تسعة
الرئيسية » العلاقات » مشاكل العلاقة » الشريك الدرامي : كيف تستطيع التعامل مع شريك العلاقة الدرامي ؟

الشريك الدرامي : كيف تستطيع التعامل مع شريك العلاقة الدرامي ؟

الشريك الدرامي هو الشريك الذي يحول كل الأمور إلى دراما وقصص لا نهاية لها، قد يكون التعامل مع الشريك الدرامي أمرًا صعبًا، لكننا نساعدك على ذلك.

الشريك الدرامي

الشريك الدرامي نموذج من شركاء كثر موجودون في علاقاتٍ عدة، والشريك الدرامي من النماذج الموجودة بكثرة، ودائمًا ما تجد الشريك الدرامي يقوم بإرهاقك في العلاقة ويضغط عليك لعدة أسباب يطول شرحها، وهذه أبرز سمات الشريك الدرامي.

تعرف على كيف كيفية التعامل مع الشريك الدرامي

حساس جدًا

يكون الشريك الدرامي عادة حساس جدًا تجاه أي شيء، أقل كلمة قد تؤذي مشاعره، فقد تقول الكلمة بتلقائية وعفوية شديدة وتجد أنها قد آلمته جدًا ويدخل في نوبة حزن شديدة بسبب ما قلته له وأوجع مشاعره وأحاسيسه بكل هذا القدر، وذلك يجعلك تحرص على كل كلمة وتتوخى الحذر في كل لفظ تقوله وكل تصرف تقوم به، وهذا مرهق جدًا بالطبع.. فلا ينبغي أن تكون في علاقة ومن المفترض أن يكون شريك العلاقة هو أكثر شخص تتعامل معه، ويكون بهذا الشكل وأنت تتحسس أقوالك وأفعالك معه، من أسوأ الأشياء التي من الممكن أن تجربها في حياتك.

يؤول التصرفات والأفعال حسب مزاجه

يقوم الشريك الدرامي بتأويل وتفسير أي قول أو فعل أو تصرف تفعله قد يكون عادي وطبيعي جدًا، أو شيء صغير حصل شاءت الظروف أن يأتي بهذا الشكل بشكل درامي حسب مزاجه وطبيعة شخصيته، لابد وأنه حدث بسبب معين في رأسه هو، إن لم تتصل به طيلة النهار بسبب انخراطك في العمل أو انشغالك في أي شيء، سيقول: نعم أعرف أنني أشكل عبئًا عليك، خصوصًا وأنك لم تعد تحبني مثل البداية، وأنني لم أصبح في دائرة اهتماماتك. لم يحدث هذا بالطبع، كل ما في الأمر أنك انشغلت فقط عن الاتصال به كالمعتاد، وهذا ما دفع خيالاته الدرامية للاشتعال وجعله يقول لك هذا الكلام، هذا هو شيء صغير جدًا يحولها لمشكلة كبيرة جدًا قد تأخذ أيام لحلها، وهذا بالطبع شيء مرهق وسخيف.. أن تكون على علاقة بشريك بهذا الشكل.

يهول الأمور

يقوم الشريك الدرامي بالمبالغة في كل الأشياء والتهويل في كل الأمور، فعبثًا بالطبع ستحاول إفهامه هذا الكلام وأن ما يقوله هذا مجرد أوهام ليس لها أي أساس من الصحة وأن الأمر أنك انشغلت فحسب، فستجده أخذ وضع ممثل مسرحي، ونبرة وأداء مسرحيان، وتكلم بمنتهى البراعة الدرامية: “من فضلك، لا أريد مبررات.. لقد تركني الجميع، وها أنت تتركني وحيدًا، أنت الذي وثقت فيه تمامًا ومع ذلك تخذلني وتخون ثقتي فيك” لماذا كل هذه المبالغة في الأمور؟ ألا يمكن ضبط المواضيع وإعطاءها ما تستحق فحسب؟ لماذا نحمل المواضيع أكثر مما تستدعي بكثير بهذا الشكل؟ الإجابة عند الشريك الدرامي فقط فيما يبدو.

إذا واجهته بدراميته سيبالغ في الدراما

الشريك الدرامي لا يتفهم معنى النقد، فإذا قلت له أنه حساس ودرامي زيادة عن اللزوم ويبالغ في تهويل الأمور ويعطيها أكثر من حقها ويؤول الأمور حسب مزاجه وحسب طبيعة شخصيته، ذلك لن يخفف من كمية الدراما التي يحيا فيها، بل بالعكس سيزيدها حدة وسيتهمك أنك لا تقدره ولا تحترمه ولا تحبه ولا تهتم لمشاكله، وللأسف ليس هناك حلول قاطعة مع هذا الشخص.

