الطعام المعد منزليا هو ذلك النوع من الطعام الذي يتم إعداده من جانب الأم في المنزل وبمكونات صحية وطبيعية دون الاستعانة بالأطعمة المجمدة أو المعلبة أو أي مكونات أخرى من شأنها الإضرار بصحة أفراد الأسرة، ولقد تراجعت منزلة الطعام المعد منزليا مؤخرا لصالح الأطعمة السريعة والجاهزة وذلك للعديد من الأسباب؛ أولها وجود رب الأسرة بمكان العمل دوما في وقت الغذاء وكذلك وجود الأبناء في مدارسهم أو جامعاتهم المختلفة وبالتالي يداهمهم الجوع ويضطرون إلى طلب الوجبات السريعة، وقد أجريت دراسة جديدة في جامعة إلينوي تقول فيها أن تناول الأطعمة السريعة تحتوي على نسبة كبيرة من الصوديوم والدهون وقد تم نشر نتائج تلك الدراسة في المجلة الأوروبية للتغذية السريرية، كما ذكرت دراسة أخرى أن تناول الوجبات السريعة خارج المنزل يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وأظهر التحليل الإحصائي لتلك الدراسة أن الطلاب المصابين بارتفاع ضغط الدم كانوا يتناولون الطعام خارج المنزل في الكثير من الأحيان وعطفًا على ما سبق فإن تناول تلك الأطعمة الجاهزة يؤدي إلى مستويات أقل من النشاط البدني، وبجانب عدم تفرغ أفراد الأسرة وقت تناول الطعام فإن الأبناء عادة ما يجدوا الوجبات الجاهزة ذات طعم أحسن من الطعام المعد منزليا ولذلك يميلوا إلى تناول الطعام الجاهز وفي هذا المقال سوف يتم التركيز على محاولة جعل الطعام المنزلي بنفس طعم الأطعمة الخارجية وذلك عن طريق الإرشادات التالية:
دليل جعل الطعام المعد منزليا في مثل جاذبية الأطعمة الجاهزة
أولا: ضعي كل خبراتك السابقة جانبًا لفترة من الوقت
الطعام المعد منزليًا من قبل الأمهات يسير عادة وفق ثقافة المألوف بمعنى أن الأم قد تعلمت إعداد الطعام من أمها وقامت بإعداده لأسرتها بنفس الطريقة التي تعلمتها من والدتها، وهكذا وعليه تسير عملية إعداد الطعام المنزلي عبر حلقة مغلقة، ومع تطور الزمن أضحى الأولاد يشعرون بالملل من تكرار نفس الوجبات بنفس الطريقة، ولكي تتعلم الأم طريقة جعل الطعام المعد منزليا كالطعام الجاهز عليها أولا أن تتخلى ولو جزئيا عن ثقافة المألوف وأن تلج عالم المطبخ من باب آخر؛ تدخله كطفلة صغيرة سوف تجرب أكلة جديدة للمرة الأولى وعليها ألا تخاف من أن تفسد الأكلة فالتجربة هي خير معلم، وفور أن تتبنى الأم ثقافة التغيير تكون بذلك قد قطعت شوطًا كبيراً في عملية تحويل طعامها إلى طعام يشبه ذلك الذي يُقدم بأفضل المطاعم ويتناوله أولادها وزوجها أغلب الوقت.
ثانيا: الاستعانة بالتوابل العربية والهندية المختلفة
الطعام المعد منزليا يبدو أحيانًا وكأنه لا يحمل مذاقا خاصًا وربما يكون السبب وراء ذلك إلى قلة الاعتماد على التوابل في إعداد الطعام، حيث من المعروف عن التوابل أنها تُضفي نكهة ومتعة لا تُضاهى على الطعام هذا إضافة إلى فوائدها الصحية حيث تعد التوابل مصادر جيدة لمضادات الأكسدة ومن الجدير بالذكر أن أهم التوابل التي تُضفى نكهة مميزة على الطعام المعد منزليا وتجعله يشبه الطعام الجاهز هي؛ الزعفران والذي يعد من أغلى التوابل على مستوى العالم وذلك لأنه يضيف نكهة فريدة للطعام كما يعمل على تلوين الأغذية ومن الفوائد الصحة للزعفران أنه يعمل على تحسين التركيز ويحارب الزهايمر السرطان ومن خصائصه الإضافية أنه يعمل على تحسين المزاج ويسبب الشعور بالسعادة الفرح، وهناك أيضًا الهيل الذي يُضفي على الطعام النكهة الهندية المحببة وورق اللوري والكاري والبابريكا” الفلفل الحلو” وهي نوع من التوابل العطرية التي بجانب نكهتها المميزة التي تضيفها للطعام حيث تُعطي البابريكا نكهة حلوة وحادة معًا فهي تضيف رائحة محببة أيضًا، وبالاعتماد على التوابل في إعداد الطعام المنزلي ستكون خطوة إضافية قد أُنجزت على طريق جعل الطعام المعد منزليا يبدو كالطعام الجاهز.
