأمراض المناعية ولعل أكثرها شيوعا “الإنفلوانزا”، وتحدث اضطرابات في الوزن فيزداد أو ينقص بشكل سريع بالإضافة لضعف النظر، والإصابة بتأخر النمو وغير ذلك الكثير من الأضرار الأخرى، ويفضل على الأم أن تمنح أبنائها في المساء بعض المشروبات التي تعمل على الاسترخاء وتساعدهم على النوم كالحليب، والنعناع، والينسون.
العادات الصحية السيئة للأطفال
يمارس الأطفال بعض العادات الصحية السيئة باستمرار، وكل يوم نكتشف عادة جديدة مضرة بصحة الطفل، وللأسف تصدر هذه العادات في الغالب عن طريق الخطأ نتيجة لعدم إدراك الطفل، والواجب على الأم أن تنتبه لها جيدا وتحاول بقدر الإمكان إبعاد الطفل عن ممارستها بذكاء وحكمة شديدة.
وضع الطفل أصابعه في فمه لا إراديا
لعلك لاحظتي هذا الأمر على طفلك أثناء ما كنتي تتحدثين معه أو عندما كان يتناول الطعام وربما عند النوم وشعرتي بالحيرة وترغبين في معرفة السبب الذي يجعل طفلك يضع أصابعه في فمه باستمرار ففي الحقيقة أن هناك أسباب كثيرة تؤدي لهذا التصرف فقد يحدث هذا بسبب إصابة الطفل ببعض الأمراض النفسية كدافع الخوف أو القلق عند تهديده أو نتيجة لقيام الأب بضربه لقيامه ببعض التصرفات الخاطئة أما وضع الطفل أصابعه في فمه عند النوم فهو أمر طبيعي يضيف له شعورا بالاسترخاء والهدوء ويساعده على النوم بشكل عميق، ويندرج هذا التصرف في قائمة العادات الصحية السيئة لأن أصابع الطفل عادة ما تكون محملة بالجراثيم والميكروبات التي تؤدي لإصابته بالكثير من الأمراض مثل جرثومة المعدة وغير ذلك، ومن غير المعقول أن تحمل الأم في يدها وعاء به ماء وصابون وتسير مع الطفل في كل خطوة يمشيها لذا فإن التصرف الصحيح في هذا الأمر هو أن تشغل الأم طفلها بأي شئ أخر يمنعه عن القيام بهذا التصرف.
تهرب طفلك من غسل أسنانه
بعض الأطفال لا يحبون غسل أسنانهم على الإطلاق، ولذا يصاب الطفل بتسوس الأسنان منذ مرحلة الطفولة، والأصح هو أن يتم غسل أسنان الطفل على الأقل مرتين يوميا حتى لا تتراكم الجراثيم في فمه، ولكي تحفزي طفلك على غسل أسنانه قومي بغسل أسنانك معه والتقطي له صوره وهو يغسل أسنانه أو كافئيه بشراء لعبة جديدة أو بعض الحلوى، وبمرور الوقت سيذهب لغسيل أسنانه بمفرده، ويطلب منك إحضار الفرشاة والمعجون.
قيام طفلك بقضم أظافره بفمه
عادة أخرى من ضمن العادات الصحية السيئة وهى أن يقوم الطفل بقضم أظافره عند مشاهدة التلفاز أو اللعب والحقيقة أن هذه العادة لا تحدث في سن الطفولة فقط، وإنما يفعلها بعض المراهقين أيضا، ومن أضرارها نقل الجراثيم إلى الفم مما يؤدي إلى ظهور رائحة كريهة في الحلق، أيضا قد يؤذي الطفل نفسه أثناء قضم أظافره فيتسبب في تعرضها للجرح، وقد ترتبط هذه العادة بتسليه الطفل لنفسه، أو ربما لأنه شاهد أحد أصدقائه يفعل ذلك فقام بتقليده على الفور، ومرة أخرى قد يكون بسبب بعض المشاكل العائلية المحيطة بالطفل فتكون الأسباب في ذلك الوقت نفسية ويجب حينها مراجعة الطبيب، والحل الأمثل أن تتحدث الأم مع طفلها وتشعره بمدى خطورة هذا التصرف وأن أظافره دائما ما تكون محملة بالجراثيم وهو بهذا التصرف يتسبب في نقلها للمعدة، وإذا لم يستجيب فراجعي الطبيب النفسي على الفور.
الخاتمة
لا تقتصر العادات الصحية السيئة على ما ذكرنا فقط فهناك بعض العادات الأخرى التي نفعلها بشكل يومي دون أن ندرك مدى خطورتها على صحتنا فمثلا نذهب للسوق ونحمل الكثير من الحقائب، ونشكو بعد ذلك من آلام الظهر والمفاصل، ثم نذهب لركوب السيارة فلا نقوم بغلق الزجاج فنتعرض لدخان وعوادم السيارات وتصاب الرئة بمشاكل لا حصر لها، ونصل للمنزل فنتناول الطعام مباشرة دون أن نغسل أيدينا جيدا فنصاب بأمراض المعدة، والواجب علينا أن ننتبه لتصرفاتنا اليومية ونحرص على إتباع الصحيح منها فقط.
أضف تعليق