انهزامي ويعاني من عقدة اضطهاد

الشريك الدرامي عادة ما يكون شخصية انهزامية إلى أبعد الحدود، وتجده دائمًا يبالغ في عقدة الاضطهاد التي لديه ويتباكى على أنه وحيد ولا أحد يحبه أو يقدره حتى الشخص الذي في علاقة معه وأنه غير مهم وتافه وأنه سيترككم جميعًا وسيذهب إلى مكان منعزل وحيد حيث لا يزعجكم مرة أخرى ولا يضايقكم بأحزانه ومآسيه، ولا تدري أي أحزان ومآسي من الممكن أن تصيب هذا الشخص.

يبكي لأقل شيء

بالطبع البكاء ليس عيبًا على الإطلاق، بالعكس فهو يريح القلب ويخفف الأحزان، كما أنه جيد لبؤبؤ العين طبيًا، لكن الشريك الدرامي يتخذ من البكاء وسيلة للضغط والابتزاز العاطفي، خصوصًا النساء، فما أن تبدأ بمحادثتهن حتى تجد دموعهن قد بدأت في الظهور، كما أنهن يتخذن من هذا وسيلة للومك وعتابك مثل: “لقد تركني أنام باكية”. هذه الجملة كفيلة بأن تجعلك وحش مفترس تلتهم الفتيات البريئات بلا رحمة، في حين أنك لم تخطئ في شيء من البداية، والحقيقة أنك لا تعرف حتى ما الإجراء المطلوب حينما تبكي إحداهن، لأنه أي تصرف ستفعله سيزيد من حدة البكاء ولن يخففه أو يجعله يتوقف.

يحب أن ينظر للأمور نظرة حزينة متشائمة

حتى في أجمل الأوقات بهجة وفرحة، يميل الشريك الدرامي إلى النظر للجانب المؤلم المحزن منها، فعلى السبيل المثال لو خرجتما في موعدٍ رومانسي في مكان شاعري جميل، وهادئ وقضيتما وقتًا ممتعًا، تجده يذكر لك أيام الوحدة والحزن والألم والاكتئاب، تحاول أن تخرجه منها فتجده يقول أنك ستغادر الآن، وسيعود للوحدة والحزن والألم والاكتئاب، سرعان ما يتعكر مزاجك، ويصبح الموعد الشاعري الجميل، ذكرى مؤلمة محزنة كذلك.

هذه هي أبرز سمات الشريك الدرامي ولا ريب أن جميعها سمات مرهقة وصفات تسبب الضغط العصبي والنفسي وتحدث التوتر والحزن بداخل شركاء هؤلاء في العلاقة، وللأسف يبدو الشريك الدرامي من أسوأ شركاء العلاقات وأصعبهم في التعامل، وأكثرهم حساسية ممن يمكن أن تتعامل معهم، لذلك هناك بعض النصائح قد تخفف الأمر قليلاً ولكن لا تنهيه تمامًا.

المجاراة

ربما يميل الشريك الدرامي إلى المبالغة في ردود أفعاله وتحميل الأمور أكثر مما تستحق بسبب تسفيهك من طريقة تصرفه ومن الدراما التي يتعامل بها معك، ربما استنكارك لشخصيته الدرامية هو ما يجعله يشعر بأنك لا تحبه ولا تهتم به، لذلك عليك أن تتعامل مع الشريك الدرامي بالمثل، ربما لو عاملته بالمثل أحس بفداحة ما يفعله، فإذا بالغ في ردود أفعاله فبالغ في ردود أفعالك أنت أيضًا، إذا اتخذ الوضع المسرحي للإلقاء والحديث، فاتخذ أنت وضعًا من المسرح الكلاسيكي ذاته، وتحدث مثل شخصيات مسرحيات لشكسبير.. هل يقول لك أنك لا تهتم به، قل له أنك أنت الذي تشعر بأنه لا يهتم بك من البداية ولكنك كنت تكذب نفسك ولا تصدق حتى فوجئت بما يفعله من تصرفات صادمة، وأكبر دليل أنك تهتم لأمر نفسك الآن ولم تسأل لماذا أنت يبدو على ملامحك الإرهاق والإجهاد هكذا، فاجئه بمجاراته في دراميته، اجعله مندهشًا من أدائك، كأنها مباراة تمثيلية، ربما ستكتشف مواهبك في التمثيل في هذه اللحظة، وربما ستستمتع وأنت تؤدي دور بدون مسرح أو جمهور، ولكن ما قد يجدي أكثر هو أنك سوف تتخلص من الكثير والكثير من المبالغة في التصرفات الدرامية من الشريك الدرامي، وستستطيع قتل هذه الدراما بطريقتك الدرامية المماثلة، لكن احرص على أن تكون المجاراة في الدراما تدوم لفترة قصيرة فحسب حتى يتوقف هذا الشريك الدرامي عن دراميته ليس إلا، ولكن لا تجعلها أسلوب تعامل دائم مع شريك علاقتك، لأن التعامل الدرامي المتبادل بين طرفي علاقة، سيؤدي إن عاجلاً أو آجلاً إلى انتهاء هذه العلاقة، لأنه إن لم يكف هذا الشريك الدرامي في التصرف بدرامية ربما سيجعلك تكره نفسك وتفقد أعصابك أكثر من مرة بسبب عدم قدرتك على التمادي في الدراما أكثر من ذلك وفي نفس الوقت لا تستطيع الرجوع إلى التجاهل والتسفيه ومحاولة حل الأمور بعقلانية. لذلك فالمجاراة ربما تكون حل جيد، ولكنه لا يمكن أن يكون مستمرًا، بل يجب أن يؤتي ثماره في فترة قصيرة وإلا سيصبح عبئًا أكبر من عبء المسئولية ذاتها.