ثالثا: تجربة أطعمة مختلفة تمامًا عن الأطعمة التقليدية المعروفة
من أكثر الأمور التي تجعل الطعام المعد منزليا غير مرغوب في بعض الأحيان من قبل أفراد الأسرة أنه مُكرر فمنذ نعومة أظافر الأولاد وهم يتناولون نفس الطعام بنفس النكهات ولذلك على ربة المنزل أن تبتكر أطعمة جديدة وعليها لكي تلتزم بتلك الخطوة أن تخصص يومًا أسبوعيًا في البداية يكون لطعام مبتكر ولم تجربه الأسرة من قبل وعلى الأم ألا تخبر أيا من أفراد الأسرة عن الوجبة التي ستقوم بإعدادها، ومن شأن تلك الطريقة أن تجعل الفضول يصيب جميع أفراد الأسرة وبالتالي يأتون إلى المنزل مسرعين ليكتشفوا الوجبة الجديدة التي قامت الأم بإعدادها، وعلى الأم أن تُراعي في تلك الوجبة أن تكون مختلفة تمامًا وتحتوي مكونات غريبة ولكي تحصل الأم على تلك الوجبة عليها زيارة المواقع العربية أو الأجنبية المختلفة؛ فمواقع الطعام على شبكة الإنترنت لا حصر لها ووصفات الأطعمة المختلفة والمميزة أعدادها لا تُحصى، فُجل ما على الأم القيام به هو التحلي بالشجاعة الكافية وتجربة واحدة من تلك الوصفات، وإذا لم ترغب الأم في الاعتماد على الوصفات المكتوبة عليها ابتكار وصفة خاصة بها فبعد هذا العمر الطويل من إعداد الوجبات يوميا وجب على الأم أن تكون قد اكتسبت الخبرة الكافية التي تجعلها على دراية بمعرفة نتيجة دمج بعض المكونات المختلفة معًا وانتظار النتيجة وحتى إذا لم تكن تعلم النتيجة عليها خوض غمار المغامرة وتجربة عملية الدمج.
رابعا: الاهتمام الكبير بطريقة تقديم الطعام المنزلي
الطعام المعد منزليا غالبًا لا يكون مقدم بنفس طريقة تقديم الطعام الجاهز وربما هذا يكون سببًا كافيًا لجعل أفراد الأسرة يتجنبون تناول الطعام داخل المنزل؛ ومن الجدير بالذكر أن هناك نظرية معروفة بعلم الطعام مفادها أن العين تأكل أولا قبل الفم وقد تداركت المطاعم تلك النظرية واستوعبتها جيدا؛ فتلك المطاعم تعتمد بشكل كبير على شكل الطعام وطريقة تقديمه ولذلك من الملفت للنظر أن نجد مطاعم يرتادها زوار كُثر على الرغم من عدم جودة الطعام المقدم فمن الممكن أن يكون سبب ذلك يعود إلى طريقة تقديم ذلك الطعام، ولذلك على الأم أن تهتم كثيرًا بطريقة تقديم الطعام، وأن توليه جزءًا كبيرًا من وقتها، ومع الوقت سيعتاد أفرد الأسرة على شكل الطعام المنمق المقدم من الأم وسيلاحظوا أن الطعام المعد منزليا لا يختلف كثيرًا عن ذلك الذي يتناولوه بالخارج ومع مرور الأيام سيتوقف أفراد الأسرة عن تناول الطعام خارجًا.
وفي النهاية وقبل كل ما سبق يجب على الأم أن تُربي أطفالها على ثقافة الطعام الصحي وأن تقوم بتوعيتهم جيدًا بفوائد تناول الطعام المنزلي وأن تخبرهم أن تناول الوجبات السريعة يزيد من معدل السمنة هذا إضافة إلى زيادة معدل الكوليسترول والدهون المشبعة، كما يجب على الأب أن يساعد الأم في ذلك أيضًا ويغذي في أولاده منذ الصغر أن تجمع جميع أفراد العائلة حول طاولة واحدة لا تعادله أي سعادة أخرى في الدنيا وأن الأم تقضي الكثير من الوقت داخل أروقة المطبخ لإعداد الطعام المنزلي خوفًا منها على صحة أفراد العائلة، بجانب تلك الأمور تُراعي الأم الاهتمام بطعامها المعد منزليا وتجعله يبدو كالجاهز وذلك عبر الاستعانة بالتوابل المختلفة والبهارات وتقديم أطعمة مختلفة والاهتمام بتزيين الطعام ووضع لمساتها الخاصة ويجب كذلك أن تُراعي الاهتمام بالأطباق الجانبية والمقبلات والسلطات المختلفة حيث من شأن تلك الأطباق الجانبية أن تفتح شهية أفراد الأسرة على الطعام المنزلي بشكل أكبر من المعتاد.
أضف تعليق