الاحتواء

ربما يشعر هذا الشريك الدرامي بأنك لا تهتم به فحسب فيتخذ من هذه السلوكيات الدرامية، وسيلة لإثارة اهتمامك وللفت نظرك نحوه، لذلك ربما يحتاج هذا الشريك الدرامي إلى الاحتواء والصبر عليه، من أجل ضبط الأمور ومحاولة حلها، لذلك في حالات التقمص الدرامية التي تأتيه تلك عليك أن تكون متفهمًا ولا تثور ضده ولا تسفه من طريقة تصرفاته ولا من سلوكياته بل عليك أن تحتويه وتغدق عليه من عطفك وحنانك وتحاول تفهم مشكلته بالكامل وطمأنته ومراعاة مشاعره وأحاسيسه، فربما هذه الطريقة الدرامية التي يتعامل بها نابعة من شعوره بعدم الأمان معك وعدم الارتياح في أسلوبك في التعامل معه، وعلى ذلك يجب عليك أن تقوم باحتوائه وتفهمه وطمأنته بأنك بجواره وستقوم بحل كل مشاكله، ولكن أيضًا على الرغم من فاعلية هذا الحل في كثير من الأحيان ولكن احرص على أن لا يكون دائمًا أيضًا حيث إن قمت بجعل الشريك الدرامي يعتاد على أن ثورته وتلويحه بورقة الدراما في وجهك يجعلك حنونًا عليه ومتعاطفًا سيجعله دائمًا دراميًا من أجل استدرار عطفك وحنانك، وربما سيقوم بابتزازك عاطفيًا فيما بعد في كل شيء وأي شيء وبناءً عليه ستجد نفسك شخص مستنزف في علاقة لا تأخذ فيها أي شيء سوى أنه يتم الضغط عليك بورقة الدراما هذه وستجد نفسك لا تملك إلا أن تستجيب وتستجيب وتجد نفسك فريسة هذه الضغوطات ولن تجد سوى أن تستسلم لها بلا أي داعي وستجد نفسك تدور في الدوامة إلى الأبد، لا تستطيع الخروج منها، وستتفاقم الأزمة أكثر وتزداد حدتها ولن تجد نفسك سوى شخص يقدم التنازلات وكلما قدمت تنازلاً ستجد نفسك تقدم الذي بعده ثم الذي بعده ثم الذي بعده لتزداد مطامع الطرف الآخر بالطبع.

التبلد

هذه هي آخر الحلول التي يجب أن تفعلها مع الشريك الدرامي، التعامل معه ببلادة، دائمًا ما يفقد الممثل إحساسه بالدور فور شعوره ببرود الجمهور وعدم تفاعلهم معه، وهكذا الشريك الدرامي كما الممثل، عندما يشعر أن دراميته تلك لا تثير فيك أي رد فعل من أي نوع ولا حتى استهجان أو استنكار ولا حتى تهكم أو سخرية ربما سيكف عنها بشكلٍ كامل، وسيحاول تجربة وسيلة أخرى لإثارتك ودفعك للتفاعل مع مشكلاته.

عيب هذا الحل للأسف أنه سيؤدي إلى انتهاء العلاقة من جانب الشريك الدرامي نفسه، فشعوره بالبرود من تجاهك وبتبلد مشاعرك نحوه، ربما سيجعله يفقد مشاعره تجاهك ويشعر أنك لم تعد الشخص المرغوب لاستكمال الحياة معه، وعلى هذا ربما سيلجأ هو إلى حل إنهاء العلاقة من أجل التخلص من هذه العلاقة التي انتابها الفتور والبرود والركود، ولم تعد تتأجج بالمشاعر كما كانت في السابق.. ولذلك فقدت العلاقة شغفها.

لذلك عليك أن تضبط الأمور تجاه شريكك الدرامي إن كنت تحرص على وجوده أن لا تتمادى في البرود والتبلد حتى لا تفقده تمامًا.

خاتمة

ربما يكون الشريك الدرامي من أصعب شركاء العلاقات الذين يمكنك أن تتعامل معهم ومع صفاتهم غير المقبولة، مثل الدرامية، ذلك وأن أي رد فعل من جهتك سيكون سيقابل بالمزيد من الدراما ولن يستطيع تفهم الوضع، لذلك عليك أن لا تقع في حب شخصية درامية من البداية، وإلا فحاول تحمل ما سيحدث لك.

محمد رشوان

أضف تعليق

عشرين − 19 =